أتمنى أن يعجبكم الفصل والأحدات وشكرا

---

الفصل الرابع: يوم المشتعل

استيقظت اليوم كعادتي، لا يوجد شيء جديد. أكلت فطوري ولبست ملابسي وخرجت إلى المدرسة. كنت أمشي وحدي، لم يكن يرافقني أحد. كنت أشعر بأن العزلة شيء رائع.

عندما وصلت إلى المدرسة شعرت بقشعريرة غريبة عندما وضعت قدمي أمام بابها. قلت لنفسي: "آه، ما هذا؟ هل قلبي ينبئني بشيء ما؟ لا أعرف ما هو. هاه، دعونا ندخل إلى الجحيم".

بعد أن مشيت في ممرات المدرسة ودخلت إلى الفصل، رمقني التلاميذ والأستاذ بنظرات استغراب. لم أهتم لأي شيء، جلست في مقعدي وبدأ المعلم يشرح درسه الممل كعادته. رغم ذلك، لم يكن الطلاب يهتمون لشرح المعلم، بل كانوا يتبادلون الأحاديث بصوت مرتفع.

قالت إحدى الفتيات بسخرية: "أوه، هل هذا هو ويليم الباكي؟".

أجابت فتاة أخرى: "نعم، إنه هو، لقد بكى على مجرد لوحة سخيفة".

لم أهتم بكلام الطلاب رغم سخريتهم مني. قلت لنفسي: "أي شخص آخر كان سيخبر الأستاذ بأن التلاميذ يستهزئون به، لكي يتفاهم معهم. ولكن لا، حياتي ليست هكذا. إذا أخبرت المعلم، لن يتفاهم معهم، بل سيوبخني أشد التوبيخ. آه، حقًا لا يستحق كل شخص في المدرسة الاحترام".

على بعد شارعين من المدرسة، في أحد الأزقة، قال أحدهم وهو يبتسم يبدو أن الوقت اقترب لبداية اللعبة. هههه، لاختيار من يستحق.

بينما كان المعلم يشرح درسه، استدار ورمق الفصل بنظرات غريبة، ثم نظر إليّ من بين الجميع. قلت لنفسي: "أكيد سيبدأ بالاستهزاء بي والسخرية". كان ينظر إلي بنظرات تملؤها الاشمئزاز، ثم قال صارخًا: "يا هذا، ماذا تفعل؟ ألا تنتبه للشرح؟".

تنهدت ولم أكن لأجيبه. قال أحد التلاميذ بسخرية: "أوه، هنا هو ويليم الباكي مجددًا! هل ستبكي على شيء تافه؟".

كنت على وشك الخروج من الفصل، لكن صوتًا في أعماق قلبي منعني من التحرك. كان يقول بغضب: "كيف تترك مجرد وقح مثله أن يستهزئ بك هكذا؟".

نهضت وحملت حقيبتي. بدأ المعلم يبتسم وقال بصوت ساخر: "اذهب لمكانك الأصلي الذي هو المزبلة". ضحك الفصل بأكمله. شعرت وكأن آلاف السكاكين تقطع روحي. اشتد غضبي، أسقطت حقيبتي وقلت بصوت غاضب:

"هل أنت حقًا معلم؟ يجب على المعلم أن يعامل تلاميذه بتساوٍ، لا أن يحترم الجميع ويستهزئ بي وحدي. أنت لست معلمًا ولا تستحق الاحترام".

رد المعلم بغضب: "هل تظن أنك مميز؟ إذا كنت ستبكي بسبب شيء سخيف، فما حاجتك إلى المجيء هنا؟".

أجبته بصوت حازم قليلًا والدموع في عيني: "ألا يحق للرجل أن يبكي؟ هل الإنسان يحق له الحزن؟ ألم تبكِ في حياتك؟".

قال المعلم: "أنا أبكي؟ هل تعرف كيف كانت حياتي عندما كنت مثلك؟".

أجبته: "أنا لا أهتم بكيف كنت تعيش. ولكن لاحترمني كي أحترمك".

خرجت وضربت الباب بقوة. كان المعلم والطلاب واقفين منبهرين. قال أحدهم: "هل هذا حقًا ويليم الذي نعرفه؟ يبدو مختلفًا".

قال آخر: "إنه لن يتغير مهما حاول. ولكنه الآن يتصرف بغرابة".

قالت إحدى الطالبات: "ردة فعله لم تكن طبيعية".

رد الأستاذ: "إنه الغضب عندما يشتد على روح الشخص. أعرف هذا الشعور". ولكن في أعماق الأستاذ، كان يشعر بخوف شديد. قال لنفسه: "هذا ليس غضبًا عاديًا". كان يبتلع ريقه ويقول: "يبدو أنني أيقظت شيئًا لا يجب إيقاظه".

