“في الحقيقة، كنتُ مهتمًا بالسيدة منذ فترة.”

همس نواه بصوت منخفض جدًا، وكانت تعابيره مزيجًا من الخجل والفضول الشديد.

ردت أراسيلا بحذر، متجنبةً أن تدوس على قدمه.

“بي أنا؟ ولماذا؟”

“الأمر محرجٌ قليلًا، لكن في الواقع، أنا أيضًا ساحر. رغم أن قدراتي ضئيلة جدًا مقارنةً بكِ.”

“آه، لهذا شعرتُ بوجود طاقة سحرية. لم تكن قوية جدًا، لكني شعرت بها منك عدة مرات.”

ابتسمت أراسيلا برقة، وقد سرّها لقاء ساحرٍ آخر مثلها. و بدوره، رسم نواه ابتسامةً واسعة على شفتيه.

“سمعت أن السيدة ستكون سيدة برج السحر القادمة في الإمبراطورية، لذا أردت أن أترك انطباعًا جيدًا، ولهذا طلبت هذه الرقصة.”

“إنه لشرف لي، سمو الأمير.”

“بل الشرف لي، فأنا أقف أمام من سيصبح قدوةً لسحرة القارة وقائدهم في المستقبل.”

تحدث نواه بصدق تام، دون أي تملق.

لا أحد يكره المديح النابع من القلب، حتى أراسيلا شعرت بأن مشاعر الغيرة التي اجتاحتها سابقًا بدأت تهدأ تدريجيًا.

“عندما تتولين رسميًا منصب سيدة برج السحر، أرغب في إرسال بعض سحرتنا للدراسة في إمبراطوريتكم، فأنا واثق أن لديهم الكثير ليتعلموه منك.”

“هل تعتقد ذلك حقًا؟ لا يزال معلمي والسيد الحالي لبرج السحر، فيليب، أكثر تميزًا مني.”

“هاها، لقد قرأتُ كثيرًا عن إنجازاتكِ في الصحف. لقد سلكتِ طريقًا يجعلكِ جديرةً بالاحترام.”

شعرت أراسيلا بفخر يملأ صدرها.

لقد حازت على اعترافٍ داخل برج السحر وتم اختيارها كسيدة البرج القادمة، والآن تتلقى تقديرًا غير متوقع من الخارج، مما جعلها تشعر أكثر باعتزازها بنفسها كساحرة.

فابتسمت بلطف و ردّت،

“برجنا مفتوحٌ دائمًا لكل من يسعى إلى التعلم. ولن يتغير ذلك حتى عندما أصبح سيدة البرج.”

“هاها! هذا رائعٌ حقًا!”

أطلق نواه ضحكةً صاخبة. وبفضل شغفهما المشترك بالسحر، واصل الاثنان حديثهما بسعادة طوال الرقصة.

حتى من بعيد، كان من الواضح تمامًا أن انسجامهما كان مثاليًا.

وهذا ما رآه أيضًا الزوج الذي كان يشتعل غيرةً.

'لماذا، من بين كل الأوقات، كانت هذه المقطوعة أطول من المعتاد؟'

داميان لم يطرف له جفن وهو يحدق في أراسيلا التي ترقص مع نواه.

لم يكن لديهما لحظة صمت، و قد ارتسمت الابتسامات على وجهيهما طوال الوقت.

'تباً، لو كنت أعلم أن هذا سيحدث، لكنت رفضت طلب الرقصة منذ البداية.'

لكن ما نفع الندم الآن؟

عض داميان على أسنانه بغيظ، لكنه لم يكن قادرًا على تغيير ما حدث.

في كل مرة تضيّق أراسيلا عينيها ضاحكة أو ترتسم بسمة على شفتيها، كان يشعر وكأن النار تشتعل في صدره.

وزاد الأمر سوءًا عندما تذكر كلمات ليونا عن اهتمام الأمير بأراسيلا.

بالطبع، كانت ليونا تنوي التوضيح بأنه مهتم بها من منظور السحر، لكن ملامح داميان أصبحت مخيفة للغاية بمجرد سماعه لذلك، فلم تجرؤ على إكمال حديثها.

عندما ينبعث من رجل أطول منها برأس هالةٌ قاتمة وكأنه سيقتل أي شخص يجرؤ على التحدث إليه، فمن الذي سيفتح فمه بسهولة؟

'كنت أعتقد أنني محظوظةٌ للرقص مع رجل وسيم، لكن الآن…..يبدو أنه زوج متملك بدرجة مخيفة.'

من مسافة بضعة خطوات، نظرت ليونا إلى داميان بنظرة مذعورة.

