أعتادت الاميرة ان تذهب في نزهةٍ لها كل بضع أسابيع تتجول خارج العاصمة ، ولكن بعد تلك الحادثة أصبحت الأميرة تذهب الى الغابة للبحث عن الياس ، حتى وجدته اسفل الوادي ، واصبحت تقوم بزيارته كل بضع اسابيع دون علم والدها ، حتى اصبحت علاقة الاميرة و الياس قوية ،

لم يمض الكثير من الوقت ، ذهب الملك ليحضر اجتماع تحالف بين الدول بخصوص البطل الجديد ، وعندما كان يستعد الملك للرحيل اتت ابنته ليا لكي تودعه ، نظر اليها الملك ب نظرةَ فخر وقال : لقد اصبح الان عمرك ٢١ سنة ، لقد كبرتي حقاً ، اما آن الوقت لكي تجدي زوجًا لكي ! .

فقلد كانت ترفض الأميرة ليا المتقدمين لها منذ أن كانت صغيرة ، لم توافق الاميرة رأي ابيها حول زوجها ، غضب الملك ولم يترك لها القرار وقرر الملك ان تقام حفلة يدعو فيها جميع النبلاء بالمملكة لكي يتم اختيار لها زوج بعد بعد ثلاث اشهر عندما يرجع ، وعندما غادر

الملك في رحلته ، علمت ليا انه يجب عليها اختيار زوج الان وانه اذا رجع ابيها سوف يتم اختيار زوجٍ لها رغمًا عنها ، هنا مال قلب لِيا إلى الياس ، رغم كل ما يقال حوله ، لم تكن تنظر إليه كباقي الناس فلقد شعرت بطيبته عكس ما يبديه النبلاء من النفاق فلم ترد ليا ان يكون اختيار زوجها

لمصلحةٍ للمملكة ، لم يرفض الياس ذلك بل كان يرى الياس ليا كبصيص امل لحياته ، كعتمةِ ظلامٍ دامس لا نهاية له أُدخل عليه نوراً خافت يضيئ له درب النجاة ، لم يفكران في عاقبةِ فعليهما ، فما بدا لهما غير درب ممهد بالسعادة ، ولكن كيف ستتزوج الأميرة الياس ؟ قررت ليا

الذهاب الى اقصى قريةٍ صغيرةٍ في الغرب ، بإسمٍ مستعار كتاجرين هي والياس ، حصلا على إذن زواج من كبير تلك القرية ، واصبحا يعيشان فيها لم يعلم أحد بحقيقتهم ، وبعد أربعة أشهر ، رجع الملك الى العاصمة ، كان القصر الملكي في حالةِ فوضى ، علم الملك باختفاء ابنته

وغضب غضبًا شديداً ، وعندها ابلغه كبير الحراس انهم كانوا يقومون بالبحث عن مكان الأميرة منذ اختفائها ، وجدوا ان بعض الحراس كانوا يقومون بأخذ الاميرة ليا الى منزل الياس ، سأل الملك أين هؤلاء الحراس ؟ وعندما اخبره انهم بالزنزانة امر الملك بإعدامهم ،

وسأل صارخًا : اذا لما لم تقبضو على اليأس حتى الان ؟ قال كبير الحراس : إننا قمنا بالفعل بالذهاب الى بيت الياس ولم نجد شيئا ، اكره ان اقول لك ذلك ولكن يبدو أن الياس قام باختطاف الأميرة. اشتاط الملك غضباً وجعل على رأس الياس مكفأةً ماليةً كبير ، وأمر بالبحث عنه بكل

أنحاء المملكة في كل مدينة وقرية صغيرة أم كبيرة وانتشرت صورة الياس في كل مكان و الأميرة المفقودة ايضاً ، وسرعان ما انشر خبر اختطاف الاميرة في كل مكان ، علم أهل القرية بهوية الياس وقاموا بأبلاغ الحراس بذلك ، وسرعان ما وصل البلاغ إلى كبير الحراسِ و الملك ،

وأرسل الملك جيشاً إلى الياس من خمسين الف رجل بقيادة الفارس الأول ابنه باتل ، كان الملك يعلم قوة الياس الكبيرة فذلك أرسل اليه هذا العدد من الجنود خوفاً من قوته ، ولم يهدأ الملك بل كان يهجس هل ما اذا كان هذا الجيش كافياً ام لا ، وخلال تلك الأيام ذهب ليا للتسوق في

