الفصل 10: سمعه الجميع؛ هذا الشخص غير معقول
----------
اليوم كان نهاية عام آخر. كانت الليلة في مدينة بانينج لا تزال صاخبة، تمامًا كما كانت عندما وصلوا إلى هنا لأول مرة.
امتلأت عيون تشين شون بالفضول وهو يسير على مهل في الشوارع، يقود الثور الأسود الكبير. توقفوا هنا وهناك، ينظرون حولهم ويحملون أنواعًا مختلفة من الطعام. لقد أصبح لديهم المال الآن، لذا بطبيعة الحال، أرادوا علاج أنفسهم.
كما كان من قبل، تقاسموا الطعام، مما أدى إلى انفجر الناس من حولهم بالضحك وأشاروا إلى مدى تسلية الشاب.
هذه المرة، عندما كانوا يشاهدون الألعاب البهلوانية، لم يستطع تشن شون إلا أن يلاحظ أن الثور الأسود كان ممتصًا تمامًا في العرض، ولم يكن أي قدر من التدافع أو التزحزح كافياً لإقناع الثور القديم بالتحرك. لقد اعتقد الثور الأسود الكبير دائمًا أن فناني الأداء الذين يظهرون لهم الأفعال كانوا مزارعين. كان يراقب بإثارة وانبهار، ويطلق صيحات الهتاف بين الحين والآخر، ولم يستأنف المشي إلا بعد أن نال شبعه من الترفيه.
بعد ذلك، بحث الثنائي حول البائع الذي تعاملوا معه عندما جاءوا إلى المدينة لأول مرة، وبعد فترة وجيزة، وجدوه. قام البائع بتغيير موقعه، لكنه لم يكن بعيدًا جدًا عن مكانه الأصلي.
"يا رئيس، هل تتذكرنا؟" اقترب تشن شون من البائع بابتسامة طفيفة. "نحن هنا لشراء المنحوتات الخشبية."
هذه المرة، كان طفل يجلس بجوار البائع، ويلعب ببعض المنحوتات الخشبية.
"أوه أيها الشاب، هذا أنت!" أصيب البائع بالذهول للحظات، ثم تذكر فجأة إحدى ذكرياته، وتعرف على تشين شون باعتباره الشاب الذي استبدل الأرز بنحته الخشبي في ذلك الوقت. "أنت لم تتغير قليلا."
"هل لديك نحت خشبي لبقرة؟ سنأخذ اثنتين."
"بالتأكيد!"
ابتسم البائع وبحث قليلاً قبل أن يجد منحوتتين خشبيتين بقرة نابضتين بالحياة دون أي عيوب. وسلمهم إلى تشن شون. "تفضل أيها الشاب."
دفع تشين شون البائع ثم أمسك المنحوتتين الخشبيتين قبل أن يلوح بهما أمام عيون الثور الأسود، ويضايقه حتى يشعر بالقلق، مما أدى بدوره إلى انفجر في الضحك.
بعد ذلك، ذهبوا إلى ضفة النهر وأطلقوا فانوس السماء مرة أخرى. وهذه المرة، لم يسمح الثور الأسود الكبير لتشن شون برؤية رغبته، وحجب رؤيته بجسده كله.
اتجه الرجل والثور نحو الجزء الجنوبي من مدينة بانينج، حيث يوجد العديد من القاعات الطبية. كانت حدادتهم تقع في المنطقة الشمالية، وكانت بعيدة جدًا، لذا كان عليهم المشي لعدة أيام.
بعد يومين، وصلوا أمام متجر به لوحة مكتوب عليها قاعة بينغتاى الطبية وعلى كلا الجانبين، كانت هناك مقاطع شعرية عليها كتابات مختلفة.
يقول المقطع العلوي أتمنى أن يكون كل شخص في العالم آمنًا وسليمًا، بينما يقرأ المقطع السفلي لا تقلق بشأن تراكم الغبار على الرف، وأخيراً، تمت كتابة السلام تحت السماء على اللافتة الأفقية.
كان مدخل القاعات الطبية مليئًا بالناس أثناء دخولهم وخروجهم، وكانت تعبيراتهم مليئة بالقلق. كانت سمعة قاعة بينغتاى الطبية ممتازة، وأشاد بها السكان المجاورون باعتبارها مكانًا يمكنه شفاء جميع المرضى في العالم.
لن يستغرق الأمر الكثير لمعرفة مدى انشغال المكان؛ كان المساعدون يقومون باستمرار بإعداد الأدوية للمرضى القادمين، وكان العديد من الأطباء يعالجون المرضى والجرحى حيث كانت صرخات الألم تدوي أحيانًا عبر القاعة.
