---
*الفصل الخامس: اليوم المشؤوم
عندما كنت في المستشفى وفقدت وعيي، صرخت أمي قائلة: "ويليم، ماذا حصل لك؟ هل يساعدني أحد؟" دخلت ممرضة مسرعة وقالت: "ما الأمر يا سيدتي؟ ابنك، ماذا به؟"
أجابت الأم وهي مستغربة: "لا أعرف ماذا حصل له"، والحزن يغمر وجهها. أسرعت الممرضة ونادت الطبيب بسرعة.
في شوارع المدينة الضخمة والأزدحام يملؤها الناس، كان الأستاذ الذي تشاجر مع ويليم يركض وهو يلهث: "هاه، هاه. لا أعرف ماذا حصل لي ويليم، لكنه لا يبدو شيئًا عاديًا. تصرفاته الغريبة والشعور الغريب الذي شعرت به لم يكن غضبًا عاديًا، بل كان شيئًا أسوأ. يجب أن أهرب لأي مكان. أعرف يقينًا أن ويليم إذا استيقظ، حتى لو عاد لطبيعته، فذلك الغضب لن يختفي، بل سينتقم مني كما حصل مع أبي."
في المستشفى، تتعالى أصوات الممرضات: "أرجوكم بسرعة، إنه لا يتحسن! أحضروا الدواء بسرعة!"
تنهدت الأم وقالت: "ما الأمر أيها الطبيب؟ هل يوجد شيء حصل لابني؟" رد الطبيب: "لقد تعرض ابنك لشيء نجهل مصدره." سألت الأم بحيرة: "ماذا تقصد بنجهل مصدره؟ ألم يكن من فعل زملاء فصله؟" أجاب الطبيب: "لا نعرف بالضبط، ولكن هذا مجرد افتراض."
تدخلت الأم بغضب: "ماذا تقصد بافتراض؟"
أجاب الطبيب: "لقد جاءت الشرطة وبدأت تحقق في القضية. أمسكت كل زملاء قسمه، وكان ردهم أنهم لم يفعلوا له شيئًا، فقط كانوا يسخرون منه، وكان دائمًا لا يهتم لهم. ولكن اليوم تصرف بغرابة."
تساءلت الأم بعجب وغضب: "ماذا رأوا؟"
قال الطبيب: "لا أعرف ماذا رأوا، ولكن أحضر الشخص الذي يعرف." فتح الباب ودخل رئيس الشرطة وقام بإلقاء التحية: "أهلاً سيدتي، أنا أدعى شيرون، رئيس الشرطة الجديد."
أجابت الأم: "أهلاً، تشرفت برؤيتك سيدي."
جلس الرئيس وقال: "سيدتي، من أين تريدينني أن أبدأ الكلام؟" قالت وهي متوترة: "من البداية."
قال شيرون: "حسنًا، سأخبرك. عندما كنا نحقق مع زملاء ابنك، كانت أجوبتهم غريبة جدًا."
قال شيرون: "حسنًا، هل أنتم زملاء الفتى المدعو ويليم ويكر؟"
أجاب أحد التلاميذ: "نعم، نحن هم."
قال شيرون: "جيد، أنا رئيس الشرطة شيرون. اليوم سأقوم بسؤالكم عدة أسئلة عن الحادث."
رد أحد التلاميذ بتعجرف: "أنا لا أهتم بذلك الوغد، إذا مات أو بقي حيًا."
رما شيرون فجأة قلما وضرب خد الطالب وقال بحزم: "هل كنت أنت من قام بفعل ذلك له؟"
قال الطالب: "سيدي، ماذا تقصد؟ لم أفعل له شيئًا، إنه لا يستحق حتى أن أهتم له."
ضرب الرئيس الطاولة وقال بصوت عالٍ وحازم: "حتى ولو لا تهتم له، هذه قضية حياة أو موت. فكر فقط كيف ستكون عائلته إذا مات، أو بالأحرى فكر بنفسك أيضًا. إذا حصل لك شيء، ألن تكون عائلتك حزينة عليك؟ لا تهتم بنفسك فقط، اهتم بغيرك أيضًا وساعدهم في وقت شدتهم حتى يساعدوك في شدتك."
