الفصل 37.
"أغنية بيكابو لفرقة Saint-U'."
بحسب ما شرحه طلاب المرحلة الاعدادية، يُقال انه ألبوم النشاط الجماعي الأخير لفرقة فتيات شهيرة، عادت بشكل لافت بعد سنوات من الانقطاع.
أغنية ما قبل الإصدار، التي كانت جذابة ومبهجة ومرحة، بقيت طويلاً على لوائح التصنيفات الموسيقية.
والآن، ها هي تلك الأغنية تُعزف في غابةٍ ضبابية، موحشة ومظلمة، على وقع تصفيقٍ متناغم.
تصفيقة.
"نظرتي الساطعة تلتقطك من النظرة الأولى، لكني لا أنوي المبادرة بالاقتراب..."
"سأنتظر متظاهرة بعدم الاكتراث حتى تقترب أنت، بكل راحة."
"لأن المفترس لا يتحرك أولا…حتى البالغين بدؤوا يغنون جاهدين، ولو بصورة غير متقنة.
تصفيقة.
"حسنًا، استعد. أنا نمرٌ أنيق، وعندما تقترب… بيكابوو!"
اللحن الحيوي والمليء بالبهجة استمر.
وربما لأن الجميع يغنون معًا، فقد بدأت ملامح الأطفال ترتاح، وبدأت أصواتهم تزداد حيوية.
"بيكابوو! ها أنا أظهر، انتبه! أنا نمر، وعيناي تتلألأ في الظلام!"
—'اتبع طريق الإيقاع المُرتفع، وضَع الأضحية التي ستُقدَّم قربانًا في آخر الصف.'
ولكن، في نهاية الموكب، لم يكن هناك شخص، بل نبتة جينسنغ أرجوانية بحجم كف اليد، تتأرجح متدلية وكأنها حزمة على عصا.
كان قائد فريق الأمن يحمل العصا على كتفه كما لو أنه يحمل كيس قمامة، ويسير في آخر الصف.
كو سون-ها كانت تلقي نظراتٍ جانبية مُريبة نحوه من حين لآخر، لكن صاحب الشأن كان يُغنّي الأغنية بهدوءٍ واستمتاع.
"بيكابوو! سأجعلك مسحورًا حتى لا تدرك ما يحدث. بيكابو! نعم، انتبه جيدًا."
تصفيقة.
أشرتُ للناس بيدي أن يتوقفوا.
'انها المرة الثلاثون.'
ترددوا قليلاً، لكنهم انحنوا بعمق، ثم نهضوا.
ثم استمرّ اللحن.
"بيكابو~!"
بدأ الطريق يصبح أكثر سهولة واستواء.
—'عندما ينتهي الإيقاع، ينتهي الطريق. وعندما تجد جحر أفعى صغير بلا عشبٍ حوله، اشكر رحمة سيد الجبل، وأدخل يدك فيه.'
—'ويجب أن تكون يدك مغطّاة بماء بئرٍ مُمَلَّح.'
مع اقتراب انتهاء المقطع الثاني والدخول إلى الجوقة الأخيرة، بدأ المشهد يتغير.
الأشجار الكثيفة التي كانت تغطي الوجوه بدأت تقلّ، لكن الضباب الأبيض أصبح أكثر كثافة.
وعندها، أدرك الجميع غريزياً.
'لقد شارفنا على الوصول!'
كانت ملامح الجميع متشبعة بالتوتر والترقب والحذر.
لكنهم استمرّوا في الغناء بثبات حتى النهاية.
"بيكابو، نعم انتبه جيدًا…"
تصفيقة.
حتى آخر مقطع.
"الآن سأقترب."
توقفت الخطوات.
"……......"
"……......"
انتهى الطريق.
أمام نهاية الطريق، كانت هناك مساحة شاسعة ومفتوحة.
"لا…لا توجد أشجار هنا."
بدأ الناس يُسرعون بخطواتهم. وسط الضباب الكثيف، بدأت نتيجة الطقوس بالظهور أخيرًا أمام أعينهم.
"الآن سنجد جحر الأفعى…!"
لكن ما ظهر كان…
خزان مائي ضخم.
"……....."
"……....."
'ما هذا؟'
مساحة مائية مظلمة وعميقة، ينبعث منها الضباب بلا توقف.
وقف الجميع محتارين، مصدومين، ومذهولين.
