الفصل 43.

"إذن كان هناك طابق سفلي هنا…"

على مدخل الدرج المؤدي إلى الأسفل، بدا الخوف والترقب واضحَين على محيا غو يونغ-أون.

ثم سخر بايك سا-هيون قائلًا.

"أجل، هذا صحيح. والشخص الذي بجانبي هنا، لم يقل شيئا عن كيفية معرفته بوجود طابق سفلي، ولماذا أصر على النزول إليه دون أن يقدم أي تفسير؟ قال فقط، 'علينا الذهاب إلى الطابق الأول تحت الأرض' دون أي تفاصيل."

"إذا كنت لا ترغب في الذهاب، يمكنك الانفصال عنا هنا."

"……......"

صمت بايك سا-هيون.

بعد أن تأكد من وجود طابق سفلي، بدا حريصًا على ألا يفوّت الفرصة بما أن كيم سول-يوم بدا أنه يملك شيئًا يثق به.

أخبرت غو يونغ-أون باختصار: 'لقد وجدت إشارة عند المصعد بمساعدة معدات خاصة تشير إلى وجود مكان قد يكون مفيدًا لنا.'

ثم أخيرًا، تحركت خطواتنا نحو الدرج المؤدي إلى الأسفل.

"……....."

"….....…"

كلما تقدمنا، أدركنا شيئًا ما.

'لقد تغير النمط.'

فالقصر الذي كان بلون نحاسي أصفر أصبح الآن مائلًا إلى لون البرونز الداكن، وزادت الزخارف الغريبة في الظهور.

بطريقة ما، شعرنا وكأننا ننزل إلى عمق أكبر بكثير مما كنا عليه عند الانتقال من الطابق الثاني إلى الأول…

".....……"

"……....."

وبعد لحظات، ظهر باب عتيق الطراز بجوار الدرج.

مكتوب عليه، "الطابق الأول تحت الأرض."

لقد وصلنا.

أمسكت بحذر بمقبض الباب، وتأكدت أولًا من عدم سماع أي صوت يأتي من خلفه قبل أن أفتحه.

وما ظهر لنا لم يكن قاعة عرض أو ممرًا…

اتسعت عينا غو يونغ-أون من الدهشة.

"هذا المكان…"

"غالبًا ما يكون صالة استراحة للزوار."

لقد كانت نوعًا من منطقة للاسترخاء.

قاعة ضخمة مزينة بشكل مريح، تحتوي على كراسي فاخرة وطاولات عتيقة، وفي إحدى الزوايا موقد حائط برونزي مشتعل.

"أهذا ما قرأته عند المصعد؟"

"نعم."

"آه، عادةً ما تكون مثل هذه الأماكن موجودة في الردهات، فهل هناك مخرج قريب هنا…؟"

"هذا شيء لا أعرفه. لكن…"

"لكن؟"

"في الدليل، كانت هناك بعض الأشياء الممنوعة في قاعة العرض، لكن في 'منطقة الاستراحة'، قد تكون القيود أقل."

نعم.

لقد جئنا هنا لأن بعض الأشياء المحظورة في هذا المعرض مسموحة في هذه المنطقة.

"أشياء ممنوعة…آه، مثل تناول الطعام!"

"نعم."

2. يُمنع تناول الطعام داخل قاعة المعرض.

"…لكن لا يبدو أننا بحاجة إلى تناول أي شيء الآن."

صحيح.

"بالتحديد، جئنا لفعل شيء آخر مدرج تحت 'تناول الطعام' ولكنه ممنوع."

"…وما هو؟"

أخرجت من الحقيبة الشيء الذي أحضرته معي.

[مجموعة الشموع الغامضة.]

"إنه حظر استخدام النار."

الآن، سأصنع أداة للهروب.

***

".......…!"

بلعت غو يونغ-أون ريقها.

أمامها، كان زميلها ذو الكفاءة المذهلة يقوم بأمر لا يصدق.

"هكذا."

أخرج كيم سول-يوم صندوقًا غريبًا من حقيبة المستندات، وبدأ يقرأ التعليمات المرفقة بسرعة.

لكن ذلك الصندوق لم يكن عاديًا. لماذا أحضر طقمًا لصنع الشموع؟

'لم أرَ مثل هذه العلامة التجارية من قبل.'

شعار باسم "مختبر المرح" مع رسمة مبتسمة تبدو زاهية بشكل مثير للسخرية، لكن التعليمات التي يمسكها كيم سول-يوم مكتوبة بخط يد فوضوي بحبر أحمر قاتم.

