كان بإمكانه أن يجيب مباشرةً بأن الوفاة كانت مجرد حادث بسبب الوحش. ولكن في الحلم، تردد ايزيك طويلًا قبل أن يفتح فمه أخيرًا.

في الواقع، هذا التصرف بحد ذاته كان يشير إلى احتمال أن يكون شخص ما قد قتل داميان.

بدأ عقل أراسيلا، التي كانت منشغلةً سابقًا بقتل الوحش أمامها دون التفكير في أي شيء آخر، يعمل بسرعة.

'إذا لم يكن داميان قد مات بسبب الوحش……فهذا يعني أن هناك احتمالًا بأن يموت مجددًا. وعلى يد إنسان هذه المرة.'

بمجرد أن أدركت هذه الحقيقة، بدأت أراسيلا تشق طريقها بين الحشد بحثًا عن داميان.

“أوه، سيدة فاندرمير! إلى أين تذهبين؟!”

نادى ايزيك عليها بقلق بسبب تصرفها المفاجئ، لكنها لم تعره أي اهتمام ومضت قدمًا.

بعد أن شقت طريقها بين الفرسان الضخام، تمكنت أخيرًا من رؤية مؤخرة رأس داميان من بعيد.

'إنه هناك!'

كان داميان يسير في مقدمة المجموعة، وكان من السهل تمييزه بسبب قامته الفارعة وشعره الذي يشبه ضوء النجوم.

“داميان!”

نادته أراسيلا بصوت عالٍ، لكنه لم يلتفت، إما لأن المسافة كانت بعيدة أو لأنه لم يسمعها.

واصلت التقدم بسرعة بين الفرسان، مقتربةً منه أكثر فأكثر. ثم بدأت تشعر بشيء غريب في اللحظة التي ظهر فيها كين، الذي كان مخفيًا خلف الفرسان ذوي البنية الضخمة.

كان يسير على بعد خطوةٍ واحدة خلف داميان، وكان من الغريب أن يكون المرشد متراجعًا إلى الخلف بدلًا من أن يكون في المقدمة.

عندما كان مع أراسيلا، كان يسير بجانبها أو يتقدمها قليلًا، لذا بدا الأمر أكثر غرابة.

‘هل هي مجرد تخيلاتي، أم أنه يحاول إخفاء نفسه عن قصد؟’

رغم هذا التساؤل، وجدت نفسها تراقبه دون وعي، وتسارعت خطواتها أكثر.

احتمالية أن يكون القاتل من بين فرسان الصقر الأحمر ضئيلةٌ جدًا. والأمر نفسه ينطبق علينا.

فالفرسان المخلصون لداميان لن يقتلوه، كما أن السحرة لم يظهروا أصلًا في الحلم، لذا لم يتبقَ سوى مشتبهين اثنين،

كين، الذي رافقهم كممثل عن فريق التحقيق، وألبي كارتر.

لكن في الوقت الحالي، كان ألبي كارتر يسير بعيدًا عن داميان، مختلطًا مع الفرسان، مما يعني أن الشخص الوحيد القادر على اغتياله هو……

“كين!”

ما إن وصلت أراسيلا إلى هذا اليقين حتى رأته يسحب شيئًا بهدوء من داخل كمه.

لمحت بريق النصل البارد، فقفزت إلى الأمام صارخة،

“داميان—!”

في اللحظة التي حاول فيها كين طعن مؤخرة عنق داميان بسيفه، أطلقت أراسيلا كرةً سحرية نحوه.

و سمع داميان صرختها فاستدار بسرعة، مما جعل نصل كين يخطئ هدفه تمامًا.

“أغه!”

تلقى كين ضربةً مباشرة من الكرة السحرية واندفع مترنحًا إلى الخلف.

سقطت الخنجر من يده، بينما حدّق داميان فيه بعيون متسعة من الصدمة.

لم يكن ليتخيل أبدًا أن المرشد الهادئ، الذي كان يقودهم في الطريق، سيحاول فجأة مهاجمته.

“ما هذا……؟!”

“تبا!”

تمتم كين بشتيمة بين أسنانه عندما فشل هجومه، وسرعان ما أدخل يده في صدر معطفه.

