الفصل 32.

المسؤول عن الدليل الإرشادي…اختفى.

و هذا يعني أن الخمسون مليون وون أيضا اختفوا.

وأيضًا، حوض الدماء الذي كنت أعدّه كهدية…اختفى (أو بالأحرى كان من المُقرر إهداؤه).

"…......…."

لكن المشكلة الأكبر…أن "براون"، صاحب الطلب لتلك الهدية، موجود الآن داخل جيب حقيبتي…

'لا شك أنه سمع كل شيء، اللعنة…'

كان مزعجًا أن أتركه في المنزل، وكنت أجهل متى قد أضطر لدخول قصة رعب من جديد، لذلك كنت أحمله معي دائمًا، لكن يبدو أن الأمر انقلب ضدي هذه المرة.

إنه أشبه…بوعد تُعطيه لابن أخيك في يوم ميلاده، ثم تذهب إلى المتجر لتكتشف أن رفوف الهدايا مكتوب عليها "نفد المخزون".

لكنّ ابن الأخ هذا…هو "آنابيل".

م.م: أنابيل دمية مسكونة من فلم.

"هاه…"

تنهدت بغير إرادة.

'المسؤول عن الدليل، تغيّب عن العمل دون سابق إنذار لأسبوع كامل في هذا العالم…'

هذا واضح.

هذا يعني ببساطة أنه تورّط في قصة رعب…واختفى.

"فقط انتظر بهدوء، هذا الأفضل لصحتك النفسية."

لكن إن انتظرت بهدوء، وفي تلك الأثناء اشترى أحدهم حوض الدماء من متجر الكائنات الفضائية…فلن أتمكن من الوفاء بالوعد الذي قطعته لبراون!

أنا لا أريد التورط مع دمية محشوّة أحرقت ظلامًا من الدرجة A بنقرة اصبع واحد فقط…!

'سأموت فعلًا، بحق…'

نقرت نائبة القائد إيون ها-جي على كتفي بلطف، ثم عادت إلى مكتبها، وجلستُ أنا في مقعدي أغوص في الصمت والقلق.

ما الذي علي فعله؟

هل أنتظر بشغف لمدة شهرين، ثم، إن بِيع الحوض في تلك الأثناء، أضرب رأسي في الأرض وأقدم اعتذاري؟

أم أستدين المال بأي وسيلة كانت؟

أو ربما…

'…أبدأ أولًا بمحاولة معرفة سبب اختفائه؟'

ليس الأمر أنني أبرر لنفسي مثل عبارة "لقد بذلت جهدي". بل ربما أتمكن من إيجاد المسؤول بسهولة، ودون أن أتعرض لخطر كبير.

سجلات استكشاف الظلام ما زالت محفوظة في ذهني وهاتفي.

'فلأتحقق فقط.'

ولحسن الحظ، بعد قضية المنتزه، بات العمل هادئًا نوعًا ما. وقد أنهيت البارحة أيضًا أوراق التحقيق في إحدى القصص.

بالتالي، طالما أنني لا أهرب علنًا من الشركة، يمكنني استغلال هذا اليوم لأشغل نفسي بأمر جانبي قليلًا.

'حتى الرؤساء اليوم يأتون ذهاباً وإياباً بين المكاتب، لا أكثر.'

طبعًا، بما أنني الأحدث رتبة في الفريق، قررت منح نفسي ساعة واحدة فقط بعد الغداء.

وأول مكان أزوره سيكون…

'بالتأكيد، مكتب المسؤول المختفي.'

***

دينغ.

انفتحت أبواب المصعد.

ولأكون صادقاً، جهزت لنفسي ذريعة مناسبة لهذه الزيارة.

—نورو يريد زيارة مكتب المسؤول؟ أوه…إذًا خذ هذه واذهب بها هناك!

رئيس القسم الطيب، بارك مين-سونغ، أوكل إليّ مهمة تسليم شهادة إتمام دورة تدريبية – لا حاجة حقيقية لإعطائها الآن، لكنها كذلك من النوع الذي يمكن تسليمه دون إثارة ريبة.

'شكرًا جزيلًا، رئيس القسم بارك مين-سونغ…'

يا له من خيار دافئ في عالم تسود فيه الشخصيات السيكوباثية وقصص الرعب.

دخلتُ مكتب الدعم الإداري أبحث عن الموظف الذي سأعطيه الوثيقة. لحسن الحظ، كان جالسًا قرب مكتب المسؤول المختفي.