…شعور غريب جدًا.

كأنه شيء من قصة رعب.

وفي تلك اللحظة، همس بايك سا-هيون.

"…أداة؟"

أداة؟

التفتت غو يونغ-أون بسرعة نحو كيم سول-يوم، الذي أجاب بود.

"نعم. إنه شيء يمتلك قدرات خارقة للطبيعة."

"…........!"

"إذن…أهو الظلام؟"

"حسب التصنيف، قد يختلف…لكن الأدوات تختلف عن الظلام؛ فهي مستقرة، قابلة للحمل، وليس لها نطاق محدد."

"…....…"

كيف يعرف السيد سول-يوم كل هذا؟

'ألسنا موظفين جددًا مثله؟'

لماذا الفجوة الكبيرة في المعرفة؟

وكيف حصل على تلك الشيء؟

كواحدة من أفضل الموظفين الجدد، شعرت غو يونغ-أون بالحيرة.

'بل والأكثر من ذلك، يبدو ماهرًا جدًا في التعامل معها!'

وكأنه شعر بنظراتها، التفت إليها وقال وكأنه يبرر.

"هذه أول مرة أصنعها."

وهذه حقيقة!

لقد قرأ التعليمات عدة مرات وفكر في طريقة الاستخدام، لكن هذه أول مرة يصنع فيها شيئًا كهذا.

لكن زملاؤه الذين لم يعرفوا أنه قام بطقوس مشابهة ثلاث مرات من قبل، أصيبوا بالذهول…

في الواقع، مثل هذا الشخص…أليس من الأفضل أن يكون رائد أعمال بدلًا من موظف؟

ألا يجب أن يكون بعيدًا عن هذه الشركة المرعبة؟

لكن سرعان ما عاد إليها الواقع البارد.

'…لا بد أن السبب هو جرعة الأمنيات.'

م.م: كملاحظة، الاسم الأصلي هو بطاقة الأمنيات، لكني اعتمدت على كلمة جرعة لإظهار المعنى الحرفي لأنها جرعة تشرب.

بسبب أمنية لا يمكنه التخلي عنها.

كادت غو يونغ-أون أن تغرق في الكآبة بسبب التعاطف مع ظروفهم، لكنها سرعان ما تماسكت.

الآن، عليها التركيز فقط على الهروب.

…لتستخدم كل غضبها المتراكم تجاه قائد الفريق R الذي هرب تاركًا إياها عندما اقتربت الآلة الوحشية!

كانت تريد أن تتراجع عن كلامها السابق بأن الفريق لا يعاني من توترات…

'فَلْتمُت يا قائد الفريق!'

لكن التفكير في أن رؤساء الفريق R قد يموتون بشكل مروع…ووجوههم ممزقة تمامًا —عيونهم، أنوفهم، وأفواههم— بدا غريبًا نوعًا ما أيضًا…

"لقد انتهيت."

"........…!"

أفاقت غو يونغ-أون من تفكيرها عند سماع صوت كيم سول-يوم.

فوجئت بأنه كان قد وضع ورقة سوداء على الأرض ورسم عليها شمعة صغيرة باستخدام الطباشير الملون المرفق.

هذه…

'…شمعة؟'

نعم، بدت كشمعة…أو بشكل أدق، مجرد رسم مسطح لشكل شمعة.

لكن كيم سول-يوم لم يكترث وأشار إلى مجموعة من البطاقات الموضوعة قرب الرسمة.

"هل ترين البطاقات؟"

"نعم، نعم."

"اختاري إحداها، من فضلك."

"…....…"

"هذا لتحديد خاصية الأداة."

هل ستُستغل أو تُجر إلى مشكلة؟

ترددت غو يونغ-أون قليلًا، لكنها مدت يدها.

فطوال الوقت، لم يبدُ من كيم سول-يوم أي سلوك مريب، ومنطقيًا، كان دائمًا يحسن معاملتها.

'لنجرب.'

كانت تثق في تحليلاتها الذكية.

فقلبت إحدى البطاقات بثقة.

على وجه البطاقة، كانت هناك صورة زرقاء حيوية ليد مرفوعة، وفي أعلاها لمع نجم أبيض كالجوهرة.

[شرف.]

ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجه كيم سول-يوم.

"…اختيار جيد."

حقًا؟

'لا أشعر أننا بحاجة إلى الشرف الآن…'

على أي حال، كان أمرًا جيدًا أنه كان راضيًا.

