“ما هذا..…”

فجأة أُغلق الباب خلف بيلي المذهول بقوة.

نظر إلى الخلف مفزوعًا، فسمع صوت شيرمان من الخارج.

“آسف يا بيلي! سالي و رودي توسلا إليّ بإلحاح، و السينباي أمرني بمساعدتهما، فلم يكن لديّ خيار!”

تضاءل صوت شيرمان وهو يعتذر بأعلى صوته من خلف الباب المغلق.

استدار بيلي ببطء بوجه مصدوم لينظر إلى الطاولة الوحيدة التي يجلس عندها أحدهم.

كان هناك، بالإضافة إلى سالي و رودي، شخص آخر. بشعر فضي لامع، و وجه وسيم كتمثال جليدي، و وزي فرسان الصقر الأحمر.

كان داميان فاندرمير، زوج أراسيلا.

شحب وجه بيلي تمامًا عندما تعرف على الشخص، وكان ذلك رد فعل طبيعي لأن ضميره مثقل.

“ما، ما هذا؟ لماذا أحضرتموني إلى هنا..…”

“يا بيلي، كن صادقًا. في يوم لقاء الزملاء، أنت سرقت مفتاح مختبرنا من حقيبتي، أليس كذلك؟”

وقفت سالي فجأة وحدقت في بيلي وهي تسأله.

ارتجف بيلي للحظة ثم نفى بيأس.

“لا، ليس صحيحًا! ما هذا الكلام الغريب؟ أنا لم أسرق شيئًا!”

“لا تكذب! أنت سرقت المفتاح وأعطيته للسينباي ترافيس، وتسببت في إفساد المصباح الذي صنعته السينباي أراسيلا لتقدمه إلى الأميرة!”

تقدم رودي نحو بيلي بخطوةٍ واسعة وأمسك بياقته بقوة.

كان غاضبًا جدًا من خساسة بيلي وأشخاص بجانب ترافيس.

“أيها الوغد، تقوم بمثل هذه الأعمال القذرة من الخلف. ألا تشعر بالخجل؟ وتدعي أنكَ ساحر بعد هذا؟”

“رودي! انتبه لكلامك! هل لديك دليل على أنني سرقت المفتاح؟ هل لديك دليل؟”

صرخ بيلي بيأس. فضحكت سالي ساخرة.

“أجل، لدي. ماذا ستفعل الآن؟”

“م، ماذا..…؟”

“هناك من رآك تلمس حقيبتي، أيها اللص!”

في الحقيقة، كان هذا كذبًا، لكن سالي قدمت أداءً حيويًا لانتزاع اعتراف بيلي.

زادت قوة قبضة رودي على ياقة بيلي.

كان وجه بيلي، الذي فقد كل لونه، شاحبًا للغاية. و بدأ يفكر بسرعة وهو يبدو كمن سيُغمى عليه في أي لحظة.

شخص رآه؟ هل يعترف الآن أم لا؟

'…..لا، ليس صحيحًا.'

للحصول على حماية ترافيس وفرناندو الذي يقف خلفه، من الأفضل أن ينكر كل شيء حتى النهاية.

أنهى بيلي حساباته بسرعة وأغلق فمه بإحكام.

ثم تشابكت شفتاه الضيقتان بعناد.

“أوه؟ يا بيلي، اعترف بصراحة واطلب العفو ما دمت أتحدث بلطف، وسأتساهل معكَ قليلاً، قليلاً جدًا.”

“لا أعرف شيئًا.”

“مضحك! أنت من سرق المفتاح، أليس كذلك؟”

“لا أعرف شيئًا!”

كرر بيلي نفس الكلمات متظاهرًا بالجهل.

حتى عندما هزّه رودي الغاضب من ياقته بعنف، أو عندما جذبت سالي شعره، لم يتحرك قيد أنملة.

أصبحا سالي و رودي أكثر حدةٍ حيث لم تنجح كذبتهما، وشعرا بالقلق.

“قل الحقيقة، أيها الوغد!”

“قلت لك لا أعرف شيئًا!”

“آه، هذا حقًا!”

في اللحظة التي لم تتحمل فيها سالي الإحباط والغيظ، ورفعت قبضتها لتلقنه ضربةً على رأسه،

“توقفا.”

نهض داميان، الذي كان يراقب الموقف بهدوء حتى تلك اللحظة.

ثم تقدم بخطوات ثقيلة تنم عن صوت قوي.

كان مجرد اقترابه كافيًا لينتقل شعور بالرهبة، ليس فقط إلى بيلي، بل إلى سالي و رودي أيضًا، مما جعلهم يتراجعون.

أخيرًا، وقف داميان أمام بيلي مباشرة، ينظر إليه من الأعلى بعينين ثابتتين.