"أتيت بوثائقَ من طرف رئيس القسم بارك مين-سونغ، من الفريق D."

"أوه؟ ضعها هناك فقط."

"حسنًا. آه، وهذا أيضًا…."

قدّمتُ له الكيس الورقي الذي كنت أحمله بأدب، حتى دون أن ينظر إليّ وهو منشغل بكتابة شيء على الحاسوب.

في داخله، كانت هناك دونات ذهبية نُثرت فوقها حبيبات السكر، ومحشوة بكريمة الفانيليا، لا تزال دافئة.

وإلى جانبها…كوب آيس أمريكانو.

'الرشوة ضرورية في مثل هذه المهام.'

"بينما كنا نشتري لأنفسنا شيئًا نأكله، فكرت أن أجلب لكم أيضًا. سيكون من اللطيف أن تعملوا وأنتم تتناولون شيئًا."

"...آه! لم يكن هناك داعٍ لجلب كل هذا."

لكن رغم ذلك، كان يلتقط الدونات والقهوة بخفة ومهارة، كما هو متوقع من موظف محترف.

"رئيس القسم كانغ، خذ بعضًا من هذا."

"أوه؟ إنها دونات؟"

"السيد هناك هو من جلبها."

"رائع، شكرًا جزيلاً! أنت من الفريق D إذًا؟"

شاهدت الجو العام في المكتب يتحول بهدوء إلى شيء يشبه جلسة شاي، بينما الموظفون يأكلون الدونات.

بدأت أحاديث خفيفة تتناقل، وظهرت فرصة مناسبة للاندماج حتى للغرباء…خصوصًا إن كانوا من أحضروا الحلوى.

اخترت لحظة مناسبة وقلت.

بينما أحدق في المكتب الخالي الذي يعود لـلي بيونغ-جين، المسؤول عن الدليل الإرشادي.

"أعتذر، هل يمكنني وضع كوب قهوة على مكتب المسؤول لي بيونغ-جين؟ يبدو أنه غير موجود…."

"آه، لا، خذه معك فقط. هو لم يحضر للعمل من الأساس."

"آه، هو في إجازة إذًا."

"إجازة؟ لا، بل هو مختفٍ."

وقع في الفخ.

ببرود تام، قال الموظف الجالس قربه تلك الكلمات، وتبادل النظرات مع زميله.

"بصراحة، كنا نعلم أن هذا سيحدث."

"هيه، لا تقل هذا."

"ولِمَ لا؟ ألن يعرف الجميع بالأمر على أي حال؟ بالمناسبة، أنت من الفريق D، أليس كذلك؟ ما اسمك؟"

"كيم سول-يوم."

"…آه، أأنت من كان سينضم للفريق A سابقًا؟"

"همم، يبدو أن بعضهم كان ينظر إليّ بعين الرضا."

"واو."

وسمعت من مكان قريب أحدهم يهمس: "إذًا هذا هو الموظف الجديد للفريق D…"

تفحصني الموظف المجاور بنظرة سريعة من الأعلى إلى الأسفل، ثم أخفى تردده وقال.

"على كل حال، بما أنك ستواصل العمل هنا، سأخبرك بالأمر مباشرة،"

همم…

"في هذه الشركة، دائمًا ما يختفي شخص فجأة لأنه التقط شيئًا غريبًا دون أن يعرف."

"عفوًا؟"

قطّبت حاجبي متظاهرا بالتفكير وسألت.

"هل تقصد…أن هذا ما حدث لذاك المسؤول أيضًا؟"

"بالضبط. ذاك…ما اسمه؟ جوكبونغ؟"

م.م: الموظف هنا اخطأ بنطق الكلمة لهذا اصبحت (جوكبونغ) كلمة دون معنى في الكورية، 족봉=جوكبونغ.

"انها لفيفة ورقية، لفيفة ورقية."

م.م: أما، 족자=لفيفة ورقية | الفرق بينهم حرف.

رد زميله المقابل بنبرة تظهر الاستسلام، وضحك الموظف المجاور بخفة.

"آه، صحيح، لفيفة ورقية. قال انه اشترى لفيفة ورقية تجلب الحظ المالي…تفاخر بأنه فاز بالمرتبة الثانية في اليناصيب بعد شرائها."

أوه.