ثم التفت كيم سول-يوم ونادى بايك سا-هيون بنبرة غير متحمسة.

"اختر بطاقة."

"….....…"

بدا أن بايك سا-هيون كان يحسب الموقف، لكنه مد يده أخيرًا.

البطاقة التي قلَبها كانت عليها صورة فم ملتوٍ يبتسم وقضبان حمراء.

[عائق.]

"انه يناسبك."

"ماذا؟"

تجاهله كيم سول-يوم وواصل العمل.

"سأقلب البطاقات المتبقية الآن."

"حسنًا!"

لم تفهم غو يونغ-أون ما يحدث، لكنها وافقت.

رأت كيم سول-يوم يقلب البطاقات المتبقية بسرعة.

كان هناك عشر بطاقات أخرى.

[فوضى، شفاء، تأمل، جرح، كذب، حلم، غضب، حماية، ضربة قاضية، ترقب…]

عشر بطاقات مكشوفة على الأرض.

'ما هذا؟'

جعلهم يختارون بطاقات كما في قراءة الطالع، ثم كشف البقية؟

لكنها أدركت السبب عندما رأت ما فعله كيم سول-يوم بعد ذلك.

البطاقة الأخيرة كان عليه أن يختارها بنفسه.

[كذب.]

اختار البطاقة التي عليها رسم قلب أسود بجانب ترس ذهبي، ثم أشعل الولاعة وأحرق البطاقات الثلاث التي اختاروها.

انطلقت شرارات ملونة، وتحولت البطاقات إلى رماد متلألئ.

"…......!"

جمع الرماد ووضعه داخل الرسمة التي صنعها، ثم طوى الورقة.

"الآن، سننتظر 30 دقيقة حتى تتماسك."

وضع كيم سول-يوم الورقة المطوية في جيبه الأمامي بابتسامة خفيفة.

"ما صنعته للتو…"

"هذه الشمعة ستساعدنا على الخروج من هنا."

"…......!"

"لو لم تنجح، كنت سأكرر المحاولة…لكن الكلمات الرئيسية التي ظهرت كانت جيدة."

كـــــريـــــيـــــيـــــيك

"….....…"

"…....…"

التفت الثلاثة في نفس الاتجاه.

في تلك الزاوية، تحت ضوء برونزي، ظهر ظل عملاق.

ثمانية خطوط مستقيمة تشبه أرجل العنكبوت…

و…

كـــــريـــــيـــــيـــــيك

عيون الآلة تتوهج كضوء المصباح الغازي.

"....……"

"…....…"

"اهربوا!"

اندفع الثلاثة في الاتجاه المعاكس بأقصى سرعة.

***

كنت أعلم.

حتى في منطقة الاستراحة، يمكن للآلة أن تظهر.

لكني توقعت أنها ستكون أقل صرامة من قاعة العرض، لذلك كنت مستعدًا لتحمل بعض المخاطرة…

'لكن ذلك المكان لم يكن به أماكن للاختباء مثل فتحات التهوية!'

عضضت على أسناني وأسرعت عبر الممر.

بمجرد أن ترصدنا الآلة، يمكنها ملاحقتنا أينما اختبأنا.

فهذه الآلة لديها تلك القدرة!

"هل نستمر في الجري؟!"

"للآن، نعم!"

إذا استمررنا، سنصل إلى قاعة العرض الرئيسية.

آمل أن يكون هناك شيء أكثر إلحاحًا يجذب انتباه الآلة…

'لكن المعرض في الطابق السفلي قد يكون أكثر خطورة!'

وفي تلك اللحظة…

"….....!"

حاول بايك سا-هيون أن يمسك بسترة كيم سول-يوم.

'ماذا يريد الآن، هذا المجنون؟!'

صرخ.

"تلك الأداة! الشمعة! لنقدمها لها! إنها شيء ثمين، أليس كذلك؟"

ابعدت يده وصرخت.

"لا، أيها الغبي!"

"ماذا؟!"

"اقرأ دليل المعرض!"

+++

هذا المعرض يُفتح مجانًا لمدة ساعة واحدة، تحت إطار عقلية منفتحة محبة للفن.

+++

"فن!!"

"......…!"

"خاصةً الكائنات الحية، والحضارة، والتاريخ!"

قلت بغضب.

"ما علاقة هذه الأداة بذلك حتى يقبلوها كرسوم؟!"

لو كانت الأدوات ذات قيمة، لكان موظفو شركتنا قد قدموا معداتهم بدلًا من أن تُقتلع أعينهم!

