الفصل 28.

...لنلقِ نظرة على الأمور التي عليَّ الانتباه لها بعدما انضممت إلى الفريق A ودُفِعت إلى قصة الرعب هذه.

الشروط:

1. لا يجب أن يُكتشف أنني جبان.

2. لا يجب أن يُكشف أنني أعرف طريقة النجاة مسبقًا.

2. يجب أن أنجو من تنمر قائدة الفريق غير المتعاونة داخل الشركة.

'من الأفضل اقتلوني.'

يبدو أن هذه العبارة أصبحت الأكثر ترددًا على لساني منذ التحقت بالشركة.

لكن لا خيار أمامي.

فهذه هي المرة الأولى التي أُلقى فيها وسط قصة رعب برفقة رؤساء يتمنون أن أُسحق تمامًا!

'كل يوم جحيم جديد...'

والأسوأ أن هناك من سيبعث بي إلى فريق الانهاء فور أن يكتشف أنني جبان، إنها تلك الرئيسة التي لا ترى في العالم سوى العمل.

باختصار، دخلت هذه القصة برفقة أشخاص وجودهم وحده يهدد بقائي.

'إذًا الحل هو أن أجمع النقاط بيأس وأهرب من هنا باستعمال جرعة الأمنيات.'

وفوق ذلك، القصة التي دخلتها الآن مصممة بذكاء يجعل حتى الإنسان العاقل يرتبك.

"ما رأيك بالمكان؟"

"...يبدو كأنه مصنع مهجور."

رائحة الزيت تفوح في هذا المصنع المظلم المهجور.

أتدرون كم قصة رعب في <سجلات استكشاف الظلام> تدور أحداثها في مصانع مهجورة؟ إنها بالعشرات على الأقل.

وفوق هذا، القصص التي تتغير فيها الأماكن عشوائيًّا كثيرًا ما تتضمن مصانع كهذه!

كنت أريد بسرعة أن أُدخل رمز التعريف في <سجلات استكشاف الظلام> وأبحث، قبل أن أفترق عن أعضاء الفريق A، لكنهم لم يتركوني وحدي ولو للحظة.

'إنهم يراقبونني وكأنهم ينتظرون سقوطي.'

كأنهم يترقبون خطأي، كان رؤساء الفريق A يرمقانني بنظرات خاطفة وهما يمشيان ببطء....

تصبب مني عرق بارد.

'لا أحد هنا يعينني على النجاة...'

—صديقي؟

".........!"

—أوه! مكان آخر مرة أخرى. همم، لا يبدو مناسبًا جدًّا كموقع تصوير، أليس كذلك؟ يبدوا قذراً! ألا توافقني؟

اخفضت رأسي بسرعة.

كان ذاك الصوت يخرج من الميدالية في جيبي، من صديقي الجيد.

براون!

'وجدته، شخص متعاون معي!'

لكن، لحظة، رئيستا الفريق A يقفان بجانبي، وإذا واصلتَ الحديث بهذا الوضوح...

—أوه، هل تقلق من أن يُفسد أحدهم صداقتنا الغالية؟ لا تقلق! من ليس صديقًا لي، لا يملك حق سماع كلماتي!

لحسن الحظ.

هذا يعني أن الآخرين لا يستطيعون سماعك.

'صحيح، كان هناك سجل يفيد أن هذه الدمية تتحدث فقط مع مالكها.'

وقيل أيضًا انها قادرة على قراءة مشاعر الآخرين وأفكارهم السطحية بمهارة.

شعرت ببعض الطمأنينة، وربّتُّ بخفة على جيبي.

—هاها، إنه أمر يدغدغ قليلًا!

دموعي على وشك الانهمار.

يا لسخرية القدر، الوحش داخل قصة الرعب هذه هو ملاذي الوحيد!

"قائدة الفريق، هناك باب هناك."

"صحيح. سول-يوم، هل تود فتحه؟"

"........"

"سول-يوم؟"

"نعم."