كانت أنفاسه خشنة وعيناه تلمعان بوحشية، على عكس هدوئه السابق الذي جعله يبدو وكأنه بلا وجود.

وسرعان ما أخرج شيئًا صغيرًا، كانت كرةً سوداء بحجم راحة يده.

‘لا يمكن أن يكون …!’

اتسعت عينا أراسيلا. فقد رأت ذلك الشيء من قبل، أثناء مداهمة عملية بيع غير قانونية لأدوات السحر الأسود.

إذا لم تخنها ذاكرتها، فهذه قنبلة سحرية مصنوعة من طاقة الظلام المركزة، وعند تفجيرها، تسبب انفجارًا هائلًا.

وبحسب قانون الإمبراطورية، يُحظر تمامًا تصنيع أدوات سحرية قاتلة، لذا حتى سحرة برج السحر لم يجرؤوا على تطوير مثل هذا السلاح.

لكن أن يكون ذلك بحوزة كين……؟

لم يكن من السهل أبدًا الحصول على قنبلة سحرية سوداء، فكيف امتلكها مجرد عضو في فريق التحقيق؟

“داميان، تراجع إلى الخلف!”

ألقى كين القنبلة مباشرة نحو داميان، فشدّت أراسيلا أسنانها وقفزت أمامه، منشئةً حاجزًا دفاعيًا حوله.

كانت تدرك جيدًا أن قوة القنبلة السوداء قد تخترق درعها، لكن عقلها لم يكن مشغولًا سوى بفكرة حمايته مهما كلف الأمر.

بووووم-!

دوّى انفجار مدوٍّ لدرجة أن آذانهم كادت تصمّ، واندفعت سحب كثيفةٌ من الدخان الخانق في كل الاتجاهات.

بدأ الفرسان يسعلون وهم يعبسون، مستخدمين أكمامهم لتغطية أنوفهم وأفواههم.

لحسن الحظ، تمكن حاجز أراسيلا من حمايتهم جميعًا، فلم يُصب أحد في الانفجار.

“سيدي القائد! سيدتي! هل أنتما بخير؟!”

بدأ الفرسان يلوحون بأيديهم لتبديد الدخان وهم يبحثون عنهما بقلق. ومع انحسار الدخان تدريجيًا، بدأت ملامح داميان وأراسيلا تظهر بوضوح.

كان داميان جالسًا على الأرض، متأثرًا بصدمة الانفجار، يحتضن أراسيلا بين ذراعيه.

“زوجتي……”

بيد مرتعشة، أزاح خصلات شعرها عن وجهها، فكشف ذلك عن وجه مغطى بالدم المتدفق من جرح عند صدغها.

على الرغم من حاجزها الدفاعي، كانت قوة قنبلة السحر الأسود كافية لاختراقه وإصابتها.

رأى داميان الزي الأبيض الملطخ بالدماء هنا وهناك، فشهق بصوت خافت، وشعر بدوار يجتاحه بينما اعتصر الألم صدره.

“زوجتي، أرجوكِ تماسكي……زوجتي……!”

أخذ داميان يتنفس بصعوبة بينما هزّ كتف أراسيلا برفق، لكن عينيها المغمضتين بقيتا على حالهما، دون أن تفتحاهما.

بل على العكس، تدلى رأسها بلا قوة إلى الجانب.

عندها، تداخلت صورتها في ذهنه مع صورة والدته الراحلة، فتجمد قلبه في مكانه.

في ذلك الوقت أيضًا، كان يهز كتف والدته التي انهارت على الأرض وهي تتقيأ الدم، لكنها لم تحرك ساكنًا، ورأسها تدلى بنفس الطريقة.

“لا……!”

ارتعشت يدا داميان بشدة، حتى بات عاجزًا عن السيطرة عليهما.

كان قلبه يضطرب بجنون، وكأن القلق المتفجر بداخله سيدفعه للخروج من صدره في أي لحظة.

“زوجتي!”

نادى عليها بصوت يائس، ثم ضمّها إليه بقوة، وكأن احتضانه لها قد يمنعها من الانهيار.

كان جسدها النحيل بين ذراعيه يبدو هشًا للغاية، وكأنه قد يتحطم مثل ورقة جافة في مهب الريح.