علاوة على ذلك، الشمعة لم تكتمل بعد!

لكن بايك سا-هيون مد يده مرة أخرى لانتزاع الحقيبة، بينما تنهدت غو يونغ-أون بغضب.

"على الأقل جرب! وإلا سنموت هنا!"

"آه! توقفوا عن الجدال واركضوا…!"

التفتُ.

في تلك اللحظة، كانت أقدامنا…

تعبر باب قاعة المعرض الرئيسية.

"….....…"

التقطت أنفاسي ورفعت رأسي.

في كل اتجاه…

تتلألأ أنوار النجوم.

أم أنها أحجار كريمة؟ دوائر لا حصر لها من نفس اللون تتلألأ.

تغطي الجدران الأربعة وتحدق بي…

العيون التي انتزعتها الآلة.

"هاه...!"

توقفت قدماي وانحنيت برأسي. وبجواري، كان بإمكاني سماع صوت بايك سا-هيون وهو يضرب عينه الوحيدة المتبقية.

عقلي المضطرب بدأ يهدأ ببطء...

–آه، لقد تم ترتيبها كما تُنَظَّم النجوم في الفضاء. "النظرات المتلألئة"، يا له من اسم تقليدي لكنه شائع! يبدو أنهم راعوا مزوّدي المواد لهذا العمل الفني.

"……....."

ثلاثة جدران من القاعة السوداء الضخمة كانت ممتلئة تمامًا بمقل العيون، دون ترك أي فراغ.

ولا يوجد مدخل أو مخرج سوى الباب الذي دخلنا منه.

ومن خلال هذا الباب، كانت آلة الإرشاد تقترب دون توقف...

لقد علقنا.

–أتساءل ما الذي سيختاره السيد نورو! نحن الآن في طريق مسدود. لا يبدو أن هناك مهربًا...حقًا!

–ولكن يا صديقي، يمكنك الفرار في أي وقت ومن أي مكان. طالما أن براون معك!

هذا...شيء أعرفه جيدًا.

'لو كنت وحدي فقط.'

لكنت قد تمكنت من الفرار بأمان في أي وقت.

فبراون مستعد دائمًا لاستخدام تلك القدرة التي يُطلق عليها "إطفاء الأنوار"، التي تجعل وجودي يختفي.

عندها، بينما يكون رفاقي الآخرون يجذبون الانتباه ويتم انتزاع أعينهم وآذانهم، سأتمكن من التسلل خارجًا بهدوء.

–إذًا، ما رأيك بأن يدفع بايك سا-هيون الرسوم؟ على أي حال، لم يتبق لديه الكثير من الوقت ليعيشه!

صحيح. فبعد أن نجحنا في صناعة الشمعة التي يُوصى بها لثلاثة أشخاص، لم نعد بحاجة إلى بايك سا-هيون.

'كنت قد اصطحبته فقط خوفًا من انهياره النفسي.'

بصراحة، حتى لو مات ذلك الوغد، فلن يشكّل الأمر مشكلة. لا، ربما موته سيكون مفيدًا للمجتمع حتى.

وفي تلك الفوضى، إن حالفنا الحظ، قد تتمكن السيدة غو يونغ-أون أيضًا من الهروب...

…هاه؟

لحظة.

"فلنتفرق! إذا تمكن أحدنا من الخروج…"

"صاحبة قناع الخروف!"

"نعم؟"

"أنت بأمان."

"…....؟!"

"لقد دُفعت رسومك مؤخرًا، أليس كذلك؟ لا بد أن أمامك وقتًا حتى يحين الدور التالي."

"آه!!"

بما أن غو يونغ-أون قد تم اقتلاع أذنيها مؤخرًا نسبيًا، فلا شك أن "مدة الاستخدام" ما زالت قائمة!

وبدت شرارة أمل في عينيها.

"إذاً، سأذهب لأحاول التشويش علـ..."

كييييييييييييك

"…....…."

"…....…."

لقد دخلت.

آلة الإرشاد.

درووووووك.

وسط ضوء الشموع البرونزية، نظرت لأول مرة مباشرة إلى تلك الآلة.

حادة وقاسية ودقيقة بشكل لا يرحم.

كأنها خلطت الحديد بلحم العنكبوت، فاتصل الرأس والصدر ببعضهما بشكل غريب، ومن تحتهما يوجد البطن والساقان.

