لقد حان الوقت الذي تحدث عنه الماركيز غرانت.
لقد أمرها أنه إذا اندلعت فضيحة تتعلق بأراسيلا، فعليها أن تحرض الرأي العام في الأوساط الاجتماعية لجعل الأمر يبدو وكأنه حقيقة مؤكدة.
نيرا، التي عادت إلى الأوساط الاجتماعية بمساعدة عائلة الماركيز غرانت واستعادت بعض نفوذها، لم يكن أمامها خيار سوى الامتثال بهدوء.
لكنها صُدمت حقًا عندما علمت أن الطرف الآخر في فضيحة أراسيلا لم يكن سوى الأمير فريدريك، ولي العهد نفسه.
'إذا تدخلتُ بشكل خاطئ في فضيحة يتورط فيها سمو الأمير الإمبراطوري، ألن أكون أنا الوحيدة التي ستتعرض للدمار؟'
شعرت نيرا بقلق مفاجئ وشديد. فمهما كانت عائلة الماركيز وايت قوية ومؤثرة، فمن الواضح أنها لا يمكن أن تقارن بالعائلة الإمبراطورية.
فضلاً عن ذلك، كان الجميع ممن يعرفون الأمر على دراية بأن فريدريك وأراسيلا كانا صديقين مقربين منذ أيام الأكاديمية، وهو ما جعلها تخشى العواقب المحتملة إذا ثبت أن الفضيحة كاذبة.
عندما عبرت نيرا عن قلقها هذا في احتجاج للماركيز غرانت، رد الماركيز بسخرية وهو يهزأ منها،
“لا أعرف إن كانت الآنسة الصغيرة ساذجة أم غبية. لماذا تخافين من المستقبل؟ إذا لم تتبعي أوامري، فلن يكون لديكِ مستقبل تقلقين بشأنه أصلاً..…والأهم من ذلك، أن ما تقلقين منه لن يحدث على الأرجح، لذا توقفي عن التفكير في أمور غير ضرورية وركزي على تنفيذ ما أُمرْتِ به جيدًا.”
في مواجهة موقف الماركيز المتعجرف، عضت نيرا شفتيها. لكن في أعماق قلبها، بدأت تتشكل لديها شكوك صغيرة.
كان أكبر ما يقلق نيرا هو انتقام فريدريك. لكن أن يقول الماركيز إن ذلك لن يحدث…..
بعد أن فكرت مليًا للحظات، سألت،
“هل سمو ولي العهد على علم بهذا الأمر؟”
حتى نيرا تعلم أن الماركيز غرانت هو خال فريدريك من جهة أمه. لذا قد يعني ذلك أن فريدريك لن يعاقب قريبه بالدم، لكن…..
في المقام الأول، لم يكن هناك أي سبب يدفع الماركيز لإثارة فضيحة قد تضر بابن أخته.
فمن المفترض أن يكون الماركيز، أكثر من أي شخص آخر، حريصًا على حماية فريدريك وإزالة أي عقبات تعترض طريقه، فكيف يمكن أن يكون أمرها بتفاقم الفضيحة منطقيًا؟ إنه أمر غريب للغاية.
وهكذا، لم يتبقَ أمامها سوى استنتاج واحد: أن فريدريك متورط بطريقة ما في هذه الفضيحة.
“هل يمكن أن يكون سموّه هو من أمر..…”
“هذا ليس شيئًا يجب أن تشغلي بالكِ به، أيتها الآنسة.”
رفض الماركيز غرانت كلام نيرا ببرود واستدار بعيدًا. لم يكن أمام نيرا سوى الانسحاب بهدوء دون أن تقول شيئًا.
حتى عندما حاولت الشكوى لوالديها، لم تتلقَ سوى كلمات مماثلة.
فقد وافقت عائلة الماركيز وايت بالفعل على أن يستخدم الماركيز غرانت ابنتهما، التي أصبحت عديمة النفع بالنسبة لهم، كأداة في خططه.
في النهاية، اضطرت نيرا إلى نشر الشائعات في الأوساط الاجتماعية كما أرادوا، لتثبت أن فضيحة أراسيلا وفريدريك حقيقة لا جدال فيها.
“في الحقيقة، شعرتُ أن السيدة فاندرمير تهمل عائلتها بسبب قربها الزائد من سمو ولي العهد.”
“حقًا؟ حسنًا، بما أن الآنسة وايت كانت معجبة باللورد فاندرمير في وقت ما، فمن الطبيعي أن تلاحظي مثل هذه الأمور جيدًا.”
