1 - الفصل الأول: صحوة في الظلام

كان آخر ما يتذكره لوكس هو صوت الإطارات المسرعة، وصوت صراخ، وضوء أبيض مبهر. ثم... لا شيء. عندما استعاد وعيه، لم يكن هناك سماء زرقاء، ولا أسفلت رمادي، ولا حتى سريره المألوف. كان محاطًا بظلام كثيف، ورائحة غريبة تشبه المعدن المحترق والصدأ تملأ أنفه.

فتح عينيه بصعوبة. لم تكن هذه عيناه. كانت الرؤية ضبابية، لكن الألوان كانت مختلفة، أكثر حدة وبرودة. حاول تحريك أطرافه. كانت ثقيلة، وكأنها مصنوعة من الرصاص. شعر بآلام حادة في كل مفصل.

"أين أنا؟" همس. الصوت الذي خرج لم يكن صوته. كان أجش، عميق، ومليء بنبرة لم يعهدها. نبرة... شريرة؟

بدأ يستوعب المحيط تدريجيًا. كان داخل حجرة معدنية باردة، أضواء خافتة تنبعث من شقوق في الجدران. كانت الأرضية خشنة، والجو مكتومًا. شعر بشيء ثقيل على معصمه، نظر لأسفل ليجد قيدًا معدنيًا ضخمًا مربوطًا بسلسلة سميكة تمتد إلى الحائط.

"ما هذا الهراء؟" حاول جذب القيد، لكنه لم يتحرك قيد أنملة.

فجأة، انفتح باب معدني بصرير عالٍ، ودخل ثلاثة أشخاص. لم يكونوا بشرًا بالكامل. أحدهم كان طويل القامة ذو بشرة رمادية وعينين حمراوين متوهجتين، وذراعيه أشبه بالمخالب. الآخر كان أقصر، مغطى بدرع لامع، وعلى رأسه خوذة تخفي وجهه بالكامل. أما الثالثة، فكانت امرأة ذات شعر أزرق داكن ينسدل على كتفيها، وعينين بنفسجيتين حادتين، ترتدي زيًا عسكريًا ضيقًا يظهر قوامها الرياضي.

"استيقظت أخيرًا، أيها المختل." قالت المرأة بصوت بارد كالثلج، وهي تقترب ببطء. "كانت إعادة تشغيل دماغك عملية صعبة. لن تتذكر شيئًا من هويتك السابقة."

هوية سابقة؟ ماذا تقصد؟ شعر لوكس بالدوار. من هؤلاء؟ وماذا يريدون منه؟

"ماذا فعلتم بي؟ من أنتم؟" سأل لوكس بصوته الغريب.

ضحك الرجل ذو البشرة الرمادية بضحكة تشبه حشرجة الموت. "لا يهم من نحن. ما يهم هو من أنت الآن. أنت ريفين. عضو جديد في منظمة الظل."

"ريفين؟ الظل؟" تمتم لوكس، الكلمات غريبة على لسانه.

اقتربت المرأة ذات الشعر الأزرق أكثر، ورفعت يدها لتلمس خده. كانت أصابعها باردة كالثلج. "لقد تم زرع ذكرياتك الجديدة. أنت الآن عميلنا، سلاحنا. مهمتك الأولى ستبدأ قريبًا."

فجأة، رأى لوكس انعكاس وجهه في عين المرأة. لم يكن وجهه. كان وجهًا شاحبًا، حاد الملامح، وعيناه... عيناه كانتا حمراوتين، تلمعان في الظلام بطريقة مخيفة. شعر بالرعب يتسلل إلى أوصاله. لم يكن هذا مجرد كابوس. لقد تجسد حقًا. وفي جسد شرير.

2025/07/10 · 7 مشاهدة · 349 كلمة
A. A. A. A
نادي الروايات - 2025