وجوههم تظهر أنهم لا يفهمون ما الذي يحدث.
"لماذا…لماذا؟"
"من المفترض أن يظهر جحر أفعى، ما الذي…؟"
ما هذا؟
أين الخطأ؟
نظرتُ إلى الجينسنغ الذي كان يحمله قائد فريق الأمن.
…انه سليم.
'لكن من المفترض أن يختفي…؟'
كو سون-ها قالت بفمٍ شاحب.
"…شبح الماء."
".......…!"
تذكرتُ فورًا ما قيل قبل ساعات.
'وأيضًا…احذر من الماء. في الماضي، التشانغوي كان أيضًا يعني شبحًا يدل على أرواح الغرقى…'
"كانت فخًا! الطقوس نفسها كانت فخًا! لقد تم استدراجنا من قِبَل شبح الماء…!"
"آآآه!!"
"لقد تم جرّنا جميعًا إلى هذا الخزان…!!"
صرخ لي بيونغ-جين وهو يحاول الفرار، لكنه تعثّر وسقط. الأطفال بدأوا بالبكاء ثم أطلقوا صرخات وتشبثوا ببعضهم.
شعرت بأنني سأنهار أرضًا من شدة القشعريرة التي تسللت إلى عمودي الفقري.
كأننا دخلنا مشهدًا من فيلم رعب قبل لحظات من موت جميع الشخصيات.
"……....."
"سنموت هكذا…"
…لا.
لا!!
على الأقل، يجب أن أعرف السبب.
مهما فكّرت، لم نرتكب أي خطأ بناءً على المعلومات المتاحة. حتى مع كل ما قرأته من سجلات الاستكشاف!
شعور اللامعقولية وعدم الفهم بدأ يتغلب على الخوف في عقلي.
كان صوت كو سون-ها المرتجف يطنّ في أذني.
"اهربوا…عودوا إلى البيت المهجور…!"
…هاه؟
انتظر.
نظرت إليها.
"هل تعلمين شيئًا؟"
"نعم؟"
"ذلك البيت المهجور…هو أيضًا خدعة."
"…ماذا؟"
"فكري جيدًا، أليس غريبًا؟"
بدأت أتكلم ببطء.
أشير إلى التناقض المقصود في قصة الرعب هذه.
"نحن داخل مكان يسيطر عليه تشانغوي، ومع ذلك، نستطيع استعادة وعينا في بيت مهجور مملوء بالتعاويذ التي تمنع دخوله؟"
".....……"
"وعلاوة على ذلك، يُقال اننا نستطيع أداء طقوس للفرار من هذا المكان داخل ذلك البيت؟"
ولذا، حتى في صفحة تعليقات ويكي الخاصة بـ<سجلات استكشاف الظلام>، كانت الآراء منقسمة حول ذلك البيت المهجور. لكنني كنت شبه واثق.
'هذه قصة هدفها إنهاكك نفسيًا حتى آخر رمق.'
إذن، منطق الحبكة يقول.
"يحبسونك عمدًا في بيت مهجور لمدة نصف شهر، يُرهقونك نفسيًا وجسديًا حتى تنهار، وكل هذا وأنت متمسك بأمل كاذب في الطقوس."
إنه يقوم بإعطاء الناس الأمل عبر طقوس الهروب، ثم يدفعهم إلى أقصى حدودهم ويجعلهم يصمدون في ذلك الوضع القاسي، حتى يحطّم الحواجز النفسية لديهم
"بذلك، يسهل استدراجك."
والأهم من ذلك…
"إن ارتكبت خطأ أثناء تأدية الطقوس، فهذا أفضل لهم. وإن لم تخطئ، لا بأس أيضًا."
نظرتُ إلى الجينسنغ.
"لأن اختيار 'الأضحية' سيسبب صراعًا دائمًا، وسيسقط أحدهم لا محالة. على الأقل شخصٌ واحد سيُؤخذ."
"…......…"
"من المؤكد أن الطقوس حقيقية. لأنها لو لم تكن كذلك، لما صدّقها أحد، ولما تمسّك بها أحد."
وهذه هي <سجلات استكشاف الظلام>.
لا ينبغي للقصة أن تحتوي على الكثير من الإعدادات الخاطئة المريحة. عندها سيضعف الانغماس في القراءة وسيضيع التوتر الناجم عنها، وبالتالي فإن الطقوس حقيقية بالتأكيد.
