(منظور نوت)
وعندما كنا مستغرقين في التفكير، فلكثير من الفرضيات والخوف المختلط مع الجو الجديد لأشخاص جدد من بلدان أخرى، يغزو صمت حاد أطراف الحديث عند سماع فتح الباب الفولاذي الضخم، ويظهر من خلاله شخص ببدلة سوداء وقناع أبيض خالٍ من الملامح، ويحمل سلاحًا رشاشًا، وهو أيضًا يرتدي بدلة سوداء بدون ربطة عنق.
قال صاحب القناع: "تعبوا مني ولا تقدموا أي حماقات، أي شخص يخالف القوانين هنا مصيره الموت."
فسأله الفريد: "من أنتم؟ وماذا نفعل هنا؟ وما سبب خطفكم لنا؟ أتعرفون من هو والدي؟"
قاطعه صاحب القناع وقال: "أنا لا أهتم من يكون والدك، أيها الفرنسي المتكبر، لذا اسكت، وأيضًا لست أنا الشخص الذي يجب أن تطرح عليه هذه الأسئلة، لذا اتبعوني رجاءً قبل أن ينفذ صبري."
وقف الجميع، بمن فيهم أنا، وبعد أن تخطينا الباب، لاحظت رقمًا مكتوبًا فوقه (4000).
سرنا في نفق مصفح بالفولاذ المصدئ والمضيء بإضاءات خافتة في سقفه، وبعد دقائق من المشي في الممر العتيق الذي كلما تقدمنا بدأ كأن آثار القدم والصدأ بدأت تختفي وتتحول إلى حين وصلنا إلى بوابة ضخمة.
تقدم صاحب القناع، وأخرج بطاقة ووضعها على شاشة المسح، وبدأت في مسح البطاقة ضوئيًا وبدأ بكتابة رمز أو كلمة سر لفتح البوابة.
وبعد أن فتحت البوابة، بدأ الظلام يلفني، والصمت يطبق على أنفاسي وأنا أُجرى إلى داخل هذه القاعدة السرية التي طالما كانت موضوعًا للأساطير والهمسات في الأفلام والروايات والآن أصبحت حقيقة. لمحت أضواء خافتة تتسرب من قسماتها المتعرجة، وصوت أقدام الحراس يتردد على أرضيتها المعدنية. ومع كل خطوة، شعرت بوزن الغموض والخوف يثقل كتفي. بهدوء، فُتحت أبواب قاعة ضخمة أمامي، وببطء، بدأت معالمها تتكشف لعيني.
أقف الآن في وسطها، مفتونًا بسقفها العالي الذي يشبه قبة نجمية معتمة، وجدرانها الملساء التي تعج بأدوات التقنية العالية. تغمر القاعة هيبة محملة بكل ألوان السلطة والسرية وتنبض بحياة لا يعلم عنها سوى قلة. أضواء اللوحات الإلكترونية تطلق شراراتها الزرقاء والخضراء، تفحص، تحلل، وتتابع الأنفاس التي تخرج مني وتسجل خفقان قلبي الذي يتسارع بقلق. يسود المكان صمت مهيب يقطعه فقط صوت أزرار تُضغط وبيانات تتدفق عبر الشاشات الإلكترونية الموجودة في غرف ذات جدار زجاجي.
تغمرني رهبة ممزوجة بالفضول وأنا أحاول استيعاب مكاني الحالي، هذه القاعة الضخمة في ذات السقف العالي والجدران الصفحة بالفولاذ المزخرف بطريقة حضارية توجه القاعدة السرية التي أصبحت ضيفها الغير متوقع. ولاحظت دهشة معي، خصوصًا "كيوكو"، وقلت كيف لمنظمة إجرامية أن تمتلك مثل هذه القاعدة الضخمة وكيف يتم تمويلها. وقاطعني صاحب القناع قائلا: "اسكت وتابع كلامي. لا أحد يعرف عن هذا الأمر شيئًا."
وبعد تبادل أطراف الحديث حول فرضيات لما يكون هذا، يظهر شخص ما في منبر أعلى القاعة ذات السقف العالي ويحمل جوًا مخيفًا وهالة ثقيلة على الحاضرين.
يا ترى من هذا؟