لكنها تُشبه إلى حد مزعج كائناً ذا قدمين له عقل، ما يثير الشعور بالغرابة. وحركاتها الميكانيكية المخيفة تبعث القشعريرة.

أرجلها تشبه الإبر الحادة، تتحرك كما يحلو لها، كأنها مفاصل خارجة عن السيطرة.

ومن رأسها تتوهج ثمانية مصابيح غازية صفراء تخترق الظلال الرمادية.

"…..…."

غو يونغ-أون التي كانت تقترب تجمدت في مكانها.

وكأن الصدمة التي تعرضت لها عند اقتلاع أذنيها سابقًا قد ارتفعت من أعماق عقلها.

وهو أمر مفهوم تمامًا.

كيييييييييييك.

الآلة مرّت بجانبها دون أن تلتفت إليها.

'كما توقعت.'

إذًا من كانت تطاردهما الآلة...

أنا وبايك سا-هيون.

كييييييييييييك.

ترددت لثانية واحدة فقط.

عندما يتركز انتباه الآلة على بايك سا-هيون، سأستخدم قدرة براون لاختفي وأهرب.

قد يكون الأمر صعبًا إن كانت الآلة تراقبني وحدي، لكن طالما أن لدينا هدفين، فلا بد أن قدرة براون ستنجح.

–هل تريدني أن أستخدمها الآن؟

لكني اتخذت قرارًا آخر.

'لا.'

ودفعت بايك سا-هيون إلى الجانب.

"........!"

"اركض."

لقد فقد بالفعل إحدى عينيه.

وهذا يعني أنه يعلم أنه قد يتم انتزاع شيء آخر مع عينه المتبقية.

'لا يمكن التنبؤ بتصرفاته عندما يكون تحت الضغط.'

حتى لو تقرر اقتلاع أذنيه بدلاً من عينيه، فشخص سبق له فقدان عين سيتفاعل بعنف أكثر من أي شخص آخر.

لا يمكنني حتى تخمين مدى الجنون الذي قد يصدر عنه.

كان من الأفضل السماح له بالهرب.

"اركض الآن."

تردد بايك سا-هيون للحظة.

ثم بدأ يتراجع عن الآلة، وعندما وصلت الآلة إلى وجهي، انطلق بايك سا-هيون بأقصى سرعته نحو الباب واختفى.

وفي اللحظة نفسها، وبعد أن التقت نظراتنا، غو يونغ-أون عينيها بقوة وركضت هي الأخرى نحو الباب.

"…....…."

إذًا، الآن…

–هل لديك سؤال توجهه للمرشد، يا سيد نورو؟

رفعت رأسي.

كانت آلة ذات مظهر نصف عنكبوتي ونصف أنثوي، كأنها لوحة فسيفسائية مروعة، تواجهني تحت وهج مصابيح الغاز.

مظهرها كان مثيرًا للقشعريرة، مخيف حد الغثيان.

ثم بدأت الآلة تلوّح نحوي بأذرعها الثمانية وأرجلها الإبرية.

فأومأتُ برأسي بأدب.

"مرحبًا، لقد وصلت للتو."

أعلم أنها لن تفهمني.

وكما توقعت، أصدرت الآلة صوتًا مجهول المصدر، وحرّكت مفصل إحدى الإبر الضخمة.

–لقد مرّ على دخولك ساعة وأربع وخمسون دقيقة، وسيتم احتساب رسوم إضافية.

تنفست بعمق.

"عذرًا، قبل أن أدفع، هل يمكنني طرح سؤال أولاً؟"

–بالطبع، لا مانع!

"هل يتم حجز غرفة الضيوف من خلال مكتب الاستقبال؟...إذا وافقت على سؤالي، حرّك رأسك للأعلى والأسفل، وإن لم توافق، فحرّكه جانبًا."

……...

إيماءة رأس.

"شكرًا على التوضيح. حسنًا إذًا..."

كتمت أنفاسي وبدأت الحديث.

لقد طرحت السؤال الأول فقط كمقدمة.

فالسؤال الحقيقي يتعلق بالخروج.

'تلك الآلات لا تعرف شيئا إلا عن المنطقة التي توجد فيها، لذا لن يعرفوا أين تقع بوابة الخروج.'

لكن…

'إذا غيّرت طريقة السؤال وجعلته يخص منطقتهم، فقد أتمكن من الحصول على إجابة.'

مثلاً.

"الضيوف الذين أنهوا جولتهم وغادروا، هل نزلوا إلى الطابق السفلي من الطابق الأول تحت الأرض؟"

…….

