: الفصل الثالث: الليلة التي لا تنتهي
كنت مستلقي على سريري أفكر في الأشياء التي حصلت اليوم وتلك الأوغاد الذين دمروا لوحتي الفنية. كنت أشعر بغضب لا يوصف؛ تلك اللوحة كانت تمثل لي شيئًا مهمًا، لأنها تشبه أول شيء رأيته قبل أن تتبناني هذه المرأة. كنت أعتبرها شيئًا له علاقة بأمي البيولوجية، لكن لا أعرف السبب.
بعد تفكير طويل في اللوحة وما حدث اليوم، قررت أن أنام لأريح ذهني؛ لأن الوحدة والعزلة في نظري أفضل من أي شيء آخر. بعد أن بدأ النوم يغشى عيني، شعرت بشعور غريب.
"هه؟ ماذا؟ أين أنا؟!" وجدت نفسي في مكان غريب ومظلم، وكأنه فراغ يمتد لملانهاية. شعرت بمشاعر غريبة لها علاقة بجوا هذا المكان. توجد تضاريس غريبة كأنها عدة كواكب أو شيء من هذا القبيل. ورأيت ضوءًا أحمر غريبًا متوهجًا في الأفق.
قلت لنفسي: "هذا الضوء، هل رأيته من قبل؟ لماذا يبدو مألوفًا لي كأنني أعرفه؟" نهضت وقلت لنفسي: "هذا ليس حلمًا عاديًا، يجب أن أستيقظ."
حاولت أن أصفع نفسي مرارًا وتكرارًا لكي أستيقظ، لكن لم ينجح الأمر. تنهدت وفكرت بتمعن: "هل المخرج من هذا المكان هو الضوء؟" فجأة سمعت صوتًا يقول: "نعم، قد يكون كذلك."
هلعت وقلت: "من أنت؟" أجاب الصوت: "ألم تتعرف علي؟" قلت بغضب: "كيف أتعرف عليك وأنا أسمع صوتك لأول مرة؟" ضحك الصوت ضحكات غريبة شعرت كأن قلبي يرتاح له.
قلت بصوت حازم: "من أنت؟" أجاب: "أنا جزء منك." قلت بحيرة: "كيف تكون جزء مني؟" رد الصوت: "أنا لا أمزح، أنا هو نفسك الأخرى."
فجأة اقترب الضوء مني بسرعة شعرت كأنني بجانب عاصفة شمسية حرفيًا. يدور بسرعة خيالية وحرارته مرتفعة وأصبح شديد السطوع حتى أنني لم أستطع الرؤية. بقيت أدور في كل مكان كمجنون حتى ارتطمت بالجدار.
هاه، وجدت نفسي في غرفتي لكن على الأرض. نهضت وأنا متوتر، لا أعرف ما كان ذلك المكان أو ذلك الصوت، لكنني متيقن أن هذا ليس حلمًا عاديًا.
بقيت أحوم في الغرفة وأفكر حتى جاءتني فكرة. جلست على مكتبي وأحضرت ورقة وقلم وحاولت تذكر تلك الأشياء. لم أتذكر شيئًا. كيف؟ لماذا؟ هل ذاكرتي مشوشة؟
حاولت التذكر مرة أخرى، لكنني لم أتذكر سوى السطوع الذي رأيته. خفت أن أنسى ذلك، فدونت ما تذكرت على الورقة. كلما حاولت تذكر ذلك المكان شعرت بصداع شديد في رأسي كأنني سأغيب عن الوعي.
فجأة، سقط القلم عن الأرض ونعست على الطاولة. بدأت أفكار غريبة تدور في رأسي ودقات قلبي تنبض بغرابة. كنت أشعر كأنني في عالم مظلم وكئيب ووحيد. كأنه عالم يحاكي مشاعري.
"هه، لم أكن أظن أنني أحب اللون الأسود حقًا. الوحدة هي أفضل شعور، راحة البال والسكينة." لكن حتى لو كان هذا الهدوء، فإن شعلة الغضب من تلاميذ المدرسة وتكسيرهم للوحي الفني الخاص بي تجعلني أريد الانتقام.
"نعم، يجب أن أنتقم منهم." سمعت صوتًا آخر في رأسي يقول: "نعم، انتقم." قلت بدهشة: "من أنت؟" لم يجب الصوت. قال
: فقط. قلت: "انتقم." فكرت: "كيف سأنتقم وأنا لا أملك أي قوة؟ سيتم سحقي كالحشرة إذا حاولت."
ضحكت لمدة طويلة وقلت: "انتظر، لقد رأيت ذلك الضوء الغريب. هل إذا ذهبت إليه سيعطيني قوة من نوع ما؟ قد تكون قوة خارقة أو طاقة سحرية."
صفعت نفسي وقلت: "قوة خارقة وسحر؟ ما هذا الهراء؟ هل أنا في أحد أفلام الأكشن؟" لكن فكرت مرة أخرى: "لماذا لا نضع هذه الافتراضية، حتى لو كانت شبه منعدمة، لنضعها كافتراض."
فجأة، ضربت صاعقة برق قرب النافذة. استيقظت بسرعة. "هل كنت نائمًا على مكتبي؟ أشعر بالنعاس الشديد وكأنني كنت في فيلم من نوع ما."
تنهدت وقلت: "أشعر أنني قلت هذا الكلام من قبل ولا أتذكر أين قلته ومتى."
رفعت يدي وقلت: "من يهتم؟ دعني أنام فقط." نظرت إلى الساعة ووجدتها الثالثة ليلًا. "إذًا الثالثة الآن، بقي الليل طويل."
رميت نفسي على السرير وغرقت في النوم العميق مرتاح البال والسكينة.
بعد مرور ساعات نهضت وذهبت إلى الحمام. عندما نظرت إلى المرآة، رأيت شيء غريب. كأن يوجد شيء في ظلي. التفت لم أجد شيء.
حككت شعري. "ها أناني أتخيل. لا يوجد أي شيء."
عدت إلى سريري وأنا أفكر في اللوحة. كانت هي تذكر من أين؟ لم أرى مثلها من قبل. كانت غريبة في شكلها وكل التفاصيل التي توجد فيها كأنها قادمة من عالم آخر.
عندما عملت عليها كنت أشعر بأنه الأشياء الموجودة فيها قد عشتها يومًا ما.
تنهدت. "أعيش داخل لوحة؟ حتى أغبى شخص في العالم لن يصدق هذا الكلام."
تم. عدت إلى النوم وأنا أقول: كم مرة استيقظت الآن؟ قد تكون هذه المرة الخامسة أو الرابعة. دعنا ننام. غدًا عندنا يوم أسود مع الناس.