وهكذا، كنت أُنفذ الطقوس بثقة، لكن...
"لذلك تحديدًا، لدي سؤال أكبر الآن."
لقد قرأت الكثير من قصص الرعب.
كل القصص التي نُشرت في سجلات استكشاف الظلام، بالتحديد.
قرأتها أكثر من مرة كجزء من روتيني في العمل.
ومن بينها، اكتسبت بعض المعلومات الفرعية، مثل…
"أن أغصان شجر الخوخ تُستخدم لطرد الأشباح عادةً."
"ثم ماذا؟"
"وأن البرقوق هو فاكهة محببة لتشانغوي. لهذا السبب، غالبًا ما تطلب الطقوس وجود هذين العنصرين."
"آه…"
"يتم إغراء تشانغوي نحو المعبد باستخدام البرقوق، بينما يقوم حامل الطقوس بالهروب وهو يحمل بخورًا مصنوعة من الخوخ لطرد الاشباح."
رفعت رأسي.
"لكن، تصادف وجود شخص هنا كان ينزعج من رائحة بخور أغصان الخوخ، ويبدو أنه كان شديد التأثر عند رؤية البرقوق."
"……...."
شخصٌ سار إلى جانب قائد فريق الأمن، في آخر الصف، بعيدًا عن البخور قدر الإمكان.
"كو سون-ها…"
نظرتُ مباشرةً إليها.
"هل تتحدثين الآن بإرادتكِ حقًا؟"
"ماذا…تعني؟"
ربما…
كو سون-ها الحقيقية، فشلت في الطقوس داخل المعبد من البداية، قبل حتى أن نلتقي بها….
"ربما الآن، من يتحدث ليس أنتِ…بل التشانغوي."
توقفت قدماها.
"آه، لقد انكشفت."
تمزق فم كو سون-ها على نحوٍ غريب.
لكن الأوان قد فات!
امتدت ذراعاها بشكل غير طبيعي، في محاولة للإمساك بي وسحبي…
'أه!'
تدحرجتُ على الأرض وتجنبتها.
خلفي، بدأت صرخات القائد لي بيونج-جين والأطفال تتردد في المكان.
"آآآاااااااه!!"
"شبح! شبح!!"
أخرجتُ السكين من جيبي الأمامي غريزيًا. لم تكن تشانغوي تمامًا، بل شخصٌ استحوذ عليها شبح، لذا ربما يمكنني السيطرة عليها….
لكنني أدركتُ بسرعة.
'لا أستطيع الاقتراب منها بهذا السكين القصير!'
لأستخدم هذا السلاح، عليّ أن أكون وجهًا لوجه معها. وأنا الآن على وشك فقدان وعيي!
لكن عقلي المحترق أدرك من هو الأنسب فورًا!
"يا قائد فريق الأمن!!"
رميتُ له السلاح.
"أرجوك، تعامل معها!"
هووووف—
مرّت السكين الماصة للدماء في الهواء.
"…آه."
أمسك قائد فريق الأمن بالسكين، ألقى عليه نظرة سريعة، ثم اندفع نحو التشانغوي.
“هيهييييك!!”
خرج من وجه وذراعي كو سون-ها أشكال غريبة ومخيفة، مرعبة ومشوهة بطريقة عشوائية.
ذراع، وجوه، شعر، وعيون لعدد لا يُحصى من الرجال والنساء والأطفال تنظر في كل الاتجاهات.
"لـ ـو سـ ـمـ ـحـ ـت! لـ ـو سـ ـمـ ـحـ ـت!"
"ايييييك!"
“تراجعوا وأغلقوا أعينكم!”
تراجع القائد لي بيونغ-جين مع الأطفال على الطريق الجبلي، وهو يتدحرج محتضنًا إياهم.
هـ ـل تسـ ـمعونني؟! أرجـ ـوكم، ساعـ ـدوني، أي شـ ـخص!
في تلك اللحظة، بدأ شكل قائد فريق الأمن يتشوّه أيضًا.
هيئة مشوّهة وغريبة.
الجزء العلوي من جسده، الذي كان يبدو نحيفًا، انتفخ بشكل هائل كأنه سينفجر، وانشق فمه بشكل طولي مشكّلًا فمًا كمنقار، وبرز لسان طويل منه.