“صحيح. لقد درستُ معها في الأكاديمية لمدة عامين، ومنذ ذلك الحين شعرتُ أن السيدة تعامل سموه باهتمام خاص.”
في الواقع، خلال أيام الأكاديمية، كانت هناك شائعات كاذبة عن فريدريك وباولا و أراسيلا.
و بالطبع، اعتبرها الجميع مجرد ثرثرة عابرة في ذلك الوقت.
لكن الآن، مع اندلاع فضيحة الاثنين، تحولت تلك الشائعات القديمة إلى ما يشبه الرؤية التي رأت الحقيقة، وأعيد إحياؤها من جديد. “إذا نظرنا إلى الأمر من هذه الزاوية، فمن المنطقي أن تكون الآنسة وايت غاضبةً من السيدة فاندرمير في ذلك الوقت. لا بد أنها أدركت أن الشخص الذي تحبه يتعرض للخداع.”
توقفت نيرا للحظة عند سماع كلمات التعزية هذه، ثم أجبرت نفسها على الابتسام بصعوبة وهي تومئ برأسها.
“حتى لو كان الأمر كذلك، فهذا لا يغير من حقيقة أن ما فعلته بالسيدة فاندرمير كان وقاحة…..لكن مع تطور الأمور بهذا الشكل، أشعر بمرارة غريبة.”
كانت كلماتها الأخيرة تعكس مشاعرها الحقيقية. ففي الحقيقة، ألم تكن هي نفسها قد حاولت في السابق إثارة فضيحة مع رجل آخر لتوريط أراسيلا ووضعها في مأزق؟
لكن عندما انقلبت الأمور ضدها، انكشفت أخطاؤها الخاصة، واضطرت بصعوبة للاعتراف بذنبها.
ومع ذلك، فإن المستقبل الذي انتظرها بعد توبتها لم يكن سوى هذا الوضع، مما جعلها تشعر بمرارة لا حدود لها.
فالأمر الذي كانت تود تحقيقه بشدة في ذلك الوقت، عندما تحقق أخيرًا، لم يجلب لها الفرح أو السعادة التي توقعتها.
'…..هل كنت سأشعر بهذا الشكل لو كنت لا أزال أحب اللورد فانديرمير بحماس شديد؟'
بالتأكيد لا. كانت ستستمتع أكثر من أي شخص آخر، وتكذب لتشوه سمعة أراسيلا، وتبذل قصارى جهدها لدفعها إلى القاع.
من المؤكد أنها لم تكن لتشعر بهذه المرارة أو الضيق الذي تشعر به الآن.
عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة، شعرت نيرا فجأة بالخجل من نفسها، وأصبحت تشعر بالعار من ماضيها.
أن تكون مشاعرها التي استمرت أربع سنوات بهذا المستوى المتدني.
'لماذا أحببتُ من جانب واحد رجلاً لم يبادلني مشاعري، ثم كرهتُ المرأة التي تقف إلى جانبه؟'
كان شعورها بالضآلة والبؤس شديدًا لدرجة أنها كادت تبكي.
لو أمكنها العودة بالزمن، لكانت فعلت ذلك. حتى لو كان هذا الأمر بأكمله من صنع يديها وحدها، لكانت رغبت في تغييره.
لكن…..
'….لا، لقد تأخرت. لا يمكنني التراجع الآن.'
كان ما تريده عائلة الماركيز وايت وعائلة الماركيز غرانت منها واضحًا تمامًا، إبقاء نار الفضيحة مشتعلةً باستمرار عبر إلقاء المزيد من الحطب فيها.
لقد نفذت نيرا هذا الدور بالفعل مرات عديدة. لذلك، إذا تمكنت أراسيلا من التغلب على الفضيحة والعودة، فإن نيرا ستكون أول من يسقط.
حتى لو لم تتمكن من عيش حياة جديدة، فإن الحفاظ على حياتها الحالية على الأقل يتطلب منها المضي قدمًا، رغم علمها بأن ما تفعله خاطئ.
***
كان قصر الأمير الأول، حيث يقيم لوكاس، يقع بالقرب من المكاتب الإدارية الإمبراطورية.
إذا خرجتَ من حديقة قصره واتجهت يسارًا مباشرة، ستصل إلى تلك المكاتب.
“لقد اشتقت إليكَ، يا لورد فاندرمير!”
عندما ظهر داميان من بعيد، بدأ لوكاس يلوح بيده بحماس كما لو كان سعيدًا برؤيته، وعندما اقترب منه، احتضنه بحرارة.
“الجو حار، يا سموك.”
“آه، ردك البارد لا يزال كما هو. هل الجو حار إلى هذا الحد في الخريف؟”
“نعم، حار لدرجة أنني أشعر و كأنني سأموت.”