ذهبت إلى الساحة وجلست، ثم تنهدت قائلًا: "ماذا فعلت؟ أنا نادم على فعلتي. لا يجب أن أعود وأصلح الأمر مع المعلم".

حاولت النهوض، لكن لم أستطع. وكأن روحي تقول: "هذا أفضل". قلت لنفسي: "يجب أن أذهب وأصلح الأمر".

بينما أحاول النهوض، وكأنني أحارب جسدي الذي يرفض الوقوف، بدأت أضرب قدمي قائلًا ودموعي على وجهي: "تحركا أيتها الساقان!".

---

---

في الوقت ذاته، شعرت وكأن قلبي يحترق. آه، لم أنتبه للأمر. فجأة، وجدت نفسي في مكان مظلم وغريب. كانت الأرضية زجاجية والتضاريس حولي غريبة. كأنها مدينة قديمة أو شيء من هدا القبيل قلت لنفسي وأنا مرتبك: "أين أنا؟ ما هذا المكان؟". تذكرت، لقد كنت هنا مرة من قبل.

وفجأة، شعرت بشيء يقف خلفي. التفت بخوف، وقال بصوت هادئ لكنه مليء بالغموض: "نعم، أنت تعرف هذا المكان جيدًا".

هلعت وسألته متوترًا: "من أنت؟ ولماذا أتيت بي إلى هنا؟".

تنهد وقال: "هل كنت تريد إصلاح علاقتك مع ذلك الحقير؟".

أجبته متعجبًا: "كيف عرفت أنني كنت أريد إصلاح علاقتي مع الأستاذ؟".

ضحك بصوت غريب وأجابني: "ألا تعلم؟ أنا أعرف كل شيء عنك".

صرخت بغضب: "هل أنت الصوت الذي سمعته في الفصل؟".

أجابني بثقة: "نعم، وماذا لو كنت أنا؟".

كان صوته غريبًا، شعرت وكأنه صوت امرأة. سألته بحذر: "أأنت امرأة؟ لست رجلًا؟".

ضحك أو ربما ضحكت، ضحكة هستيرية، وقالت: "حسنًا، يبدو أنك اكتشفت هويتي أخيرًا. نعم، لقد كنت مختبئة في روحك لوقت طويل".

صدمت وقلت: "ماذا؟ مختبئة في روحي؟ لا تمزحي معي!".

ابتسمت، وفي غمضة عين وقفت أمامي، ثم نقرت على رأسي قائلة: "ستعرف من أكون في المستقبل. ولكن يبدو أن وقت الاستفاقة قد اقترب. يجب أن تجهز نفسك لأن القادم أسوأ من هذا".

فجأة، أضاء ضوء أحمر غريب في رأسي، وبدأ ذلك العالم يتدمر تدريجيًا. صرخت صرخة مروعة سمعها الجميع في المدرسة.

---

فتحت عيني وأنا أنظر إلى السقف. قلت لنفسي: "أين أنا؟ هل أنا في المستشفى؟". وأنا أشعر بكأنني كنت في عالم أخر تمام مختلف عن هدا العالم

سمعت صوت خطوات تقترب من الباب. فتح الباب، ودخلت أمي مسرعة وهي تقول بقلق: "عزيزي ويليم، ماذا حدث لك؟".

عانقتني بشدة، لكنني صرخت: "آه، أمي، ابتعدي قليلًا! تعانقينني وكأنني كنت في حرب".

قالت: "وكيف كنتَ مصابًا هكذا؟ عندما نظرت إلى نفسك، وجدت ضمادات على كاحلك ورأسك".

أكملت قائلة: "عندما كنت تصرخ تلك الصرخات الهستيرية، هلع كل شخص في المدرسة إلى الساحة. بعض التلاميذ جاءوا ليسخروا منك، لكنهم صدموا عندما رأوا حالتك. كانت ملابسك ممزقة، وجسدك مليئًا بالجروح والدماء. حتى المعلم الذي كنت تتجادل معه وقف مذهولًا. بدا وكأنه يرى شيئًا آخر. لقد لاحظ شيئًا غريبًا على ظلك وكأنه مكتوب عليه شيء".

توقف صوت أمي للحظة ثم تابعت: "حملوك وأحضروك إلى المستشفى. الأطباء صدموا عندما رأوا حالتك. قالوا إنك تبدو وكأنك كنت في معركة. بعد أن دخلت غرفة العمليات، خرج أحد الأطباء بعد ساعة وكان وجهه شاحبًا".

قطعت أمي كلامها عندما رأتني أمسك رأسي وأقول: "ليس الآن وقت الحديث عن القصة". شعرت بدوار، ثم غبت عن الوعي مرة أخرى.

---

2025/01/21 · 13 مشاهدة · 940 كلمة
نادي الروايات - 2025