الفصل 23 :
بعد رؤية أن جميع القادة قد سكتوا ولم يقولوا أي شيء أخر بعد سماع كلماته، لي تشي يي قام بالتكلم بضوت خافت.
"لو هذا كل ما أردتم التحدث عنه، فأخبروا تلميذتكم الجوهرية أن تخرج وتقابلني. فمهما كنت درجة موهبتها فإنها لا
تلمك أي شيء لتكون فخورة به أمامي."
هذا الفتى ذي الثلاثة عشر سنة، قد واصل قول أشياء غريبة ومغوروة للغاية لدرجة أن القادة لم يتفاجؤوا على الإطلاق
بعد سماع كلامه هذه المرة.
ملك الشياطين لون ري أعلن بصوت عالي:
"شوانغ إير، إخرجي للقاء مع السيد الشاب لي."
فور دخول لي شوانغ يان إلى الغرفة، جمالها قد أذهل جيمع القادة مرة أخرى.
فالفتاة أمامه كانت ذي عمر الثامنة عشر، وجوجهها جميل لدرجة أن الشخص سيبدأ بالإعتقاد بأنها لوحة ملك الفنانين،
وأعينها الزرقاء المشابهة للسامء لمعت كل دقيقة وأخرى. وشفتيها كانتا حمرتين للغاية، على عكس بشرتها البيضاء
الماشابهة للثلج. لكن تعبيرها كان باردا للغاية، والهالة المحيطة بها كانت مليئة بالغرور.
لي شوانغ يان هي التلميذة الجوهرية لطائفة بوابة القديس الشيطاني التاسع، وأميرة المملكة التي تحكمها الطائفة،
مملكةالثور العجوز.
وبسبب جمالها وموهبتها الذي لا يمكن مضاهتهما، فإنه من الطبيعي أن تكون مغرورة، وأن ترفض أن يتم تزويجها
إلى شخص ذي بنية جسد فان وعجلة حياة فان، وقصر قدر فان. بالإضافة إلى أن طائفة البخور المطهرة قد سبق وفقد
معظم قوتها، لذلك فإن هذا كان سببا أخر يجعلها معارضة لهذا الزواج.
لي شي يي لم يكن مفاجئا بجمال لي شوانغ يان على الإطلاق، فطوال السنوات التي عاشها مسافرا من عالم إلى أخر،
من منطقة محرمة إلى أخرى، هل يمكن عد الجميلات والموهوبات التي رأى؟ وهل يمكن أن تقارن أي واحدة منهن مع
الإمبراطورة الخالدة شيو شو والإمبراطورة الخالدة بينغ يو التي قام لي تشي يي بتدريبهن شخصيا؟
بعد النظر إلى لي شوانغ يان قليلا، لي تشي يي قام بإيماء رأسه قللا:
"هممم، جيد. جيد."
رأي لي شوانغ يان تجاه لي تشي يي قد تحسن بعد سماع كلماته الأولى، لكن الكلمات التي قالها بعد ذلك قد أغضبتها
للغاية:
"بالرغم من ذلك، إلا إنها مازالت لا تستحق أن تصبح زوجتي. وبما أنني بحاجة إلى خادمة حاليا، فإنني سأقبلك كخادمة
لي."
"أنت!!!!"
القادة كانوا غاضبين تماما رفقة شوان يان. فشوانغ يان لم تكن مجرد تلميتهم الجوهرية، بل كانت فخرهم. وطائفة بوابة
القديس العالمي التاسع قد وضعت جميع أمالها عليها. لكن اليوم لي تشي يي أعلن أنه يريدها أن تصبح خادمة لديه، فهذه
هي أكبر إهانة تعرضوا لها في حياتهم.
وبدون الإنتظار لسماع رد القادة، لي تشي يي واصل كلامه:
"أنا لا أحب أن أرغم أي شخص على فعل أي شيء. فكروا بالأمر بعمق، ولو وافقتم فإنكم ستجدوني في طائفة البخور
المطهرة."
لي تشي يي توقف عن الكلام وقام بالإلتفات إلى شوانغ يان.
بعد سماع كلامه، ودرجة غروره، فإنها كانت على وشك الإنفجار، فأينما ذهبت، فإنها قد تمت معاملتها بأقصى درجات
الإحترام، ولو أعلنت أنها تريد الزواج، فعدد الأشخاص الذين سيأتون راكضين سيكونون كافيين لصنع صف من مشرق
الشمس إلى مغربها.
لكن، اليوم، فتى بدون أي موهبة أو قوة، أرادها أن تصبح خادمته؟ الفتى في عيني لي شوانغ يان قد أصبح بشعا للغاية.
"أنت مغرور للغاية."
القادة جميعا أعلنوا بغضب. فالتلميذة الجوهرية لطائفتهم، وأميرة مملكة هائلة لا تملك المؤهلات سوى لأن تصبح
خادمتك الشخصية؟ هذا كان أكبر درجات الغرورر التي رأها القادة في حياتهم.
"إنه قراركم إن أردتم إغتنام الفرصة. فأنا قد أعطيتكم اليوم فرصة لا تعوض، أما لو أردتم إغتنامها اليوم أو لا فإن ذلك
قراركم وحدكم."
لي تشي يي قام بتجاهل القادة وبعد إلقاء نظرة أخيرة إلى شوانغ يان قام بمغادرة الغرفة بهدوء تام.
