---

**الفصل السابع: يوم الجحيم**

بعد يوم من الحادثة، عاد كل شيء إلى طبيعته. عدت إلى المنزل وكأن شيئًا لم يحدث، ولكن تفكيري كان مشوشًا. كنت كل دقيقة أتذكر تلك المرأة وأفكر: من تلك؟ هل لها علاقة بالأشياء التي صارت الآن؟ هاه، لا أعرف، ولكن أشعر بأن قلبي يعرف الإجابة ولكنه لا يريدني أن أعرف.

وضعت أمي كأس عصير أمامي وقالت: "اشرب يا ويليم." أجبت قائلًا بخزي على وجهي: "ما هذا الشيء الأخضر الغريب الذي يوجد في الكأس؟" تنهدت أمي وردت: "يجب أن تشرب هذا لكي يشفيك، لأنني صنعته من وصفة أمي التي كانت تعدها لأبيك." تغيرت تعابير وجهي وأصبحت خائفًا وقلت في نفسي: "هل هذا حقًا دواء؟ إنه يبدو كأنه سم سيقتلني على الفور." ولكنني شربته. هل حقًا كانت جدتي تعد هذا لجدّي؟

اقتربت أمي من الكأس وقالت وهي فرحة: "اشرب لكي تَشفى." قلت: "هاه، أمي، لا أريد شرب هذا، لقد أصبحت في أحسن صحة." وأنا ألمس كتفي، نظرت إليها بنظرات شاحبة حتى وقف شعر جسمي وقالت بصوت حازم: "اشرب العصير الآن." سقطت ريقتي وقلت: "حسنًا." وأنا أتعرق عندما شربت ذلك العصير.

"آه، أوه، دفعت كل ما شربت وأنا أمسح فمي. هل هذا حقًا دواء؟ إن مذاقه شبيه بمذاق النفايات، ورائحته تشبه كومة قمامة أحملها في يدي." وأمسكت أنفي وقلت لنفسي: "الآن فهمت كيف مات جدي بسرعة. بالتأكيد مات بسبب هذا العصير."

سمعت صوت خطوات، إنها أمي قادمة. ماذا سأفعل؟ ألتفت يمينًا ويسارًا حتى وجدت باقة زهور جميلة. ذهبت إليها بسرعة، فتحتها وأفرغت ما تبقى من العصير فيها، ثم عدت إلى مكاني بسرعة. دخلت أمي والسعادة على وجهها: "أوه، يبدو أنك شربت العصير بأكمله." قلت لها: "نعم، كان جميلًا." وأنا أقول في نفسي: "أي جمال؟ مذاقه يشبه كيس النفايات." فرحت أمي وصفقت قائلة: "حسنًا، إذًا أعجبك، فلقد أعددت لك المزيد." وأخرجت ثلاث قوارير من ذلك المشروب. شعرت بأني سأموت اليوم على يد أمي. هلعت وعدت إلى الخلف قائلًا بتوتر وأنا أحمل يدي: "لا، لا أريد المزيد، ذلك الكأس وحده يكفيني."

حكت والدتي شعرها قائلة: "هل حقًا لم يعجبك مشروبي؟" قلت لها بوجهي الصلب كالحجارة: "نعم، إن هذا المشروب يشبه القمامة." حزنت والدتي وجلست، وأنا جئت جانبها ووضعت يدي على وجهها وقلت بصوت هادئ: "حتى ولو كان مذاقه كالنفايات، إلا أنه من صنعك. حتى ولو كنت سيئًا، فسأقول إنك سيئة لكي تحسني مهاراتك." ابتسمت والدتي وعانقتني: "أنا أعرف ذلك، حتى ولو لم أكن والدتك البيولوجية، أنا سعيدة." نظرت إلى الساعة ووجدت أن الوقت اقترب لكي أذهب إلى المدرسة. أجابتني: "نعم."