اتجهت فورًا نحو الباب الصدئ وأنا أكتم صرخةً في داخلي.

لم يعطوني حتى دليلًا بسيطًا، ثم يطلبون مني أن أتقدم؟ هذا يُظهر بوضوح نيتهم السيئة!

—يبدو أنك مرهق، سيد نورو. هل المشكلة في قوتك البدنية؟

أشرت برأسي نفيًا بخفة كي لا يُلاحظ.

—إذن، هل البيئة القذرة هي السبب؟

أشرت برأسي نفيًا مجددًا.

—آه، إذًا يبدو أن رفاقك لا يتماشون معك!

هذا صحيح.

الأمر بالغ الصعوبة، سواء هذا العالم القذر داخل قصة الرعب، أو التنمر داخل الشركة...

—أناس سيئون يتنمرون على صديقي؟!

أشرت برأسي نفيًا مرارًا وتكرارًا.

—أوه، فهمت! أحيانًا في الحياة، هناك من لا ننسجم معهم، كالأقطاب المتشابهة في المغناطيس! فلنواصل التقدم ونشجع أنفسنا، يا صديقي!

بدأت أشعر بألم في معدتي.

'يبدو أن علي أيضًا أن أحافظ على توازن هذه الدمية كي لا تثور.'

هل هذا معقول؟

كنت أقاوم الرعب والألم في معدتي، وأخيرًا مددت يدي المرتجفة نحو مقبض الباب الحديدي.

كيييييك.

انفتح الباب الصدئ، وكشف عن...منطقة العمل داخل المصنع.

الأرض مليئة بالعلب الكرتونية والتونة المغطاة بالغبار، كأن الإنتاج توقف منذ زمن. السوائل الفاسدة تتسرب من علب اللحم المكسورة.

لكن، الأشد من كل ذلك...

رائحة الحديد التي تخترق الأنف.

وجثة مرمية على الأرض.

"..."

انتظروا لحظة.

"رأيتم؟ هناك جثة هناك."

"...نعم."

"سول-يوم، هلا فتشتها؟"

"نعم."

آااااااه!!

السبب الوحيد الذي يمنعني من الانهيار والبكاء الآن هو حرارة دميتي الصغيرة التي تمنحني قليلًا من السكينة.

'مصنع مهجور...جثة...مصنع مهجور...جثة...'

بحثت في ذاكرتي عن ويكي <سجلات استكشاف الظلام>، محاولًا أن أقترب من الجثة دون أن أصرخ.

الجثة لرجل يرتدي بدلة رسمية، ممدد على سكة حديدية، ينزف من مؤخرة رأسه.

يبدو في عمري تقريبًا، ولهذا يبدو وجهه مألوفًا.

'يا للهول.'

لا أستطيع لمسه بيدي مباشرة! دون أن أتنفس، استدعيت معداتي المتخصصة وأخذت أفحص الجثة دون أن ألامسها فعليًّا.

لحسن الحظ، المعدات تنقل الألم دون أن تنقل الإحساس باللمس.

"...رجل طوله بين 170 و180 سنتيمترًا، يرتدي بدلة رسمية، النزيف يتركز في مؤخرة رأسه. يبدو أنه ضُرب بشيء قطره يتجاوز عشرة سنتيمترات."

"همم. جيد. الآن، اقلبه على ظهره."

"نعم."

سيذكر كيم سول-يوم هذا اليوم جيدًا...

نظرت إلى قائدة الفريق A بعيون مليئة بالغيظ، ثم بلعت مرارتي وقلبت الجثة.

وظهر وجهه...

كان وجهي أنا.

".........."

تبا، تبا!!

يا لهذه القصص القذرة!

"أوه، يشبهك تمامًا يا سول-يوم. ربما فخ؟"

"قائدة الفريق، ألا ينبغي أن تخبريني على الأقل عن الدليل الأساسي..."

"آه، صحيح. ربما حان الوقت."

