كانت الرسالة توحي بوضوح برغبة في قطع العلاقة مع أراسيلا.

لم يكن ذلك بالأمر الهين على نيرا، لكنها قررت حضور الحفل.

عندما وصلت إلى مكان الحفل مرتديةً أبهى حُلَلها، وجدت القاعة تعجّ بالآنسات و السيدات الشابات والسيدات النبيلات.

بدا أن المدعوين كانوا كثيرين، ليس فقط من أتباع الدوقة كيستون.

إذا سارت الأمور جيدًا، فربما يمكنها جعل الجميع في هذا المكان ينقلبون ضد أَرَاسيلا دفعةً واحدة.

ابتلعت نُيرا ريقها وهي تستعيد تركيزها على دورها.

“شكرًا لقدومكِ، يا آنسة وايت.”

اقتربت الآنسة هارييت من نُيرا مبتسمةً بعدما لمحَتها تتفحص الحضور قرب المدخل.

بادلتها نُيرا الابتسام بسرعة وتلاقت نظراتهما.

“لا داعي للشكر، يا آنسة هارييت. لطالما رغبتُ في التقرّب منكِ.”

“أوه، حقًا؟ لم أكن أعلم ذلك.”

غطّت الآنسة هارييت فمها بيدها وهي تضحك ضحكةً رنانة، ثم سرعان ما أمسكت بيد نُيرا وسحبتها معها.

قادتها إلى مجموعة من الحاضرين المتجمعين في وسط القاعة، وهم نخبة من الشخصيات البارزة في الحفل.

“أهلًا بكِ، يا آنسة وايت.”

“مرحبًا جميعًا، يسعدني لقاؤكم.”

“نعم، أحسنتِ بالمجيء. لدينا الكثير من الأسئلة التي نود طرحها عليكِ.”

رحّب بها الجميع بحرارة، وكانت تعابيرهم جميعًا ودودة ومبتسمة.

بدأت نيرا تسترخي تدريجيًا. فشعورها بأنهم يتقبلونها جعل جدار الحذر في قلبها يتراجع قليلًا.

بينما كانوا يتبادلون التحيات ويخوضون في حديث عادي لبعض الوقت، طرح أحدهم فجأة سؤالًا على نيرا.

“سمعنا أن الآنسة وايت كانت أول من لاحظ العلاقة المريبة بين السيدة فاندرمير وسمو ولي العهد، أهذا صحيح؟”

استقامت نيرا في جلستها دون أن تشعر. فها قد بدأ الأمر. بمجرد أن يفتح أحدهم الباب بهذا الشكل، تبدأ سلسلة من الأحاديث حول الشائعات المرتبطة بالموضوع.

وبما أنها تلقت أسئلةً مشابهة مرات عديدة من قبل، تماسكت وأجابت بثقة معتادة.

“آه، نعم، هذا صحيح. لطالما شعرت بأن السيدة كانت تحمل مشاعر لشخص آخر في قلبها.”

نظر إليها الحاضرون الذين يسمعون شهادتها لأول مرة بنظرات يملؤها الاهتمام.

“هل سبق لكِ أن رأيتِهما يلتقيان سرًا؟”

“بالطبع، لقد رأيتُهما بنفسي في حفل ميلاد سمو الأميرة وهما بمفردهما في قاعة الاستراحة. ولم أكن الوحيدة، بل شهد ذلك العديد من الأشخاص أيضًا.”

“يا إلهي! يا للعجب!”

تعالت أصوات الدهشة من هنا وهناك. وبينما كانت نيرا تفكر فيما ستقوله بعد ذلك، انطلق صوتٌ حاد من الخلف.

“مجرد كونهما بمفردهما في قاعة الاستراحة لا يُثبت بالضرورة أنهما على علاقة غير شرعية، أليس كذلك؟”

قطّبت نيرا جبينها وهي تنظر إلى صاحبة الصوت. و قد كانت باولا هايدن ، الشابة المعروفة بصداقتها الوطيدة مع أراسيلا منذ أيام الأكاديمية.

'

لماذا

هي

هنا؟

هل

أصبحت

قريبةً

من

الآنسة

هارييت

عبر

السيدة

فاندرمير؟

'

حتى لو قطعت أراسيلا علاقتها بهم، ربما لم تفعل باولا الشيء نفسه.

