"لكن أنتِ، هل أنتِ بخير؟ لا توجد مشكلة بينكِ وبين اللورد فاندرمير، صحيح؟"
"نحن؟ نعم، لا توجد مشكلة."
أجابت أراسيلا دون تردد، وبدا وجهها وكأنها لا تفهم سبب القلق بشأن ذلك.
فأظهرت باولا تعبيرًا مرتاحًا.
"هذا مطمئن. ما فعله فريدريك كان تصرفًا من جانب واحد، فخشيتُ أن يكون اللورد فاندرمير قد أساء الفهم وقال لكِ شيئًا."
"داميان ليس كهذا الشخص. إنه يثق بي."
كان ردها واثقًا لدرجة أن حتى باولا نظرت إليها بدهشة.
بدأت أراسيلا تسرد لصديقتها كل ما فعله داميان من أجلها، بدءًا من كشف الجاني الحقيقي خلف الحوادث مع زملائهم الصغار، وصولًا إلى مساعدتها على النهوض عندما كانت محطمة.
اتسعت عينا باولا دهشة. ثمجمعت يديها بالقرب من فمها وأطلقت تعبير إعجاب،
"يا إلهي، يا إلهي!"
ولكن كان اندهاشاً بمعنى مختلف.
"اللورد فاندرمير......إنه أكثر رومانسية مما كنت أتصور."
"لديه جانب دقيقٌ بشكل غير متوقع."
"يبدو أن زوجكِ يحبكِ كثيرًا، لدرجة أنه يشعر بالسعادة لمجرد رؤيتكِ!"
قالت باولا ذلك وهي تربت برفق على كتف أراسيلا.
كانت أراسيلا تحتسي الشاي بوجه مرتاح، لكنها تجمدت للحظة.
داميان فعل ذلك بدافع الولاء والثقة أكثر من الحب......
'هل يراه الآخرون بهذه الطريقة؟'
لم تلاحظ باولا التغير الطفيف في تعابيرها، فواصلت كلامها بابتسامة مشرقة وحسمت الأمر.
"بصراحة، في البداية كنت قلقةً كثيرًا بشأن ما إذا كنتما ستعيشان معًا بشكل جيد، لكن اتضح أن ذلك كان مجرد قلق لا أساس له. فأنتما زوجان يعتزان ببعضكما بصدق ويحب أحدكما الآخر كثيرًا."
"......هل نبدو كذلك؟"
"نعم، سواء اللورد فاندرمير أو أنتِ، تبدوان وكأنكما تحبان بعضكما كثيرًا."
لم تستطع أراسيلا إنكار ذلك، واكتفت بتدوير عينيها بتوتر.
مجرد التفكير في أن داميان قد يكون معجبًا بها لم يكن مربكًا أو مزعجًا، بل شعرت بحرارة تتصاعد إلى وجنتيها بطريقة غريبة.
'هذا غريب......لما لا أكره ذلك؟ إنه انتهاكٌ للعقد، بل قد يضعني في موقفٍ صعب......'
كانت مشاعرها غير واضحة، مما جعلها تشعر بالارتباك.
حتى عندما كانت في العربة عائدةً إلى المنزل بعد إنهاء حديثها مع باولا، بقي عقلها غارقًا في الأفكار المعقدة.
لم تكن تعرف من أين تبدأ في فك هذا الخيط المتشابك.
'......لكن داميان لا يحبني حقًا، فلماذا أشغل بالي بهذا الأمر؟'
لم يقل داميان شيئًا عن مشاعره، لذا لم يكن هناك يقين بحدوث أي مشكلة.
لكن لماذا تهتم هي بما يفكر به عنها؟
قادها هذا التساؤل فجأةً إلى اتجاه آخر، إلى التفكير في كيف تشعر هي تجاه داميان.
'ما أُكنه لداميان......'
لم تستطع إكمال الفكرة بسهولة. و اجتاحت آلاف الكلمات عقلها قبل أن تتلاشى.