سوق القرية الصغيرة ، وفي طريق ذهابها الى هناك رأت صورة الياس في لوحة الإعلانات عند مدخل القرية ،وكان المنشور بعنوان :اختطاف اميرة المملكة من قبلِ الشيطان . ضلت تنظر ليا اليها وتغيرت ملامح وجهها ، هلعت ليا وذهبت الى منزلها لكي تخبر الياس ، عندما علم

الياس بذلك ، خر الياس ارضاً وكأنما انزل على كاهله جبلاً عظيماً ، لم يكن خوفاً من الملك ، أو حتى أنه اصبح مطلوبٌ رأسه ، بل بما اقترفت يداه ، مالذي كان يفكر فيه ، لقد جلب جحيمه معه الى الشخص الذي احبه ، تعاسته ..و وحدته ايضاً ، لم يكن يرى الياس سوى بدأ حياته الجديدة

ورمي الماضي خلفه، لا بل اراد الياس ذلك ، حينها قرر الياس أن لا يقحم الأميرة في حياته الشخصية ، أراد أن يرحل بعيداً عن المملكة وعندما شاهدته ليا في تلك الحال قررت الذهاب الى والدها مسرعةً لكي تخبره انها ارادت العيش معه وانه لم يختطفها بل هي من خططت لذلك ،

وبعد ثلاث ايام من ارسال الملك لجيشه ، وصلت الاميرة للقصر وذهبت مسرعةً الى والدها ، سَمع من بالمدينة صخباً من القصر فرحاً برؤية الأميرة ،و كان الملك فرحاً جدا برجوع الاميرة ، ولكن عندما علم الملك بالأمر ، غضب جداً وقام بحبس الاميرة بغرفتها ، وجلس يفكر ما الذي

يفعله الآن ، ماذا يجب عليه فعله ، كيف لأميرة من عرق ملكي ان تتزوج من رجل يسمى بالشيطان !! كيف لو علم النبلاء بالأمر ؟ سوف تتلطخ سمعته في أنحاء المملكة ،قرر الملك لا يعلم أحد بزواج الأميرة من الياس ، غادر الياس مملكة نصال ، حاملاً معه بؤسه ، تاركًا زوجته لا يعلم

اين يذهب ، فلا مكان يرجع له ولا بيت يؤويه ، لم تمض سوى بضع اشهر حتى تبين لهم ان ليا حاملاً بطفل الياس ، هنا كانت الطامة الكبرى للملك لم يعلم ماذا يفعل ! ، ولكن لم تكن تسمح لِيا للملك بفعل شيء لوليدها ، كان الياس يترحل بين الأراضي لمدة خمسة عشرعاماً ، كان

يعيش في مكان لمدة عام أو عامين ثم يذهب الى مكان آخر ، هائمٌ بلا هدف ، كان ينتقل من مملكة إلى اخرى حتى وصل الى مملكة سدور و كان إلياس قد أصيب بمرض السُل وخلال تلك السنين، ولد ابن الياس وليا (آسر) وكان تحت رعاية والدته حتى كَبُر ، عندما اصبح عمره ثماني

سنوات أمر الملك بأن لا يعيش آسر بداخل القصر ، لم تكن طفولة آسر كأي طفل ، نسل الشيطان الياس ، لعنةٌ تلحق به أينما حل ، لا أحد يتحدث معه ، يسمع الهمز و اللمز أينما حل ، لُقب بالزنيم ، وعلى الرغم من ذلك كانت ليا حريصةٌ على ان لا يكره اباه او يلومه على ذلك بل كانت تقوي

إرادته ، كان يتعلم السيف منذ أن كان صغيرًا ، اراد ان يثبت نفسه بقوته ، أصبح يتدرب على السيف ليل نهار وكان شغله الشاغل ، وبعد اربعة سنوات توفي الملك دهيم وانتقل الحكم إلى ابنه الوحيد باتل ، وبعد سنتين وصل الياس الى مملكة سدور، وكان يتجول في العاصمة كسائر

الأيام ، كان ينتابه الفضول حول البطل المنتشر اسمه في العالم ، ذات يوم في فترة العَصْر كان يتكئ الياس على نافورةٍ في منتصف العاصمة ، مسنداً سيفه بجانبه يتأمل في السماء مثقلاً كاهله يفكر في يأسه ، حتى سمع أن البطل قد قدم الى هنا وبدأ الناس بالتجمع