باولا معروفةٌ إلى حد ما في المجتمع الراقي، لذا لا ضرر في الحفاظ على علاقة وديةٍ معها. فليس من الغريب أن يواصل البالغون علاقتهم حتى لو أصبحت صداقتهم غامضة.

شعرت نيرا بأن الناس يراقبون رد فعلها، فحاولت ضبط صوتها وردّت على كلام باولا.

“كانت هناك استراحة فيها أشخاص، لكن لماذا اختاروا عمداً استراحةً فارغة ليكونا وحدهما؟ لا بد أنهما كانا يتبادلان كلامًا سريًا.”

“فريدريك وأراسيلا كانا مرتبطين ببعضهما البعض غالباً بسبب العمل. ربما كان لديهما أمر مهم لمناقشته.”

“لو كان الأمر كذلك، لكان من الأفضل التحدث في الخارج بدلاً من البحث عن مكان منعزل في حفل ميلاد صاحبة السمو. لو كنتُ أنا، لما كنت لأبقى مع رجل غريب في مثل هذا الموقف، إلا إذا كانت هناك نيةٌ أخرى.”

تكلمت نيرا بلهجة هجومية دون أن تشعر. وعندما قدمت باولا إجابة منطقية، شعرت نيرا بالخطر، مما جعل غريزة الدفاع لديها تتحرك تلقائيًا.

نظرت باولا إلى نيرا ورفعت زاوية شفتيها قليلاً، ثم سرعان ما استدارت بغضب واختفت.

تنفست نيرا الصعداء في سرها. فقد كان من الأفضل أن تنهي باولا الجدال بنفسها بدلاً من أن يستمر لفترة أطول.

استدارت مجددًا نحو الآخرين. بعد لحظة صمت قصيرة بالكاد يمكن ملاحظتها، و بدأ بعضهم يربت على كتفها.

“الآنسة هايدن قريبةٌ من السيدة فاندرمير، لذا لا تشغلي بالكِ كثيرًا.”

“صحيح، آنسة وايت. لقد رحل المزعجون، فلنكمل حديثنا معًا بكل ود.”

كانوا يطمئنونها بلطف وكأنهم يخشون أن تشعر بالإحراج. وعلى الرغم من أنها شكّت في نواياهم بسبب هذه المبالغة في اللطف، إلا أنها اكتفت بإيماءة صغيرة.

ثم استُؤنِف الحديث وكأن شيئًا لم يكن.

“إذاً، هل سيطلق السيد والسيدة فاندرمير بعضهما؟ فضيحة السيدة أصبحت شبه مؤكدة الآن.”

“على الأرجح، فلا يوجد رجل يمكنه تحمل خيانة زوجته…..إلا إذا كان العكس هو الصحيح.”

“آه، آنسة وايت، إذا تطلق اللورد فاندرمير، ماذا ستفعلين؟ هل تفكرين في الاقتراب من اللورد فاندرمير مجددًا؟”

ارتجف كتفا نيرا بشكل طفيف من السؤال غير المتوقع، لكنها سرعان ما هزّت رأسها.

“لا.”

كانت قد تخلّت تمامًا عن مشاعرها تجاه داميان في ذلك اليوم في الحديقة.

رؤية أنه حتى لم يتذكر اعترافها السابق به جعلها تفقد اهتمامها به تمامًا.

كانت على وشك أن تقدم إجابةً مثالية توحي بأنها تشعر بالأسف تجاه السيدة فاندرمير، مما يجعل الأمر مستحيلاً بالنسبة لها.

لكن فجأة، قاطعها صوت هامس بنبرة غامضة،

“حسنًا، إذا حصل الطلاق، فلن يكون رجلاً متزوجًا بعد ذلك.”

نظرت نيرا نحو المتحدث بوجه متفاجئ.

كانت زوجة الكونت درايد.

“ماذا؟”

“آه، لا شيء. كان ذلك حديثًا لنفسي.”

ابتسمت زوجة الكونت، لكن نيرا شعرت بعدم الراحة والانزعاج.

كانت كلماتها تلمح إلى أنها كانت تستهدف ماضي نيرا في حب داميان، وأن ذلك كان بسبب كونه رجلًا متزوجًا.

