بعد أيام، تلقى لوكس (ريفين) أول مهمة حقيقية له مع منظمة الظل. كانت المهمة: اختراق مختبر أبحاث سري تابع لحكومة "الكونفدرالية" في "المدينة الساطعة"، وسرقة "مفتاح طاقة" حيوي. كانت المدينة الساطعة هي عاصمة الكونفدرالية، وهي المكان الأكثر تقدمًا وحراسة في هذا العالم.
"لا تفشل، ريفين. الفشل يعني الموت." قالت سيلينا ببرود قبل انطلاق المهمة، وهي تضع جهازًا صغيرًا على معصمه. "هذا الجهاز سيتتبعك. وسينفجر إذا حاولت الخروج عن المسار المحدد."
انطلق لوكس مع فيرون وكروم في مركبة طائرة سريعة. كان المنظر من النافذة مذهلاً ومخيفًا في نفس الوقت. أبراج معدنية ضخمة تلمع بضوء النيون، مركبات طائرة تتسابق في السماء، وشاشات إعلانية عملاقة تعرض صورًا لمدن مثالية كاذبة.
عند وصولهم إلى المدينة الساطعة، اندسوا بين الحشود. كانت الشوارع مليئة بالناس، بعضهم يرتدي ملابس فاخرة، والبعض الآخر يبدو وكأنه يكافح من أجل البقاء. لاحظ لوكس الفرق الشاسع بين الطبقات الاجتماعية في هذا العالم.
تسللوا إلى المختبر بسهولة مريبة، مستخدمين تكنولوجيا متقدمة لاختراق الدفاعات. كان المختبر عبارة عن متاهة من الممرات الزجاجية والمعادن، مليئة بالعلماء والروبوتات الأمنية. بينما كانوا يشقون طريقهم، لاحظ لوكس غرفًا تحتوي على مخلوقات غريبة محتجزة في أقفاص زجاجية، تبدو وكأنها ضحايا تجارب.
"توقف!" صاح فيرون فجأة، مشيرًا إلى قاعة واسعة أمامهم. "إنها هنا."
كانت القاعة مليئة بالحراس الآليين والروبوتات الضخمة. وفي وسط القاعة، تحت حماية مشددة، كان هناك بلورة متوهجة تنبض بطاقة هائلة، مرفوعة على قاعدة. هذا هو "مفتاح الطاقة".
"سأتولى الروبوتات." قال كروم وهو يشهر سلاحه. "فيرون، ريفين، تقدموا!"
اندلعت معركة عنيفة. كانت حركات لوكس سريعة وفعالة، بفضل التدريبات المكثفة والقدرات الجسدية الهائلة لجسد ريفين. استخدم لكمات قوية وركلات سريعة، مدمجة بمهارات القتال التي تعلمها. كان فيرون يقاتل بوحشية، مخالبه تمزق الروبوتات بسهولة.
بينما كان لوكس يقاتل، شعر بوجود طاقة هائلة تقترب. وفجأة، ظهرت شخصية من الظلال. كانت فتاة في مقتبل العمر، ترتدي زيًا أبيض لامعًا، وشعرها الأحمر الناري ينسدل على كتفيها. كانت عيناها الزرقاوان تتوهجان بقوة غريبة. كانت تحمل سيفًا متوهجًا، مصنوعًا من طاقة نقية.
"توقفوا أيها المتسللون!" صاحت الفتاة بصوت قوي. "لن تسمح حارسة المفتاح بأخذ هذا!"
صُدم لوكس. كانت هذه الفتاة تبدو قوية بشكل لا يصدق، وطاقتها كانت ساحقة. كانت تتحرك بسرعة البرق، تضرب الحراس الآليين بسيفها المتوهج، وتقطعهم نصفين.
"ريفين، انتبه!" صاحت سيلينا في أذنه عبر جهاز الاتصال. "تلك هي آريا، حارسة المفتاح الخاصة بالكونفدرالية. إنها خطيرة للغاية!"
أدرك لوكس أن هذا ليس مجرد قتال عادي. كانت آريا مقاتلة من طراز آخر. بدأ القتال بين ريفين (لوكس) وآريا. كانت آريا سريعة ورشيقة، وسيفها المتوهج كان مميتًا. كانت ضرباتها دقيقة ومدمرة.
كان لوكس يكافح لمواكبة سرعتها. كانت قوة جسد ريفين هائلة، لكن آريا كانت تستخدم تقنيات قتالية لم يرها من قبل. في لحظة ما، كادت آريا أن تسدد ضربة قاتلة له، لكن لوكس استخدم مهارة دفاعية تعلمها من فيرون بالكاد، وصد ضربتها.
"أنت لست كبقية أعضاء الظل." قالت آريا وهي تتراجع قليلًا، وعيناها تحدقان فيه باهتمام. "أشعر بشيء مختلف بداخلك."
صُدم لوكس. هل لاحظت شيئًا؟ هل يمكنها الشعور بروحه الحقيقية؟
"لا تتشتتي، آريا!" صاح أحد حراس الكونفدرالية.
استعادت آريا تركيزها، واندفعت نحو لوكس مرة أخرى. تبادلا الضربات بقوة هائلة. في إحدى اللحظات، بينما كان لوكس يتجنب هجومها، لاحظ وشماً غريباً على معصمها، كان يشبه رمزًا قديمًا.
فجأة، اخترق كروم وفيرون الحماية المحيطة بالمفتاح. "لقد حصلنا عليه!" صاح فيرون.
"تراجعوا!" أمرت سيلينا عبر جهاز الاتصال.
تراجعت آريا، وعيناها مثبتتان على لوكس. "هذا ليس النهاية، متسلل. سنتقابل مجددًا."
اندفع لوكس مع زملائه إلى المركبة الطائرة، تاركين المختبر في حالة من الفوضى. شعر لوكس بالإرهاق، لكن عقله كان يدور. آريا... الفتاة ذات الشعر الناري. لم تكن مجرد عدوة. كان هناك شيء غامض حولها، وشيء غريب في نظراتها.
وقبل كل شيء، ما زال شعوره بالخطر من سيلينا ومنظمة الظل يزداد. كان يعلم أن رحلته للنجاة من هذا الجسد الشرير والعالم الغريب قد بدأت للتو.