استمرت المعركة لفترة من الزمن فلقد كان كلاً من الياس واياس متكافئين في القوة فلقد كانت معركة عظيمة جداً ، لكن كان دائما ما يتفوق الياس علي اخيه ، شق الياس صدر اخيه و جرحه جرحاًً عميقاً

وقذفه بعيداً الى الهاوية أسفل الشلال، لقد وجهه له ضربة مميتة ، جثى الياس على ركبتيه وهو يلث ويده مسنودة على السيف و الدم يقطر منه وخر بالبكاء ، هنا ، خسر الياس كل ما يملك ، من اخ .. صديق … حتى عائلته .. بل خسر سمعته في المملكة بأسرها . لم يبق له شيء ، وسرعان ما انتشر خبر الياس في المملكة بأسرها في اليوم التالي .

أصبح اسم الياس في الحضيض ، بل أن اسمه اصبح الشيطان!! لم يستقبل أحد الياس ، كلما مرعلى قرية رجموه بالحجارة قائلين : اذهب من هنا ياشيطان ، أصبح يلقب بالشيطان في كل مكان وسرعان ما انتشرت قصة إلياس في العالم ، عَزل الياس نفسه في وادٍ غير مأهولٍ بالسكان

في مملكة نصال ، وعاش فترة من الزمن وحيداً بعيدًا عن الناس ، لم يتقبله احد ، غرِق في يأسه ، وحُشت وحدته ، سَادَ قلبه ، أصبح يشعر بالفراغ بداخله ، تغير مظهره ، اصبح بمظهر رجلٍ يائس ولكن لم يتوقف الياس عن التدرب بالسيف ، كان السيف هو آنسه الوحيد ، وبعد مرور

بضع سنين ، كان الياس يذهب إلى العاصمة متخفيًا بعباءة ، لكي يسترق السمع ويلتقف المعلومات عن ما يحدث حوله ، ولكي يشتري الحاجيات التي تمكنه من العيش ، ولكن كان يسمع في الاونة الاخيرة عن بطل ظهر في مملكة (سدور) ، شاع الحديث حوله ، فلقد كان حديث

المدينة بأسرها ، لم يبدي الياس اي اهتمام ، وأكمل في طريق عودته الى المنزل، وعند طريق عودته كان يمر بغابة كبيرة تفصله عن الوادي ، سمع الياس صوت احتدام معركة و صراخ فتاة تطلب المساعدة ، تتعرض لهجوم من قطاع طرق ، اسرع اليأس إلى هناك ، ووجد خمسة

لصوص يسطون على عربة تبدو لأحدى النبلاء ، فلقد قضى اللصوص على حراس العربة فلم يتبقى سوى الفتاة وكانت تنهمر في البكاء ، استل الياس سيفه ، وعلى الرغم من معاملة الناس له ، لم يتردد الياس ولو للحظة في المساعدة ، بل واجه خمسة رجال بمفرده ، اُعجبت

الفتاة ببسالة الياس و شجاعته وقوته أيضًا ،فلقد كان اعظم فارس في المملكة ، خمسُ رٍجال لا يعنون شيئًا امام قوة الياس فسرعان ما انتهى منهم ، شكرت الفتاة الياس وكان مرسومًا على وجهها ابتسامة جميلة جدًا لم تفارقها ، عندما نظر اليها مُلى الفراغ بداخله، فلم

يعامل احد الياس بلطف من ذلك الوقت ، وكأنها أدخلت النور على قلبه ، ولكن… تلك العربة لم تكن لاحدى النبلاء ، بل كانت عربة الابنة الوحيدة للملك ، الأميرة (لِيا) ، اصرت الأميرة في لهفة ان يأتي معها الياس الى والدها لكي يكرمه ويجازيه على ما فعل ، فلقد وصفت اباها بالكرم والطيب ، ولكن كان يرفض الياس ذلك ، فكيف لشيطانٍ ان يجازى ، ولم يرد الياس ان يراه الملك بعد الذي حدث له ، بعد ان قام بتكريمه

واصبح فارساً ذو شأن للملك وكيف اصبح اسمه الان ، لكن لم يستطع الياس ان يدعها تذهب بمفردها فلم يتبقى احد من الحراس معها ، فقرر ان يوصلها الى اطراف المدينة ، وفي طريق عودتهما ، كان يعتري الأميرة ليا الفضول حول الياس ، شخص غامض واجه بمفرده خمس رجال

