لي تشي يي قد ساعد مين على القيام بمرسم خاص لخلص هذه المشاعر الصغيرة من عذابها الأبدي. لكن وللأسف، هي الصغيرة لم ترد المغادرة، ومين رين لم يستطع إرغام نفس على إرسالها بعيدا رغما عنها، وبسبب هذا فإنه قد إنتهى بها الأمر هنا بفرقة القيثارة العتيقة وقد فقدت أي طريقة لتغادر هذا العالم الأن.



وهو يتذكر هذا الماضي بين ثلاثتهم، فحتى لي تشي يي الذي إختبر مختلف الأشياء قام بالتنهد قليلا بحزن، وبعد التفكير بعد أشياء لمدة قصيرة، فإن لي تشي يي بدأ بالسؤال:


"لقد قلتي بأنه بعد سقوط القيثارة العتيقة إلى تحت الأرض، فإنكي قد دخلتي في سبات عميق، ولكن لما إستيقظت الأن،؟ ولما قد بدأت بالقيام بهذه الأشياء، فأنا أعرف درجة قوتك وأنا أعرف أنه لا يمكنك أن تكوني سبب تغير هذا المكان إلى هذه الدرجة، بالإضافة إلى أنني قد أحسست بأن الطاقة الطبيعية هنا قد تم تلويثها كثيرا."


الفتاة الصغيرة ردت على لي تشي يي بسرعة:


"بعد سقوط القيثارة فإنني قد نمت معها لمدة طويلة، وبالرغم من أنني لا أعرف عدد السنين بالتحديد إلا أنني أحسست بفوضى هائلة تحدث، ومباشرة بعد ذلك، طاقة شريرة قد أيقظتني من نومي. ومنذ ذلك اليوم فإنني قد بقيت هنا وبسبب رغبتي في البقاء وحيدة فإنني قمت بإيخاف جميع من إقترب مني."


أعين لي تشي يي أصبحت جدية تماما:


"طاقة شريرة قد أيقظتك؟"


الفتاة الصغيرة ردت بسرعة على سؤال لي تشي يي:


"جلالتك، أنا أعتقد بأن الأرض الغامضة تحتنا هي سبب حدوث هذا."


بعد سماع كلماتها، تعبير لي تشي يي تغيرت تماما إلى تعبير جدي تام وجميع الطفولية والغرور الذي كان في وجهه في جميع الأوقات قد إختفى بينما صوته قد أصبح جديا كليا وقال:



"مستحيل تماما. فذلك العام فقد ساعدني مين رين والدجاجة العجوزة على القتل حتى السماء قد إمتلأت بالدماء من أجل ختم الأرض الغامضة. وبعد هذا قد عدنا أنا ومين رين مرة واحدة أخرى بعد حصوله على إرادة السماء وقد قمنا بإستخدام تقنياتي لختم الأرض مجددا. الأرض الغامضة لا تستطيع تحطيم الختم الذي صنعته بتقنياتي وتم تفعيله بقوة مين رين. هذا أمر مستحيل حدوثه."


الفتاة الصغيرة أمامه قامت بهز رأسها وقالت:


"أنا أخاف أن المستحيل قد حدث، فأنا أليفة جدا مع هذه الطاقة كون سو يو هي قد ماتت في هذا المكان. فبعد إستيقاظي، فإنني قد واصلت الإحساس بأنه هنالك عدة أجزاء صغيرة للغاية بدأت بالتسرب إلى الخارج مجددا."


كلمات الفتاة الصغيرة أمامه قد حيرت لي تشي يي وفي نفس الوقت أكدت له ما كان قد إعتقده سابقا، فإنه كان متأكدا تماما أن الأرض الغامضة لا تملك القوة الكافية لكسر ختمه، ولكن ومع كلام الفتاة الصغيرة، فإن ما كان قد شك به سابقا قد سبق وتم تأكيده.


لي تشي يي ظل يفكر حول الأمر لمدة طويلة، قبل أن يقوم بالإلتفات مجددا إلى الفتاة أمامه ويومأ رأسه قليلا:


"يبدوا أنني بحاجة لتغيير خططي قليلا. عندما يحين الوقت فإنني سأقوم بحفر قبرك، ولو إضطررت فإنني سأدفنك مع مين رين أولا قبل أن أهتم بالأمور الأخرى ."

"شكرا جزيلا لك يا جلالتك."


الفتاة أمامه قامت بحني رأسها للغاية، فبالرغم من إمتلاكها نسبة كبيرة من القوة، إلا أنه وللأسف فإنها لا تملك القدرة لدفن نفسها.


لي تشي يي أومأ رأسه في إتجاهها ولم يقل أي شيء وبدأ بالنظر الأن إلى القيثارة العتيقة في يديه.


هذه القيثارة هي أول قيثارة أعطاها لي تشي يي لمين رين، وبالرغم من كونها قيثارة عادية، إلا أن مين رين قد واصل العزف عليها يوميا حتى وبعد أن أصبح إمبراطورا خالدا، وبسبب ذلك فإن القيثارة قد أصبحت مملوءة بطاقة من مستوى إمبراطور خالد.