لكنها كانت تستطيع أن تتخيل السبب وراء ذلك.

كان الكونت درايد معروفًا في المجتمع الراقي بعلاقاته المتعددة مع النساء. و كان يغير عشيقاته عدة مرات في السنة، ويتجول هنا وهناك، مما كان يزيد من ضغط زوجته بشكل كبير.

يبدو أن زوجة الكونت درايد ما زالت تعتبر ماضي نيرا في حب رجل متزوج أمرًا غير مقبول.

'تحملي، فليس من الضروري أن تقنعيها كثيرًا.'

كان من الأفضل تجاهل الأمر بدلاً من خلق خلاف مع زوجة الكونت درايد وإعادة إحياء ما حدث في الماضي.

بعد ذلك، كانت زوجة الكونت درايد تتعمد بين الحين والآخر التدخل في كلام نيرا أو إطلاق تصريحات مزعجة مما كان يثير غضبها.

وفي كل مرة كانت نيرا تشعر بالضيق الشديد، لكنها كانت تتحمل.

بينما كانت تحاول ضبط أعصابها بكل جهد، اقتربت منها إحدى الخادمات وهمست في أذنها.

“آنسة وايت، هناك شخص يريد رؤيتكِ.”

“أنا؟ من هو؟”

ردت نيرا بدهشة.

كان الحفل اليوم من تنظيم الآنسة هايدن، التي عادةً ما لا تكون على اتصال كبير بها، لذا لم يكن هناك شخص خاص ترغب في لقائه.

نظرت الخادمة حولها بسرعة، ثم خفضت صوتها أكثر.

“ستعرفين عندما تذهبين. إنه شخصٌ مميز جدًا، وقد تم إحضاره بسرية.”

شخص مميز جدًا؟

حاولت نيرا في ذهنها أن تتخيل من قد يكون هذا الشخص في هذه اللحظة.

بما أن الحفل من تنظيم الآنسة هايدن التابعة بلدوقة كيستون، وإذا كان شخصًا يُعتبر مميزًا هنا، فربما…..

هل يمكن أن تكون الدوقة كيستون نفسها؟

نظرت نبرا بخفة إلى غلآنسة هايدن، فوجدتها تُومئ برأسها قليلاً.

شعرت نيرا أن هذه كانت إشارةً منها أن تخمينها كان صحيحًا وأن عليها الذهاب بسرعة. رغم أنها لم تكن متأكدةً من ذلك.

لكن لماذا قد تستدعيها الدوقة كيستون؟ هل ترغب في معرفة الحقيقة حول أراسيلا مثل الآنسة هايدن؟

رغم أنها كانت مليئةً بالتساؤلات، فإن نيرا تابعت طريقها بهدوء مبتعدةً عن الناس متجهةً إلى غرفة الاستراحة التي أخبرتها الخادمة عنها.

وقفت أمام الباب وضبطت ثنايا فستانها بعناية، ثم طرقت الباب ثلاث مرات. بعدها فُتح الباب بهدوء، فدخلت بحذر.

ربما تم تقليل الإضاءة عمدًا، لأن المصابيح المعلقة على الجدران كانت تضيء الغرفة بخفة، مما خلق جوًا سريًا للغاية.

“دوقة كيستون..…؟”

نادَت نيرا بحذر، وبدأت تتقدم أكثر داخل الغرفة.

كانت الغرفة مظلمة، وكان هناك ستار يعلق في المنتصف مما جعل من الصعب تحديد ما كان في الداخل.

ما الذي يحدث؟ أليست الدوقة كيستون هي من استدعتني؟…..

منذُ البداية، كانت تشكك في وجود أي شخص في الغرفة.

وفي تلك اللحظة، شعرت بحركة من خلف الستار.

عندما اقتربت نيرا ببطء ومدت يدها لرفع الستار، سمعت فجأةً صوت الباب يغلق خلفها، وتبع ذلك صوتٌ مألوف.

“هل تعلمين، يا آنسة وايت؟”

“…..!”

“السيدة درايد، تتبع زوجها بشراسة وتبحث عن المرأة التي خانها معها مؤخرًا.”

ارتبكت نيرا ولفّت نظرها بسرعة نحو الصوت.

كانت أراسيلا تقف بجانب الباب، وعلى وجهها ابتسامةٌ مليئة بالدهاء.