لكن، على عكس ما حدث مع والدته، كان لا يزال يشعر بدفء جسدها……دفء شخص ما زال على قيد الحياة.

لم

يفت

الأوان

بعد

.

إذا

تلقت

العلاج

بسرعة،

فستكون

بخير

.

عضّ داميان على أسنانه وهو ينهض، حاملاً أراسيلا بين ذراعيه. و لم يكن في ذهنه سوى فكرة واحدة—

علي

إنقاذها

بأي

ثمن

.

“سيدي القائد، ما الذي يحدث هنا؟!”

وصل ايزيك متأخرًا بعد سماع صوت الانفجار، وحدّق في داميان بوجه مذهول. لكنه تجمد في مكانه فور رؤيته أراسيلا غارقة في دمائها بين ذراعيه.

تبعاه سالي و روزي، اللذان لحقا به بدافع القلق، لكن ما إن رأيا المشهد حتى أصيبا بالذهول.

“آآه! سينباي!”

“كيف……لماذا حدث هذا؟!”

رفع داميان عينيه إليهم، وكانت نظراته قاتمةً وباردة بشكل مخيف.

بمجرد أن تلاقت أنظارهم بعينيه، ارتجف الثلاثة لا إراديًا.

كانت نظراته مشبعةً بالغضب لدرجة أنه لم يكن مستغربًا لو فقد عقله في أي لحظة.

“يجب أن أنقل زوجتي فورًا. ايزيك، تولَّ القبض على كين وتعامل مع الفوضى هنا.”

لكن كين كان قد فرّ بالفعل.

نظر داميان ببرود إلى الفراغ الذي تركه خلفه، ثم تابع بإصدار أوامره لسالي و رودي.

“وأنتما، اتبعاني.”

أومأ ايزيك برأسه بوجه متجهم، بينما سار كل من سالي و رودي على عجل خلف داميان.

وأثناء نزوله من الجبل وهو يحمل أراسيلا، لم يتوقف ارتجاف يديه، فشدّ قبضته حولها بقوة أكبر.

كان الخوف ينهش داخله، خوف من أن يسقطها ولو عن طريق الخطأ، فيفقدها إلى الأبد.

ركض عبر الممرات الجبلية الوعرة وكأن الزمن يطارده، ولم يكن هناك سوى جملة واحدة تتردد بصمت في أعماقه.

'أرجوكِ……'

لم يتوقف داميان عن تكرار تلك الكلمة في ذهنه، محاولًا تسريع خطواته بكل ما أوتي من قوة.

***

كان الطبيب الوحيد في قرية فوشان رجل مسن ذو شعرٍ أبيض، لكنه كان على عكس ما قد يظنه البعض، ماهرٌ جدًا في عمله.

بعد أن فحص أراسيلا بعناية، عالج جروحها ثم نظر إلى داميان،

“لحسن الحظ، حياتها ليست في خطر، لكن الصدمة التي تعرضت لها في رأسها كانت شديدة، لذا سيتطلب الأمر بعض الوقت لتستعيد وعيها. أيضًا، لقد تعرضت عظام ذراعها اليمنى وساقها للكسر.”

شعر داميان بنصف ارتياح ونصف يأس عند سماع تلك الكلمات. فمهما كانت النتيجة، كانت أراسيلا قد أصيبت وهي تحاول حمايته، وهذا لن يتغير.

نظر إليها بحزن، وهي مستلقية على السرير، مغطاةً بالضمادات على رأسها وأطرافها. و كانت ملامح وجهها شاحبةً للغاية.

مد يده ليمرر إصبعه بلطف على خديها الباردين، ثم لفّ رأسه ليواجه سالي و رودي الواقفين في زاوية الغرفة.

“……أرجو أن تعتنوا بزوجتي للحظة.”

أومأ كلاهما برأسه بتفهم فور سماع الصوت العميق والثقيل لداميان.

“نعم، سيدي. لا تقلق، سنهتم بها جيدًا.”

“سنعتني بها بكل عناية، سيدي.”

مرر داميان يده عدة مرات على رأس أراسيلا، ثم تركها معهما وغادر الغرفة.

وفي الخارج، كان ايزيك، الذي قاد فرقة المطاردة وعاد لتوه، ينتظره.