نظرت إليَّ قائدة الفريق A كأنها تقيمني، ثم قالت بهدوء.

"سول-يوم، نحن داخل قصة."

".........."

"تخيَّل أنك دخلت إلى رواية أو فيلم، وتحرك بناء على ذلك."

كنت أعلم ذلك سلفًا.

رؤية جثتي أكدت لي أي نوع من الظلام هذا.

---------------------=

سجلات استكشاف الظلام / قصة رعب

[اليوم الذي مُتُّ فيه]

: قصة رعب في <سجلات استكشاف الظلام>، كود التعريف في شركة أحلام اليقظة: Qterw-C-406.

تدخل الضحية إلى قصة إثارة وغموض فاشلة، وتجبر على أن تكون الضحية فيها.

المُشاهد الأول يكتشف جثته الخاصة دائمًا.

عدد الاستكشافات المسجلة: 25 مرة.

---------------------=

حقًا، قصة مصممة لتفقدك صوابك.

'هذه مجرد...بطاطس، مجرد بطاطس.'

كنت أُقنع نفسي بذلك كي أُبعد بصري عن الجثة التي تشبهني...

"تحقق من الجثة مباشرة من دون معدات، تفقدها بعناية..."

هل تمزحين؟

"لا أستطيع."

قلت ذلك دون حتى أن أتنفس.

من خلف قناع البطة، ضاقت عيناها.

"...همم؟"

يا ويلي.

أعترض على أوامر قائدتي في هذا الوضع؟ بينما أتعرض للتنمر في العمل؟

'يجب أن أصلح الموقف فورًا!'

بدافع البقاء، لجأت مجددًا إلى خطة سبق أن أنقذتني...

"في الواقع، هناك طريقة أسرع للهروب."

مرة أخرى؟

هذا المسار مرة أخرى؟

* * *

تمت إضافة شروط عمل إضافية.

الشروط:

1. لا يجب أن يُكتشف أنني جبان.

2. لا يجب أن يُكشف أنني أعرف طريقة النجاة مسبقًا.

2. يجب أن أنجو من تنمر قائدة الفريق غير المتعاونة داخل الشركة.

4. يجب إنجاز المهمة في وقت محدد. (جديد!)

… ومع ذلك، فإن الأمر الجيد هو أنّني، بفضل رؤية جثتي، تمكّنت على الأقل من التأكد التام من ماهية قصة الرعب هذه.

‘واستراتيجية الهروب النموذجية لقصة الرعب…هي هذه.’

---------------------=

إذا أُعيد سرد القصة بطريقة لا تموت فيها الضحية، تُعد محاولة ناجحة.

---------------------=

قصة الرعب هذه تعود بالزمن إلى الوراء كلّما تم استكشاف المكان.

لذا، وفقاً للمسار المعتاد، كان ينبغي عليّ التجول في المصنع بأكمله وتحليل كل خطوة واحدة تلو الأخرى لمعرفة السبب الذي أدى إلى موت "جثتي".

---------------------=

إذا لم يكن من الممكن تغيير القصة خلال المهلة الزمنية، فسيتم تأكيد وفاة الضحية .

---------------------=

ولهذا، ولكي أتفادى مصير ذلك الشخص الذي كُتب له القتل المحتوم، عليّ أن أقوم بمطاردة يائسة حتى آخر رمق وأنا تحت ضغط الوقت...

'هممم. لكن معدتي ستذوب قبل ذلك.'

جهازي الهضمي لن يصمد.

إن لم يكن هناك طريق مختصر، فلا بد من صناعته. ساعديني يا سجالات الاستكشاف!

لو تم توثيق الأمور حتى الاستكشاف الخامس والعشرين، فلا بد أن المبدعين، في محاولتهم لكسر الطابع النموذجي للكتابة، قد دوّنوا بعض الوقائع الغريبة أو الخارجة عن المألوف. لعل فيها ما يمكن أن يكون دليلاً!