عند هذا الجواب الحازم، ضحك لوكاس بخفة وترك داميان.
منذ أيام دراستهما في الخارج، كانا دائمًا يتبادلان الحديث بهذه الطريقة، محافظين على علاقتهما.
لوكاس يتعمد التقرب بشكل مبالغ فيه، وداميان يرد ببرود وحدّة مماثلة.
لكن في الحقيقة، شعورهما تجاه بعضهما كصديقين لم يكن مختلفًا على الإطلاق.
“شكرًا لكَ، يا سموك. لقد أصبحت مدينًا لك بدين كبير.”
انحنى داميان بأدب شديد. كان ذلك تعبيرًا عن شكره للوكاس الذي وافق بسهولة على طلبه الصعب بأن يسمح له برؤية حطام المصباح المنفجر المحفوظ في المكاتب الإدارية.
لقد حجز لوكاس مطعمًا فاخرًا من أجله، وأرسل جميع موظفي المكاتب إلى هناك بحجة تنظيم مأدبة، مما جعل المكاتب الآن خالية تمامًا باستثناء عدد قليل من الحراس الذين اشتراهم لوكاس مسبقًا.
“هاها، دين؟! هل أنت أحمق؟ ألا تعلم أن الأصدقاء لا يتحدثون بهذه الطريقة؟”
ضحك لوكاس بصوت عالٍ وهو يربت على كتف داميان.
لقد ساعده كصديق، ولم يكن هدفه أبدًا أن يجعله مدينًا له.
“هيا، هيا. ادخل بسرعة. ألا يجب أن تتفحص الأمر قبل أن يعود موظفو المكاتب؟”
أومأ داميان برأسه ودخل المبنى.
كان معه سالي ورودي يتبعانه.
في ذلك اليوم، أثناء جلوسهما متقابلين في العربة، طلب داميان منهما التعاون لكشف حقيقة حادث الانفجار.
قال إنه لا يعرف شيئًا عن السحر، لذا لن يفهم شيئًا حتى لو رآه بنفسه.
وافق سالي ورودي على اقتراح داميان بالطبع. فهذه كانت فرصة لاستعادة شرف أراسيلا وإعادتها، ولم يكن بإمكانهما تفويتها.
نزل الثلاثة إلى الطابق السفلي بحثًا عن مستودع الأدلة.
كان المكان ممتلئًا بعدد لا يحصى من الصناديق التي تحتوي على أدلة متنوعة مُرتبة بعناية.
تجول الساحران بين الصناديق بحثًا عن تلك التي تحتوي على حطام المصباح. نرفي هذه الأثناء، وقف داميان عند الباب كما لو كان يراقب المكان.
“دعني أرى، دعني أرى.…”
“آه، وجدتها!”
صاح رودي عندما عثر على صندوق مكتوب عليه “أدلة حادث انفجار المصباح السحري”. و هرعت سالي إلى جانبه بسرعة.
جلس الاثنان على الأرض بحماس، وفتحا الصنديق وهما يتألقان بنظراتهما.
ظهرت قطعة من المصباح محترقة باللون الأسود، وقد اختفت أكثر من نصفها.
أخرج رودي من جيبه قفازات وعدسة مكبرة كان قد أعدهما مسبقًا، ثم رفع القطعة بحرص شديد بيديه.
بينما كان رودي يفحص القطعة بعناية من خلال العدسة المكبرة، كانت سالي تتحقق مما إذا كان هناك أي سحر معلق بالمصباح.
“في البداية، لا يبدو أن هناك أي سحر متصل بالمصباح.”
“حقًا؟ سأنظر أكثر قليلاً.”
كان داميان يقف متكئًا على الباب، وذراعاه مطويتان، يراقب الاثنين بهدوء.
ثم، بعد فترة من التدقيق والتفحص من كل الجوانب، خرج من فم رودي صوت تعجب.
“أوه…؟”
“ما هذا؟”
“ما الأمر، ما الأمر؟”
“هناك شيء مثل مسحوق غريب ملتصق هنا.”
مدّ رودي العدسة المكبرة وقطعة الحطام إلى سالي.
تناولتها سالي، ونظرت إليها بعينين متقلصتين بعناية، ثم أومأت برأسها.
كان من الممكن رؤية مسحوق أبيض باهت يلتصق كنقاط صغيرة على سطح حجر الإضاءة المحترق باللون الأسود.
“صحيح؟ لكن هذا غريب، عندما كانت سينباي تصنع المصباح، لم يكن هناك أي مسحوق حوله. حتى مختبرنا نفسه لم يكن يحتوي على شيء كهذا.”