بصراحة، هذه أول مرة تلتقي برجل وسيم إلى هذا الحد، لذا لم تستطع إنكار أنها شعرت ببعض الخفقان أثناء الرقص معه. لم تكن تفكر مطلقًا في التودد إلى رجل مرتبط، لكن لا يمكن مقاومة بعض المشاعر البشرية الغريزية.

إلا أن ذلك الإعجاب تبدد تمامًا، كما يذوب الجليد تحت أشعة الشمس، عندما رأت كيف أصبح كيان داميان مغمورًا بالغيرة وهو يحدق ببرود شديد في زوجته دون أن يرمش.

بل إنها اضطرت إلى الحفاظ على مسافة منه، لأن وجهه الوسيم أصبح أكثر رعبًا مع كل لحظة يزداد فيها اسوداد ملامحه.

'أوه، سمو الأمير، أرجوكَ عُد قبل فوات الأوان…..'

في تلك اللحظة، كانت ليونا ترسل نظراتٍ قلقة إلى نواه، متوسلةً إليه أن يتراجع قبل أن ينفجر الوضع.

حتى المارّة شعروا بالهالة المخيفة التي تحيط بداميان وبدأوا يتجنبون الاقتراب منه، ومع ذلك، كان هناك شخص تجرأ على الاقتراب بلا خوف.

“ياه، داميان. كيف حال جسدكَ الآن؟”

كان ذلك أوسكار، يحمل كأس شمبانيا في يد واحدة، بينما وضع الأخرى في جيبه، متهادياً بخطواته.

كان واضحًا تمامًا أنه جاء فقط ليستفز داميان، لكنه اختار التوقيت الأسوأ على الإطلاق.

ففي تلك اللحظة، كان داميان قد رأى نواه يلف ذراعه بخفة حول خصر أراسيلا أثناء الدوران، مما جعله يغلي من الغضب والانزعاج.

“اغرب عن وجهي، أوسكار.”

“…..ماذا قلت؟”

“قلت لك، اغرب عن وجهي.”

على غير عادته، لم يكن لدى داميان أي نية للحفاظ على هدوئه هذه المرة، فجاء صوته حادًا ومليئًا بالتهديد.

كانت الهالة المنبعثة من داميان مخيفةً للغاية لدرجة أن أوسكار انكمش لا إراديًا، لكنه سرعان ما استقام في وقفته عندما شعر بنظرات الناس تراقبه.

لا يمكن له، بصفته الوريث المستقبلي لعائلة الدوق فاندرمير، أن يُظهر نفسه وكأنه أدنى من شقيقه الأصغر.

“يا، أنتَ! ما هذا الأسلوب في الحديث مع أخيكَ الأكبر؟ إن تصرفت بهذه الطريقة في مأدبة الغد أيضًا، فوالدنا سوف-”

“إذاً، لا تنتظر حتى المأدبة، بل اذهب الآن وأخبره فورًا. كما تفعل دائمًا، التصق بوالدنا كظله واستمر في التذمر عنده.”

“مـ-ماذا؟”

“هذا هو الشيء الوحيد الذي تتقنه بنفس قدر مهارتكَ في العبث مع النساء.”

ارتسمت ابتسامةٌ ساخرة على شفتي داميان.

أما وجه أوسكار، الذي تعرض للإهانة علنًا من قبل شقيقه الأصغر، احمر بشدة من الغضب.

وفي محاولة يائسة لاستعادة كرامته المهدورة، تقدم خطوةً للأمام بتهديد واضح.

“أيها الوغد، هل فقدت عقلك..…؟!”

“استمع إلي جيدًا، أوسكار فاندرمير. سأكتفي بهذا الحد من التساهل معكَ.”

لكن بالنسبة لداميان، لم يكن أوسكار سوى بعوضة مزعجة تحوم حول أذنه، لا أكثر.

لم يكن يشكل أي تهديد حقيقي له.

بصوت منخفض وبارد، قطع كلام أوسكار وحذّره بحدة.

“لذا، اختفِ من أمامي فورًا. حتى دون سيف، يمكنني القضاء عليكَ بسهولة.”

عند هذه النقطة، أدرك أوسكار أنه اختار الشخص الخطأ لاستفزازه، فتراجع ببطء إلى الخلف.

رغم أن كرامته كانت قد تضررت، إلا أنه كان يعلم أن الاشتباك الجسدي لن يكون في صالحه.

وهكذا، انسحب أوسكار بسرعة، بينما بدأ الحاضرون يتهامسون حول الشجار الجديد بين الأخوين بعد ما حدث بالأمس.

“داميان، ما الذي يجري هنا؟”

أخيرًا، عادت أراسيلا بعد أن أنهت رقصتها مع نواه.