ذلك اللسان التقط ذراع التشانغوي الطويلة وكسرها بقسوة.
آآآآآااااااه!!
لا، هذه مجرد هلوسة. قائد فريق الأمن يبدو طبيعيًا.
لكن لا، لقد تحوّل بالفعل إلى شكل وحش...
'يا للجنون...'
أدرت بصري بصعوبة بعيدًا عن المنظر.
الآن فهمت — لماذا يستطيع فريق الأمن التعامل مع قصص الرعب بهذه البراعة، ولماذا هم ليسوا ضمن فريق الاستكشاف الميداني.
لقد ظهر التفسير أمامي.
---------------------=
[فريق الأمن]
: أحد الفرق الثلاثة التابعة لقسم الأمن في شركة أحلام اليقظة و هي قوة ضخمة تظهر في <سجلات استكشاف الظلام>.
يتكوّن من الموظفين الذين تم ابتلاعهم جزئيًا من قبل قصة رعبٍ معينة ولم يعد يُعتبرون بشرًا بالكامل.
وظيفتهم دائمة ولا يمكنهم الاستقالة.
---------------------=
هل كنتم تعلمون؟
إذا لم تُعتبر بشريًا، فلن يُجمَع السائل في جهاز تجميع نواة الأحلام حتى لو نجحت في اجتياز قصة الرعب.
لا قيمة لهم في الاستكشاف الميداني إذًا.
ولهذا من اندمجوا تقريبًا مع قصة الرعب، وأصبحوا أشبه بالوحوش، يُنقلون إلى فريق الأمن.
خاصة أولئك الذين تلوثوا بقصة رعب عنيفة أو شرسة لها سلوك إقليمي قوي.
آه! آه!
إلى فريق الأمن.
ويُستخدمون لقمع الحالات الخطيرة التي تخرج عن السيطرة داخل قصص الرعب التي تديرها الشركة.
'…وكونه قائدا للفريق يعني أنه مثلهم تمامًا.'
ببساطة، موظف متخصص في مواجهة وحوش قصص الرعب.
كيـ ـاااااااااااااااه!!
أذرع التشانغوي المتعددة تمزقت تحت لسان وأنياب قائد فريق الأمن الشبيهة بالذئب.
مع السكين الماص للدماء في فمه، بدا وجهه وكأنه ما يزال يتذبذب بين هيئة إنسان وهيئة شيء غريب.
'…ذئب؟'
هلوسة تظهر وتختفي — عن فمه المشقوق الممتد والمليء بالأسنان، بينما يقطر لعابًا ودمًا.
الدوار والغثيان اجتاحاني كموجة. نظرتُ سريعًا إلى الأرض.
'...كأنني في كابوس.'
في <سجلات استكشاف الظلام> بدأت أخيرًا أفهم واقعيًا لماذا يحرص فريق الأمن على إبعاد الناس تمامًا حين يتعاملون مع قصة رعب….
رغم ذلك، كل شيء كان يسير بنجاح نسبي.
"استمروا في إغلاق أعينكم!"
تماسكت، بينما نظري مثبت على الأرض.
وفي اللحظة التالية—
–أوه، يا سيد نُورو. يبدو أن الضيف الغريب الذي جلبته قد فاز!
انتهى الموقف.
عندما رفعت رأسي، رأيت التشانغوي ممددًا على الأرض، والسكين الماصة للدماء مغروز في كفه اليمنى.
وكان قائد فريق الأمن لا يزال ممسكًا برأسه المشوه، مظهره متحول ومشوه….
–آه، حقًا مقرف. لو أنه ظهر كضيف في عرضي، لما سمحت له بالدخول من الأساس!
لم أكن يومًا ممتنًّا كما أنا الآن، لأنني الوحيد الذي يستطيع سماع براون.
نظرت لقائد الأمن، متمسكا بصوتي الهادئ.
“شكرًا جزيلًا، يا قائد فريق الأمن.”
"غوووه…"
–قال إنه متعب. كم هذا وقح!
الأمر الأكثر رعباً هو أنك تفهم صرخته وتترجمها...
وفجأة، صدر صوت مكتوم من تحت يد قائد فريق الأمن.
صوت إنسان.
"لـ...ـلحظة فقط…"
".........…!"
فجأة ظهرت كو سون-ها بوجه بشري، مرتعش، تهمس بتوسّل.