اشترى لفيفة ورقية غريبة، ادّعى أنها جلبت له الحظ المالي…ثم اختفى؟

'هذا…نموذج لقصة رعب حول بضائع امستعملة…'

المحتوى نموذجي جدًا.

'همم، حسنًا.'

قررت سريعًا.

'لن أُقحم نفسي.'

أن أتورط من أجل الحصول على مالي بطريقة أسرع…قد يقودني إلى نهاية مأساوية.

كنت على وشك قول: "أوه، مخيف حقًا! إذًا سأذهب الآن…"، لكن…

"على أية حال، في هذه الحالة، يبدو أن وضعك أنت سيكون صعبًا."

أنا؟

"هيه، لا تقل هذا!"

"لا، فكّروا...الأمر يتعلق بمراجعة تعديل الدليل الإرشادي، أليس كذلك؟ هذا العمل كان مسؤولية الموظف المختفي."

نعم.

"ومن دونه، من الصعب تمرير المشروع."

.......…؟!

مـ-ماذا يعني هذا…؟

"ذاك المسؤول كان مقرّبًا جدًا من الفريق A. كما تعلمون، ما يسمّى عادةً…'ضمن نفس الخط'."

"….........!!"

الخط.

جوهر السياسة الداخلية في الشركة.

العلاقات تتحدد بناءً على من تكون مقرّبًا منه في المستويات العليا!

والمسؤول المختفي، كان على علاقة وثيقة بالفريق A، بل كان ينتمي لما يُسمى بـ"نفس الخط"…

فجأة…انكشفت لي الحقيقة.

‘لهذا كانت قائدة الفريق A واثقة إلى هذا الحد!’

لا عجب أنها بدت مطمئنة لتسريع الموافقة على تعديل الدليل!

"الشخص الذي سيأتي بدلاً منه…من يعلم كيف سيكون، لكن من المستبعد أن يكون من نفس الخط. غالبًا سيكون تابعًا للقائد تشيونغ."

"….......…."

هل سمعتم ذلك؟

صوت تبخر خمسين مليون وون.

الأمر ليس مجرد تأخير…بل ضياع نهائي!

'لاااا!'

فتحت فمي لا إراديًا.

"هل تعرفون…أين اختفى ذلك المسؤول تحديدًا؟"

"آه، هناك قصة مثيرة عن ذلك أيضًا."

مال نحوي الشخص الجالس إلى جواري وكأنه يهمس سرًا، وقال برأس منحنٍ.

"تنتشر شائعة في الشركة بأنه قد اختفى."

".............!"

"هناك من قال انه رأى قائد الفريق لي صباحًا عند دخوله عبر ردهة الشركة، لكنه لم يدخل إلى المكتب."

"...هل اختفى في منتصف الطريق؟"

"في الحقيقة، لا أحد يعلم. لا أحد يمكنه الجزم. لم يشاهد أحد اختفاءه بعينيه."

"……......."

لم يره أحد...هكذا إذن.

'حتى إن لم يكن هناك أشخاص، فقد تكون هناك أشياء أخرى.'

رفعت رأسي.

ومن زاوية المكتب، كانت إضاءة حمراء تصدر من كاميرات المراقبة.

***

كاميرات المراقبة.

إن كان قد اختفى بالفعل داخل الشركة، فمن الطبيعي أن يكون هناك تسجيل لذلك في هذا الجهاز.

'عادةً، كاميرات الحراسة التي تُستخدم في شركة بهذا الحجم...تحتفظ بالتسجيلات لما يقارب أسبوعين، أليس كذلك؟'

في هذه الحالة، لا يزال من الممكن التحقق من الأمر.

إن أردتُ استلام مبلغ الخمسين مليون وون في الوقت المناسب، كان من العاجل معرفة مصير المختفي.

…المشكلة هي كالتالي.

'الجهة المسؤولة عن إدارة سجلات الكاميرات في هذه الشركة...هي فريق الأمن.'

وفريق الأمن...هممم.

---------------------=

يتمتعون بحق الإعفاء من المسؤولية في حالات القتل. (يشمل جميع الموظفين)

م.م: يعني حتى لو قتلوا شخصا لن يتلقوا عقوبة.

نعم، هكذا هو الأمر.

---------------------=

نعم هذا صحيح.

ولهذا كنت أتمنى ألّا ألتقي بهم بأي شكل...