بدأت أقلب في ذهني الصفحات بسرعة.

'لنرَ، هل هناك تجربة فريدة تصلح كمصدر مرجعي….'

---------------------=

سجلات الاستكشاف رقم 21.

تم إرسال نائبة القائد هان سو-أون مع شخصين آخرين.

فور دخول الموظفين إلى الظلام الذي يتخذ شكل كوخ مهجور في الجبال، أدركوا على الفور ماهية العمل الفني الذي يمثل هذا العالم.

كان فيلماً فشل فشلاً ذريعاً في شباك التذاكر، لكنه اشتهر على الإنترنت عبر الميمات وأصبح مادة للسخرية.

تبع ذلك ردود فعل تضمنت: الضحك بازدراء، تقليد الميمات، القهقهة، الحرق التهكمي، وغير ذلك.

النتيجة: انهار المكان فجأة وانتقلوا إلى عمل آخر (انظر السجل التالي: سجلات الاستكشاف رقم 22). وردت شهادات بأن صوت بكاء سُمع في الأرجاء.

أوه، هل هو شبح لأحد المخرجين الفاشلين أو ما شابه؟ حتى هشاشة نفسيته تشبههم تمامًا.

—الباحث كواك جي-كانغ.

---------------------=

أوه.

"…قائدة الفريق، نائبة القائدة، هل يمكن أن تمنحاني عشر دقائق فقط؟"

"همم، حسنًا."

في الوقت الحالي، لن أعطي لرؤسائي أي مجال للتدخل.

فمع التنمّر الذي أتعرض له داخل العمل، لا أعلم ما نوع العراقيل التي قد يضعونها لي، ولهذا—حتى لو بدا الأمر دنيئًا ووضيعًا—عليّ أن أتصرّف بنفسي...

'…يجب أن أنهي الأمر قبل أن أبدأ في التقيؤ والصراخ.'

استخدمتُ المعدات المخصّصة لإعادة التحقق بسرعة من شكل التجويف الغائر في مؤخرة الرأس اللزجة لتلك الجثة (آآاااااه). ثم بدأت بفحص آثار الأقدام والدماء المحيطة بالجثة...

"لماذا تستخدم المعدات المخصصة بدلًا من استخدام يديك مباشرة؟"

"لأنني إن لمستها بيدي مباشرة، فقد يتعرّض الدليل للتلف. أعتقد أنّ هذه هي الطريقة الصحيحة من أجل الحفاظ على موقع الحادث."

لم أكن أعلم أن لديّ موهبة في الكلام السريع وكأنني أغني راپاً.

"دليل؟ تتحدث كما لو كنا في رواية تحقيق.”

"ليس تحقيقاً بالمعنى الكامل، بل هو مجرد استنتاج بسيط. ثم…"

نهضتُ واقفًا.

"وجدتُها."

“هاه؟”

“الإجابة.”

فتّشتُ في الجوار على الفور. بالطبع، باستخدام المعدات المتخصصة عن بُعد.

لِنرَ...

كان مخفياً بدهاء في الظلال، لكنه لم يكن مغطى بالكامل، في مكان يسهل إغفاله دون قصد...

'وجدتُه.'

أخرجتُ أسطوانة من زاوية عفنة تحت الرف.

"تلك...علبة طعام معلبة، أليس كذلك؟"

"نعم."

"همم، لكن المكان مليء بعلب الطعام ؟"

صحيح. فالمكان يبدو كمصنع مهجور لعلب الطعام.

لكن ثمة اختلاف.

فالعلبة التي رفعتها كانت ملطخة ببقعة دماء عند زاوية مضغوطة قليلاً.

كما يُقال بشكل متكرر: "الضوء لا يصل إلى تحت المصباح."

—هوووه، سيد نورو! لو كان هذا عرضاً بوليسياً، لكان هذا دليلاً حاسماً. حجم العلبة يتطابق تماماً مع أثر الجرح في الرأس.

صحيح.