“أنقذوني…أرجوكم، أنقذو…”
اتـ ـركـ ـوها واذهـ ـبوا….
"آه، آآااه…."
انقلبت عينيها، و عاد صوت التشانغوي.
لتـ ـموتي أنـ ـتِ وحدك...هاه؟ لا بأس إن متِّ. لقد قتلت إنسانًا. كنتِ تحــاولين قتل الأطـ ـفال. أنا أعـ ـرف كل شيء،؟ موتكِ مستـ ـحق.
كو سون-ها كانت تصارع بقوة.
"لا، لاا…."
فقـ ـط اتركـ ـوها واذهـ ـبوا. فقط اتركـ ـوها واذهـ ـبوا. هاه؟ آآااه؟!
"أنقذوني، أنقذوني!! آآآااه!"
في تلك اللحظة.
"الآن."
سأل قائد فريق الأمن بصوت بشري.
"لقد طلبتِ إنقاذًا عاجلًا من شركة أحلام اليقظة المحدودة، أليس كذلك……؟"
لا لم يكن وجهه مرئيا بسبب هيئة الوحش التي تغطيه.
لكن صوته الواضح كان يسأل كو سون-ها مباشرة وبدون شك.
"هذا طلب رسمي يستحق إبرام عقد، أليس كذلك…؟"
…شعرت بشيء مريب.
السيدة كو سون-ها، التي كانت تنظر للأعلى بوجه شارد، سرعان ما استعادت وعيها وأجابت بصوت يائس.
"نـ…ـعم…."
انتظري لحظة.
"لا، ليس كذلك."
تدخلتُ وأنا أضغط على أسناني.
"هذا المكان لا يتبع ملكية الشركة، ولم ندخل من أجل إنقاذ مدني، والأهم من ذلك أننا تلقّينا مساعدة متبادلة من الطرفين."
"هاه…؟ هذا غريب……."
صوته المزمجر انخفض بشكل خطير.
"ألم تكن تحاول منعنا من الخروج…؟"
هااااه.
"…لا يهم. ففي النهاية، قدّمت فائدة."
صرّحت بذلك بحزم.
"إذًا، هذا يُعدّ تعاونًا."
"…...…."
حدّق بي قائد فريق الأمن طويلًا.
ثم نظر إلى كو سون-ها….
"آه… هكذا إذا..."
"……......."
"ربما هذا صحيح…."
سحب صوته تدريجيًا، وعاد إلى نبرته الأصلية الكسولة، كما لو أن كل شيء بات مزعجًا.
'فيوو.'
تدخّلت لأنني شعرت بشيء مريب، ويبدو أنني كنت على صواب.
'من الأفضل ألا تتورط مع شركة أحلام اليقظة….'
بل وحتى أن تكون مدينة لهم؟ لا يراودني أي إحساس جيد بهذا الأمر.
"همم……إذًا، ماذا علينا أن نفعل…."
"لحظة."
اقتربتُ من قائد الفريق لي بيونج-جين الذي كان واقفًا في الخلف، وعيناه مغمضتان، ممسكًا الأطفال.
ثم فزع عند سماعه خطاي.
"آااه! لا، لا تقل لي أنك ستقدّمني كأضحية بدلًا…!"
"المبخرة."
"هاه…؟"
"أعطني إياها."
أخذتُ المبخرة من يد قائد الفريق لي بيونج-جين، والتي كان لا يزال يحملها.
كانت البخور المصنوع من غصن شجرة الخوخ قد احترق بالكامل، لكن الرماد بقي محفوظًا داخل المبخرة.
'هو يكره غصون شجر الخوخ.'
في هذه الحالة….
سكبتُ رماد المبخرة مباشرة قرب كتف كو سون-ها.
كيييييييييك!!
تششش.
مع أن الحرارة لم تكن مرتفعة جدًا، إلا أن رائحة الحرق والملح ارتفعت من على كتفها.
لن أذهـ ـب! لن أذهـ ـب! سأتشـ ـبث مرة أخرى! وسأتشـ ـبث مرة أخرى.....آآآآاااه!
سكبته كله على رأسها.
اهتزّ الجسد الممسوس بالشبح بعنف، وبدأ يقفز بجنون، ثم….
"هآاه،"
فتحت عينيها فجأة.
نظرة مليئة بالوعي والارتياح.
إنها السيدة كو سون-ها.