“همم، هذا مريب. يبدو أننا بحاجة إلى معرفة ماهية هذا المسحوق.”
“أتفق معك.”
اتفق الاثنان على رأي واحد، فلفّا حجر الإضاءة بمنديل ووضعاه في جيبهما، ثم أعادوا الباقي إلى الصندوق.
بعد أن أرجعوا الصندوق إلى مكانه الأصلي، نفضوا أيديهما واتجها نحو داميان.
“انتهيتما؟”
“نعم، يبدو أننا بحاجة إلى التحقيق في الباقي بعد الخروج.”
“حسنًا.”
أخذ داميان الاثنين وخرج من المبنى بحذر.
و في تلك اللحظة بالذات، عاد موظفو المكاتب الإدارية جماعات بعد أن تناولوا وجبة غير متوقعة، لكنهم لم يلاحظوا الثلاثة بفارق ضئيل.
وهكذا، غادر الثلاثة المكاتب بهدوء وسكينة.
بعد بضعة أيام، كشفا سالي ورودي عن الهوية المذهلة للمسحوق الأبيض.
“هذا مسحوق ينفجر عند تعرضه لدرجة حرارة معينة أو أعلى. درجة الحرارة داخل المصباح السحري كافية تمامًا لتلبية هذا الشرط.”
“يتم استخدام مثل هذه المواد غالبًا عند اختراع أدوات سحرية هجومية.”
المشكلة هي أنه لم يتم التعامل مع هذا المسحوق في مختبر أراسيلا أبدًا.
بعد أن أنهيا تقريرهما لداميان، تبادل سالي ورودي الحديث بوجوه جادة.
“كيف وصل مسحوق لم يُستخدم في المختبر أبدًا إلى داخل المصباح؟”
“حتى عندما وضعتُ المصباح المكتمل في الصندوق، لم يكن هناك أي مسحوق من هذا القبيل ملتصق به.”
أكدت سالي بحزم وهي تتذكر كيف فحصت العلبة بعناية أثناء وضعها على الرف.
إذاً، من المرجح أن يكون شخص ما قد اقتحم المختبر ورش المسحوق خلال الفترة الزمنية بين ذلك الحين وبين أن تأخذ أراسيلا العلبة إلى المنزل لتغليفها.
لكن من يا تُرى استطاع فتح باب المختبر المغلق بإحكام والدخول إليه؟
بينما كانت سالي تفكر بعمق، تذكرت شيئًا فجأة وفتحت فمها.
“رودي، هل تتذكر عندما فقدتُ مفتاح المختبر في لقاء زملاء الدفعة؟”
“نعم، ولهذا السبب كنتُ أنا من يتولى قفل الباب وفتحه عند القدوم والمغادرة.”
“في ذلك الوقت، ظننتُ أنني أسقطته بالخطأ في مكان ما…..لكن الآن عندما أفكر في الأمر، لا أعتقد أن هذا ما حدث. ألا يمكن أن يكون أحدهم في ذلك المكان قد سرق المفتاح؟”
ما كان يبدو أمرًا عاديًا وتم تجاهله في ذلك الوقت، أصبح الآن، عند التفكير فيه، مثيرًا للشكوك.
كانت سالي شخصيةً دقيقة للغاية، ونادرًا ما تفقد أغراضها. حتى عندما كانت تشرب الخمر، كانت تحتضن حقيبتها بقوة وتعود بها إلى المنزل، لذا كان من الغريب أن تفقد المفتاح وحده على وجه التحديد، وهو ما أثار تساؤلها حينها.
“أنا متأكدة، شخص ما سرق المفتاح مني في ذلك الوقت. ولا يمكن أن يكون سوى اثنين فقط من لديهما الدافع لذلك.”
“من هما؟”
“شيرمان وبيلي. هما الوحيدان اللذان رأياني أضع المفتاح في حقيبتي بعد أن أغلقت باب المختبر في ذلك اليوم.”
لكي يتمكن أحدهم من استهداف حقيبة سالي وأخذ المفتاح عمدًا، كان لا بد أن يكون قد شاهد لحظه وضعها للمفتاح في الحقيبة في ذلك اليوم.
ما إن سمع رودي كلام سالي حتى أشار إلى الجاني بثقة،
“إذن، لا بد أن يكون بيلي.”
كان زملاء شيرمان في المختبر دائمًا متعاطفين مع أراسيلا، لكن بيلي والسينباي في المختبر، ترافيس، كانا على النقيض من ذلك.
