الفصل 24 :
لو تم إكتشاف هنا، فإن الحامي مو سيتم إتهامه بخيانة عظمى تجاه الطائفة، فمجرد غبي أو مجنون سيقوم بإتخاذ القرار
للإنظمام إلى طفل لم يتجاوز الثالثة عشر. لكن بالرغم من كل هذا إلا أن غريزته قد أخبرته بأنه ستفتح أمامه عدة أبواب
في المستقبل بسبب ذا الخيار.
قلب هواي رين قد بدأ بالإرتجاف هو الأخر. فهذا القرار اليوم كان مهما للغاية، لكنه لم يحتاج إلى التفكير بشأن هذا
الأمر كثيرا مثل معلمه، ففور أن أجاب معلمه، هواي رين أعلن عن قراره:
"أنت تحتاج كلمة واحدة أيها الأخ الأكبر، وتحت أمرك سأتسلق جبلا من السيوف وسأسبح في بحر من النيران لو
أردت."
هواي رين أجاب بكل جدية، بينما كلمة 'الأخ الأكبر' الأن قد أصبحت مليئة بالإحترام على عكس السابق.
ففتى ذي ثلاثة عشر سنة قد قام بقلب ماموث هائل مثل طائفة بوابة القديس الشيطاني التاسع رأسا على عقب، وقام
بالسخرية من قادتهم، وقد تكلم مع ملك الشياطين لون ري بهدوء تام. فالناس الأخرون كانوا ليفكروا بأن لي تشي يي
مغرور أكثر من اللزوم، أو أنه لم يعرف حدوده، لكن هذا لأنهم لم يروخ يقوم بتجاوز غابة القلب المضطرب مرتين
بسهولة تامة وقتل الحامي هوا وتلميذه. هواي رين كان متأكدا تماما أن الناس الذين فكروا بأن لي تشي يي مغرور فوق
اللزوم لم يعرفوه أو لم يروا ما حققه.
فلي تشي يي، كفان عادي تجرأ على قتل حامي وقام بالطللب من أميرة طائفة بوابة القديس الشيطاني التاسع أن تصبح
خادمته الخاصة. والأكثر من هذا أنه قد سبق وخطط بشأن كل شي وكان متأكدا أنه سيستطيع الخروج من الطائفة سالما
قبل الدخول حتى.
بالإضافة إلى أن هواي رين شخص ذكي للغاية، فحتى ولو حاول أقصى جهده فإن حده هو أن يصبح قائدا لطائفة البخور
المطهرة، لكن لو إتبع لي تشي يي لإغنه لربما سيتغير قدره تماما.
بعد سماع قرار الإثنين، لي تشي يي قام بإيماء رأسه والإبتسام قليلا:
"يوما ما، سوف تفهمان نوع القرار الذي إتختماه اليوم."
"ماالذي يجب علينا قوله بعد عودتنا إلى الطائفة؟"
الحامي مو قام بالسؤال بحذر. فالأشياء المتعلقة بالزواج مهمة للغاية بالنسبة لطائفته، لذلك فإنه لم يعرف ما سيخبرهم.
لي تشي يي قام بالإبتسام والإجابة على سؤال الحامي مو:
"لو قام القادة بسؤالك، فما يجب عليك قوله هو.......''
"لقد فهمت....."
بالرغم من أن الحامي مو لم يكن مرتاحا بشأن الكذب على طائفته، إلا أنه قد سبق وقرر أنه سيفعل أي شيء طالما أن
ذلك الشيء سيفيده هو ولي تشي يي.
وأخيرا بعد يوم من الراحة، ثلاثتهم قاموا بمغادرة الطائفة، مودعين من قبل قائد الحماة، يو هي، تعبيرا على إحترام
طائفة بوابة القديس الشيطاني له.
البوابة قد فتحت، والبوابة المكانية الرابطة بين الطائفتين قد تم تفعيلها. وفور دخولهم إلى لبوابة، الثلاثةقد عادو إلى
طائفة البخور المطهرة. الحامي مو وهواي رين فور رجوعهم أحسا وكأنهما قد إستيقظا من حلم طويل للغاية، بسبب
غرابة كل ما حدث في هذه الأيام الماضية .
*************************************************************************************************
بعد العودة إلى الطائفة، وكونه الشخص الذي قاد هذه الرحلة، الحامي مو قد تم إستدعائه من قبل القادة ليقدم تقريره، بينما
لي تشي يي قد عاد إلى منزله فوق الجبل.