خرجت وذهبت إلى المدرسة، وأنا في طريقي شعرت بشعور غريب، كأن قلبي ينبئني بحدوث شيء، ولا أعرف ما هو هذا الشيء. تنهدت قائلًا: "فتؤتي الرياح بما لا تشتهي السفن، أنا لها بالمرصاد." وصلت إلى المدرسة. أول ما دخلت إلى الفصل، شعرت بنفس الشعور الذي شعرت به عند لقاء تلك المرأة. آه، قلت لنفسي: "هل سألتقي بتلك المرأة مجددًا؟" أدرت رأسي ورأيت الطلاب يرمقونني بنظرات غريبة. لم أهتم، وتظاهرت أنني لم أنتبه وذهبت إلى مقعدي. قال التلاميذ لبعضهم: "هل عاد ويليم إلى ما كان عليه في الماضي؟" أجاب الآخر: "لا أعرف، ولكن أظن أنه يتصرف بهدوء لكي يكبح غضبه."

دخل المعلم وقال: "سلام عليكم يا طلاب." رد عليه كل طلاب القسم، ما عدا أنا، طبعًا: "وعليكم السلام، أيها المعلم." ابتسم وأنزل رأسه عندما رآني جالسًا. بدت عليه نظرة الصدمة وقال لنفسه: "هل حقًا ويليم غير منزعج مني بعد ما حصل له البارحة؟ ولكن انتظر، كيف أصبح معافى هكذا بعد تلك الإصابات؟" وضع كتبه فوق الطاولة وتنهد قائلًا: "ويليم، أستغفر الله." رفعت رأسي وقلت: "هل تريد الاستهزاء بي مجددًا؟ إذا كنت ستفعل، فأنا لك بالمرصاد." كل الطلاب أداروا رؤوسهم نحوي ومتعجبين، ويقولون في أذهانهم: "هل سيصرخ مجددًا؟" انحنى الأستاذ وهو يقول: "أنا متأسف عن فعلتي كل هذه السنوات يا ويليم، لم أفهم مشاعرك. أنا حقًا متأسف. إذا كانت توجد طريقة لأصلح أخطائي، فسأقوم بها." صدم كل طلاب الفصل، وأنا أكثرهم. ضربت الطاولة بقوة حتى انصدم المعلم وهو يفكر: "ألم يقبل اعتذاري؟" ضغطت على أسناني وأنا أفكر: "هل هو يكذب؟ هل هذا الاعتذار مجرد خدعة للاستهزاء؟" رفعت عيني في نظرات المعلم وقلت: "تلك النظرات لا توحي بأنه يكذب، بل يقول الحقيقة. ولكن أين الحقيقة في هذا العالم المشؤوم؟ كل الحقائق وجدت فقط لتساعد الأقوى." تنهدت وقلت له: "أيها الأستاذ، هل هذه خدعة من نوع معين؟" شعر المعلم بالحيرة وأجابني وهو يتعرق ويرفع يديه: "أنا لا أكذب يا ويليم، مستحيل أن أكذب عليك بعد الآن." وهو يقول في أعماقه: "يبدو أنه بدأ يتغير. هل هذا بسببي؟" لم أندهش من رد فعله لأني توقعته، ولكن الغريب أنه يبدو خائفًا. الخوف يوجد في عينيه.

أمسك أحد الطلاب قلبه وهو يقول: "ما هذا الشعور الغريب؟ أشعر كأن قلبي مشتعل. قلب مشتعل! هل هذا نفس الإحساس الذي أشعر به؟" حتى فجأة بدأ يسقط كل التلاميذ على الأرض، ومنهم المعلم. صرخت: "ماذا يحصل هنا؟" ما حصل في أحد أركان المدرسة، ابتسم شخص ابتسامة خبيثة قائلًا: "اللعبة ستنطلق الآن." وطرق بأصابعه. شعرت بأن قلبي يريد الخروج من مكانه، وضعت يدي على صدري وأمسكته بقوة. عندما نظرت إلى الخارج، رأيت ضوءًا غريبًا يخرج من الأرض. خرجت مجموعة من الأضواء الضخمة تشكلت على شكل أبراج ضخمة وصلت حتى قمة السماء، وكأنها تشكل حاجزًا أحمر غريب. بدأت الأرض تهتز، وجدران المدرسة بدأت في التحطم والانهيار. ثم سقطت وفقدت الوعي.