في الحقيقة، كان بإمكانها توقع الأمر إلى حد ما. لو لم يكن هناك سبب، لما شعرت بهذا الاضطراب لمجرد سماع كلام باولا.
ومع ذلك، لم تكن تعرف كيف تصف هذه المشاعر بكلمات واضحة.
قبل أن تتمكن من إنهاء أفكارها، وصلت العربة إلى القصر.
ترجلت أراسيلا وهي تحمل في قلبها جملًا غير مكتملة.
كان داميان، الذي وصل قبلها بقليل، على وشك الدخول عبر الباب الرئيسي لكنه توقف.
"يا لها من مصادفة أن نلتقي هنا، زوجتي."
انتظر داميان بصمت حتى اقتربت أراسيلا، ثم ألقى عليها تحيةً دافئة.
انعقدت عيناه بانسيابية، وارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ هادئة وواضحة.
تلك الابتسامة مجددًا.
الابتسامة المشرقة التي رأتها أمام المحكمة عادت لتضيء وجهه، وبمجرد أن رأتها، بدأ قلب أراسيلا ينبض بسرعة، كما حدث في ذلك الوقت.
"هل أنتِ بخير؟ كيف كان يومكِ؟"
"آه، نعم. الجميع هنأني على عودتي، وكان الأمر رائعًا. كما أنني استمتعتُ بالعودة إلى المختبر بعد فترة طويلة."
"هذا مطمئن. كنت قلقًا طوال اليوم خشية أن يكون الأمر متعبًا عليكِ."
"......حقًا؟"
شعرت أراسيلا وكأن قلبها يطفو. فمجرد معرفة أن داميان كان يفكر فيها ويقلق عليها طوال اليوم جعلها تشعر بسعادة غريبة.
كأن فرحًا غير مبرر يحيط بها.
عندما قالت باولا شيئًا مشابهًا، لم تشعر بهذه الطريقة.
لماذا؟ من المفترض أن تشعر بالامتنان لاهتمام صديقةٍ قديمة بها، فلماذا كان قلق داميان أكثر وقعًا على قلبها؟
نظر داميان إليها بطرف عينه، متأملًا تعابيرها الجادة الغارقة في التفكير، ثم مد يده إليها دون تردد.
"هيا، لندخل معًا."
امتدت يده الكبيرة بثبات نحوها. وعندما أمسكت بها، نظرت أراسيلا بهدوء إلى داميان. الذي كان وجهه لا يزال يبتسم.
هل يمكن أن يخفق قلبها بهذا العنف لمجرد أن ابتسامتٍ جميلة؟
'ربما......لأن ما أشعر به تجاه داميان هو—'
كما لو أن صاعقة ضربتها من سماء صافية، اجتاحها إدراكٌ مفاجئ.
أخيرًا، اكتملت الجملة التي لم تستطع إتمامها في العربة. فتصلبت شفتا أراسيلا ببطء.
'إذاً، أنا من خرقت شروط العقد.'
كانت باولا تمدح علاقتهما الزوجية، وبطريقة ما، كانت على حق.
لا إراديًا، شدّت أراسيلا قبضتها بقوة. فشعر داميان بذلك، و انحنى قليلًا ناظرًا إليها بوجه متسائل.
"ما الأمر، زوجتي؟ هل تشعرين بتوعك؟ وجهكِ يبدو محمرًا قليلًا."
"......لا، أنا بخير تمامًا. إنه بسبب الغروب، فقط الغروب."
تجنبت أراسيلا نظراته وهي تجيب. بدا وكأن ضوء الغروب المحمر قد انسكب فقط على وجنتيها وأذنيها، لكن داميان تقبل تفسيرها دون تعليق إضافي.
إن قالت زوجته ذلك، فلا بد أنه كذلك. لا حاجة للمجادلة.
بدلًا من ذلك، شد داميان قبضته حول يدها بإحكام وأرشدها إلى الداخل بعناية.
بدأ العرق يتجمع في راحة يد أراسيلا. و بالنسبة لها، التي نادرًا ما تتعرق حتى في ذروة الصيف، كان هذا أمرًا غير معتاد.