لي تشي يي وقف على قمة الجبل بهدوء وهو ينظر إلى منطقة الطائفة الحالية. وليبدأ بتذكر ذلك الوقت حيث مازال
الإمبراطور الخالد مين رين على قيد الحياة، المنطقة التي إمتلكتها الطائفة قد تعدت ملايين الكيلومترات بسهولة، والطاقة
الطبيعية المتوفرة في أرض الطائفة كانت غنية للغاية.
أما الأن، فإن منطقة الطائفة قد صغرت للغاية، والطاقة المتوفرة قد أصبحت قليلة وضعيفة للغاية، وأي شخص قوي
قليلا كان ليحس بأن هذه الطاقة مازالت تضعف أكثر فأكثر مع مرور الوقت.
حاليا، طائفة الخور المطهرة قد أصبحت مثل شمعة على وشك الإنطفاء، فأي ريح صغيرة يمكنها القضاء عليها بسهولة.
لي تشي يي بدأ بالتنهد في قلبه. فبالرغم من كل شيء فإنه لم يختر القصر الحامي للسماء، أو معبد إله القتال، أو حتى
طائف بوابة القديس الشيطاني التاسع. فبالرغم من الفرق الشاسع في الوة إلا أنه قد إختار هذه الطائفة.
فكما ذكر، لي تشي يي لم يحب على الإطلاق الرئساء السابقين للطائفة. فذلك العام كان أملا أن مين رين سيختار تلميذه
الثاني ليصبح رئيس الطائفة بدل تلميذه الأول، فبالرغم من أن قوته كان أضعف من التلميذ الأول، إلا أن شخصية التلميذ
الثاني كانت أفضل بكثير، بالإضافة إلى أنه كان أذكى بكثير. ولكن للأسف، فبعد إستيقاظ لي تشي يي من سباته، وجد أن
التلميذ الأول قد أصبح رئيس الطائفة، وأنه قد حول الطائفة إلى طائفة متعصبة مغرورة مثل باقي الطوائف الأخرى.
لي تشي يي لم يحب أبدا الطوائف المتعصة والمغرورة كثيرا، مما جعله يفقد أي إهتمام إمتلكه تجاه هذه الطائفة ويتخلى
عنها لسنين طويلة غير مباليا بالمشاكل التي تواجهها.
لكن، وبسبب القدر فإن أول شخص قابله بعد إستعادة جسده هو سان غوي يي من هذه الطائفة. بالإضافة إلى أن لي تشي
يي قد قام بتدريب مين رين من الصفر، وبسبب هذا فإنه في الحقيقة المؤسس الأصلي لهذه الطائفة، وبسبب هذا فإنه أراد
إعادتها إلى سابق مجدها وأكثر، فهدف لي تشي يي الحالي هو جعل هذه الطائفة حاكمة العوالم التسعة بأكملها.
لي تشي يي كان منغمسا في أفكاره بشدة لدرجة أنه لم يلاحظ وصول هواي رين.
"أيها الأخ الكبير، القادة يريدون لقائك."
هواي رين إنتظر إلى أن يحس لي تشي يي بوجوده قبل أن يتكلم.
لي تشي يي قام بإيماء رأسه قليلا، وبدأ بإتباع هواي رين إلى الغرفة الكبيرة. وفي هذه الغرفة، القادة الستة كانوا
مجتمعين هنا.
الجو في الغرفة حاليا كان خانقا للغاية، بينما الجميع كان منغمسا في أفكاره الخاصة.
القادة الستة قد سبق وسمعوا تقرير الحامي مو بشأن ما حدث، لكنه لم يتحدث بالتفاصيل عن أي شيء. فكل ما قاله هو أن
لي تشي يي قد نجح في العبور من خلال غابة القلب المضطرب بينما لم يذكر التماثيل أو عصا الأفعى المعاقبة على
الإطلاق، وحتى فوز لي تشي يي على شو هوي قال بأنه كان مجرد حظ.
"لقد تجاوزت الإختبار بنجاح؟"
القائد الأول قام بسؤال لي تشي يي. فبالرغم من أنهم لم يملكوا أي ثقة في لي تشي يي عندما غادر، إلا أن المستحيل قد
حدث حقا، والأكثر من هذا أنه إستطاع العبور من خلال غابة القلب المضطرب.
"أيها القائد المحترم، نعم يبدوا بأني قد نجحت في تجاوز الإختبار. وسوف أحصل على ما أريد كما وعدتموني أليس
كذلك
لي تشي يي قام بتجاهل الجو الموجود في الغرفة والتكلم بهدوء تام.