والأهم من ذلك، أن ترافيس كان أكبر منافسي أراسيلا، وكان يتمنى بشدة أن تسقط وتفشل.
“تبا! بيلي ذلك الوغد! من الواضح أنه تآمر مع السينباي ترافيس وسرق مفتاح المختبر!”
“لأنهم لا يستطيعون مواجهتها بالمهارة، لجأوا إلى مثل هذه الحيل الدنيئة. أوغادٌ حقيرون.”
تفجر غضب سالي ورودي وهما يسبّان ترافيس و بيلي بغيظ. و كان ايميان يستمع إلى حديثهما بهدوء دون أن ينبس بكلمة، ثم طرح سؤالاً فجأة،
“من هو هذا الترافيس؟ ومن هو بيلي؟”
عندها، بدأ الاثنان يشرحان بكل حماس من هما ترافيس وبيلي، وكان نصف حديثهما عبارةً عن شتائم موجهة إليهما.
عندما عرف داميان لأول مرة عن منافسي أراسيلا، ضيّق ما بين حاجبيه،
“يبدو أن هذا الرجل هو المشتبه به الأكبر.”
“هل أنت متأكد؟ لكن لدينا مجرد شكوك دون أدلة مادية، فماذا نفعل؟”
رد داميان ببرود على سؤال سالي القلق،
“سنصنع الأدلة. أحضروا بيلي أمامي.”
***
بغياب أراسيلا، برز ترافيس كمرشح قوي لمنصب سيد البرج السحري التالي.
و مع نجاح السينباي الذي يعمل له، شعر بيلي أيضًا بالقوة في كتفيه، لكن جزءًا من قلبه كان مضطربًا بعض الشيء.
كان ذلك بسبب سرقته لمفتاح مختبر أراسيلا، وخوفه من أن يتم كشفه.
في الحقيقة، لم يكن يعلم بالضبط ما الذي فعله ترافيس. لكنه كان يستطيع أن يخمن أن المفتاح الذي سرقه لعب دورًا كبيرًا في سقوطها.
وبما أنه إنسان، شعر بالذنب، لكن لم تكن لديه الشجاعة للاعتراف بالحقيقة بالطبع. فإذا فعل، سيعاقب هو أيضًا.
بدلاً من ذلك، توقف عن استفزاز سالي ورودي عند مرورهما، وبدأ يلتزم الصمت. و قلل من كلامه وأصبح أكثر هدوءًا، كما لو أنه أصبح متواضعًا.
كان ذلك لأنه لم يستطع التخلص من فكرة أن كل هذا مجرد قلعة رملية ستُجرف إذا هبت الأمواج.
“يا بيلي!”
بينما كان يخرج من البرج السحري بخطوات متثاقلة، ناداه أحدهم. التفت برأسه فرأى شيرمان يقترب منه وهو يلوح بيده بحماس.
“متجهٌ إلى البيت؟”
“أجل.”
“يا رجل، لماذا تبدو بلا حياة هكذا؟ ماذا عن شراب الليلة؟”
“لا، أنا متعب.”
“هيا، لا تتهرب. أنا من سيدفع، فلنذهب.”
جرّ شيرمان بيلي بإصرار دون هوادة. و على الرغم من شعور بيلي بالانزعاج، كان في قرارة نفسه يرغب في تغيير مزاجه الكئيب، فتبعه بخطوات مطيعة.
وعندما وصلا إلى الحانة في الزقاق التي يتردد إليه زملاء الدفعة غالبًا، لاحظ بيلي شيئًا غريبًا.
'همم؟ اليوم الحانة هادئة بشكل غير عادي.'
في الأوقات العادية، كانت الحانة تعج بالضجيج لدرجة أن الأصوات تتسرب إلى خارج الباب، لكن الداخل كان الآن هادئًا بشكل غير معتاد.
لم يكن الهدوء مقتصرًا على ما وراء الباب فحسب، بل كان المكان بالجوار بأكمله خاليًا بشكل مثير للريبة.
شعر بيلي بشيء غير مريح وهو يميل برأسه متسائلاً، ثم دخل الحانة.
ثم تفاجأ واتسعت عيناه من الصدمة، فقد كانت الحانة فارغةً تمامًا.
لا، ليست فارغة تمامًا بالضبط، بل كانت كل الطاولات خالية باستثناء واحدةٍ فقط.
________________________
كفوووو داميان تحرك بقوة 😭
وهو يقول نصنع الأدلة✨✨✨✨✨
انفداااااااكم
نيرا خلاص تنقلع زوجوها فريدريك يصلحون لبعض
المهم أهل أراسيلا وينهم؟😔
Dana