75 - الجنود قد وصلوا إلى الطائفة (1).



وصول زهان هو إلى طائفة البخور المطهرة قد أحدث ضجة كبيرة في المملكة، فلقب زهان هو قد منح له من قبل الملك شخصيا، لذلك فإنه يمثل رغبة الملك وإرادته، وبما أنه هو القائد بهذا الجيش، فهل هذا يعني بأن طائفة الإله السماوي قد قررت إنهاء ما بدأت مع طائفة البخور المطهرة؟



"يبدوا أن طائفة البخور المطهرة العتيقة قد سقطت إلى درجة أنه ليس هنالك أي أمل من إعادة عودتها إلى مكانتها القديمة، ولهذا فعلى الأرجح طائفة الإله السماوي قد قررت إنهائهم اليوم."


رئيس طائفة عجوز أخر بدأ بالتكلم:


"يبدوا بأن ليو شان جوان قد مات حقا، وبهذا فإن مانع طائفة الإله السماوي قد إختفى."


ليو شان جان على حسب الأساطير هو تلميذ القائد الأعلى مو وهو عبقري ذا قوة هائلة، وفي الحرب قبل ثلاثين ألف سنة فإنه هو من قام بالدفاع عن هذا المكان، مسببا الرعب في قلب طائفة الإله السماوي ومانعا إياهم من القضاء على الطائفة بشكل نهائي في ذلك الوقت.


وكون زهان هو هو قائد الجيش الكبير هذه المرة، فإن هذا قد جعل جميع الطوائف القريبة يفكرون في شيء ما. فطائفة البخور المطهرة هي طائفة أنشأها إمبراطور خالد، وبسبب ذلك فإنها تمتلك عددا من التقنيات من مستوى الإمبراطور، وهذا سبب جيد لإصابة أي شخص بجشع كبير.


وبالرغم من الإشاعات التي تقول بأن الطائفة قد فقدت أغلب تقنياتها من مستوى الإمبراطور، إلا أنها مازالت تملك عدة تقنيات من مستوى القديس، وهذا شيء لا يملكه سوى قلة من الطوائف، وبسبب هذا فإن جميع الحاضرين كانت لديهم الرغبة في الحصول حتى ولو على تقنية واحدة من هذه التقنيات.


وفي هذه اللحظة عدة من الحاضرين بدأوا بالشك أن سبب حضور زهان هو الحقيقي هو للحصول على تقنية ما من مستوى الإمبراطور من طائفة البخور المطهرة، والبعض الأخر بدأ بالتفكير بأنه قد حضر من أجل الحصول على تقنية إرادة السماء المحرمة الخاصة بطائفة البخور المطهرة.


بينما في داخل طائفة البخور المطهرة، فإن الجميع كان متوترا وجميع التلاميذ قد بدأوا نفسهم نفسيا لخوض حرب مع طائفة الإله السماوي. أما بالنسبة للسفينة الحربية، فإنها قد واصلت الوقوف خارج حدود الطائفة، بينما رجل في منتصف عمره كان واقفا فوقها بهالة يمكن ملاحظتها من ألاف الأميال.


هذا الرجل كان مرتديا درعا ذهبيا مرصعا بمختلف الجواهر بينما نقوش نمر وتنين كانت على ظهر درعه، وطاقة دمه واصل بالدوران حول جسده، وفقط وقوفه هنالك فوق السفينة قد أرعب جميع الذين رأوه وحتى من بعيد.


زهان هو، واحد من جنرالات مملكة الجوهرة السماوية، وتحت إمرة الملك مباشرة. قوته الهائلة لا يمكن مضاهاتها سوى من قبل بعض الأشخاص فقط.


وبعد عدة أيام من الصمت، زهان هو وأخيرا بدأ بالتحرك والتكلم بصوت مدوي في إتجاه طائفة البخور المطهرة:


"أيها الأخ غو، لقد سمعت بان طائفتك تملك بعض التقنيات من مستوى الإمبراطور، وبسبب فضول ورغبتي في تعلم تقنية من مستوى الإمبراطور فإنني قد حضرت اليوم راغبا في تعلم تقنياتكم."


زهان هو بدأ التكلم بصوت مليء بالغرور والفخر، ولم يواصل الدوران حول الموضوع وأعلن نيته مباشرة ومن بادئ الأمر.


وخصوصا قوله بأنه يريد تعلم تقنياته، فإن هذه إهانة لا يمكن تحملها من أي طائفة.


بينما المتدربون الذين كانوا يراقبون من بعد قد بدأوا بالنظر إلى بعضهم البعض، فكلام زهان هو الأن قد أكد ما فكروا فيه وهو أن زهان هو قد جاء من أجل الحصول على تقنياتهم.


أما أمام إستفزاز زهان هو وإهاناته، فإن القائد الأول لم يظهر أي ردة فعل، بينما القائد الثاني قد بدأ بالإتجاه إلى زهان هو بسرعة وغضب وهو يصرخ:


"زهان هو، لا تكن مغرورا للغاية، فصبر طائفتنا محدود. اليوم سوف أعلمك درسا لن تنساه."