ارتجفت شفتا بيلي بشدة.

لم يكن بالإمكان قراءة أي عاطفة على وجه داميان الخالي من التعبير.

كان من المستحيل معرفة ما يفكر فيه، مما جعل الأمر أكثر رعبًا.

“إذا لم تفتح فمك، فليس أمامي خيار.”

“ما الذي ستفعله؟”

“سأقتله.”

“ماذا……ماذااا؟!”

صُدم رودي بقوة. و صرخ بيلي بصمت دون صوت.

كانت سالي الوحيدة التي حافظت على هدوئها.

“إذا قتلناه مباشرة، سنكون نحن الخاسرين. هل لديك طريقةٌ مدروسة؟”

“سيكتب وصيةً يعترف فيها بكل جرائمه، ثم نجعلها تبدو وكأنها انتحار.”

أومأت سالي برأسها و كأنها تقر بأنها طريقة جيدة، بينما تحول وجه بيلي إلى اللون الأسود القاتم.

من مظهر وجهه، بدا و كأنه مات مرة واحدة بالفعل.

“مهلاً، انتظروا لحظة. اهدئي يا سالي. اللورد فاندرمير، هل تقصد ما تقوله الآن بجدية؟”

تقدم رودي، الذي بدا أنه الوحيد الذي حافظ على رباطة جأشه، كما لو كان يحاول تهدئة الاثنين.

نظر بيلي إلى رودي بعينين تملؤهما الأمل. كانت نظرته إلى حبل النجاة الوحيد مليئة بالتوسل.

“هل أبدو لك كمن لديه وقت للكذب الآن؟ إذا كنت قد تطاولت على زوجتي، كان عليك أن تكون مستعدًا لدفع الثمن.”

“أنت جادٌ إذاً..…”

أطلق رودي أنينًا قصيرًا، ثم أومأ برأسه كأنه اتخذ قراره وتراجع إلى الخلف.

لقد تخلى عن محاولة التهدئة.

نظر بيلي إلى رودي بوجه مليء بالخيانة وبدون ضمير.

'كيف تتخلى عني بهذه السهولة.'

كانت نظرته تحمل هذا الاتهام تقريبًا، لكن رودي اكتفى برفع يديه وهزّ كتفيه.

بمجرد أن اختفى المعترض، وضع داميان يده على السيف المعلق على خصره.

لم تكن هناك ذرة كذب في نية القتل التي أطلقها. وأدرك بيلي أنه قد يموت حقًا، فصرخ وحاول الفرار.

“آه! أنقذوني! لا أريد أن أموت!”

“امسكوه.”

“حسنًا.”

ألقت سالي تعويذة تكبيل سحرية لتقييد بيلي. فسقط بيلي أرضًا على وجهه قبل أن يصل إلى الباب، ثم جُرّ راجعًا إلى مكانه.

حاول بيأس فك تعويذة التكبيل، لكن لسوء حظه، كانت مهارة سالي السحرية تفوقه بمراحل.

فشل بيلي في النهاية في فك التكبيل، وأخذ يتخبط بعنف كسمكة وقعت في شباك صياد.

“هل تعتقد أنكم ستفلتون بقتلي؟! لن تسكتَ عائلتي فحسب، بل إن برج السحرة لن يترك الأمر هكذا أبدًا!”

“وماذا بعد؟”

“…..ما-ماذا؟”

“إذا لم تسكت عائلتكَ أو برج السحرة، ما الذي يمكنهم فعله ضدي؟”

سحب داميان زاوية فمه بسخرية وداس على كتف بيلي بقدمه.

لم يكن يبذل جهدًا كبيرًا، لكن بيلي لم يستطع الحراك وكتم أنفاسه.

“لماذا، لماذا تصلون إلى هذا الحد..…”

“أنا مستعد لفعل أي شيء من أجل زوجتي. هذا واجب الزوج.”

“…….”

“سيتم التعامل معك كمن ترك وصية اعتراف بالذنب ثم مات بسبب الشعور بالذنب. سأستخدم كل نفوذي لأضمن ألا يتمكن برج السحرة أو عائلتك من التحقيق في موتك أبدًا.”

لم يكن هناك ما لا يستطيع سيد السيف من عائلة الدوق فاندرمير فعله، وكان يبدو كشخص سيفي بكلامه مهما حدث.

نظر داميان ببرود إلى بيلي الذي تبلل بنطاله بالفعل، ثم التفت إلى سالي.

“هل يمكنك تكبيله بشدة مع مد أطرافه؟ هكذا يمكننا إنهاء الأمر بسرعة.”

“نعم، يا سيدي. لكن أين ستطعنه لتجعله يبدو كانتحار؟”

“بما أنه أنهى حياته بسبب شعور عميق بالذنب…..لا بأس أن يكون مؤلمًا قليلاً. سنقول أنه شق بطنه.”