"هذه العلبة تماثل في حجمها أثر الإصابة في مؤخرة رأسه."

—آه، إنه أمر تقليدي. غرض عادي في خلفية المشهد تبيّن أنه أداة الجريمة! حبكة جديرة بالقصص...

نعم، نعم...

على أية حال، يبدو أن نائبة القائدة في الفريق A اقتنعت فوراً، إذ أومأت برأسها.

"إذًا هذه هي أداة الجريمة..."

توك.

أسقطتُ المرشحة لتكون أداة الجريمة من يدي لتقع على الأرض.

ثم ركلتُها بقوة فتهشّمت.

"........؟؟"

"........؟؟؟؟"

—؟!؟؟!

"آه."

أملتُ رأسي قليلاً.

"لا يمكن أن تكون مؤخرة رأس إنسان قد تضررت بهذه القوة...همم. هذا غريب. لا تتطابق الأمور."

ارتفع صوت خفيف.

في تلك اللحظة، اهتزّ المكان بشكل طفيف.

—لكن رغم كل شيء، يبدو وكأن الإصابة قد حدثت بهذه العلبة!

هذا ما أقوله.

أومأتُ برأسي كمن تذكّر لتوه أمراً مهماً.

"آه...هذه العلبة، مصنوعة من الألمنيوم."

"وما المشكلة في ذلك؟"

"عادةً ما تُصنع علب الطعام المعلبة من الحديد."

قطّبتُ حاجبيّ.

"لماذا تُصنع علبة طعام من الألمنيوم، وهو ما يُستخدم عادةً في علب المشروبات...؟ همم، لا يُعقل..."

—شيّق للغاية...

تعمّدتُ التوقف للحظة، ثم قلت.

"هل هذا خطأ في الحفاظ على الواقعية؟"

كرك.

في تلك اللحظة، بدأت علب الطعام المحفوظ المحيطة بي بالاهتزاز بخفة.

لكنني تجاهلت ذلك وأكملت حديثي مع نفسي.

"هذا ممكن، فالأشخاص يرون علب المشروبات أكثر من علب الطعام، وقد يخطئون في تصور المادة ويكتبون الألمنيوم بدلاً من الحديد..."

—هوووه...

لكن.

توقفتُ عن الحديث، وضحكتُ ضحكة ساخرة.

"لا، مستحيل."

"...سيد سول-يوم؟"

"أي شخص يمكنه التحقق من هذه المعلومة بجملة بحث واحدة، هل يُعقل أن يُخطئوا ويصوغوا القصة بتسرع هكذا؟ خصوصاً وأن العنصر الأهم في روايات الغموض هو الحيلة، ولا أحد غبي إلى هذا الحد."

—هاهاها!

"ثم، فكرة أن جريمة قتل بعُلبة طعام تحدث في مصنع لعُلب الطعام...أليست حبكة مفضوحة للغاية؟"

كنت جاداً هذه المرة.

"لا مفاجأة، ولا عنصر جديد...لا يمكن أن يكون الكاتب قد كتب هذا باعتباره خدعة بارعة. إن كان لديه حس إبداعي فعلاً."

—أتفق معك تماماً!

بدأ المكان يهتز بعنف أكبر.

"بصراحة، الأمر رديئ للغاية..."

أنهيتُ الجملة بنبرة باردة.

"حتى المبتدئين هذه الأيام لن يكتبوا شيئاً كهذا."

كووونغ.

بعد برهة صمت...

بومفففف!!

بدأت علب الطعام المعلبة تنفجر من كل الجهات.

"مـ...ما هذا؟!"

المكان الذي اصطدمت به العلب بدا وكأنه يذوب وهو يذرف الدموع، ثم تلاشى.

وفي اللحظة الأخيرة، قبيل اختفاء كل شيء، دوّى صوت بكاء حزين يصرخ وسط الظلام...

وفي اللحظة التالية.

كنا نقف في قاعة الاستقبال الفاخرة بالطابق الخامس عشر في الشركة.