"أم أنهم صعدوا إلى الأعلى؟"

إيماءة رأس.

"لقد صعدوا. شكرًا لك."

نعم.

إذا طرحت على كل آلة مرشدة سؤالًا يتوافق مع طابقها، فسأتمكن في النهاية من تحديد موقع بوابة الخروج...

ما لم يتم انتزاع عيوني وأنفي وأطرافي أولاً.

'طالما أنه فوق الطابق الأول تحت الأرض…إذًا هو في أحد الطوابق الأرضية."

مجرد معرفة هذا كان إنجازًا كبيرًا. فالطوابق الأرضية فوق الطابق السفلي تنتهي عند الطابق السابع.

'هذا انجاز ممتاز.'

لكن الفرحة تلاشت كما ينطفئ لهب الشمعة.

فقد حان الوقت الذي لا مفر منه.

كيييييييييييك.

–حان وقت دفع الرسوم.

"……....."

لو فكّرت بعقلانية، فهذا لا يُعدّ مشكلة حقيقية.

'سيتم وضع عدسة بديلة مكان عيني، لذا سأتمكن من الإبصار حتى أخرج من هذا الظلام.'

وأنا على دراية تامة بهذا العالم. أعلم عدة طرق لاستعادة الأعضاء المفقودة، وأثق أنني قادر على استخدامها أكثر من غيري…

ولهذا أنا هنا أساسًا.

'لقد قبلت هذه المخاطرة بعد أن فكرت بكل شيء.'

المشكلة هي...هذا الشعور القاتل بالرفض!

من بإمكانه تقبّل هذا بهدوء؟

أن تُقتلع كلتا عينيك من قِبَل وحش كهذا!

وفي قاعة كهذه، حيث عيون الآخرين المنتزعة مرتبة على الجدران!

العرق البارد انساب على ذقني.

'ومع ذلك، يجب أن أتحقق.'

عضضت على أسناني.

لن يؤلم فقدان العينين، على الأغلب.

'إن لم أتحمّل هذا، فعليّ أن أتخلى عن فكرة البقاء هنا.'

حقًا، لم يكن هنالك موقف أفضل من هذا. إن أردت اختبار إن كنت أتحمّل آلام قصص الرعب بقلب جبان كهذا.

أحيانًا تحتاج إلى خبرة في تحمل الخسائر القابلة للاسترجاع لاكتساب المناعة ضدها.

ومع ذلك، يداي المشدودتين بقوة لا تزالان ترتجفان.

'تبا…'

زييييينغ.

إبرة عملاقة من المعدن الرقيق كأرجل العنكبوت اقتربت من عيني.

حبست أنفاسي.

هوووف.

الإبرة انغرست نحو عيني...

زييييييييييك.

"….....…."

حرّكت عيناي فقط نحو الجانب.

ومن الظلام، كان يظهر كائن ضخم شبيه بالعنكبوت، يقترب مني...

زيييييييييك، كييييييييك.

إنها آلة إرشاد أخرى.

"…....…."

ما هذا...؟

"من المفترض أن تكون لكل آلة مساراً مبرمجاً."

هل يمكن أن تتقاطع المسارات؟ ربما.

وكما توقعت. الآلة التي كانت على وشك اقتلاع عيني تعطّلت لوهلة…ثم ابتعدت عني، متجهة إلى مسار آخر.

كأنها تعيد ضبط طريقها تلقائيًا.

كيييييييييك...

"…....…."

لكن لم يكن هناك متسع للراحة.

فالآلة الجديدة ستنتزع عيني بدلًا عنها.

لذا، حبست أنفاسي وحدّقت بها بهدوء.

وعندما اقتربت مني، رفعت أذرعها الشبيهة بأرجل العنكبوت...

ثم...

"فيوو..."

…...؟!

"هل أنت بخير، يا نورو؟"

الهيئة العنكبوتية انهارت، وظهر رجل يرتدي قناع غرير.

"...رئيس القسم!"

لقد ظهر رئيس القسم بارك مين-سونغ، وجهه يقطر عرقًا باردًا، بينما يبتسم ابتسامة خفيفة.

"آه…لقد كان ذلك وشيكاً!"

انتهى الفصل الثالث والأربعون.

*********************************************************************

❀تفاعلوا❀

فان ارت.

ترجمة: روي.

حسابي في الانستا لأي تساؤلات: jihane.artist

2025/05/24 · 220 مشاهدة · 2527 كلمة
Rui / روي
نادي الروايات - 2025