لقد شاهدت بالفعل تدفقًا جوّيًا متوترًا بين داميان وأوسكار، فتوجهت إلى زوجها وسألته بصوت منخفض.

“هل فعل السيد فاندرمير شيئًا سيئًا مرة أخرى؟”

نظر داميان إليها للحظة بعينين معقدتين، ثم أدار رأسه وأجاب بصوت قاسي.

“…..لا شيء مهم.”

“ألم يكن السيد فاندرمير هو من بدأ المشكلة؟”

“نعم، لا تهتمي.”

نظرت أراسيلا إلى داميان بوجه يظهر عليه القلق الطفيف.

كان واضحًا أنها شعرت أن هناك شيئًا ما قد حدث.

و كان تعبير وجهه المتجمد، الذي لا يمكن مقارنته بما كان عليه سابقًا، هو الدليل الواضح.

لكن داميان ظل صامتًا حتى انتهاء الحفل، وبين الحين والآخر كانت تسأله، لكنه كان يكتفي بهز رأسه دون أن يتكلم.

في البداية، كانت أراسيلا تشعر بالقلق عليه بسبب مظهره الذي يبدو غير سعيد، ولكن مع مرور الوقت بدأ الإحباط والغضب يتسللان إليها.

إذا كانت هناك مشكلة، كان عليه أن يتحدث، لماذا يحتفظ بكل شيء لنفسه؟

حتى أنه كان واضحًا تمامًا!

حتى أن الماركيزة هوغو سألتها بحذر عما حدث.

عندما شعرت بأن صبرها قد نفذ، عادت إلى مكان إقامتهمها وطردت أودري، ثم وضعت يدها على خصرها وواجهت داميان غاضبة.

“الآن، نحن الاثنان فقط هنا، إذًا أخبرني، ما الذي يزعجكَ؟”

“……."

“داميان، أنت تفعل هذا الآن لأن هناك شيء لا يعجبك، أليس كذلك؟ أخبرني، بسرعة.”

لكن على الرغم من إلحاحها، ظل فم داميان مغلقًا بإصرار ولم يبدُ أنه سيفتحه.

كان من الصعب عليه أن يقول أنه كان غير عاقل بسبب الغيرة.

عندما تمسك بالصمت، عبست أراسيلا بوجهها وارتفع صوتها بشكل واضح.

“هل ستظل على هذا الحال حقًا؟ كان كل شيء طبيعيًا حين كنت ترقص مع السيدة كوديل، فما الذي تغير فجأة وأدى إلى مزاجكَ السيء؟”

“……."

“لماذا؟ هل لأن رقصةً واحدة مع السيدة كوديل جعلتكَ تشعر بالندم؟”

كان التعليق الساخر الذي خرج منها دون أن تشعر هو بداية لمشادةٍ كلامية سخيفة.

وما دام لا يزال في ذهنه كيف كانت أراسيلا ترقص بمرح مع الأمير، لم يتمالك داميان نفسه من الهجوم المضاد، فاعترض بغضب،

“أليس من الأفضل لكِ أن ترقصي مع شخص آخر بدلاً من أن أكون أنا من يرقص معكِ؟”

“ماذا تعني؟”

“كنتِ تضحكين بشكل مفرط للأمير من مملكة كينت…..ظننت للحظة أنكما في علاقة سرية!”

من يتحدث عن من الآن؟

عبست أراسيلا بوجهها ومررت يديها بفوضوية على شعرها.

عندما رأت داميان يتبادل اللمسات مع ليونا بلا مبالاة، كانت هي نفسها قد شعرت بالألم لأنها كانت تفكر أن الاثنين يبدوان جيدين معًا.

“حقًا، هذا لا يصدق..…”

تمتمت أراسيلا بصوت منخفض، ثم تحدثت بصوت حاد،

“أنت بالذات، يبدو أنكَ معجبٌ بالسيدة كوديل، أليس كذلك؟ هل اخترتها لتكون زوجةً جديدًا لك إذا تطلقنا؟”

“ها! لا تتفوهين بكلام غريب. أنا لا أهتم بالسيدة كوديل. الرقص معها كان من أجل سمعتكِ فقط.”

“هممم، هل هذا صحيح؟”

“نعم، إذا انفصلت عنكِ، فلن ألتقي بأي شخص آخر. لن أكون في علاقة ثانية في حياتي.”

تنهد داميان بعمق وأعلن بحزم.

لكن الغريب أن أراسيلا شعرت بشعور غريب من الراحة في تلك اللحظة.

وفي الوقت نفسه، كرهت نفسها لذلك، فقررت أن تعقد ذراعيها وتوجه كلمات سلبية.