"أ...أنا بخير! أظن أنني تعافيت…."
"لا."
"نعم؟"
"هذه المنطقة تم الدخول إليها بفعل تأثير الشبح منذ البداية، لذا يمكنه العودة في أي وقت."
"فـ...في هذه الحالة…."
"لذا، دعينا نمنعه من دخول جسدك مجددًا، من الأساس."
"......…؟"
كنت قد جلبت كيسًا آخر من عصير التفاح.
ناولتها كيس العصير المغلق.
"آه، آآه…."
"اشربيه دفعة واحدة."
عندما أصررت، بدت السيدة كو سون-ها غير مستوعبة، لكنها استسلمت ثم مستلقية، وبدأت بابتلاعه دفعة بعد دفعة.
وبعد لحظات.
انهارت أرضاً.
كأنها وقعت في نوم عميق كمن شرب مستخلص الجينسنغ البري.
فوو.
'تم حلّ الأمر…مؤقتًا.'
"يمكنك أن ترفع يدك الآن."
"…....…."
أنزل قائد فريق الأمن يده بهدوء، ثم سأل بصوت خافت.
"هل تفكّر في تغيير فريقك…؟"
"لن أفعل."
أرجوك، كفى.
بعد أن شكرت قائد فريق الأمن، الذي عاد لشكله البشري، مرة أخرى، توجهتُ نحو قائد الفريق لي بيونج-جين والأطفال الذين كانوا لا يزالون مغمضي الأعين.
"يمكنكم فتح أعينكم الآن."
"آه…!"
ظهر الارتياح على وجه قائد الفريق لي بيونج-جين.
لكنّه سرعان ما همس لي بوجهٍ يائس، وهو ينظر نحو الأطفال.
"و...ولكن، ماذا الآن؟؟ كيف سنجد طريق الخروج…!"
"…....…."
"الشمس على وشك أن تشرق!"
نظرتُ نحو السماء.
خلف الضباب الكثيف، كان هناك ضوء خافت يتسلل من مكانٍ ما...
…ليلة البدر تشارف على نهايتها.
'لا وقت لإجراء الطقوس مجددًا.'
لكن……
"سنكون بخير."
"…ماذا؟"
"على الأرجح، نصف الطقوس قد نجح."
تذكّرت أن الطريق كان يتغير كلما غنينا ونحن نمشي، والبخور كانت تحترق بشكل صحيح.
'كل ما أعددناه كان صحيحًا.'
هذه الطقوس، في الحقيقة، لها هدفان.
النجاة من الشبح.
والتوسّل لسيد الجبل كي يفتح لنا مخرجًا.
"ويبدو أن الثاني منهما قد تحقق بالفعل."
صحيح أننا وصلنا إلى حافة الماء لأن أحدنا كان ممسوسًا، مما أدى لفشل الهدف الأول….
"لكن، ربما المخرج قريب من هنا."
"…......!"
تجمّعنا معًا وسط الضباب الكثيف، وبدأنا نبحث في الساحة القريبة من الجبل، مبتعدين قليلًا عن ضفة الماء.
تلك النقطة التي انتهى عندها الطريق الصغير الذي سرنا فيها أثناء الطقوس.
—'عندما تجد جحر أفعى صغير بلا عشبٍ حوله، اشكر رحمة سيد الجبل، وأدخل يدك فيه، ويجب أن تكون يدك مغطّاة بماء بئرٍ مُمَلَّح.'
'أرضٌ خالية من العشب…أرضٌ خالية من العشب.'
ثم، بعد قليل.
"و...وجدته!"
"........…!!"
أحد طلاب الإعدادية اكتشف حفرة صغيرة تحت شجرة.
ضوء القمر شق الضباب وسلط نوره أسفلها.
حفرة سوداء كالحبر المسكوب.
"…....…."
جحر أفعى.
أسرع الناس بغمس أيديهم في ماء الملح. كان الوقت ضيقًا لدرجة أن الخوف لم يُعره أحد اهتمامًا.
'بسرعة، بسرعة.'
وهكذا، وقبل أن تشرق الشمس بقليل.
أدخلنا أيدينا في جحر الأفعى.
انتهى الفصل السابع والثلاثون.
**********************************************************************
❀تفاعلوا يا جماعة❀
✯فان ارت.
ترجمة: روي.
حسابي في الانستا لأي تساؤلات: jihane.artist