كان النهار يوشك على الانتهاء، والسماء تكتسي بلون برتقالي قاتم. جلس "رايكن" على صخرة قريبة من أطلال "أورتاس"، ينظر بصمت إلى القرية التي دُمرت بالكامل. ما زالت رائحة الدخان والرماد تملأ الهواء، وكل شيء بدا ميتًا وكأنه لم يكن هناك حياة من قبل. كان الحزن في عينيه عميقًا، لكن خلفه كان هناك تصميم غامض يشعل داخله.

بينما كان غارقًا في أفكاره، سمع صوت خطوات تقترب منه. التفت بسرعة، يده تقترب من خنجر صغير يحمله دائمًا. كانت فتاة شابة تقف أمامه، ترتدي عباءة رمادية، وعيناها العسليتان تلمعان بقلق. كانت تحمل حقيبة جلدية صغيرة مليئة بالأوراق والرموز الغريبة.

قالت الفتاة بصوت منخفض: "أنت من الناجين؟"

أجاب رايكن بعد تردد: "نعم... من أنتِ؟"

"اسمي ليلين،" أجابت وهي تنظر حولها بحذر، "كنت أبحث عن أحد أحياء القرية. ظننت أن الجميع قد ماتوا."

نظر رايكن إلى الأرض قبل أن يقول بمرارة: "الجميع ماتوا. لم يبقَ سوى هذا الدمار... وأنا." ثم أضاف بحذر: "لكنني رأيت شيئًا غريبًا ليلة الكارثة."

رفعت ليلين حاجبها باهتمام، وقالت: "غريب؟ ماذا تعني؟"

بدأ رايكن يروي لها عن رحلته إلى الغابة المحرّمة، وعن الدائرة المتوهجة والرجل الغامض الذي قابله هناك. أثناء حديثه، كانت ليلين تستمع باهتمام بالغ، وملامح وجهها تزداد جدية.

"الدائرة التي رأيتها،" قالت ببطء، "ليست شيئًا عاديًا. إنها رمز قديم لقوى الظلال."

نظر إليها رايكن بحيرة وقال: "قوى الظلال؟ ما هذه القوى؟"

"إنها قوة محرّمة،" أجابت، "قادرة على تدمير العوالم. إذا كانت هذه الدائرة قد ظهرت في أورتاس، فهذا يعني أن شيئًا خطيرًا جدًا يحدث."

توقف الاثنان عن الحديث لوهلة، بينما كانت الرياح تهبّ من جديد، تحمل معها صوتًا غريبًا أشبه بأنين بعيد. قال رايكن بصوت منخفض: "هذا الصوت... إنه قادم من الغابة."

نظرت ليلين نحو الظلام وقالت بحزم: "علينا التحرك. إذا كانت هذه القوة قد استيقظت، فنحن بحاجة لمعرفة من يقف وراءها."

رغم الخوف الذي كان يملأ قلبه، أومأ رايكن بالموافقة. لم يكن لديه شيء يخسره، لكنه شعر أن هذه الرحلة قد تكون بداية لفهم ما جرى لقريته.

تقدما ببطء نحو الغابة، حيث كان الظلام يزداد كثافة. الأشجار المتشابكة بدت وكأنها تراقبهما، وكل خطوة كانت تحمل توترًا متزايدًا.

بمجرد دخولهما إلى الغابة، بدت الأصوات المحيطة تختفي، وكأن المكان كان يبتلع كل صوت. سحب رايكن خنجره وقال: "ماذا نتوقع أن نجد هنا؟"

ردت ليلين بصوت جاد: "أسرارًا... وأعداءً. لكننا سنجد أيضًا إجابات."

."ارجو ابداء وجهت نظركم في القصه لمساعدتي على نشر المزيد ."

. وشكرا...

2024/11/26 · 12 مشاهدة · 375 كلمة
Fares Saad
نادي الروايات - 2025