بعد الإنتهاء من كلامه، القائد الثاني زاد من سرعته في الإتجاه إلى السفينة، بينما طاقة دمه بدأت بالدوران وعجلة حياته قد أصبحت ظاهرة وقد بدأت بالدوران من جديد.


كون القائد الثاني هو أول شخص ليبدأ بمهاجمة زهان هو هو أمر قد جعل القادة يلتفتون إلى بعضهم البعض دون أن يقولوا أي شيء أو يفعلوا أي شيء أخر.


أما بالنسبة لزهان هو، فإنه قام بإلقاء نظرة واحدة في إتجاه القائد الثاني وقال بإستهزاء:


"وما الذي تقدر أنت وحدك على فعله؟ مجرد ضعيف مثلك يتجرأ على الوقوف أمامي؟ إنقلع حالا."


فور إنتهاء زهان هو من كلامه، سيف مصنوع من الدماء ظهر أمامه وإتجه بسرعة هائلة في إتجاه القائد الثاني.


"سيف الدم، تقنية زهان هو."


بعد رؤية السيف، الجميع قد تغيرت تعابيرهم، بينما الخوف قد ملأ قلوبهم، فهذه التقنية معروف عنها أن زهان هو قد إستخدمها لقتل عدد لا يحصى من النبلاء الملكيين.


بينما القائد الثاني قام بالزئير بغضب بعد رؤية السيف وهو يتجه إليه، وكامل طاقته بدأت بالتجمع لتشكل درعا هائلا أمامه، ولكن ورفقة صوت تحطم هائل، درع القائد الثاني تحطم وسيف زهان هو قد أصاب جسد القائد الثاني.


القائد الثاني قد ألقي بعيدا، بينما الدم بدأ بالسيلان من فمه، والجرح الذي خلفه السيف على صدره. فبالرغم من أن قوة القائد الثاني قد وصلت إلى مرحلة البطل السمى، إلا أنه لا يمكنه تحمل حتى ضربة واحدة من نبيل ملكي.


زهان هو نظر إليه بإستهزاء ثم قال:


"حشرة مثلك لا تستحق مواجهتي. مجرد بطل مسمى وتتجرأ على محاولة قتالي؟ يا لك من غبي...."


وجه القائد الثاني قد إحمر من الغضب وصرخ بقوة:


"زهان هو، اليوم سوف أقاتلك حتى الموت، فإما أنا أو أنت من سيموت..."


لكن في هذه اللحظة، القائد الأول أمسك به وقام بهز رأسه:


"أيها القادة، قوموا بأخذ القائد الثاني إلى الطائفة وعالجوا جرحه. أيها الأخ كاو، أنت لست ندا له، لذلك دعه لي."


القادة الأربعة الأخرين قاموا بالإمساك بالقائد الثاني وجره عائدا إلى الطائفة.


وبعد رؤية أن القادة الأخرين قد عادوا، القائد الأول إلتفت إلى زهان هو ونظر إليه بعينان باردتين تماما، بينما هالة القائد الأول بدأت بالظهور والإرتفاع شيئا فشيء، بينما حروف سحرية بدأت باللف حول جسده، ومن داخل قصر قدره، كون بينغ عملاق قد قفز إلى الخارج مطلقا صرخة مدوية، مزلزلا بها الأرض والسماء.


الكون بينغ كان هائل الحجم لدرجة أن جسده قد غطى السماء بأكملها، وأعينه الهائلة نظرت إلى البشر أسفله خانقة جميع الحاضرين من شدة قوته. ضد خصم قوي مثل زهان هو، فإن القائد الأول قد قام بإطلاق كامل قوته دون أي تردد.


"حركات الكون بينغ الستة........"


بعد رؤية الكون بينغ العملاق الذي غطى السماء بأكلمها، جميع الحاضرين قد بدأوا بالإرتجاف من شدة الخوف، فهذه هي قوة تقنية من مستوى الإمبراطور، تقنية لا يمكن مقارنتها مع أي تقنية أخرى.


وبعد إطلاق كامل قوته التي أخفاها طوال السنين الماضية، القائد الأول بدأ بالتكلم بصوت قاسي للغاية:


"لو تريد القتال لتلك الدرجة فإنني سأكون خصمك."


وفور الإنتهاء من كلامه، القائد الأول إختفى من مكانه وظهر أمام زهان هو مباشرة.


وفور إدراكه أن القائد الأول قد سبق ووصل إلى أمامه، زهان هو قام بالزئير وسيف دم عملاق بدأ بالهبوط من السماء في إتجاه القائد الأول. بينما الكون بينغ الذي كان طائفا في السماء قد رأى هذا وبإستخدام ضربة واحدة من ذيله الهائل فإنه قد حطم السيف العملاق بسهولة تامة، بينما القوة المتبقية قد أرغمت زهان هو على التراجع إلى الوراء.