وجه لي شوانغ يان قد أصبح أحمر تماما بشدة الغضب، وتنفسها قد أصبح سريعا للغاية، فبسب كلام لي تشي يي فإنها
كانت على وشك الإنفجار. فبالرغم من أنها قد إلتقت بعدة أشخاص مغرورين من قبل، إلا أن شخصا مغرورا مثل لي تشي
يي، فإن هذهه أول مرة لها. والأكثر من هذا أنه أصغر منها بخمسة سنين.
"جلالتك، لقد تجاوز الحدود هذه المرة ولا يمكننا مسامحته"
قائد من القادة قام بإعلان رأي القادة بغضب.
ملك الشياطين لون ري لم يعر أي أهمية للغضب القادة وقال بصوت ضاحك قليلا:
"تنين حقيقي سيصل إلى السماء التاسعة، والعنقاء الإلهية ستقلب العوالم التسعة. تنين أم عنقاء، أنا لا يمكنني الإنتظار
لرؤية ما هو وأين سيصل في المستقبل"
*************************************************************************************************
بعد العودة إلى مكان إقامته، هواي رين قد جاء مسرعا إلى لي تشي يي والبدأ بالسؤال:
"أيها الأخ الأكبر، ما هو وضع زواجك مع الأميرة لي؟"
الحامي مو كان مهتما بشأن هذا الأمر هو الأخر. فإنه كان مدركا أن طائفة بوابة القديس الشيطاني التاسع قد قدرت لي
تشي يي كثيرا لسبب ما، لذلك فإنه هنالك فرصة عالية أن الزواج سينجح.
لذلك فإنه عندما تمت دعوة لي تشي يي من قبل لون ري، فإن كان متأكدا أنهم سيناقشون مسألة الزواج.
"الزواج؟"
لي تشي يي قام بإلقاء نظرة خافتة إلى لي تشي يي والقول بصوت هادئ:
"أنا لم أقل على الإطللاق بأنني سأتزوجها. لكن لو أرادت فإنني أستطيع قبولها كخادمتي الشخصية"
"خخخخخ.......خادمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟"
هواي رين لم يستطع التكلم بشكل جيد من شدة الصدمة.
"هل حقا كنت تعتقد بأنني سأتزوجها؟"
هذه المرة حتى الحامي مو لم يجد الكلمات ليقولها.
"بالإضافة إلى أنها مجرد فتاة عادية، لا داعي لكل هذه الضجة."
لي تشي يي لم يعر هذه المسألة أي أهمية على الإطلاق. فبالرغم من أن لي شوانغ يان كانت لائقة لتلقي تدريب وتعليم لي
تشي يي، إلا أنه مقارنة مع الإمبراطورة الخالدة بينغ يو، فإنها عادية للغاية، لا من جهت الجمال أو الموهبة.
بعد ذلك، لي تشي يي قام بعقد مرسم دم مع التماثيل الأربعة. وبعد إنتهائه من هذا فإنه قد حقق جميع الأهداف التي
أراد تحقيقها أثناء هذه الرحلة، وبهذا فإنه قد بدأ بالإستعداد للعودة إلى طائفة بوابة القديس الشيطاني التاسع.
وفي هذه المدة، القادة لم يأتوا إلى منزله على الإطلاق، ونفس الشيء يطبق على لي شوانغ يان. فلي تشي يي لم يهتم
على الإطلاق بما أرادوا فعله أو ما قرروه.
"عندما نعود، ماذا سنخبر القادة؟"
قبل العودة، الحامي مو قام بسؤال لي تشي يي.
لي تشي يي قام بالإلتفات إليه بعد سماع سؤاله والإبتسام:
"ذلك يعتمد على خياركم: هل أنتم بصفي أو بصف القادة؟"
بالرغم من أنه هذه الكلمات كانت بسيطة للغاية، إلا أن هذه الكلمات قد أرعب الحامي م إلى النخاع. فكونه إستطاع
الحصول على مكانة حامي، فإنه بالتأكيد ليس بشخص غبي، وقد فهم المعنى الحقيقي خلف هذه الكلمات.
هواي رين بدأ بالتحديق إلى معلمه، فهو كان أكثر ذكائا من معلمه وأكثر حساسية تجاه نيات الأشخاص.
فمكانتهم لم تكن سيئة في طائفة البخور المطهرة، بالإضافة إلى أنه واحد من أقوى الحماة في الطائفة، لذلك فإنه لو إنظم
إلى تلميذ بدون أي موهبة، فإن هذا سيكون قرارا غبيا في أعين الناس.
وقبل أن يجيب الحامي مو، هواي رين قد سبق ورأى مختلف الأبواب تنفتح أمامه في المستقبل.
"معلمي."
هواي رين قام بأخذ نفس عميق وتذكير معلمه بجدية.
كمعلمه، كيف للحامي مو أن لا يعلم ما يفكر فيه تلميذه؟ لكن القرار أمامه كان صعبا للغاية، فكيف يمكن لحامي أن
يصبح تحت إمرة تلميذ جديد؟
"مهما تريد، فإنني سأنفذه"
بعد مدة طويلة من التفكير، الحامي مو قام بأخذ أهم قرار في حياته، قرار سيغر حياته كليا، وقرار لن ينساه على
الإطلاق.
بعد إتخاده لهذا القرار، الحامي مو بدأ بالتفكير بأنه قد أصبح عجوزا بحق، فإنه لم يستطع التصديق أنه قد قرر أن يصبح
تحت إمرة شخص أصغر منه بعدة عقود، والأكثر من هذا أنه يجب عليه الأن إخفاء جميع ما حدث عن الجميع.
--------------------------------------
TL : Jaouad Azzouzi