من اجلها ، فهي لم تعرف اسمه حتى ، وبعد اصرار منها ، قال لها : من الافضل لك ان لا تعرفي من اكون . قالت : بل يجب علي ذلك وكيف لا أعرف اسم الرجل الذي قام بإنقاذي، قال: أيتها الأميرة ليا ، لقد أنقذك الشيطان ! ، تعجبت الاميرة فلم تفهم ما يقصده الياس : الشيطان ؟

ولكن كيف لشيطانٍ ان ينقذ البشر…. (لحظة صمت).. أأنت الشيطان الياس ؟!! . صدمت ليا فلم تتعرف عليه الاميرة من مظهره ، وانزل إلياس رأسه ولم يقل شيءً ، اجتاحها الخوف ، "ولكن كيف لشيطان ان ينقذ البشر" كانت تلك كلمات الأميرة لِيا ، فلقد كانت تشعر في أعماق قلبها

بطيبة الياس ، ومافعله معها لم يكن ليصدر من شخصٍ لُقب بالشيطان ، قالت : لمذا فعلت ذلك ...احقاً فعلت هذا ؟ . اخبرها الياس بقصته وعن ماذا حصل له مع اخيه وكيف لُقب بالشيطان ، لم يرد الياس ذلك ولكن بعد ان استطاع اخيراً التحدث عن الامر مع شخصاً اخر ، وكأنما اُزيح جبلاً عظيماً عن صدر الياس ،

وصل إلياس الى المدينة وعند دخوله و المشي في طرقاتها ، كان جميع من في المدينة ينظرون الى العربة ، فلقد كان منظرًا غريبًا جدًا ، رجل لا تُرى ملامحه يقود عربة الأميرة وليس هنالك فرسان ! ، عم الصمت أنحاء المدينة وهم يحدقون بهم ، وكأنهم في انتظار شيئٍ ليحدث ، شعر

الياس بالتوتر ، فما الذي سوف يحدث عند علمهم بوجود الشيطان الياس بطرقات المدينة ، وصل الياس إلى القصر وذهبت الأميرة لمقابلة والدها وبأخباره بشأن ماحدث لها ، وبعد وهلة ، عادت الأميرة برفقة الملك وهو يرحب بالشخص الغامض الذي أنقذ ابنته وبرفقته الحراس

ومعهم الحاشية محملين بالذهب و الطعام جزاءً له فلقد كان سعيدًا جدًا ، عندما وصل الملك اليه وهو مبتسم وفرحٌ بما فعل هذا الرجل ، رفع الياس الغطاء عن رأسه وكشف عن نفسه، حدق الملك بإلياس عم الصمت لوهلة ... استل الحراس سيوفهم ، مُحيت إبتسامة الملك بل

ملئ المكان بهالة غضب ، سخط الملك قائلاً : كيف تجرؤ على القدوم الى هنا !! ، اراد الملك ان يأمر بقتل الياس ولكن اوقفت لِيا والدها وقالت : أتجحد فضل من قام بإنقاذ ابنتك !! ، علم الياس انه لا فائدة ترجى من ذلك ، فلقد فقد بصيص امله ، تحطم قلب الياس مرة اخرى ، اسدل غطاء

رأسه وبدأ بالمشي للخروج من المدينة ، انتشر خبر وجود الياس في المدينة اسرع من النار في الهشيم وأثناء سيره كان كل من بالمدينة يرجمونه بما في أيديهم ، فلقد كان كل طفل .. رجل.. وامرأة.. يضعون مشاعرهم بها ، حقدهم... كراهيتهم… بغضهم.. يتمنون موته ،

يرجمون الشيطان ، فهم يرون الياس من قتل آبائهم .. أقربائهم … وأحبائهم ، ومنهم من نجا من جحيم ذلك اليوم وازدادوا حقدًا عليه مع كل ليلة ، ثقل ذلك على قلب الياس ، لقد كان يتألم بداخله ، يأِنُ قلبه ، باختلاف ما يبديه مظهره ، نَحُتت هذه المشاعر في قلبه ولن ينساها ابداً ، وعاد الياس الى منزله وهو مغطى بالجروح و بقايا الطعام .

2021/12/02 · 316 مشاهدة · 1023 كلمة
نادي الروايات - 2025