الآرك الأول : القارة الشيطانية .
الفصل 4 : إبن خادمة وضيعة.
القارة الشيطانية - مملكة غوريون - القصر الملكي.
ملأت السحب السماء و إشتدت الرياح في الأرجاء ، لقد بدا الطقس مخيفا و يعطي إنذار بأن عاصفة شمسية ساخنة على وشك الوصول.
في عاصمة مملكة غوريون إختبأ جميع الشياطين في بيوتهم و أغلقوا الأبواب جيدا و لازال بعضهم في الخارج يحاولون الوصول إلى بيوتهم في أسرع وقت.
للأسف فإن المتشردين و المغامرين الرحالة لم يملكوا منازل قارة حيث يحتمون من العاصفة لذلك فقد تصرف كل منهم بطريقته الخاصة.
على عكس كل ما سبق كان القصر الملكي و المناطق القريبة له محمية بدرع يمنع مثل هذه الكوارث لذا فقد إتخذ بعض الشياطين حذرهم و الباقين فتصرفوا بكل طبيعية.
في الساحات الخارجية للقصر الملكي كان مجموعة من الأطفال في عمر الثالثة عشر يرتدون الزي الفروسي يتنمرون على طفل في العاشرة يلبس ثياب عادية
دفعه أحد أولئك الأطفال و سقط في بركة من الوحل و التي شوهت ملابسه رغم ذلك لم ينطق بحرف واحد بينما تبادلوا هم الضحكات و الإهانات.
"ههههه ، أنظروا إلى إبن الخادمة و هو في الوحل" قال الذي في المقدمة.
"هههه ، هذا هو المكان الذي يستحق أن يكون فيه" قال الذي يقف على اليمين.
"ههههههه ، إنه مقرف حقا" قالت الفتاة التي تقف على اليسار.
لم يقل باقي الأطفال و الذي يبلغ عددهم 3 أي شيء بل إكتفوا بالضحك و الهمس المستمر.
على الجانب الأخر كان الطفل ذو العشرة سنوات غارقا في بركة الوحل دون حراك ، لم يكن في ذهنه غير 3 كلمات فقط و التي كان يكررها بإستمرار. ' تبا لكل شيء! تبا لكل شيء! تبا لكل شيء! ' في المرة الرابعة قالها بصوت مسموع. "تبا لكل شيء!"
سمعه الطفل الذي يقف في المقدمة و الذي كان يدعى أنيوس ، تقدم نحوه ببطء و نزل على ركبتيه و أمسك برأسه من شعره و رفعه للأعلى و قال.
"أتعرف لما حدث هذا لك؟ ما كان عليك الإقتراب من سمو الأميرة ، صحيح أنك تكون أمير لكنك إبن خادمة وضيعة و عليك معرفة مكانك ، هل فهمت؟"
قال الطفل غارقا في وحله. "تبا لكل شيء!" و بصق الوحل الممزوج بالدم من فمه على وجه أنيوس و إبتسم إبتسامة خفيفة.
توسعت عينا أنيوس و أغرق رأس الطفل في الوحل و قام بركله على رأسه عدة مرات حتى أوقفه مجموعة الأطفال التي كانت تصاحبه.
"أتركه إنه مجرد حثالة سمو الأمير ، لا يستحق كل هذا الغضب" قال أحدهم.
"نعم نعم ، سمو الأمير لنتركه هناك و نرحل قبل أن يعلم أحد الحراس بذلك و يخبر الملك" قال آخر.
قال أنيوس و هو يمسح وجهه بمنديل. "لدي فكرة أفضل ، فليحمل أحدكم جسده و يرميه خارج قبة الحماية لتأكله العاصفة الشمسية"
قال أحد الأطفال. "أليس هذا مبالغا فيه؟ لو علم الملك فلن تعيش يوما آخر"
"لن يعرف ما دام لا أحد فيكم يخبره" قال و هو ينظر بنظرات مخيفة أرعبت باقي الأطفال.
========
آسف على السحبة 😊