“حسنًا! سأمسك به بقوة حتى لا يستطيع شق بطنه!”

اشتدت قوة سحر سالي التي كانت تكبل جسده، مشددة على أطرافه بقوة أكبر.

أصبح بيلي غير قادر على الحركة، مكبلًا في وضعية مستقيمة تمامًا.

شرِينغ-!

أخرج داميان سيفه من خصره. و لمع نصل السيف المغطى بهالة سيد السيف باللون الأزرق الباهت تحت ضوء إضاءة الحانة.

صرخ بيلي حتى برزت عروق رقبته، لكن لم يأت أحد لمساعدته. و كان الشخصان بجانبيه ينظران إليه ببرود فقط.

'سأموت، سأموت حقًا هكذا!'

في اللحظة التي رفع داميان السيف عاليًا، أغمض بيلي عينيه بقوة وصرخ.

“آه! صحيح!”

“ماذا؟”

“أنا! أنا من سرق المفتاح!”

أخيرًا، وبعد أن كشف الحقيقة، بدأ يبكي كطفل صغير ويتوسل الرحمة.

“أخطأت! أرجوكم، أنقذوني! هووواا!”

“ها…..الآن أصبحت تتكلم أخيرًا.”

سحب داميان سيفه بعيدًا دون تردد.

لم يكن لديه نية حقيقية لإيذاء بيلي منذ البداية. كل ما في الأمر أنه أراد تخويفه ليجعله يتكلم.

لكن من يدري ماذا كان سيحدث لو استمر في الصمود حتى النهاية؟

“السينباي ترافيس هو من أمرك بذلك، أليس كذلك؟”

“هووواا، نعم، صحيح، السينباي، بالتأكيد! السينباي هو من أمرني بسرقة المفتاح!”

“آه! كنت أعرف أن هذا سيحدث!”

نظرا سالي و رودي إلى بيلي الباكي بشدة وهما يهزان رأسيهما بازدراء.

جلب داميان كرسيًا ووضعه بجانب رأس بيلي ثم جلس عليه،

“اجعل لقاءنا اليوم سرًا. لا تفتح فمك لترافيس هذا أبدًا. إذا تسربت كلمة، سننتقم منك انتقامًا عظيمًا.”

“نعم، نعم، فهمت. لن أقول شيئًا.”

“ومن الآن فصاعدًا، افعل ما نأمركَ به.”

هز بيلي رأسه بقوة كالمجنون.

ابتسم داميان ابتسامةً راضية.

“إذاً، أولاً، احضر لنا قائمة مشتريات مختبرك خلال الأشهر الستة الأخيرة.”

***

في سن الرابعة، أظهرت أراسيلا موهبتها في السحر لأول مرة. كان ذلك عندما دعا الزوجان هوغو ساحرًا كمدرب ليوم واحد ليمنحا أطفالهما تجربةً مختلفة.

علّم الساحر أراسيلا تعويذة بسيطة.

بينما فشلت آيريس، التي حاولت تقليدها بفمها فقط، نجحت أراسيلا في أدائها من المرة الأولى.

كان ذلك البداية.

“يا إلهي، هذا مذهل! والدكُ لا يعرف حتى حرف ‘م’ من السحر، لكن ابنتي أري عبقريةٌ في السحر!”

“يقولون أن السحر هو مهنة مختارة لمن وُلدوا بقوة سحرية. ابنتنا من المختارين إذاً؟”

“رائعة يا أراسيلا! أرينا مرة أخرى، مرة أخرى!”

عندما سمعت مثل هذه الكلمات من المحيطين بها، شعرت بكتفيها يرتفعان فخرًا وصدرها ينتفخ بالاعتزاز، وكان ذلك شعورًا لا مفر منه.

فقد موهبة تمتلكها أراسيلا وحدها بين أفراد العائلة.

منذ طفولتها، شعرت بالفخر بنفسها لقدرتها على التحكم بالسحر. وكان من الطبيعي أن تطمح إلى تحسين ما تجيده.

قررت الفتاة الصغيرة أن تصبح ساحرةً قوية، عظيمة، ورائعة. لكن مع تقدمها في السن تدريجيًا، لم يعد الناس يرغبون في أن تصبح ساحرة عظيمة.

أرادوا منها أن تكون سيدةً نبيلة هادئة ومتحفظة.

مثل شقيقتها الكبرى آيريس الهادئة، وتتلقى دروس العروس منذ الصغر خطوةً بخطوة.

أرادوا أن تكون السيدة النبيلة النموذجية التي تتناسب مع مظهرها اللطيف والجميل، وتحظى بإعجاب الجميع واهتمامهم.