"أيها الوغد........."


زهان هو قام بالصراخ بجنون وفي نفس الوقت قام بتفعيل طاقة دمه المنقاة، صانعا منها ثمانية عشر عملاقا، وكل عملاق من هذه العملاقة كان ذي حجم يفوق ألاف الأميال.


"تقنية عمالقة السماء."


فور رؤية هؤلاء العمالقة، جميع من كان يشاهد من بعيد قد بدأ بالتراجع بسرعة، لأنهم كانوا مدركين تماما قوة هؤلاء العمالقة.


ولكن وبالرغم من قوة هذه العمالقة الهائلة، فإن القائد الأول ظل هادئا تماما، وبدأ بالتحكم بالكون بينغ في السماء ليقوم الكون بينغ بإطلاق صرخة مدوية أخرى ويتجه بسرعة هائلة إلى عمالقة الدم، وفي غمضة عين الكون بينغ قد وصل إلى العمالقة وفور تلامس جسده مع العمالقة،فإنهم قد تحطموا بسهولة وكأنهم قطعة ورق هشة.


"بوووووووم........"


وفور أن إنتهى الكون بينغ من تحطيم العملاقة، فإنه إستخدم ذيله العملاق لإطلاق هجمة هائلة في إتجاه زهان هو، بينما زهان هو لم يستطع تفادي الضربة بسبب سرعتها الهائلة، لذلك فإنه تم إلقائه بعيدا بسبب قوة الضربة والدم قد بدأ بالسيلان من جسده.


بعد رؤية هذا المشهد، الجميع كانوا مصدومين لدرجة أن أفواههم لامست الأرض من شدة الصدمة، وخصوصا تلاميذ طائفة البخور المطهرة.


"التقنيات من مستوى الإمبراطور حقا مرعبة. القائد الأول لم يستخدم سوى طاقته العادية، بينما زهان هو قد إستخدم طاقة دمه المصفاة، ولكن وبالرغم من هذا فإنه لم يستطع تحمل سوى بضع ضربات من القائد الأول. هذا حقا أمر مرعب للغاية."



"تقنية حركات الكن بينغ الستة، حسب الأساطير فإنها أقوى تقنية من مستوى الإمبراطور التي تركها الإمبراطور الخالد مين رين خلفه."


عدة أشخاص قد أصبحت أوجههم شاحبة فور سماعهم بهذا الأمر. ففي هذا اليوم فإنهم وأخيرا قد رأوا قوة تقنية من مستوى الإمبراطور التي لم يسمعوا عنها سوى في الأساطير.


"يبدوا أنك أضعف مما توقعت."


القائد الأول قال بصوت جدي وخال من المشاعر، بينما جسده قد إختفى مجددا وليظهر أمام زهان هو مجددا، وفي نفس الوقت، ذيل الكون بينغ بدأت بمهاجمة زهان هو.


"تراجع......."


زهان هو قام بالزئير بصوت عالي، وفي نفس الوقت، فإنه قام بإستدعاء تشكيلة هائلة الحجم، وفور ظهور التشكيلة فإنها قد تحولت إلى قفص هائل مصنوع من الجبال والأنهار، وفي غمضة عين القفص الهائل قام بإحتجاز القائد الأول.


وفي غمضة عين، التشكيلة أكملت تحولها، وقد أصبحت قفصا هائل مصنوع من جبال عالية وأنهار وشلالات لا يمكن رؤية حدوها. وفي داخل القفص بإمكان رؤية القائد الأول وهو يحاول الهرب إلى الخارج، بينما الكون بينغ بدأ بإستخدام ذيله محاولا تحطيم القفص، ولكن مهما حطم من الجبال، فإنها قد تشكلت من جديد.


"دعني أرى إن مازلت بتلك الدرجة من القوة في داخل تشكيلتي."


زهان هو قام بالعبوس قليلا، وقام هو الأخر بالدخول إلى التشكيلة بعد مدة صغيرة، وفور دخوله فإنه قد بدأ بإستخدامها مهاجما القائد الأول.


"تشكيلة جبال وأنهار اليانغ شو......"


جميع من تعرف على هذه التشكيلة قد أصبح مصدوما لدرجة أنهم قد بدؤوا بالإرتجاف من شدة الصدمة:


"لقد سمعت بأن في عائلة زهان هو كان هنالك قديس قديم، وأنه قد كان موهوبا للغاية في التشكيلات، وبعد دراسته للتشكيلات من العصر القديم، فإنه قد نجح في صنع تشكيلة خارقة وأسماها تشكيلة جبال وأنهار اليانغ شو. وأنه لو نجح شخص ما في إستخدام قوة التشكيلة الكاملة، فإنه سيستطيع الفوز حتى ضد ملك سماوي."


--------------------------


TL: Jaouad Azzouz

2018/04/17 · 6,127 مشاهدة · 1583 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024