'لكن بما أنني قد التحقت بالشركة بالفعل، فمن المستحيل أن أتجنّبهم إلى الأبد.'

بما أن الأمور قد وصلت إلى هذه المرحلة، فلتكن فرصة لجمع بعض المعلومات أثناء التحقق.

اتجهت إلى الطابق الأول، وأنا أشعر بوجود "براون" في جيبي.

إلى غرفة إدارة الأمن، حيث يقع مقر فريق الأمن.

'هل الطريق إلى الطابق السفلي يبدأ من هنا؟'

في القسم الخارجي من الطابق الأول، كان هناك باب مخصص للموظفين يؤدي إلى مساحة منفصلة في القبو، وبمجرد النزول عبر الدرج قليلاً، ظهرت بوابة حديدية.

[غرفة إدارة الأمن]

رفعت يدي.

طَرق، طَرق.

—……........

طَرق، طَرق.

—ادخل……

"…........؟؟"

فتحت الباب بحذر.

فرأيت مساحة ضيقة تُشبه مكاتب المرافق الاعتيادية، وفي منتصفها أريكة قديمة.

وكان هناك رجل مستلقٍ عليها.

يرتدي زيًا أزرق غامقًا باليًا، انه أحد موظفي الأمن.

...........؟

"مرحبًا..."

نظرت سريعًا إلى بطاقة الاسم على زيه كما لو أنني أفحصها ضوئيًا.

[فريق الأمن 3 - قائد الفريق J3]

"أعتذر على الإزعاج، حضرة القائد. هل من الممكن التحقق من تسجيل كاميرات المراقبة قبل أسبوع؟ فهناك موظف مفقود..."

"……........"

جاء الرد ببطء.

"تريد مشاهدة كاميرات المراقبة…"

"نعم."

"آه..."

بدا الشخص وكأن كل شيء ينهكه ويثقل عليه.

وبدون حتى أن يعرّف بنفسه، بدأ قائد فريق الأمن الثالث، الذي كان متمدّدًا على الأريكة القديمة، بالكلام ببطء.

"عادةً، إن أردت مشاهدة التسجيلات، يجب تقديم طلب رسمي لمشاهدتها…"

آه.

"لكن منذ متى كانت هذه الشركة تهتم بتلك الأمور؟ فقط شاهدها."

"......……."

لا أعلم إن كان عليّ اعتبار هذا من باب اللطف، أم استهتارًا وظيفيًا.

على أي حال، وبما أنني الطرف الذي يطلب، أخرجت ما تبقى من الوجبات الخفيفة وقدّمتها له كرشوة.

"أحضرت شيئًا خفيفًا، ربما يعجبك…"

"آه، دونات."

أضاء وجهه الذي بدا منهكًا تمامًا في لحظة، ثم قفز من على الأريكة ليخطف الكيس الورقي بسرعة.

"أحبّ الدونات كثيرًا، لكن لا يوجد مكان يوصّلها إلى الشركة...ولأني لا أخرج خلال النهار، فلا أتمكن من تناولها كثيرًا..."

أفهم.

'في الواقع، لا يبدو عليه العنف كما توقعت.'

لكن في قصص الرعب، هناك دومًا القصص المكررة المعروفة: "لا يبدو كذلك، لكنه في الحقيقة شبح."

لذا أبقيت على حذري وتحدثت بلطف.

"إذًا، هل يمكنني التوجه مباشرة إلى غرفة الكاميرات الآن؟"

"نعم...لكن مهلاً."

حكّ مؤخرة رأسه، وحدّق بالدونات مطوّلًا وكأنه يتأمل الحياة، ثم قال أخيرًا.

"سيبقى حارس واحد فقط، اصطحبه معك...فقد يكون الأمر خطيرًا..."

"آه، شكرًا جزيلًا."

وانتظرت منه أن يستدعي أحد الحراس عبر الجهاز اللاسلكي أو ما شابه.

لكنه لم يتحرك مطلقًا.

"..........؟"

".........؟"

"كنت سترسل معي أحد الحراس..."

"أنا..."

وأشار إلى نفسه.

"أعني أنا هو الحارس."

……....

"آه....حسنًا."

'لا داعي للتورط معه.'

كل ما أريده هو الاطلاع على الكاميرات والمغادرة سريعًا.

"قلتَ قبل أسبوع، صحيح؟"

"نعم، نعم."