نور أحمر غريب يتلألأ في الأفق، وامرأة شديدة الجمال تجلس قربه. آه، هذا المكان. هاه، لقد اعتدت على قدومي إلى هنا، ولكن أريد أن أعرف: من تكونين؟ ومن أنت؟ وما هي علاقتك بي؟ عم الصمت في المكان، وصرخت بغضب: "هل أنت من تسبب في هذا؟ من أنت بالضبط؟ آه، ذلك الضوء يبدو أن الإجابة هناك." ذهبت مسرعًا إلى الضوء الأحمر، كلما اقتربت منه أشعر كأنني أقترب من الشمس. وقلت: "يبدو أن هذا عبارة عن فراغ يمتد إلى ما لا نهاية." هاه، جلست على الأرض وقلت: "أشعر كأنني في قصة خيالية." حتى فجأة بدأ الفراغ ينهار، وبدأت أسقط في هوة مظلمة. هاه، أين أنا؟ رأيت كل طلاب المدرسة موجودين، حتى المعلمين. أنارت أنوار زرقاء غريبة المكان، وكانت تحيطنا تماثيل ضخمة، ويوجد تمثال ضخم يجلس على كرسي. قلت: "ما هذا المكان؟ يجب أن نجد المخرج بسرعة." أمسك أحد الأساتذة كتفي قائلًا: "لقد كنت غائبًا عن الوعي لثلاثين دقيقة، وبحثنا في كل أنحاء هذا الكهف ولم نجد أي مخرج، فقط هذه اللوحة الضخمة المكتوب عليها بخط غريب." استدرت ورأيت اللوحة، ذهبت اتجاهها وتمعنت في تلك الكتابة وقلت: "إنها ثلاث أسئلة من نوع ما. أظن إذا أجتزنا هذه الأسئلة الثلاث، قد نخرج من هنا." استدرت إلى الأستاذ وقلت: "هل إلى هذه الدرجة أصبح المعلمون أغبياء؟ إنها سهلة." استغرب كل الحاضرين وقالوا لي: "كيف تفهم تلك الكتابة؟" أجبتهم: "إنها لغة العربية، نفس اللغة التي نتكلم بها." وأنا أحمل يدي، أجابني أحد الطلاب قائلًا: "كيف هذه لغة عربية عادية؟ نحن لم نفهم شيئًا." ما الذي قلت لنفسي: "ما الذي يجري هنا؟" حتى استضمت بأحد التلاميذ، ورعب في عينها وهي ترتجف، قالت بخوف: "عيون ذلك التمثال تحركت." الجميع بدأ يستهزئ بها: "هاهاها، عيون تمثال تتحرك؟" حتى صرخ أحد المعلمين: "انظروا!" عندما نظر كل التلاميذ في اتجاه التمثال، أضاءت عيناه فجأة بوميض أحمر وأطلق شعاعًا غريبًا ضرب مجموعة من الطالبات. بدأ الرعب يملأ قلوب كل الحاضرين. تلك المجموعة تبخرت بمعنى الكلمة من الوجود. بدأ الهلع ينتشر في المكان، وبدأ كل تلميذ يجرى في مكانه. أولًا بدأ التلاميذ يتحركون، أطلق التمثال الشعاع وبخر ذلك التلميذ، بقي فيه فقط القدمين. صرخات الفتيات والخوف في عيونهم. وقفت مجموعة من الشباب في جانب التمثال وقالوا: "يبدو أننا في أمان." ألتفت وصرخت قائلة: "ابتعدوا من هناك!" لم يهتموا لكلامي. حمل ذلك التمثال مطرقة وطرقها فوق رؤوسهم. تبعثرت أشلاؤهم في كل مكان، الدماء خطت تلك البقعة. صرخات البقية، وفجأة جاء الشعاع وفحمهم.

---

2025/01/24 · 11 مشاهدة · 1205 كلمة
نادي الروايات - 2025