وقاطعها آخر يبدو مشتت الذهن، متهافت الكلمات، ويحمّلها وزر الموت الذي حل بماركو.
و قال بصحيح العبارة : بصوت مرتفع مرعوب انتي السبب لو لا انك اقترحة ذالك الإقتراح لما مات ماركو ايتها **** يجب ان نختارك جزائا لأفعالك و اكمل بصوت اكبر و اكثرا تضخما . و هذا يفسر سبب انكي لم تقدمي خطبا كذالك . لأنك تعرفين ماينتظركي اذا تم إختيار كي اليس كذالك و ليس انتي فحسب بل صاحب الوشم و كذالك صاحب الأعين الغريبة اليس كذالك ايها الخونة .
و قلت في خاطري : اعين غريبة انها ليست كذالك ايها المتبجح ، ولقد قدمت خطابًا مؤثرا أيضا ههه يبدو انه لم يعجبه.
لكن ان نضرت للأمر فمن حقه ان يضن ذالك فعدم تقديم خطاب لثلاثتنا و عدم اخذ الأمور بجدية ينذر بشيء ما . مممممم اذن هكذا الأمر "الأمر لا تجري دئما لما كنا نخطط له هذا ما يعنيه بقوله هذا اهذا تلميح لشيء ما ؟ هل افعلها ؟ حسنا لنفعلها .
وبصوت محسوب، كلماتي تخترق الهواء الثقيل لتصل إلى مسامع الجموع: "هذا ليس خطأ أحد. ما فعلته تلك الفتاة إنما هو محاولة لإنقاذ الأغلبية، السبب الحقيقي لهذا البلاء يبرُز أمامكم الآن..." نظرت نحو كوتينيو وعيناي تحملان بريق الغضب. "إذاً، سأقبل أن أكون المكروه بِمحض إرادتي ما جعل حالة القسم في حالت صدمة و عدم تصديق..."
ومع تردد هذه الكلمات، رأيت الفتى ذو الوشم يرفع يده، مُعلناً انضمامه إلى قائمة المكروهين، وإلى جانبه تقف الفتاة الجميلة، ترفع يدها بقوة، إيمانًا بمشاركتنا العُقد نفسَه.
، و ما كان يجري حولي يتجاوز بكثير ما كنت أتخيله. بعد جلسة غامضة، شعرت بأن الزمن يتسارع بشكل غير مألوف. وقبل أن أستوعب، وافقنا جميعًا، بطريقة ما، وكأننا مدينون بأرواحنا لهم، على الرغم من أننا ربما كنا مخدوعين في ذلك. "كوتنيو" أمرنا بالخروج من الفصل بعد إنقضاء العشرين دقيقة التي كانت كلحظات بنسبة الي .، وبعد لحظات، كانت هناك عصابات تغطي أعيننا، مما زاد من قلقي العميق و ما جعلني أعيد التفكير في تصرفي المتهور.
بينما نسير في صمت مطبق، بدأت أسمع أصواتًا خطوات كثيرة غير مألوفة، و حديث لم يكن باللغة اليابانية التي أعتادها، بل شيء يشبه الإسبانية أو ربما هي الروسية. هذا التغيير المفاجئ في المحيط أضاف جرعة إضافية من الرعب والغرابة إلى ما كنت أشعر به.
وفجأة، عبر سكون المكان صوت جديد، مختلف عن كل ما سمعته من قبل، معلنًا بلغة إنغليزية ثقيلة لكنها مفهومة و نطق بنبرة من السخرية : "مرحبًا، أعزائي اليابانيين، أراكم في دراف." كلماته جعلتني أدرك بشكل مفزع أننا لم نكن الوحيدين الذين تم إخراجهم من فصولنا.
بعد ذلك، بدأت أسمع أصواتًا غامضة تتردد في الأجواء، أصوات كأنها تنبعث من قنابل دخانية، لكن الأرجح أنها كانت غاز منوم. الضجيج المبهم والهمسات المتداخلة انقطعت فجأة، كما لو أن كل شيء حولي أُبتلع في فراغ صامت. شعرت بدوار شديد يغزو رأسي، مثل موجة غامرة تخطف كل إحساس بالواقع مني، وفي لحظات، شعرت بنفسي أنزلق ببطء إلى أسفل، كأنني أخوض في غيمة ثقيلة من الضباب.
لم يكن لدي أي تحكم على جسدي الذي بدا فجأة ثقيلًا كالرصاص، والظلام الذي كان يلفني ازداد قتامة. بعد ذلك، لم أتذكر شيئًا. كان كل ما يمكنني استيعابه هو السقوط في بحر من اللاوعي، حيث الزمن والمكان لم يعودا يحملان أي معنى.