“السـ-السيدة فاندرمير؟ كيف دخلتِ إلى هنا.…؟”

“آه، لا تتفاجئي كثيراً. لقد دخلت سرًا.”

رفعت أراسيلا يدها وكأنها تحاول تهدئتها. و نظرت نيرا إليها بوجه مشوش.

“هل فقدتِ عقلك؟ اقتحام حفل شخص آخر بهذه الطريقة…..إذا تم اكتشافكِ، سيكون الأمر كارثيًا..…”

“آنسة وايت، يبدو أنك تهتمين بي كثيرًا.”

كان ردها ساخرًا، فعضّت نيرا شفتها السفلى بقوة.

هي أكثر من يعرف ما الذي تفعله، وقد ارتكبت أفعالًا مخجلةً فلم تكن تستطيع رفع رأسها أمام أراسيلا.

لكن لم يكن بإمكانها إظهار ذلك. بدلًا من ذلك، نظرت نيرا إلى أراسيلا بصمت.

على الرغم من الأحداث الصعبة التي مرت بها مؤخرًا، لم يكن وجهها يبدو سيئًا.

فشعرت نيرا بمزيج غريب من الراحة والقلق.

حالة أراسيلا الجيدة تعني أن الأفعال التي قامت بها نيرا لم تضرها بشكل كبير، ولكن هذا يعقد موقف نيرا.

فما يريده الماركيز غرانت ووالداها ليس ذلك.

“لكن، أعتقد أنه يجب عليكِ أن تهتمي بنفسكِ اليوم أكثر مني، أليس كذلك؟”

“ماذا تعنين بـ…..؟”

“خلف الستار هناك، الكونت درايد نائم في حالة سكر. لقد كان يلعب مع امرأة أخرى سرًا، وهذا ما حدث له.”

رمشت نيرا بدهشة. وبينما كانت تتساءل عن صلة ذلك بها، ابتسمت أراسيلا ابتسامةً باردة.

“فكري في الأمر. إذا اكتشف الجميع أنك كنتِ في غرفةٍ فارغة مع الكونت درايد وهو في حالة سكر، فقد يُساء فهمكِ ويعتقدون أنك كنتِ من خان زوجته معها.”

“مـ-ماذا تقولين؟!”

صرخت نيرا فجأة، وقد تغير وجهها تمامًا.

اختفت ابتسامة أراسيلا وتحولت إلى تعبير جاد، ثم ردّت ببرود.

“لماذا لا يكون منطقيًا؟ لقد مررتُ بذلك بالفعل، حيث تورطت في فضيحة مع صديقٍ لي منذ سبع سنوات.”

“…..!”

“لقد تعاونتِ مع والديكِ وافتعلتِ تلك الفضيحة، ثم تأتين وتقولين لي مثل هذا الكلام؟ ألا تشعرين بالخجل؟”

لم تستطع نيرا قول شيء، فقط كانت شفتاها تتحركان بلا فائدة.

ما فعلته في الماضي الآن يهدد حاضرها.

أراسيلا، التي كانت تحدق بها بلا رحمة، مررت يدها عبر شعرها.

“يا للأسف. لقد كنتِ تبرئين سمعتكِ من شائعة حبكِ لرجل متزوج، والآن ستتجدد هذه الشائعة. لماذا كنتِ وحدكِ مع رجل متزوج في غرفة فارغة؟”

“لا تضحكي عليّ. هنا ليس فقط أنا والكونت درايد، بل أيضًا السيدة فاندرمير موجودة!”

“المدعوون لا يعرفون حتى أنني هنا، كما قلتُ قبل قليل، لقد دخلت سرًا.”

أضافت أراسيلا ذلك وهي تبتسم ابتسامةً مائلة.

في الواقع، لم تدخل أراسيلا سرًا، بل كان هناك تعاون من الآنسة هايدن،

لكن تلك كانت الحقيقة التي لا تحتاج نيرا إلى معرفتها.

الأشخاص الذين يعرفون ذلك، في النهاية، سيكونون إلى جانب أراسيلا ولن يساعدوا نيرا.

“آه، يا للأسف. إذا فكرت في المستقبل الذي ستتعرض له الآنسة وايت بعد هذه الليلة، سأشعر بالأسف لدرجة أنني لن أستطيع النوم.”