حوله و الهتاف له ، أصاب الياس الفضول ، فمن هو هذا البطل الذي شاع حوله الكلام وما مدى قوته ، ذهب الياس ليرى هذا البطل العظيم ، وحينما رآه تقلب وجه الياس ، اشُعلت الناروكأنما فُتحت ابواب الحجيم بداخل الياس ، ااشتاط الياس غضبًا.. زاد غضبًا على غضبه ، قفز الياس مسرعًا موجهً اليه ضربةً بالسيف صارخًا باسم اخيه اياس ، صد البطل ضربة الياس بالسيف وكان ينظر متسائلا من تكون ، لم يتعرف إياس على

اخاه في بادئ الأمر ضل الاصطدام قائمًا لم يردع احدٌ الاخر ، لقد كان الموقف غريبًا جداً فزع الناس و الفرسان من حوله ولم يستطع أحد التدخل ، كانت تخرج منهما قوة ضخمة وضغط شديد احس بها سكان المدينة ، كان الحقد و الكراهية تملآن الياس حجبت بصيرته ولم يدرك نفسه ،

وكانت تصدر من الياس هالة قتل تنتشر في أنحاء المدينة ولم يدرك الياس ذلك ، كل من كان حوله يخيل إليهم نارًا تفيض من حولهم تحرق المدينة كاملةً ، قاموا بالفزع و الهرب وإخلاء المدينة ، كان يسمع صوت دوي المعركة من خارج المدينة ، دُمرت البيوت وحُرقت ، اُصيب

الكثيرون ، بدأ يحل الظلام واصبحت المدينة تُرى نارها من مسافات طويلة ، فلقد حل لعنة الشيطان الياس عليها ، ولكن أصبح إياس البطل ؟ ، كان يدور ذلك في رأس إلياس ، ولكن قبل عشرين سنة ، عندما تواجه الإخوان ، قُذف إياس في النهر في تلك الليلة وعندما حل الصباح ،مر

مجموعة من السيارة المسافرين الى نهر بقرب تلك المنطقة و وجدوا اياس ملقاً على ضفة النهر يفيض بالدماء ، وكان على وشك الموت وغائبًا عن الوعي ، اسرعوا في انقاذه وقدموا له الاحتياجات الأساسية ، لكن لم يكفي ذلك ، فلقد كانت حالته تزداد سوءاً ، وعلى مسيرة

يومين مروا على قرية صغيرة في شمال شرق حدود المملكة ، وقرروا المكوث فيها ومعالجة إياس ، وبعد ثلاثة ايام افاق إياس ولكنه لم يكن يتذكر شيئاً ما الذي جرى وماذا حصل له ، وبعد أربعة ايام استطاع الحراك لكن لم يعلم أين يذهب وماذا يفعل فلم يعلم احدٌ من يكون إياس

، كان المسافرين متجهين إلى ممكلة سدور فقرر الذهاب معهم وبدأ حياته الجديدة هناك ، تغير سلوك إياس بل وتفكيره أيضًا ، أصبح يحب مساعدة الجميع واصبح يساعد التجار في تجارتهم ويعمل بها ، وبعد سنة انضم الى نقابة الفرسان واشتهر في أداء مهامه حتى اشتدت

الحرب في دولة سدور ، كانت تستدعي المملكة الفرسان الاقوياء من النقابة ، وهنا اصبح إياس يحارب في صف المملكة ، وطِيلة الأربع سنوات لم يخسر إياس معركةً قط ، او حتى مبارزة بالسيف ، بل كان يحارب بمفرده عشرة الاف رجلٍ من الأعداء ، حتى اصبحوا يخافون منه مما

ادى ذلك في صالح المملكة واصبح شعبها يلقبونه بالبطل ، واصبح إياس اقوى فارسٍ في المملكة واستطاع الفوز بالحرب ، انتشر لقب البطل في العالم ، حتى انه ذب الرعب في الأعداء ، اجتمع وقتها ثلاث ملوك وتحالفت الثلاث ممالك ، مملكة سدور مملكة نصال مملكة لورا ،

تحت ظِل اسم البطل ، تزوج إياس وظل يعيش إياس حياة كريمة مليئ بالفخر بأسم البطل حتى قابل اخيه الياس ، ولكن قام بحسد أخيه وتدمير سمعته وحياته بل قتل زوجته وابنه و الكثير من الأبرياء من اجل ذلك ، بل لُعن الياس بالشيطان بسببه ايضاً ولاحقته لعنته أينما حل ، كان ذلك