اقترب منه ايزيك وكأنما كان ينتظر لحظة خروجه، فاستدار داميان نحو النافذة التي بدأ يتغير فيها الضوء مع غروب الشمس وسأله،

“ماذا حدث؟”

“لقد وجدنا كين في الجبل، لكنه كان قد انتحر بالفعل. نعتذر. جلبنا الجثة وأجرينا البحث، لكن لم نجد شيئًا مميزًا.”

تشنجت شفتا داميان وهو ينظر إلى انعكاسه في النافذة.

"لقد

مات

بسهولة

جدًا

."

همس بصوت منخفض.

'كان

يجب

أن

يموت

بطريقة

أكثر

إيلامًا،

حتى

أستطيع

أن

أرتاح

بعد

ما

فعله

بأراسيلا

.'

حاول داميان قمع مشاعره المشتعلة، وبعد فترة طويلة، فتح فمه أخيرًا.

“قنبلة السحر الأسود ليست شيئًا يسهل الحصول عليه. لابد أن هناك من يقف وراء كين. تحقق من الأمر بكل دقة، واكتشف من يقف خلفه.”

“نعم، سيدي.”

أجاب ايزيك بعد أن تلقى أوامره، واختفى في الممر.

تنهد داميان بعمق، ثم فرك وجهه بيديه.

ربما يكون من يقف وراءه هو عائلة الدوق فاندرمير. ففي مسابقة الصيد، حاولوا استخدام السحرة السود لقتله.

في الواقع، لم يكن هناك أي شخص آخر قد يرغب في قتله سوى هؤلاء.

لكن كان هناك شيء واحد يثير قلقه.

وهو كيف عرفوا أنَّهم سيغادرون المهمة، وكيف تمكّنوا من شراء كين مسبقًا.

'ربما

يوجد

شخص

متعاون

مع

عائلة

الدوق

في

صفنا

أو

في

صف

برج السحر

أو

حتى

في

صف

فرقة

التحقيق

.'

شدد داميان أسنانه وهو يفكر في هذا الاحتمال.

لو أصيب هو نفسه لما كان ليشعر بنفس الحدة، لكن بما أن أراسيلا هي من تأذت، فلن يتسامح مع ذلك أبداً.

عقد عزمًا على الانتقام، وبدأ في إجراء تحقيقات مكثفة ضد جميع المشاركين من فرقة التحقيق، فرقة الصقور الحمر، والسحرة من برج السحر، محاولًا العثور على المتعاونين.

نتيجةً لذلك، تم احتجاز جميع المشاركين في الحملة في مقر مؤقت ولم يُسمح لهم بالحركة.

أول من تم استدعاؤه كان ألبي كارتر، رئيس فرقة التحقيق، والذي كان أيضًا المسؤول عن كين.

“كيف انضم كين إلى فرقة التحقيق؟”

“منذ حوالي أسبوعين، عندما تم فتح باب التقديم لفرقة التحقيق، تقدم هو طواعية. وهو من قرية فوشان، ويعرف جيدًا عن سلسلة جبال تريتوس.”

“هل قمت أنت بتعيينه؟”

“نعم…..لكنني لم أكن أظن أبدًا أن كين هو هذا الشخص السيء! لقد تم اختياره لأنه كان من فوشان، وبما أن الوحوش كانت تتجه نحو تلك القرية، اعتقدت أنه سيكون مفيدًا لنا.”

حتى أنه تسلم أوراق المتقدمين من العاصمة دون أن يرى وجه أحد منهم، واختار كين من بين المتقدمين العاديين بناءً على أصله من فوشان.

“لا علاقة لي بكين. لماذا أريد أن أقتل القائد؟”

شرح ألبي موقفه بوجه بريء.

عندها، نظر داميان إليه بنظرة حادة، وسأله بصوتٍ مرتاب،

“هل من الممكن أن تكون قد تلقيت تعليمات من أحد لشراء كين؟”

________________________

ببكي توقعت أراسيلا يجها سي بس مب لذا الدرجة

بس وناسه داميان وهو ضامها معه ويمسح هلى وجهها يجنننن😭😭😭😭😭

احسني مجنونه وانا مستانسه على ذا الحدث

الله ياخذ كين ليته مافطس الحمار

Dana

2025/02/16 · 66 مشاهدة · 1714 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025