5 - الفصل الخامس: المواجهة الأولى والهروب

اندلعت معركة شرسة بين لوكس وسيلينا في غرفة البيانات الضيقة. كانت سيلينا سريعة بشكل مذهل، وحركاتها كانت دقيقة ومميتة. كانت تستخدم فنون قتال متقدمة، كل ضربة منها كانت موجهة لقتله.

"لقد كنت أشك فيك منذ البداية، أيها العميل. لم تكن تصرفاتك طبيعية." قالت سيلينا وهي تتفادى لكمة قوية من لوكس، ثم ردت عليها بركلة عالية كادت أن تصيب رأسه.

لوكس كان يدافع بذكاء، مستخدمًا قوة جسد ريفين الهائلة لصد هجماتها. كان يحلل أسلوب قتالها، ويبحث عن نقاط ضعف. كانت سيلينا مقاتلة من الطراز الأول، لكنها كانت تتوقع منه أن يقاتل بتهور مثل ريفين الأصلي. لكن لوكس كان يقاتل بذكاء، يوازن بين الهجوم والدفاع، ويحاول إرهاقها.

"هل تحاول الهروب من ماضيك يا ريفين؟" سخرت سيلينا، وهي توجه سلسلة من اللكمات السريعة. "لا يوجد هروب من الظل!"

استغل لوكس لحظة تردد من سيلينا، ووجه لكمة قوية إلى الجهاز على معصمها، الجهاز الذي يتتبع حركاته. تحطم الجهاز وتوقفت إشارته.

"ماذا فعلت؟!" صرخت سيلينا بغضب.

"لا يمكن أن يتحكم أحد بي!" قال لوكس بصوت ريفين الغاضب، محاولًا إخفاء حقيقته.

كان هذا مجازفة كبيرة، لكنها ضرورية. بدون جهاز التتبع، أصبح حراً في التصرف.

فجأة، دوت صفارات الإنذار في القاعدة. كان صوت تحطم الجهاز قد نبه الحراس.

"لقد فعلتها، أيها الغبي!" صاحت سيلينا، وهي تستدعي حراسًا آليين. "الآن لن يكون لديك مكان لتهرب إليه!"

لم يكن أمام لوكس وقت للتفكير. يجب أن يهرب. اندفع نحو نافذة ضخمة في غرفة البيانات، وقام بكسرها بقوة جسده المذهلة. قفز من ارتفاع شاهق، مستخدمًا قدراته الفائقة للالتصاق بالجدران الخارجية للقاعدة، ثم تسلق للأسفل.

كانت القاعدة مبنية على جانب جبل ضخم في منطقة مهجورة. بينما كان يهبط، رأى مركبات طائرة تتبعه من الأعلى، وأضواء كاشفة تبحث عنه في الظلام.

نجح لوكس في الوصول إلى الأرض، واندفع نحو الغابة الكثيفة المحيطة بالقاعدة. كان الظلام دامسًا، والأشجار كانت غريبة الشكل، ذات أوراق معدنية لامعة.

بينما كان يركض، سمع أصواتًا غريبة قادمة من أعماق الغابة: همسات غير مفهومة، وصوت أجنحة ترفرف في الظلام. تذكر لوكس ملفات الشياطين ومصاصي الدماء. هل هو في مناطقهم الآن؟

فجأة، شعر بوجود طاقة هائلة خلفه. التفت بسرعة ليجد نفسه وجهًا لوجه مع مخلوق ضخم، ذو أجنحة جلدية سوداء وعينين حمراوين متوهجتين. كان أحد الشياطين. كان شكله مخيفًا، يمتلك مخالب حادة وفمًا مليئًا بالأنياب.

"لحم جديد..." تمتم الشيطان بصوت عميق مرعب. "لقد شممت رائحتك منذ أن وطأت هذه الأرض."

لم يكن أمام لوكس خيار سوى القتال مرة أخرى. لكن هذه المرة، لم يكن يقاتل من أجل مهمة منظمة الظل، بل من أجل حياته. كان عليه أن يثبت لذكائه أنه يستطيع البقاء على قيد الحياة في هذا العالم الغريب والخطير.

وبينما كان يواجه الشيطان، خطر بباله سؤال واحد: أين سيذهب؟ ومن يمكنه الوثوق به في هذا العالم المليء بالأسرار والمخاطر؟

2025/07/10 · 0 مشاهدة · 429 كلمة
A. A. A. A
نادي الروايات - 2025