“أراسيلا، أنتِ غبية. أمي قالت إن تعلم السحر، حتى لو أتقنته، لا فائدة منه. المهم للفتاة هو أن تدير البيت جيدًا وتعتني بالعائلة.”

“لا، ليس صحيحًا! السحر مفيد أيضًا. إذا ظهر وحش، يمكنني حماية العائلة بالسحر.”

“قد يكون كذلك…..لكن الوحوش لا تظهر تقريبًا. وعلى أي حال، حماية العائلة ليست مهمة الأم، بل الأب. نحن عندما نكبر ونتزوج نصبح أمهات.”

“هه! يمكنني أن أصبح أبًا!”

“أنتِ غبية حقًا؟ الفتيات لا يمكنهن أن يصبحن آباءً!”

في ذلك اليوم، عادت أراسيلا بعد شجار مع صديقتها، تتنفس بغضب وألقت بنفسها على السرير.

في ذلك الوقت، لم يكن أدريان قد وُلد بعد، لذا ذهب الماركيز هوغو لرؤية صغيرته التي لا يطيق فقدانها من عينيه، قلقًا لأنها لم تأكل وكانت ملقاةً على السرير فحسب.

“أري الصغيرة، ما الذي حدث؟ لماذا لم تأكلي؟ لما بقيتِ مستلقيةً على السرير؟”

“…..اليوم قابلت بينيلوب، وقالت لي أن تعلم السحر أمرٌ غبي. قالت إن أمها أخبرتها أن السحر لن يفيد عندما أتزوج لاحقًا.”

نظر الماركيز إلى ابنته التي كانت تكوّر فكها كالجوز وعيناها مملوءتان بدموع الغضب، وضحك.

“أوه، هل كنتِ تبكين بسبب هذا؟ لا بأس، توقفي عن البكاء. بينيلوب فهمت الأمر بشكل خاطئ.”

“حقًا؟”

“بالطبع. لأن أري الصغيرة لا تتعلم السحر لأنها تريد أن تتزوج زواجًا جيدًا، أليس كذلك؟”

أخرج الماركيز منديلاً ومسح خد ابنته بلطف وهو يواصل،

“لأنه ممتع، ومثير، ومسلٍ. أنتِ تتعلمين لأن حلمكِ هو أن تصبحي ساحرةً قوية جدًا، أليس كذلك يا أراسيلا؟”

“صحيح. سأصبح أقوى ساحرةٍ في العالم، وأنقذ الناس، وأصبح شخصيةً عظيمة.”

“ههه، طموح ابنتي لا مثيل له.”

ضحك الماركيز بصوت عالٍ ومسح رأس أراسيلا الصغير المستدير بحنان.

“أراسيلا، الأحلام مهمةٌ جدًا للإنسان. إنها تجعل الإنسان يشعر بالأمل أو الإحباط. تجعله سعيدًا، أو حزينًا، أو فرحًا، أو غاضبًا. كل ذلك يأتي من الأحلام.”

“أمم، أعتقد أنك محقٌ يا أبي.”

“لذلك، يتمنى والداكِ أن تستمري في احتضان أحلامكِ. لأن ذلك سيجعل حياة أري الصغيرة أكثر ثراءً.”

بصوت دافئ، قدّم الماركيز نصيحةً مهمة لابنته، ثم فجأة مسح دمعةً من عينيه.

“والحقيقة أن والدكِ لا يريد أن يزوجك أنتِ أو آيريس. مجرد تخيل أن هذه الأرانب الصغيرة ستكبر وتتركنني مع رجل غريب يجعل الدموع تنهمر من عيني..…”

في مواجهة والدها الذي بدأ يبكي فجأة، فركت أراسيلا عينيها بظهر يدها بحزم وأومأت برأسها.

نعم، السحر كان حلمها. لأنه الشيء الذي تجيده أكثر من أي شيء في العالم، والذي تحبه كثيرًا.

لم تكن أراسيلا تريد أن تصبح سيدةً نبيلة رزينة عندما تكبر، بل ساحرةً عظيمة تحظى باحترام الناس.

لذلك، عادت لتدرس بجد أكبر، وانضمت إلى الأكاديمية.

“إذاً أنتِ أراسيلا هوغو. سمعت عنكِ الكثير من جوزيف.”

______________________

داميان يجننن😭😭😭😭

يضحك هو وسالي ورودي يسوون فريق رايع

فريق التهديد بدون نقاش✨

أراسيلا النمنممممم🤏🏻 حلمها من يون عمرها اربع السنوات قم في النهايه يجي شايب عايب فرناندو ذاه ويطردها؟

وجع في النبلاء وشياب السحر واحد واحد

Dana

2025/02/27 · 65 مشاهدة · 1826 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025