لي تشي يي تنهد قليلا وقام بالإلتفات الأن والنظر إلى الرموز المنقوشة على الأعمدة الأربعة.


"جلالتك، هل تريد إستعارت الألحان السماوية؟"


بعد رؤية تعبير لي تشي يي وهو ينظر إلى النقوش والرموز، الفتاة أمامه قامت بالسؤال.

لي تشي يي هز رأسه قليلا وقال:


"تلاميذ طائفة البخور المطهرة الحاليين أغبياء للغاية. فبالرغم من أنه هنالك كنز مذهل مثل هذه النقوش أمامهم، إلا أن الجميع قد قرر تجاهلها، والتركيز على أشياء أخرى أقل قيمة، ففقط هذه الرموز هنا لكفيلة بحماية الطائفة من أي خطر لمدة طويلة من الزمن."


هذا المكان هنا قد قام بجمع كم هائل من طاقة من مستوى الإمبراطور الخالد، وهذا بسبب تواجد مين رين هنا كل يوم طوال عدد لا يحصى من السنين، لذلك فإن الطاقة التي قد تجمعت هنا لهائلة للغاية.


وبسبب عزف مين رين الموسيقى هنا عدد لا يحصى من المرات، فإن هذا المكان قد إمتص مختلف الطاقات والحقائق من مين رين. ففقط أصغر جزء من هذه النقوش يمكن إعتباره ألحانا لم ذات قوة لم يرى العالم شيئا مشابها له من قبل.


أما بالنسبة للي تشي يي، فتشغيل هذه الرموز بإستعمال قيثارة مين رين لتنفيذ هجمات ذات قوة مدمرة لأمر سهل للغاية كونه هو من علم مين رين الموسيقى، وبينما لي تشي ي كان مشغول بتجهيز نفسه للأحداث القادمة، فإن طائفة البخور المطهرة قد بدأت بمواجهة تطورات قد توقعها سابقا.


ففي هذا اليوم، وخارج طائفة البخور المطهرة، سفينة هائلة الحجم قد ظهرت وبدأ بالطيران في إتجاههم.


هذه السفينة كانت سفينة ذات حجم يتجاوز عشرات الأميال، وأثناء مرورها من منطقة ما فنها قد قطعت ضوء الشمس عن تلك المناطق بحجمها الهائل. وعلى جميع جوانب السفينة، عدد هائل من النقوش السحرية قد تم وضعه هناك للحماية ضد أقوى هجمات التي يمكن لهم التعرض لها من الأسفل، وفي نفس الوقت هالة السفينة قد إندمجت مع هالة نبيل لمكي هائلة للغاية معلنه لطائفة البخور المطهرة وصولهم.


و هذا النوع من الوصول ليس بوصول جيد على الإطلاق، فإن تصرفاتهم هذه لإستفزاز واضح لطائفة البخور المطهرة.

ففي اللحظة التي وصلت السفينة فيها إلى حدود الطائفة، ركاب السفينة الذي يقارب عددهم الثمان مئة قد تجمعوا إلى أمامها وبدأوا بالزئير بكامل قوتهم مرعبين جميع تلاميذ طائفة البخور المطهرة، ومسببين ضررا جسديا لبعض التلاميذ ذوي القوة الضعيفة.


وفور حدوث ذلك، أجراس الإنذار بدأت تصدر في جميع أنحاء طائفة البخور المطهرة محذرتا الجميع بوصول الأعداء.


لكن السفينة لم تتقدم أكثر من ذلك وتوقفت خارج حدود الطائفة وظلت هناك.


وهذا قد هز طائفة البخور المطهرة كثيرا، وخاصتا ذوي المكانات العالية فالجميع قد بدأ بالتجمع لعقد إجتماع طارئ، فا لقائد الأول فكان واقفا في السماء وقد بدأ بالنظر إلى السفينة المتواجدة على بعد ألاف الأميال. وبعد تركيز نظره عليها، فإنه قد لاحظ كلمة 'الحرب' على علم السفينة وهذا قد غير تعابيره جذريا.


ففي مملكة الجوهرة السماوية، عدد النبلاء الملكيون الذين يملكون الحق لوضع كلمة 'الحرب على علمهم يمكن عدهم على يد واحدة، وبسبب ها فإن القائد الأول قد تأكد مباشرة من هوية قائد هذه السفينة الحربية.


"زهان هو."


واحد من أقوى النبلاء الملكيين في مملكة الجوهرة السماوية، وواحد من الأشخاص المقربين إلى ملكها.


وبالرغم من أن أصله ليس من طائفة الإله السماوي، بل من طائفة كبيرة أخرى، إلا أنه قد تخلى عن طائفته وقام بالإنضمام إلى طائفة الإله السماوي. ومنذ ذلك اليوم بدأ بتحقيق مختلف الإنجازات وتحطيم مختلف الطوائف تحت أمر ملك مملكة الجوهرة السماوية.