"أيها الثور العجوز، سأذهب لإلقاء نظرة على الداخل، لذا سأقيدك خارج الباب. لقد كبرت جميعًا الآن، وتحتاج إلى تعلم كيفية حماية نفسك." قال تشين شون بجدية: "إذا حاول شخص غريب أن يأخذك بعيدًا، فما عليك سوى الصراخ وركله، ولكن لا تستخدم الكثير من القوة".
"مو!"
أومأ الثور الأسود الكبير برأسه وألقى نظرة مطمئنة، متفهمًا حدوده.
عند دخوله، لاحظه أحد مساعدي المتجر واستقبله بشكل عرضي. "نعم أيها الشاب. ماذا تحتاج؟"
قال تشن شون بلفتة مهذبة: "أنا أبحث عن نينغ سي، دكتور نينغ".
لقد استفسر وعرف أن نينغ سي هو المالك هنا. كان معروفًا بشخصيته اللطيفة وموقفه الرحيم، وقد أشاد به الناس بشدة لمهاراته الطبية.
"أيها الشاب، هل تبحث عني؟" مشى نينغ سي من قاعة أخرى. كان شعره الكثيف الأسود مربوطًا، وكان له شارب. لقد كان بالفعل في منتصف عمره، وكانت عيناه تحملان لمحة من الكآبة.
[المترجم: sauron]
ومع ذلك، هذا ما بدا لتشن شون. ففي نهاية المطاف، كان الشخص المعني طبيبًا ويعرف بالتأكيد كيف يعتني بصحته، لذلك قد يكون أكبر سنًا مما يبدو عليه ببضع سنوات.
"دكتور نينغ، لقد جئت لتعلم الطب،" انحنى تشين شون باحترام، مما أدى بدوره إلى انزلاق أكمامه إلى الخلف، وكشف عن عضلاته المشدودة. تسببت لياقته البدنية القوية في ارتعاش جفون نينغ سيس على حين غرة.
قال نينغ سي بهدوء: "أنا لا أستقبل متدربين في الوقت الحالي، أيها الشاب. حاول البحث في مكان آخر".
"دكتور نينغ، أريد حقًا أن أتعلم فن الطب وأنا على استعداد لتحمل المشقة." أظهرت عيون تشين شون الأمل، وهو يتوسل بجدية، "يمكنني حتى العمل هنا كمساعد إذا كان ذلك يعني أنني أستطيع تعلم شيء ما".
"عاي." تنهدت، عيون نينغ سي تومض بالتردد. ومع ذلك، في تلك اللحظة، جاء "مو" بصوت عالٍ من الخارج، مما أذهل الجميع، ودفع تشن شون إلى الإسراع مع هبوب رياح خلفه.
يا لها من حركات رشيقة! أعجب نينغ سي وأسرع إلى الخارج ليرى ما حدث.
"هاه. هذا الثور الأسود الخاص بي لديه مزاج عنيد حقًا ويرفض التحرك مهما كان الأمر." ابتسم أحد البلطجية، موضحًا للمتفرجين.
"مو! مو!"
صرخ الثور الأسود الكبير بغضب وكان على وشك رفع حافره، ولكن عندما رأى تشن شون يخرج، صرخ بسرعة.
"ماذا يحدث؟! هذا هو ثوري!" اتسعت عيون تشن شون، وصرخ بغضب، "اتركه!"
"أنت تعتقد أنها ملكك فقط لأنك قلت ذلك." بسخرية، نظر البلطجي إلى تشن شون لأعلى ولأسفل. هممف، أنت لا تزال طفلاً مبتلًا خلف أذنيك.
"لا تكن غير معقول!" رد تشن شون.
"هاه. مثير للسخرية! هذا هو ثوري الأسود الكبير. هل ستخوض معركة؟!" بصق البلطجي على الأرض، وأطلق الحبل، وشمر عن أكمامه، وأخرج خنجرًا، ولوح به في الهواء.
لقد كان يهيمن على هذا الشارع لسنوات عديدة، وكان التعامل مع شاب بمثابة قطعة من الكعكة.
"الجميع، هل سمعتم ذلك؟ هذا الرجل لن يستمع إلى العقل،" عبس تشن شون قليلاً، وصرخ بصوت عالٍ أمام الحشد المحيط، وكشف عن غير قصد عن الفؤوس الثلاثة الكبيرة المعلقة من خصره.