“هل تهددينني الآن..…؟”

“ماذا تقولين؟ أنا فقط قلقةٌ عليكِ.”

ردّت أراسيلا مبتسمةً ابتسامةً ساحرة.

اهتزّ جسد نيرا قليلاً. فلم تكن غافلةً عن أن أراسيلا كانت تهددها بصراحة من خلال ربط اسمها مع الكونت درايد لخلق فضيحة جديدة.

تذكرت كيف وصلت إلى هنا. عندما تلقت دعوةً خفية من الخادمة وخرجت فجأة، كيف كان هذا سيبدو في أعين الآخرين؟

حتى الأشخاص الذين لم يفكروا في شيء قد يظنون، إذا سمعوا شائعات عن علاقة سرية بينها وبين الكونت درايد، “آه، الآن فهمت!”

بالطبع، إذا أرادت إنكار ذلك، كان بإمكانها فعل ذلك، ولكن المشكلة تكمن في سجلها السابق.

'إذا تسببت في مشكلة مشابهةٍ مرة أخرى، فحتى وإن كانت الحقيقة مختلفة، سيعتقد الجميع أنني شخص من هذا النوع. امرأةٌ تتعامل مع رجال متزوجين.'

'ثم، ألم أقل ذلك بنفسي أثناء حديثي مع باولا؟ إذا لم يكن لديهما علاقة خاصة، فلماذا كانا معًا في غرفة فارغة خلال الحفل؟'

'آنسة هايدن، آنسة هايدن…..جميعهم كانوا من أتباع السيدة فانديرمير. هل دعوني إلى الحفل عمدًا واستفزوني؟'

إذا كان الأمر كذلك، سيكون من الصعب عليّ أن أبتعد عن فضيحة الكونت درايد.

بينما كانت نيرا تشعر بالإحباط الشديد، كانت أراسيلا تحدق في وجهها، ثم فجأة سألَت،

“لماذا فعلتِ ذلك؟ لأنكِ لا زلتِ تحبين داميان؟ أم لأنكِ تكرهينني لدرجة أنكِ مستعدةٌ لتدمير حياتكِ وحياة الآخرين؟”

“.……”

“هل تريدين حقًا تدمير حياتكِ وحياة الآخرين لمجرد هذا السبب؟”

لم تخرج أي إجابة من نيرا التي كانت تخفض رأسها. ومع ذلك، استمرت أراسيلا في حديثها دون أن تهتم.

“انظري إلى حالكِ يا آنسة وايت الآن. حتى أنكِ لا تستطيعين النظر في عيني بشكل مباشر، وكأنكِ مجرمة.”

“….…”

“كنتُ أتمنى أن تشعري بالندم بصدق. وأردتُكِ أن تبدأي حياةً جديدة. حينها، لن أضطر للتفكير فيكِ بعد الآن. حتى وإن لم أتمكن من دعم مستقبلكِ، على الأقل لن أزعجكِ.”

لكن نيرل هي من خذلت تلك التوقعات أولاً.

لم يكن شعورًا بالخيانة، لكن كان هناك بعض الاستياء والشفقة.

“أنتِ دائمًا ما تخيّبين آمال الآخرين.”

“……لا تقولي ذلك. لم يكن ذلك ما أردته أنا أيضًا!”

صرخت نيرا فجأة، وكانت مشاعرها تتفجر.

ألم ترغب هي الأخرى في العيش كما قالت أراسيلا؟

بدأت الدموع تنهمر من عينيها.

“كنتُ أريد حقًا أن أعيش حياةً جديدة! لكن لا مفر من ذلك..…!”

“لا مفر؟ هل هذا كل ما لديكِ من أعذار؟”

كان رد أراسيلا باردًا.

_____________________

تضحك خطتها سحبتها سحبة حلوه

باقي نيرا أعطيس آخر فرصه اعترفي على الاقل انه الماركيز غرانت والباقي على اراسيلا

المهم داميان وبيلي ذاك شصار عليهم؟😭

تدرون وش ؟ اراسيلا مره قويه لو مكانها رحت ابكي بعد ذا الظلم بعدين افكر شلون اطلع منه✨

Dana

2025/02/27 · 71 مشاهدة · 2074 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025