6 - الفصل السادس: قتال يائس وظهور من الظلال

اندفع الشيطان نحو لوكس بقوة هائلة، مخالبه الطويلة لامعة في الظلام. كان هجومه وحشيًا وغير متوقع. حاول لوكس تفادي الضربة الأولى، لكن سرعة الشيطان كانت مذهلة. شعر بألم حارق عندما خدشت إحدى المخالب كتفه، مخلفة جرحًا عميقًا.

"ضعيف!" زمجر الشيطان، وعيناه الحمراوان تومضان. "جسدك قد يكون قوياً، لكن روحك تهتز!"

أدرك لوكس أن هذا القتال مختلف عن أي شيء واجهه من قبل. هذا الشيطان ليس مجرد روبوت أو حارس. إنه كائن يمتلك قوة بدنية لا تصدق، وقدرات غامضة تفوق فهمه. كل ضربة كانت كفيلة بتحطيم عظامه. كان يحاول استخدام ذكائه، البحث عن نقطة ضعف في تحركات الشيطان، لكن الأخير كان يهاجم بضراوة لا تتوقف.

تجنب لوكس سلسلة من الضربات السريعة، ثم قام برد بضربة قوية بقبضته لبطن الشيطان. لكن الضرب لم يكن له تأثير يذكر. بدا جسد الشيطان كالصخر. تلقى لوكس لكمة أخرى قوية في صدره، أطاحت به أرضًا. شعر بالدوار، وطعم الدم في فمه.

"هل هذا كل ما لديك، أيها البشري الذي يختبئ في جسد مقاتل؟" سخر الشيطان وهو يقترب ببطء، رافعًا مخلبه لإنهاء الأمر.

علم لوكس أنه لن يستطيع الفوز. كانت قوته تتلاشى بسرعة، وهذا الجسد لم يتعود على هذا النوع من الأذى. في تلك اللحظة الحرجة، عندما كان المخلب على وشك أن يخترق صدره، ظهرت ومضة ضوء من بين الأشجار.

تبعها صوت صدى انفجار، ودفعة قوية من الطاقة أطاحت بالشيطان بعيدًا. نظر لوكس بصعوبة ليرى خمس شخصيات تقف على حافة دائرة من الضوء، أسلحتهم متوهجة. لم يكونوا يرتدون زي منظمة الظل، ولا زي الكونفدرالية. كانت ملابسهم عملية، لكنها تحمل شعارًا مميزًا: عين داخل هلال.

"لقد تأخرت قليلاً، أيها الرفيق." قال صوت أنثوي قوي.

تقدمت إحدى الشخصيات. كانت امرأة طويلة، ترتدي معطفًا جلديًا داكنًا، وشعرها الأسود القصير يلمع في الضوء. كانت تحمل مسدسًا كبيرًا ينبعث منه دخان.

صُدم لوكس. كان يعرف هؤلاء الناس. لقد رأى هذا الشعار من قبل في ملفات منظمة الظل. إنهم الحرس الليلي. منظمة سرية للغاية، تعمل في الظل، ومعروفة بأنها تسعى لتحقيق التوازن بين قوى العالم الخفية.

"الحرس الليلي..." تمتم لوكس، ثم تذكر. إنها المنظمة التي ذكرت في ملفات الظل على أنها تضم تسعة من أقوى العملاء والأشخاص ذوي النفوذ، وتعمل في الخفاء المطلق. وكان يعرف بعض قادتها بالأسماء المستعارة.

"لا تقلق، أيها الشرير. لسنا هنا لقتالك." قال رجل ضخم البنية، ذو ذراع آلية عملاقة، وهو يقترب من الشيطان الذي كان يحاول النهوض. "جئنا لتقديم عرض."

الشخصية التي كانت تقود المجموعة، والتي كانت امرأة ذات هالة قوية وعينين حادتين، اقتربت من لوكس. كانت ترتدي وشاحًا يغطي جزءًا من وجهها.

"نحن نعلم من أنت، ريفين." قالت المرأة بصوتها الواثق، الذي بدا مألوفًا بشكل غريب. "ونعلم أيضًا أنك لست ريفين."

اتسعت عينا لوكس بصدمة. كيف عرفت؟

"لقد كنا نراقبك منذ أن بدأت التصرف بشكل مختلف." تابعت المرأة. "روحك تحاول التحرر من هذا الجسد. نحن نعرض عليك الانضمام إلينا، إلى الحرس الليلي. يمكننا أن نقدم لك المعرفة والحماية، وربما... مساعدة لتجد طريقك الحقيقي."

نظرت المرأة إلى باقي أعضاء فريقها. كان هناك خمسة منهم: المرأة ذات المسدس، الرجل ذو الذراع الآلية، وشخص يرتدي رداءً داكنًا يخفي جسده بالكامل، وآخر يمتلك عيونًا تتوهج باللون الأزرق، والأخير يبدو كإنسان آلي بالكامل.

"من أنتم بالضبط؟" سأل لوكس، صوته ضعيفًا لكنه يحمل نبرة تحدٍ.

"نحن من يحافظ على هذا العالم من التفكك." أجابت المرأة القائدة. "نحن نحارب الظل، والكونفدرالية، وحتى الكائنات التي لا يجب أن تكون هنا. لدينا تسعة قادة، تسعة من الأقوياء الذين يحملون على عاتقهم مصير هذا الكوكب. واسم مستعاري هو إيكو."

مدت إيكو يدها نحو لوكس. "ماذا تقول يا لوكس؟ هل تنضم إلى الحرس الليلي، وتساعدنا في كشف أسرار هذا العالم واستعادة التوازن؟ أم تفضل أن تظل أداة في يد الظل، أو فريسة للشياطين؟"

نظر لوكس إلى يدها، ثم إلى الشيطان الذي كان يتراجع ببطء، متوعدًا. كانت هذه فرصة، ربما فرصته الوحيدة للنجاة وفهم ما حدث له.

2025/07/10 · 1 مشاهدة · 598 كلمة
A. A. A. A
نادي الروايات - 2025