لذلك فإن زهان هو ليس شخصا ذي مكانة عالية فقط، بل هو شخص ذي قوة هائلة أيضا وعلى حسب الإشاعات فإنه يشارف على الدخول إلى مرحلة الكائن المنور.


وحضور زهان هو رفقة ثمان مئة جندي إلى حدود طائفة البخور المطهرة العتيقة. لم يرعب تلاميذ الطائفة فقط، بل حتى عدة طوائف أخرى قد لاحظت هذا الأمر وأصبحت مرعوبة، وخصوصا الطوائف المجاورة لطائفة البخور المطهرة.


"تلك سفينة زهان هو، هل من الممكن أنه سيتدخل شخصيا في المعركة؟"

بعد رؤية السفينة، عدد لا يحصى من المتدربين الذين كانوا في الجوار بدأوا بالتساؤل.


بينما رئيس طائفة صغيرة بجانبه قال وتعابيره سوداء تماما:


"بعد حصوله على لقب جنرال الحرب العنيف فإنه لم يغادر قط العاصمة، فلما ظهر اليوم هنا فجأة وبدون أي سابق تحذير."


بينما عدة متدربين الذين يملكون وقت فراغ كبير قد قاموا بملاحقة السفينة منذ مسافة طويلة، وفور رؤية السفينة تتوقف خارج حدود طائفة البخور المطهرة العتيقة فإن الجميع بدأ بالنظر إلى بعضهم البعض بدهشة هائلة.


"هل من الممكن أن زهان هو قد قرر مهاجمة الطائفة شخصيا هذه المرة؟"


رئيس طائفة أخرى بدأ بالتساؤل بسبب كون طائفته قريبة للغاية من طائفة البخور المطهرة، بينما جميع الحاضرين بدأوا بتخيل كيف سينتهي هذا الأمر.


فطائفة البخور المطهرة وطائفة الإله السماوي هما عدوان لا مجال للتسامح بينهما. فمملكة طائفة الإله السماوي الحالية، مملكة الجوهرة السماوية قد تم إنشائها على أثار إمبراطورية طائفة البخور المطهرة.


ففي الحرب التي حدثت قبل ثلاثين ألف سنة، فإن مؤسس طائفة الإله السماوي قد تدخل شخصيا، وبسبب هذا فإن طائفة البخور المطهرة قد هزمت هزيمة ساحقة ولم يستطيعوا فعل أي شيء سوى التراجع والتخلي عن أغلب مناطقهم.


وبعد فوزهم الساحق، فإن طائفة الإله السماوي لم تلاحق طائفة البخور المطهرة، ومؤسسهم لم يواصل ملاحقتهم لإنهائهم كليا. وفي السنين الماضية، بالرغم من أنه كان بعض القتالات بين الطائفتين، إلا أنها صغيرة للغاية ولا يمكن إعتبارها.


وبشأن هذه المسألة، فإنه هنالك عدة إشاعات حول السبب الذي أوقف طائفة الإله السماوي من إنهاء طائفة البخور المطهرة العتيقة، فالبعض قد قال بأن في طائفة البخور المطهرة العتيقة مازال هنالك عجوز من الجيل الأول على قيد الحياة، وأن مؤسس طائفة الإله السماوي لن يستطيع هزيمته.


بينما البعض الأخر قد قال بأنه بالرغم من أن طائفة الإله السماوي أرادت إنهاء طائفة البخور المطهرة العتيقة إلا أنهم لا يستطيعون فعل ذلك، وهذا عائد لكون الطائفة محمية في هذه الأرض التي صنعها مين رين على حسب أقوال الأساطير. فبالرغم من تدهور الطائفة، إلا أن مؤسسهم مازال واحدا من أقوى الأباطرة الخالدين على مر العصور، وبسبب ذلك فإنه طائفة الإله السماوي لا يمكنها التخلص منهم ولو حتى ولو أرادوا.


بينما البعض الأخر قال شيئا مختلف قائلين بأن طائفة البخور المطهرة مازالت تمتلك سلاحا من مستوى الإمبراطور والأكثر من ذلك أن هذا السلاح من نوع الحقيقي. وبسبب قوة هذا السلاح الهائلة فإن طائفة الإله السماوي لا يمكنها إنهاء طائفة البخور المطهرة.


و لكن مهما كان السبب فإن طائفة الإله السماوي لم تلاحق طائفة البخور المطهرة العتيقة لتحطيمها بالكامل. لذلك فإن ظهور جنرال الحرب العنيف زهان هو برفقة هذا العدد من الجنود وبهذا الشكل الإستفزازي والساخر من طائفة البخور المطهرة العتيق، فإن الجميع قد بدء بالتساؤل إن كانت طائفة الإله السماوي تريد إنهاء ما بدأته قبل ثلاثين ألف سنة.

2018/04/17 · 5,989 مشاهدة · 1585 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024