دخلت مع قائد فريق الأمن إلى غرفة الكاميرات، وبدأنا التحقق من التسجيلات.

ورغم أنه قائد فريق، بدا كمن لا يجيد التعامل مع الأجهزة، فزاد شكي فيه، لكن هذا لم يكن المهم.

"وجدته."

عثرت على تسجيل يظهر فيه الموظف المعني.

رأيته يدخل إلى الردهة ويستقل المصعد، رجل في منتصف العمر.

كان وجهه يطابق تمامًا صورة قائد الفريق لي بيونغ-جين، المسجلة في شبكة الشركة الداخلية.

وكان يحمل شيئًا طويلًا في يده.

"هل هذه...لفيفة ورقية؟"

لا يبدو كشيء يمكن إحضاره إلى الشركة. يبعث في النفس شعورًا غريبًا.

"أنت ماهر في البحث. بإمكانك العمل كحارس."

رجاءً، لا تقل نُكتة مرعبة كهذه.

"شكرًا لك. كنت مركزًا جدًا لأنني أبحث عن الشخص المختفي."

"…مختفٍ؟"

"نعم."

بدا عليه الارتباك، وصمت لوهلة.

على الأرجح لم يصغِ لكلامي سابقًا، وفهم للتو أن هناك شخصًا قد اختفى.

وهذا يعني أن فريق الأمن لم يكن على علم باختفاء أحد موظفي الشركة.

"لقد غفلتُ عن هذا…"

"هل سيسبب لك هذا متاعب كثيرة؟"

"لا...لم يكن ذلك ضمن ساعات عملي."

"….....…."

"سيتدبرون أمرهم بأنفسهم..."

...فهمت.

منطق واضح من موظف يعمل بنظام المناوبات.

على أية حال، واصلنا البحث في تسجيلات المصعد، وتمكّنا من التحقق من المكان الذي نزل فيه الموظف المختفي.

والمفاجئ في الأمر...

أنه لم يصعد إلى الأدوار العليا.

"...بل نزل إلى الطابق السفلي."

إلى أسفل حتى من غرفة إدارة السلامة.

[B2]

ظهر بوضوح في الكاميرا وهو يترنّح نازلًا إلى الطابق السفلي الثاني.

...كان المشهد مخيفًا.

'ما الذي حدث بالضبط هنا؟'

كيف لموظف أن يتوجه إلى القبو كما لو أنه ممسوس.

'ذلك المكان لا يُسمح بدخوله إلا لقسم إدارة الأمن، أليس كذلك؟'

بل وقيل لي إنهم لا يستخدمونه إلا للدوريات فقط، فما الذي يحدث بالضبط؟

بدأ العرق البارد يتصبب مني.

أبعدت بصري سريعًا عن المصعد الفارغ.

'أشعر أن من الخطر أن أواصل مشاهدة تسجيل الكاميرات الآن.'

أنا أيضا، كنت أتظاهر بأنني أُشاهدها فقط، لكن هذا لم يعد ممكنًا هنا.

قبو شركة الرعب لأدوية...حيث تُستخلص المواد الخام من قصص الرعب.

حتى الموظفون العاديون ليس لديهم صلاحية الوصول إلى هذا المكان، ولا يعرفون حتى ما الذي يجري فيه.

'في "سجلات استكشاف الظلام"، أيضًا، وُصف هذا المكان وكأنها قصة رعب نُسجت في نابولي!'

لا يمكنني الاستمرار في هذا، لننسحب من الأمر.

تجنّبت النظر إلى كاميرات المراقبة قدر المستطاع، ثم انحنيت برأسي أمام قائد فريق الأمن.

"شكرًا لإطلاعها لي. سأكتفي بهذا وأرحل…."

"……الحمّام."

".........…؟"

"الشخص الذي تبحث عنه، دخل إلى حمّامٍ للرجال غير مستخدم في الطابق السفلي…."

"….....…."

"ولم يخرج. طوال أسبوع كامل."

أصررت على عدم النظر إلى شاشة كاميرات المراقبة.

لكن يبدو أن قائد فريق الأمن قد تحقق بنفسه من الطابق السفلي الرابع، حيث شوهد المفقود آخر مرة.

"هل تود الذهاب لرؤية الحمّام…؟"

"ليست لدي صلاحية دخول الطوابق السفلية."

"أنا سأذهب على أية حال…."