مغطّين ببقايا علب الطعام.

".…..…."

"...……."

"لقد...خرجنا."

قالت قائدة الفريق A، ولأول مرة تفقد رباطة جأشها، وهي تتلعثم.

"الظلام أخرجنا...لماذا؟"

مسحتُ ما تبقّى من فتات اللحم المعلّب عن وجهي، وأجبتُ بهدوء.

"لقد انهار توازنه العقلي."

* * *

بعد الفرار من قصة الرعب التي احتوت جثتي.

وبعد الاستحمام في حمام المكتب الملحق وتنظيف الجسد بالكامل من بقايا الطعام المعلب، اجتمعنا مجدداً في قاعة الاستقبال.

"حقاً...يقولون انك تنهي المهام بسرعة دون دليل إرشادات، ويبدو أن الشائعات صحيحة."

"أنت تُبالغين في إطرائي."

"في مثل هذه اللحظات، لا مجال للتواضع يا سيد سول-يوم."

نظرت إليّ قائدة الفريق A بعد أن تأكدت من أن السائل الأصفر قد امتلأ بشكل طبيعي في جهاز جمع نواة الأحلام.

كانت نظراتها تنمّ عن إعجاب.

"كيف توصّلت إلى هذه النتيجة؟"

كنت أعلم أن هذا سيكون سؤالها.

وقفتُ متشابك اليدين خلف ظهري، واتخذتُ هيئة مقدِّم العرض.

ذلك لأحمي نفسي من استئناف التنمّر في العمل.

"اتبعتُ مساراً منطقياً كلاسيكياً في الاستنتاج."

"همم."

"أولاً...بما أنني وُضعتُ مراراً في مواجهة الجثة وجُعلتُ أراقبها، خمّنتُ أن الجثة هي مفتاح الهروب."

بالطبع، الهدف كان على الأرجح مضايقتي، لكن الأمر في طريقة التقديم.

"ولأنكم قلتم انها قصة، فلابد أنها تتعلق بشخص يصبح جثة...أي أنها تدور حول جريمة قتل في فيلم أو رواية. فاستنتجتُ أن الحل الكلاسيكي هو منع موتي."

هززتُ كتفيّ.

"لكن ذلك سيستغرق وقتاً طويلاً."

".........؟!"

"وبما أنكم تكبّدتم عناء استدعائي، رغبتُ في إنهاء المهمة قبل الظهيرة إن أمكن."

قائدة الفريق A ننظر إليّ وكأنها تقول "ما هذا الجنون أيها المبتدئ؟"

لكن قائدة الفريق أيضاً لطالما فضّلت المجانين على الجبناء، أليس كذلك!

"لهذا، قررتُ أن أبحث عن طريق مختصر."

"وكيف؟"

"لأن لديّ تلميحات."

نظرتُ إليهما.

"تلميحات من خلال تصرفاتكما."

".........!"

"فأنتما قرأتما الدليل الإرشادي. وكان واضحاً أنكما تحاولان إعطائي دلائل من خلال تصرفاتكما."

كأن تدفعاني لمراقبة الجثة.

'وإن كان ذلك تلميحاً متعمداً، فلابد أنكما أعطيتما تلميحات غير مقصودة أيضاً.'

تذكّرت اللحظة الحاسمة.

—صحيح. سول-يوم، هل تود فتحه؟

—سول-يوم؟

"لقد دخلنا الظلام، ومع ذلك ناديتني باسمي الحقيقي."

"..........!"

في الأصل، في قصص الرعب، يُنصح بشدة بعدم مناداة بعضنا بالأسماء الحقيقية، بل بالألقاب المستمدة من الأقنعة.

وذلك لتفادي استغلال الاسم الحقيقي في أمور سيئة.

ومع ذلك، نادتني قائدة الفريق A بـ "سول-يوم"، لا بـ "نورو".

وهي خبيرة ومحترفة، لا يمكن أن تخطئ بهذا الشكل.

