بنبرة مختلطة بين الضحك والإصرار، أضاف كوتنيو: "لديكم ساعتان لتختاروا شخصين ليكونو أحرارا ، ولو لم تختاروا، فالموت مصير الجميع." عقب ذلك، اختلطت الأصوات بين مناديّ وآخر يرجو فرصة للحياة.
"لنتبع منهج التصويت،" اقترحت فتاة ذات شعر طويل وصوت رصين، "لنحدث تصويا اكثر شخصيا يتم التصويت عليهما سيختارون من قبل الفصل لكن لا يُسمح لأحد أن يصوت لنفسه، ولكل منكم الحق في استقطاب الأصوات بخطاب مُقنع." لم يكن أمام الطلاب بدًا عن الإذعان ليقينها.
تركنا الرجال، فيما بقي صاحب القناع اللا مُعبّر في حراسة الساحة. بدأ كل واحد يخوض في الإلقاء؛ كوميديا حزينة من أجل بعض الأصوات المعدودة.
جاء دور الفتاة الجميلة، وكانت أبلغ رسالة هي صمتها الذي قطعت به الدور الذي كان مفروضًا أن تؤديه، وعندما حان دوري، ما كان مني إلا أن أقول ببساطة وأنا أفيض ترفعًا عن مسرحية الرجاء التي اعرف ان لا جدوى منها فشخصيتي الإجتماعية ميتت تقريبا : "أرجو أن تصوتوا لي." توالت عندها الهمسات الساخرة ممّن حولي، وأنا أعقب في نفسي بابتسامة رثاء لحالنا: "هههه، وكأن خطابًا دراميًا كان ليُحدث فرقًا."لم يكن الأمر مستغربًا أن يكون تمثيلي بسيط وتصريحي القاطع في وضعٍ متوتر بمثابة نفحة طرافة بين الذعر والفوضى. بالطبع، لم أتوقع استجابة جدية؛ فغالبًا ما تُستقبل مثل هذه التعليقات بالسخرية في أوقات الكرب.
فجأة، قاطع سيل التعليقات الساخرة صوت صاحب الوجه الخالي من الملامح. "إنّ الصراحة والتواضع في مثل هذه اللحظات قد تكون أثمن من ألف كلمة زائفة."
رغم مرارة الموقف، لم أستطع سوى التفكير في مدى غرابة وضعنا، وكيف أن القدر قد جمعنا هنا في هذا المكان الذي تحول فجأة من قاعة دراسية إلى ساحة للصراع من أجل البقاء.
ومع ذلك، أدركت أن هذا الموقف قد كشف عن شيء غائب في الحياة العادية: الواقع القاسي لخيارات الحياة والموت، حيث الحظ، وليس بالضرورة الجدارة، يمكن أن يحدد من يبقى ومن يذهب.
مر الوقت بثقل بينما كان كل طالب يحاول جاهدًا أن يُقنع الآخرين بضرورة بقائه. كلمات متوالية من الرجاء والذعر، تحاول أن تجد طريقها إلى قلوب وعقول الحاضرين.
في نهاية الأمر، لم تكن المسألة حول من كان يستحق الحياة أكثر، بل كانت أشبه بلعبة قدر محبطة تُظهر أحيانًا بشكل مؤلم كيف أن الفرصة لا تكون متساوية دائمًا.
عند الانتهاء من الخطابات، ساد صمت مشحون قبل أن يبدأ التصويت. الأفكار تتزاحم في عقلي، لكن أدركت أنّ مجرد التواجد هنا وسط هذا كله، يعد بحد ذاته نوعًا من النجاة رغم انه ليس لدي فرصة في الفوز في هذا لاكن ، بغض النظر عن نتيجة التصويت. كانت روحي، بالرغم من كل شيء، لا تزال متعطشة للحياة وتحمل رغبة قوية في التمسك بها، مهما كانت الظروف.و عند انتهاء الخطابات . شرع كل شخص في كتابة اسم في الورقة و رميها في زجاجة أسطوانية .
و بعد ادراكي اني لا اعرف اسم اي شخص هنا . ممم مذا افعل
تقدمت الى فتاة ذات شعر بني بتسريحة ذيل الحصان ، وقد لاحضت من طريقة سيرها الغريبة تلك انها تحاول اغرائي او شيء من هذا القبيل .
و قفت في جانب المقعد الذي كنت اجلس فيه ، وقبل ان تنطق بكلمة .
نضرت اليها بنضرت احتقار و قد لاحضت ذالك وقلت :
اخبرني بأسمك فحسب هذا مقرف ، فقالت : نحن كبشر سنفعل اي شيء يضمن نجاتنا بفضل غرائزنا البشرية ايها الوسيم ، اسمي "هيناتا" "ساكوشيرو".ا جبتها هذه القاعدة تعمل فقط مع الحثالة و ليس اصحاب الكبرياء . و اكملت : لا تكن قاسي فليس لدينا خيار بعد كل شيء .
فكتبت اسمها في الورقة و رميتها في الزجاجة .
لاكن لديها وجهة نضر. و لما صوت الجميع شرعت تلك الفتاة صاحبة الفكرة التصويت و بدأت تقرأ الأسماء .
و اكثر اسمين الذين صوتا عليهما هوما قالت بنبرة مرتفعة : هيناتا "سكوشرو" و ماركو "سانيمي"
اذن استخدمت نفس الطريقة مع الكل اما بنسبة للفتى فربما بسبب شعبيته في الفصل ، او شيء من هذا القبيل
فقفزت هينتا و ماركو فرحا بذالك و بدأو بتأسف للباقين لمغادرتهم و ما ينتضرنا نحن الطلاب الأخرين
و بحماس نادى ماركو على صاحب القناع الفرح الذي دخل الفصل للتو ، وقال لقد انتهينا من التصويت : وقال لن ينتهي حتا انقضاء الوقت، لذا تأكدوا من اختياراتكم يا طلاب و ختمها بضحكة خفيفة تخفي شيئا ما ،
تنهدت قليلا واقول في خاطري : هذا مريب احقا سيسمحون لشهود بلخروج سيضرهم اكثر ميما سينفعهم ، غريب
و بعد انقضاء الساعات الثلاث دخل صاحب ملامح الغضب بشكل مخيف و كان في يده مسدس فضي ذو فوهة كبيرة ، و قال محدثا الشخص الأخر هل انتهو فقال نعم.
فقال ماركو و قد اختفت ملامح الخوف منه وقال : متى سنذهب اذا .
فضحك صاحب القناع الفرح. و اكمل صاحب القناع الغاضب وقال بنبرة احتقار : اتعرف يا فتى متى يكون الإنسان حرا .
فأجاب مركو : عندما يعود لبيته ربما .
فأجابه صحاب القناع الغاضب : لا ايها الأحمق بل عندما يفجر رأسه برصاصة 10 mm .
ومع الصدمة التي تعرض لها الجميع ، خصوصا وجه ماركو الاي تبلدت ملامحه .
و في تلك اللحضة يطلق صاحب القناع الخالي من الملامح و يفجر رأسه و رأس هيناتا الواقفة خلفه.
و أعين الطلاب و الفصل كانت تفسر حجم الصدمة التي تعرضو لها خصوصا الفتات التي كانت تعرف انها سبب هذا فكرة التصويت من الأساس.