عند رؤيتهم، تقلصت عيون السفاح، وتوقفت خطواته، مترددًا. ماذا يحدث مع هذا الرجل؟
أخذ خطوة إلى الأمام، وقام تشين شون بفك أزرار قميصه ببطء، وكشف عن جسده المنحوت، مع كون عضلات بطنه العشرة ملفتة للنظر بشكل خاص. يبدو أن جسده قد تم طرقه وتزويره بشكل متكرر مثل الفولاذ.
وسرعان ما انتشرت همهمة بين المارة. من كان يظن أن هذا الشاب، الذي بدا عاديًا في البداية، سيتحول إلى خبير في الفنون القتالية؟
"انتظر! أيها الشاب، أدركت فجأة أنني ارتكبت خطأ. هذا ليس ثوري. ههههههههه." ضحك البلطجي، وارتعش تلاميذه. هذا الرجل شرس للغاية.
تراجع ببطء إلى الوراء، مدركًا أنه اصطدم بلوحة فولاذية حقيقية هذه المرة.
"سأغادر سأغادر أولاً."
تغضب! أنت تبحث عن الضرب!" فجأة، زأر تشن شون بغضب، واندفع إلى الأمام، ولم يترك سوى صورة ضبابية في مكانه الأصلي. وعلى الفور، ملأت قبضات اليد بحجم أكياس الرمل رؤية البلطجية.
"آه!! توقف عن ضربي!!"
وردد الشارع صرخات البلطجي البائسة وهو يتدحرج على الأرض، متوسلاً الرحمة باستمرار. وقف الثور الأسود الكبير في مكان قريب، وبصق لعابه. وبعد فترة وجيزة، دفع الثور السفاح أخيرًا إلى مكان آخر.
امتلأت عيون المشاغبين باليأس. بدا جسده مكسورًا، والدماء تغطي فمه وأنفه، ورائحة كريهة من اللعاب تغلفه. وفي تلك اللحظة، كان أكثر يقينًا من أن الشاب ذو عضلات البطن العشرة والجسم الشبيه بالحديد ليس من السهل التعامل معه. حتى لو أحضر عددًا قليلاً من الأصدقاء، فسينتهي بهم الأمر بالضرب. ومن الآن فصاعدا، سوف يتجنبونه كلما رأوه.
"أحسنت!"
"هذا البلطجي يستحق الضرب!"
"لقد انزعجنا منه منذ فترة طويلة."
هتف الحشد المحيط في انسجام تام. كان من الرائع حقًا رؤية بطل شاب يفعل ما لم يجرؤ عليه.
شخر تشن شون ببرود. حتى الثور تجرأ على الهجوم؛ إذا كان هناك أي انتقام، لكان عليه أن يذهب في موجة قتل.
"مو! مو!" دفع الثور الأسود الكبير تشن شون، وشعر بالراحة عندما كان بجانبه.
"لا بأس أيها الثور العجوز، أنا هنا." أمسك تشين شون رأس رفاقه بيد واحدة، وكانت نظرته مثبتة ببرود على الاتجاه الذي فر منه البلطجي.
فجأة، نظر إلى نينغ سي، مما تسبب في ارتجاف الأخير.
عند النظر إلى الشاب الذي كان يحمل ثلاثة فؤوس كبيرة، وهو عاري الصدر وجسده المدرّب، تساءل عما إذا كان هنا حقًا لتعلم الطب.
"أطلب من الدكتور نينغ أن يقبلني. يمكنني حتى العمل كمساعد في قاعة بينجتاي الطبية، ويمكن للثور الأسود الكبير الذي توارثته عائلتي أن يساعدني أيضًا." انحنى تشن شون باحترام، وكانت كلماته مليئة بالصدق.
"مو! مو!" كما طلب الثور موافقة نينغ سي.
"دكتور نينغ، أرجو أن تقبله. من النادر أن تجد مثل هذا الشاب الصالح." تناغم الحشد.
"نعم، دكتور نينغ، هذا الشاب مثير للشفقة. لقد جاء إلى المدينة مع ثور عائلته لكسب لقمة العيش،" تحدث المزيد من الناس في الحشد المحيط دعمًا، حيث رأوا أن تشين شون يعيش حياة صعبة.
"حسنا سأقبلك" أومأ نينغ سي برأسه لأنه رأى محنة الشاب ولم يرد أن يستهدفه هؤلاء البلطجية خارج القاعة الطبية.
"شكرًا لك دكتور نينغ." شعر تشين شون بسعادة غامرة ولم ينس أن يشكر الجماهير من حوله أيضًا على دعمهم.
"دعنا نذهب." ابتسم نينغ سي، ويداه خلف ظهره، وقادهم إلى الفناء الخلفي للقاعة الطبية.