"بالطبع سنعطيك ما تريد، لكن أولا أريدك أن توضح شيئا لي."
القائد الأول واصل كلامه.
"مما سمعت، شو هوي موهوب عالي المكانة ي طائفة بوابة القديس الشيطاني التاسع، وقد وصل إلى مرحلة تفويض
السماء. أما أنت فقد إنضممت إلى طائفتنا فقط لبضعة أيام، ولم تبدأ حتى بالتدرب، فكيف إستطعت هزيمته؟"
"أيها القائد المحترم، التقنيات القانونية معقدة، بينما الفنون القتالية بسيطة. كل ما فعلته هو أنني قد قمت بالتدرب على
تقنية السيفين الخفيين بشكل مختلف قليلا فقط، وبسبب هذا فإنني إستطعت مغاجئة شو هوي والفوز."
لي تشي يي أجاب بدون أي تغير على تعابير وجهه الهادئة تماما.
"هراء."
قائد بإسم شيونغ قام بالصراخ ومواصلة كلامه بصوت عالي:
"أن يقوم فان بقتل متدرب قد وصل إلى مرحلة تفويض السماء بإستخدام مجرد الفنون القتالية لأمر مستحيل تماما."
هذا القائد شيونغ كان القائد الذي ساند لي تشي يي، لكنه الأن كان مختلفا تماما عن قبل وقد بدأ بالصراخ في إتجاه لي
تشي يي.
لي تشي يي إلتفت إلى هذا القائد وقال ببطء وهدوء:
"أيها القائد العزيز، ما ققلته الأن هو مجرد الحقيقة. ما لا يستطيع اللأخرون فعله لا يعني أنني لا أستطيع فعله."
لي تشي يي إلتفت إلى القادة الأخرين بعد قول ذلك:
"أيها القادة الأعزاء، أنا بطل بالنسبة لطائفتنا. فلو حقا تظنون بأنني أكذب عليكم، فإنه بإكانكم سؤال الناس من طائفة
بوابة القديس الشيطان التاسع."
"جميعكم أيها القادة تعلمون بأن هذه الرحلة كانت مليئة بالمخاطر لدرجة أننا كنا مستعدين للموت فور دخولنا إلى
طائفتهم. لكن بسبب حبنا لطائفتنا، فإننا قد تجاهلنا جميع الأخطار وذهبنا. واليوم بعد تحقيقي لرغبة القادة والعودة منتصرا
إلى طائفتنا، فإن أول تصرف من قبلكم تجاهي هو التشكيك. هل هذا كيف تعاملون بطل طائفتكم؟ هل حقا تعتقدون بأنه
سيظل شخصا يحب طائفة تعاملهم بهذه الطريقة؟"
لي تشي يي توقف لمدة قصيرة قبل أن يواصل كلامه:
"قبل مغادرتنا، فقد عقدت إتفاق معكم، والأن تريدون التراجع عن وعدكم؟ لو حقا تريدون فعل ذلك، فإن قراري للإنظمام
إلى طائفتكم لخطئ كبير. لو لا يمكن الثقة حتى بقادتنا، فماذا سيحصل لمصداقية طائفتنا؟"
"أنت لا تملك الحق للتكلم عن حق طائفتنا"
قائد لم يستطع تحمل كلام لي تشي يي وقام بالصراخ.
لي تشي يي تجاهل كلام هذا القائد وواصل كلامه.
"لقد خاطرت حياتي في هذه المهم، وقد عدت بنجاح ساحق. لو نفذ القادة وعدهم من ذلك اليوم ما كنت لأقول أي شيء.
لكن بما أنكم لا تريدون الحفاظ على وعدكم، فإنه من حقبي أن أغضب."
بعد الإنتهاء من التكلم، لي تشي يي بدأ بالنظر إلى القادة وققلبه يتنهد بشأن الحالة التي سقطت إليها هذه الطائفة.
"لقد قلت ما يكفي."
قائد من القادة قال ووجه مليء بالخجل. فكلمات لي تشي يي قد أخجلته.
القائد الأول قام بالتكلم:
تشي يي، إنها ليست مسألة أننا لا نريد الحفاظ على وعدنا، فقط مسألة نجاحك في هذا الإختبار غريبة قليلا. فبدون ذكر
شو هوي، ما أريد معرفته هو كيف إستطعت إجتياز غابة القلب المضطرب."
أعين القائد الأول بدأت لاللمعان وهو ينظر إلى لي تشييي، محاولا كشف شيء حوله.
-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- --
TL : Jaouad Azzouzi