نعم، لأنه مكان عملك، أليس كذلك؟

إذا ذهبتَ ووجدتَ الشخص المفقود، سأكون ممتنًا لك حقًا……

"لنذهب معًا….فقط قل انك موظف جديد في فريق الأمن، وما إلى ذلك."

ماذا؟!

"لا، لا داعي لأن تتكلّف عناءً كهذا،"

"هيا بنا…."

لاااا!!

***

كيف وصلت الأمور إلى هذه المرحلة؟

'لقد استلمت حتى الزيّ الرسمي.'

أرتدي الآن الزي الأزرق الداكن لموظفي الأمن العاديين، بينما أصعب على متن مصعدٍ مخصص للصيانة.

عقلي شبه غير مدركٍ لما يجري.

'أقنعني تمامًا….'

—لا بأس. أحيانًا، يأتي أفراد من فريق الاستكشاف الميداني للعمل هنا كدعم إضافي…

أليس ذلك نوعًا من العقوبات؟

على أية حال، تمّ توثيق دخولي إلى الطابق السفلي بشكلٍ يثبت أني في مهمة دعم رسمية، لذا من غير المحتمل أن يُنظر إليه كمخالفة.

لقد تواصلت بشق الأنفس مع الفريق D ورتّبت الأمر ليُحسب كدعم رسمي، لذا لا داعي للقلق بشأن العقوبات….

لحسن الحظ أن مهاراتي الاجتماعية تجاه المسؤولين الأعلى تؤتي ثمارها.

'مع ذلك، لا أزال في حالة ذهول.'

كل هذا من أجل الحصول على أداة شيطانية واحدة.

حتى لو لم أحصل على خمسة آلاف نقطة، على الأقل براون سيعترف بجهدي.

دينغ.

مع صوت المصعد، فتحت الأبواب.

الطابق السفلي الثاني.

على الرغم من أن الصوت كان مألوفًا، فقد بدا مشؤومًا هذه المرة. وما ظهر خلف الباب….

كان ممرًا تصطف فيه مكاتب عادية.

"……......"

لِمَ…توجد مكاتب في الطابق السفلي؟

'أليس من المفترض أن تكون هنا معدات أمان أو منشآت خاصة…؟'

الممر الذي تصطف فيه المكاتب وتسوده إضاءة خافتة، كان هادئا تمامًا، والأبواب كلها من زجاجٍ معتم.

على الأبواب لوحات تحمل أسماء مثل: المكتب A، المكتب B، المكتب C…

همس قائد فريق الأمن.

"لا تفتح الأبواب…."

"نعم."

حتى لو لم تقل، لم تكن لدي أدنى نية للمس أي شيء هنا.

كل ما فعلته هو تتبّع خطوات قائد فريق الأمن ببطء.

ثم، حدث ذلك.

–سيد نورو؟

"….........!"

–لقد ارتديتَ حتى هذا الثوب البالي من أجل أن تُهدي براون هدية؟! إنه لأمرٌ مؤثّر، ولكن يعتصر قلبي حزنًا أيضًا، يا صديقي…

كانت كلمات لطيفة حقًا.

لكن المشكلة…

'…كيف تكلّمتَ معي؟'

"الصديق الجيد" لا يستطيع التحدث أو الحركة إلا في نطاق قصص الرعب…وهذا يعني.

أنني قد دخلتُ فعليًا إلى قلب قصة رعب.

"آه، لقد وصلنا."

توقّف قائد فريق الأمن عن السير.

أمام باب الحمّام الذي يتسرّب منه ضوء شاحب.

"سأفتح الباب…."

"انتظر،"

لكن قبل أن يُصغي لكلامي، فتح الباب.

فجأة.

وسط وميض الأضواء، كُشف عن المكان خلف الباب….

"……....."

'اللعنة.'

كان الحمّام مغطّى تمامًا بالحبر القاتم المُحمَرّ.

كما لو أنّ شريانًا قد قُطع بسكين، فاندفع الحبر كدمٍ طافحٍ على مرآة الحمّام بأكملها.

تجمّدتُ في مكاني.

لم أستطع حتى أن أصرخ.

لكن في اللحظة التالية، أنقذني أنفي.

'لا رائحة حديد تقريبًا.'

إذن فهذا ليس دمًا بالكامل.

لكنه أيضًا لا يملك رائحة الحبر العادي. إنه….