كل ما يدور في رأس الياس ، ظلت المعركة قائمة ، دُمرت معظم المدينة ، أصيب الاثنان ، ولكن بالنسبة لإياس ظل طيلة المعركة و رأسه يؤلمه كلما نظر إلى وجهه ، كان ينتابه شعور معرفة هذا الشخص ، ولكن كانت تلك معركة حياة أو موت إن لم يتصدى له إياس فسيقتل،

استمرت المعركة بل طالت ، اُنهك الاثنان ، ووجهوا لبعضهما ضربتهما الأخيرة ، سيفاً بالسيف ، كُسر سيف إياس ، واخترق السيف صدره ، جثى إياس ارضاً ونظر الى وجه أخيه ،هنا عرف إياس اخاه إلياس وبدأت عيناه بذرف الدموع ، فلم يعلم بأي ذنب قُتله أخاه ، ولم يكن يعلم

إلياس ان أخاه فقد ذاكرته واصبح شخصًا اخر ، ولكن هل هذا كان كافيًا ليغفر له ؟ ، قُتل إياس امام مرى من الجميع ، بل قَتل الشيطان البطل ، و انتشرت أخبار تلك الحادثة في كل مكان ، اختفى إلياس من الوجود ، لم يعُد يرى في أي مكان ولم يعلم أحد عنه شيء منذ تلك الحادثة ،

تضررت مملكة سدور بتدمير العاصمة وأيضا بموت البطل ، بل ان التحالف بأكمله قد خسر ، وبعد سنة استغل أعداء مملكة نصال موت البطل وخسارة قوتهم ، واندلعت الحرب مرةً اخرى واستمرت الحرب لمدة سنتين ، وأصبح آسر في الجيش الملكي قائدًا للفرقة الثانية وبعد استمرار

الحرب لثلاث سنوات ، استنزفت الحرب قوة المملكة ، وخسرت اغلب المعارك ، بل إن في مواجهه حاسمة للمملكة قُتل الملك باتل ، وحاصر جيش العدو العاصمة ، انتقل الحكم الى الملكة لِيا ،

ولكن غير أنها لا تملك خبرة قيادية فقلد تكبدت المملكة خسائر عظمى بل كانت تلك الفترة صعبة ، فما تبقى من الحكم الملكي سوى العاصمة ، ولم تصمد كثيرا وبعدة عدة معارك استطاعو اجتياحها ،

، قاموا بتدميرها وقتل الابرياء و النبلاء فمنهم من قُتل ومنهم من استطاع الهرب ، في ذلك الوقت اسُتحلت المملكة وسقط حكمها ، ولكن ضل آسر يناضل وحيدًا بفرقته جيشًا كاملًا ، وكانت تأتيه الإمدادات من مملكة لورا فلقد شكل حلفاً معهم ، مر الزمان

ومازال يناضل آسر بمفرده ، واستطاع تحرير المملكة منهم واعادة بنائها مجددًا ولكن لم تحكم لِيا بل تنازلت عن الحكم لآسر ، واصبح هو ملك مملكة نصال الجديدة وأصبحت السُلالة الملكية من سُلالة إلياس ، واصبح آسر فارسًا عظيماً ، وجعل آسر شعار درع والده رمزًا فخريًا

للسلالة الملكية ، تدل على نزاهة والده وفخره وبسالته ، وبعد سنين ، وُجد الياس في كهفٍ في القرية التي تزوج بها ، مات الياس بسبب مرضه وحيدًا في ذلك الكهف منذ مدة ، كان متكئً على جدار الكهف وسيفه مسندًا بالقرب منه وكتب بدمه رسالة بجانبه : الى ليا وابني

العزيز الذي لم اعرف اسمه ، انا اسف ،اعتذر لكم بسبب أنانيتي أردت عيش حياة سعيدة وبسبب بذلك اقحمتكم معي في بُؤسي، انا اسف ، اعتذر للأجيال القادمة التي أصابتها لعنتُ اسمي ولم يقترفوا أي ذنب ، أعلم أن ذلك ليس بعادل ولكنني سوف أموت الآن وسوف تنتهي

معاناتي ولكن لعنتي سوف تظل تلحقكم بكم ، اعتذر عن ذلك ، يحق لكم كرهي وبغضي ولكن ارجوكم اعلموا انني لستُ شيطاناً.

2021/12/02 · 244 مشاهدة · 2075 كلمة
نادي الروايات - 2025