**منظور نوت**
كانت انفاس الطلاب تشرح كل شيء و صراخاتهم تعلو المكان هناك من تقيء من هول النظر و هناك من فقد وعيه من شدة الصدمة و هناك من بقى ساكنا مثل الصنم مثلي .
كان الوضع مزريا و هائجا بسبب غريزة البقاء لدى الطلاب لاكن كل ذالك توقف فور ان اطلق "كوتنيو" طلقا في السقف لتهدئة الأوضاع وقال بصوت رسين و عال : فلتهدئو اعزائي الطلاب مزال لديكم فرصة للنجاة لو اردتم و أكمل ساخر : من يريد النجاة فليرفع اصبعه .
وقف في الخلف طالب يملك ملامح لا تكاد تُرى في هذا الظلام، مغلّفاً بإحساس عميق بالغموض، وقد تلألأت الأقراط في أذنيه وبرز وشم العنق مع التفاتة رأسه، وهو يحجب عينيه بقبعة سوداء. نبرته ساخرة أصداءها تخرق صمت القاعة: "ليس مجددا، أبها الوغد، اتتوقع ان نصدقك بعد ان اخلفت بوعدك_
قاطعه بنبرة و قال مستنكرا : وعد أي وعد تقصد ؟ آه ذالك الوعد ؛ يبدو ان فهمت كلامي على نحو خاطئ ايها الطالب .
انا لم اقل اني سأدعهم يرحلون بل قلت أن يكونو "احرارا" وقد لبيت طلبهم ، و طلبكم بتصويت لهم اليس كذالك. لذا ربما كان عليهم فهم معنى الحرية اولا قبل اتخاذ القرار فلحرية الوحيدة التي ينالها الشخص هي عند مماته . و لا تلومني كما قلت قبل قليل انكم من صوتم لهم لينالو حريتهم.
و بنسبة لسلامتكم سأضمنها بنفسي ،
فأجابه بغضب : هذا يسمى قتلا و ليس تحريرا أيها الوغد . قابله بضحكة خفيفة و قال : المعنى واحد يا صاحب الأقراط . الأن لنبدأ الإختبار الأخير لديكم عشرون دقيقة ؛ إبدؤو و ختم كلامه قائلا : الأمور لاتجري بما يخطط لها دائما.
تلك الحرية التي تحدث عنها كوتينو، حرية صورها لنا بألوان الموت، لم أكن أظنها كذلك قط. وها هو زميل غاضب يرد بصوت يعتمل حفيظة: "هذا ليس تحريرًا بل مجزرة!"
رغم حالة الهرج التي اجتاحت الأرجاء، كان صوت فتاة لم أعرف اسمها يتردد برزانة، "فلنصوت مرة أخرى..." صدمني مدى قوتها في تلك اللحظة .