'…حبرٌ غذائي؟'

م.م: حرفيا يعني حبر حبار يمكن استعماله في الطهي.

نقرة، نقرة.

براون نقر على جيبي.

'هذا تحذير.'

عاد إليّ وعيي على الفور.

كان قائد فريق الأمن يمدّ يده وهو يتفحّص الحمّام.

"لا تلمس شيئًا…."

بَك.

"نعم…؟"

تبًّا.

ما إن لمس قائد فريق الأمن الحبر بإصبعه، حتى اندفعت المادة القاتمة بلون الدم كأمواج متدفقة من الحمّام.

"…...... !!"

استدرت لأجري، لكن السائل الأسود الكثيف تمدّد كأيادٍ متعدّدة تشبّثت بقدمي وسحبتني.

آآاااااه!!

'تبًا، تبًا…!'

سقطت على الأرض بالكاد دون أن أتهشّم. وعندما حاولت الهروب، ارتدت بعض من هذه المادة على ذقني. وبلغ الغثيان حلقي.

حاولتُ أن ألتفت لأفهم ما يحدث، عندها رأيت مصدر كل هذا.

"لفافة!"

كانت هناك لفافةٌ وسط مرآة الحمّام، مشقوقة من منتصفها بشراسة.

وكان الحبر المشابه للدم يُمتص نحو الجزء الفارغ داخل تلك اللفافة.

بمعنى أن قدمي أيضًا، كانت تُسحب ببطء نحو الداخل.

كأن مخلوقًا حيًا كان يجرّني…لحظة، حيّ؟

يُشبه الدم؟

'أداوات المائدة الماصة للدماء…!'

أخرجت الشوكة وغرستها في الأرض.

ارتجفت الشوكة الفضية البيضاء للحظة، ثم بدأت بامتصاص الحبر المحيط بشراهة.

"آه!"

إنه ينجح!

لكن الشوكة الصغيرة، التي لا تزيد عن شوكة حلويات، لم تحتمل طويلاً.

طقطق.

وارتدّت الأداة بعيدًا.

'تبًا!'

وسُحبتُ مباشرة إلى داخل اللفافة.

***

"هاه!"

رفعت رأسي.

وبين الظلمة وضبابية الرؤية، تراء لي ورق جدران قديم ومُزخرف بنقوش رتيبة.

مكانٌ غريب.

'…منزل مهجور؟'

حبست أنفاسي، وأخذت وقتًا لأتكيف مع ظلمة المكان.

ثم، حين وضحت الرؤية….

أدركت الحقيقة.

ما رأيته لم يكن ورق جدران.

بل تعاويذ.

جميع الجدران الخشبية المتعفّنة كانت مغطّاة بتعاويذ وتمائم قديمة ممزقة ومهترئة.

"….....…!"

كان الجو ثقيلًا.

الهواء نفسه كان يضغط على كتفيّ، وكان هناك شعورٌ كريه من القمع يسيطر على هذا المكان البارد والمظلم.

…هناك خطبٌ ما.

وكأنني فأر صغير دخل إلى المكان الخطأ، بالطريقة الخاطئة.

"....……."

أطبقت على قبضتي المرتعشة.

لكن لم يكن فيها شيء.

'…اختفت.'

اختفت أدوات المائدة الماصة للدماء.

بينما بدأ العرق البارد يتصبب مني، ركّزت على تنظيم تنفّسي ببطء…ببطء، حتى لا أُصاب بفرط التنفس….

"أرجوك…!"

كدتُ أفقد وعيي.

"هـ...ـهناك! هل أنت شرطي…؟؟"

رفعت رأسي.

لم أكن وحدي في هذا المنزل المهجور والمظلم.

كان هناك ظلال صغيرة تنكمش في أحد الأركان وتنظر إليّ.

كانوا…أطفالًا.

'زيّ طلاب إعدادية.'

صرخ الطلاب و هم على وشك البكاء.

"أنقذنا، رجاءً! لقد لمسنا شيئًا يشبه لوحة غريبة، ولم نعد قادرين على الخروج من هنا!"

انتهى الفصل الثاني والثلاثون.

************************************************************************

مشهد من الفصل (فريق الأمن 3 - قائد الفريق J3)

ترجمة: روي.

حسابي في الانستا لأي تساؤلات: jihane.artist

2025/05/16 · 227 مشاهدة · 2906 كلمة
Rui / روي
نادي الروايات - 2025