أصبح التلميذ متوترًا وعرق ينزل من جبينه وهو يرتجف. التفت كل الطلاب له قائلين: "إنه يتعرق، هل هو حقًا خائف؟"
قال أحد الطلاب: "نعم، بالتأكيد سيكون خائفًا، إنه أمام أشهر رئيس شرطة وأكثرهم موعظة وكرمًا."
قال شيرون: "حسنًا، دعنا نكمل الأسئلة. ماذا حصل قبل الحادث؟ أجيبوني بكل صراحة."
لم يرد أحد الإجابة. بدأ شيرون يعض شفتيه وكان سيضرب الطاولة مجددًا حتى رفعت إحدى الطالبات يدها وقالت: "سيدي، أنا سأخبرك بكل شيء."
كانت وجوه التلاميذ تملؤها التعجب والدهشة. قال شيرون: "حسنًا، كيف بدأ الأمر؟"
ردت الطالبة: "لقد كان كل شيء طبيعيًا حتى بدأ المعلم في عادته."
قاطعها شيرون قائلاً بتعجب: "ما هي عادته هذه؟"
تنهدت الطالبة وأجابت وهي حازمة: "لقد كانت عادته هي السخرية من ويليم، سخرية لا يمكن وصفها. لدرجة أن شخصًا قتل ذلك المعلم بشدة الغضب قد تتفهم وضعه، أليس كذلك؟"
كان شيرون مصدومًا وقال في نفسه: "إذا كان كلامها صادقًا، فطرق ابتزازه للطلاب سيئة وتؤثر على نفسيتهم."
أكملت الطالبة: "عادةً، ويليم لا يجيب على هذه الابتزازات، ولكن اليوم كان تصرفه مختلفًا."
قال شيرون: "ماذا تقصدين؟". :قالت الطالبة: "لقد اشتد غضبه لدرجة لا يمكن وصفها، لدرجة دخل مع المعلم في نقاش حاد وفي النهاية خرج والغضب شديد على وجهه. ومرت دقائق قليلة حتى سمعنا صراخه الشديد، وعندما ذهبنا لرؤيته وجدناه هكذا."
صدم شيرون ودخل في حالة تفكير تام: "إذا كان التلاميذ لم يفعلوا له شيئًا، فمن فعلها إذًا؟"
قاطعت حديثه والدة ويليم قائلة وحزن بملء وجهها: "هل اكتشفتم الفاعل عن طريق البحث في كاميرات المدرسة؟"
أدار شيرون رأسه يمينًا وشمالًا قائلاً: "عندما فحصنا سجلات الكاميرات وجدنا شيئًا غريبًا لدرجة لا توصف."
أجابت الأم بتوتر: "ماذا رأيتم؟"
قال شيرون: "لقد كان يجلس تحت شجرة ويبدو كأنه فاقد الوعي، وفجأة بدأ يصرخ صرخات غريبة ويمسك رأسه، وفي جزء من الثانية أصبح على هذه الحالة."
أسقطت الأم حقيبتها وصدمة على وجهها: "ماذا تقول؟ هل هذا حقيقي من الأساس؟"
أجاب شيرون بصوت حازم: "نعم، لم أكن لأصدق هذا إذا لم أره."
في أزقة قرب المكان الذي يوجد فيه مشفى ويليم، قال الرجل الغامض: "أه، يبدو أن الأمور اقتربت لكي تبدأ الحفلة. يا ترى كم شخص سيموت في هذه اللعبة؟ ومن سعيد الحظ الذي سيصبح وعاءها؟ هيه هيه، غدًا سنرى."
في غرفة يسودها الظلام وتوجد فيها أرفف من الكتب القديمة والعتيقة، تحت مكتب يبدو أنه مصنوع من الخشب لونه بني، يجلس المعلم وهو مرتبك: "هل سيحصل لي مثل أبي؟ لا أريد أن أتذكر تحضير والدي لي، ولكن أنا لم أهتم."
---