"ذلك يعني أنك كنتِ تعلمين أنه لا يوجد كيان ذكي في هذا الظلام يمكنه إيذائي باستخدام اسمي الحقيقي."

كما أنه يعني أنه لا يوجد تدخل خارق إضافي سوى موتي الذي حدث مسبقاً.

بعد أن أوضحتُ ذلك، أكملتُ قولي.

"لذا أصبحتُ أكثر حرية في التحرك...وتساءلتُ، ماذا لو هاجمتُ القصة نفسها، ودمرتها؟"

".........؟؟"

"هل...هل فكرت بذلك فعلاً؟"

"نعم. فالقصة بلا أساس تفقد معناها، أليس كذلك؟"

أومأتُ برأسي.

"لذا انتقدتُ منطقها ودمرتها، ثم انسحبت. هذا كل شيء."

"……....."

"……...."

بدت على وجهيهما ملامح ذهول.

"...استنتجتَ كل هذا ليس فقط من البيئة، بل أيضاً من كلامنا وتصرفاتنا؟"

"بالضبط."

لكن الحقيقة...أنني كنتُ أستند إلى سجلّات الاستكشاف.

في السابق، تسبّب أحدهم بانهيار القصة فقط بالسخرية من عمل تحوّل إلى "ميم"، فانهارت.

فتساءلتُ، ماذا لو قمتُ بتبيين الأخطاء خطوة بخطوة ودمّرتُ كرامة الكاتب كصانع للقصة؟ ربما تنهار القصة بالكامل.

'وقد نجحت.'

رائع.

لكن، قائدة الفريق A نظرت إليّ، وفتحت فمها ببطء.

"تشرح الأمر...ببساطة مذهلة يا سيد سول-يوم."

أوه.

"أعني، طبعاً، هذه ليست الطريقة الرسمية للخروج. ربما يُقال انها طريق ملتوية."

هل أغضبتُها؟ حاولتُ التراجع.

وانحنيتُ كمن يعتذر.

بهذا الشكل، قد يبدو الأمر صادقاً بما فيه الكفاية.

"على كل حال، سأتقبل أية ملاحظة بصدر رحب."

نعم...فلتُوبخني فحسب ولتنتهِ القصة هنا.

انتظرتُ بصمت عودة التنمّر، النسخة الثانية.

لكن...

تصفيق، تصفيق...

دوّى صوت التصفيق.

رفعتُ رأسي، فرأيتُ قائدة الفريق A وقد نزعت قناع البطة البرية، وعيناها تشعان دهشة ورضى.

"الالتزام بالقواعد والنظام أمرٌ جيد. لكن الأهم هو النتيجة، بغض النظر عن الطريقة."

عفواً؟

"أحسنت. هذا هو تماماً النوع الذي نبحث عنه."

أنا؟

"سيد سول-يوم. أنت مقبول."

"ماذا؟"

"هناك مكان شاغر في الفريق A، أليس كذلك؟"

في تلك اللحظة، أدركتُ.

'آه.'

لم يكن هذا تنمّراً في العمل.

لقد كان اختباراً.

"ذلك المكان، أريدك أن تشغله بشكل رسمي."

".........!!"

يا إلهي.

لقد كان هذا عرض انضمام إلى الفريق A!

انتهى الفصل الثامن والعشرون.

**********************************************************************

ثرثرة: تخيل أن تدخل لظلام و تجد جثة...و عند تفحصها ستجد انها نسخة ميتة منك ⁦ಠ⁠◡⁠ಠ⁩ شعرت بقشعريرة، اتضح ان تصرفات القائدة كانت محاولة منها لاختبار البطل، يا ترى هل سول-يوم سيقبل عرضها؟

مشاهد من الفصل.

ترجمة: روي.

حسابي في الانستا لأي تساؤلات: jihane.artist

2025/05/12 · 237 مشاهدة · 2589 كلمة
Rui / روي
نادي الروايات - 2025