عندما انفصلت عن داميان عند نهاية الدرج وعادت إلى غرفتها بمفردها، نظرت إليها أودري بفضول و مالت برأسها.
"سيدتي، هل أنتِ بخير؟ وجهكِ محمرٌ تمامًا، مثل تفاحةٍ طازجة."
"......أودري، قلبي ينبض بسرعة شديدة."
"ماذا؟ حقًا؟"
أراسيلا، التي كانت تستند بظهرها إلى الباب، وضعت يدها على صدرها وأومأت برأسها.
كان الإدراك العاطفي أشبه بعاصفة اجتاحت قلبها، ثم انتشرت موجاتها في جميع أنحاء جسدها.
لم تكن أودري على دراية بالأسباب، فبدأت تفحص سيدتها بقلق.
"هل هو اضطراب في نبضات القلب؟ يجب أن أذهب وأطلب الطبيب فورًا."
"لا، لا......هذا ليس اضطرابًا في نبضات القلب."
أمسكت أراسيلا بكُم أودري بإحكام، ثم خفضت وجهها بشدة. لم يكن هذا الارتباك والرجفة بسبب ذلك.
'هذا لأنني......أحب داميان.'
ابتلعت أراسيلا الكلمات التي كانت تتراقص في رأسها، ثم عضت على شفتها السفلى.
لم تستطع أن تتجنب القلق بشأن العواقب التي قد تترتب على هذا الإدراك المفاجئ.
***
فيلب فك التعويذة التي كانت على صندوق مجوهرات مونيكا بكل سهولة. كان ذلك لأنه كان ساحرًا عظيمًا، ولكن السبب الفعلي كان شيئًا آخر.
"هل تقول أنكَ يا سيد برج السحر من صنع هذا؟"
"هوه هوه هوه، نعم. هذا منتج خاص قمت بصنعه وبيعه بكميات محدودة في الماضي."
اتسعت عينا أراسيلا بدهشة.
من كان قد صنع الصندوق المعقد المملوء بالسحر هو معلمها نفسه.
فك فيليب السحر الذي كان قد وضعه بسهولة، ثم راح يداعب الصندوق،
"لقد صُنع للاحتفاظ بالأشياء السرية والثمينة. سمعت أن جميعها تم بيعها للنبلاء في المزاد، ومنذ فترة طويلة لم أرَ شيئًا كهذا."
أنزلت أراسيلا نظرها، وركزت على الصندوق بإمعان.
كان فك السحر أمرًا صعبًا، كما لو كان سيتطلب جهدًا خاصًا.
رغم أنها كانت تفهم أن السبب يعود إلى كونه شيء خاص بمعلمها، إلا أنها شعرت بقليلٍ من الغضب.
فهذا يعني أن مهاراتها لا تزال بعيدة عن مستوى فيليب.
ربما اكتشف فيليب ما كانت تفكر فيه، فارتسمت ابتسامةٌ ماكرة على وجهه.
"كما توقعت، لا زلتِ بعيدةً عن اللحاق بي، هوه هوه."
"انتظر قليلاً فقط. سأصبح ساحرةً تتفوق على معلمي يومًا ما."
"جربي ذلك."
رد فيليب بمرح.
لم يكن هناك شيء يسعده أكثر من رؤية تلميذته تشتعل حماسة وعزمًا لتتخطاه.
بينما كانت أراسيلا تجمع الصندوق استعدادًا للرحيل، نظر إليها فيليب لفترة طويلة، ثم تحدث فجأة،
"على أي حال، أراسيلا، قد يصلكِ خبر جيدٌ قريبًا."
"أي خبر جيد؟"
"لن تعرفي إلا عندما يحدث، هوه هوه هوه."
ضحك فيليب بتهكم، ثم لوح بيده مودعًا.
غادرت أراسيلا مبتسمةً بخجل، وهي تحمل تعبيرًا مشوشًا على وجهها.
كان لديها رغبة قوية في فحص محتويات صندوق المجوهرات بأسرع وقت ممكن.
عندما عادت أراسيلا إلى مختبرها، جلست بحذر وفتحت الصندوق.
و كان بداخله كتاب يشبه دفتر ملاحظات، وزجاجةً صغيرة، وورقة مطوية إلى النصف.
أخرجت أراسيلا الزجاجة أولًا وبدأت تفحصها من جميع الزوايا.
"ماذا يوجد بداخلها؟ هل هي أوراق شاي؟"
كان هناك شيء يشبه أوراق شجرة مجففة بلون بني غامق في الزجاجة حتى نصفها.
لم تكن أراسيلا مهتمةً كثيرًا بالشاي، لذلك لم تتمكن من تحديد ما هو الشيء داخل الزجاجة، فوضعتها جانبًا.
ثم توجهت يدها إلى الدفتر المغطى بغلاف جلد بني فاخر. و عندما حاولت فتح الدفتر، عبست جبينها.
'ما هذا، هل هناك سحرٌ هنا أيضًا؟'
كان السحر هنا مختلفًا عن السحر الذي كان على صندوق المجوهرات. فهذه المرة كان سحرًا متقاطعًا يتطلب تحقيق شروط معينة ليعمل.
عندما أضافت أراسيلا سحرها، ظهرت العبارة "إذا كنت تريد قراءة المحتويات الداخلية - يجب عليك - فعل هذا" مما جعلها تمسح جبينها.
مثل هذا السحر كان حتى فيليب سيجد صعوبة في حله.
في النهاية، قررت أراسيلا التوقف عن محاولة فتح الدفتر، وأخذت الورقة الصغيرة.
كانت تأمل أن يكون هناك رسالةٌ بسيطة، وعندما فتحت الورقة المطبقة بعناية، اكتشفت أن هناك كلمتين فقط مكتوبةً عليها.
"سيان موندور"
كانت الأسم غريبًا، فمالت أراسيلا رأسها بتساؤل.
من هذا الشخص الذي ترك اسمه في صندوق مجوهرات الدوقة الأولى؟
'هل يعرف داميان من هو؟ يجب أن أسرع وأعرضه عليه.'
عندما فكرت في رؤيته بعد العمل، ارتسمت ابتسامةٌ على شفتي أراسيلا تلقائياً. و بدأ قلبها ينبض بشكل أسرع وشعرت بفرح في قلبها.
منذ أن أدركت أنها تحبه، أصبحت كلما فكرت فيه، تبتسم بشكل غير إرادي.
المضحك هو أنها في الواقع تشعر بشيء غريب عندما تكون أمام داميان. و لا تستطيع أن تنظر إليه في عينيه بشكل جيد، وتصبح متوترةً دون سبب.
كما هو الحال الآن.
"د......داميان، لقد فككت السحر الموجود في صندوق المجوهرات الخاص بوالدتي. هـ-هل ترغب في رؤيته؟"
لماذا أتردد بالكلام هكذا؟
ما هو الشيء الصعب الذي كنت سأقوله؟
شعرت أراسيلا برغبةٍ في عض لسانها، لكنها حاولت قدر الإمكان ألا تظهر توترها، ومدت يديها بهدوء لصندوق المجوهرات.
لحسن الحظ، لم يلاحظ داميان توترها، وأخذ الصندوق بهدوء وبدأ يفحص المحتويات.
وقفت أراسيلا بجانبه، ومالت رأسها قليلاً، وبدأت تشرح له ما في الداخل.
"هذا الدفتر أيضًا عليه سحر. يجب تحقيق شرط معين لكي يتم فك السحر، لكنني لا أعرف بعد ما هو هذا الشرط."
"هكذا إذاً."
"وهذه الزجاجة تحتوي على شيء يبدو كأوراق شاي، هل تعرف ما هو؟"
_______________________
ماتعودت على أراسيلا المستحيه مقدر 😭😭
بس لحظه يعني كذا حبو بعض مافيه هواشات؟😔 محتواي طار
المهم ابيهم يفتحون الدفتر ذاه جاني فضول
Dana