“كيف يمكنكَ أن تكون واثقًا من ذلك؟ من يدري متى ستظهر فتاةٌ تعجبكَ، وكيف؟”

“ذلك..…”

كان من المفترض أن يقول إن تلك الفتاة قد ظهرت بالفعل، وأنها أمام عينيه الآن، لكن الكلمات توقفت عند حنجرته.

لأنه لا يستطيع إظهار مشاعره تجاه أراسيلا.

قبض داميان قبضته بشدة، ثم بدلاً من متابعة حديثه، حول السهم إليها.

“ماذا عنكِ؟ هل ستتزوجين من رجل آخر إذا افترقنا؟”

“هل أنا مجنونة؟”

أظهرت أراسيلا رد فعل مفاجئ تقريبًا.

في البداية، كانت أراسيلا قد قررت أن تنفصل عن داميان حتى لا يؤثر الحب على عملها.

لكن إذا تزوجت من شخصٍ آخر، فسيكون لذلك معنى مغاير تمامًا لفكرة الطلاق.

“هل سترفضين طلب الأمير نواه؟ سمعت أنه مهتمٌ بكِ.”

“بالطبع سأرفض.”

أجابته بقوة على السؤال الذي كان يحمل تلميحًا، ثم تابعت بوجه يظهر عليه الاستغراب.

“و الأمير لم يكن مهتمًا بي، بل كان مهتمًا بسيدة برك السحر القادمة. فهو نفسه أيضًا ساحر.”

“……هل كان الأمر كذلك؟”

الآن فقط اكتشف داميان أن اهتمام نواه لم يكن ذو طابع عاطفي، فأصبحت تعابير وجهه ناعمةً بشكل مفاجئ.

جلس على الأريكة وكأن الثقل قد زال عنه، ثم مرر كفه على وجهه.

“أنا سعيدٌ بذلك.”

“ماذا تعني؟”

“كل شيء، أعني كل شيء.”

“يا للهول، ما الذي يجعلكَ سعيدًا بكل شيء؟”

تمتمت أراسيلا بصوت يظهر دهشتها. لكن مع مرور الوقت، بدأ تعبير وجهها يهدأ.

على أي حال، بما أنهما قد حلا سوء الفهم الذي كان بينهما، توقفت المشادة الكلامية على هذا النحو.

ومع ذلك، وبعد الشجار، كانت هناك أجواء غريبة ومحرجة، فاستلقت أراسيلا على سريرها بعد الاستحمام وأغمضت عينيها.

لم تكن هناك سحابة ثقيلة، بل كانت أفكاراً مختلفة تتزاحم في ذهنها.

…..كان يجب أن لا أفعل ذلك اليوم.

لا يجب أن أشعر بالغيرة عندما يرقص داميان مع ليونا، ولا يجب أن أهاجم داميان بسبب ذلك، ولا يجب أن أرتاح عندما أراه ينكر.

كان هدفها الأساسي هو التخلص من مشاعرها وتجاهلها. لكن قلبها، كما هو الحال دائمًا، لم يتبع رغباتها.

المشاعر التي اعتقدت أنها طردتها بالقوة كانت تتراكم ببطء داخلها، وعندما امتلأت الأمور التي لم تُحل، شعرت بضيق شديد.

هل يمكنني حقًا أن أتخلى عن مشاعر الحب تجاه داميان بهذه الطريقة؟

في الظلام، برزت هذه التساؤلات في ذهنها. فتمسكت أراسيلا بالغطاء بهدوء.

'كنت سعيدةً حتى بكلمة بسيطة عن قبول دعوتي للرقص…..هل هذا يكفي؟ هل سيكون كل شيء على ما يرام هكذا؟'

تمنت لو ينتهي الاحتفال بالعام الجديد بسرعة. بما أنهما كانا يعيشان في نفس الغرفة طوال اليوم، لم يكن قلبها يبرد، بل كان يبقى بنفس الدرجة من الحرارة.

أو ربما كانت تأمل أن يحدث شيء يمنحها الفرصة للتخلص من هذه المشاعر تمامًا.

استدارت أراسيلا باتجاه الأريكة، وأطلقت تنهيدةً صامتة.

كانت ليلةً مليئة بالاضطراب، حيث كان النوم بعيدًا عنها.

***

غرفة عائلة فاندرمير كانت تحتوي على غرفتي نوم. واحدة كان يستخدمها الزوجان، والأخرى كان يستخدمها أوسكار.

بعد أن انتهى الحفل، عاد أوسكار إلى غرفته مباشرةً وأخذ زجاجة من النبيذ ليشربها بمفرده.

“ذلك اللعين داميان، كيف يجرؤ على إحراجي أمام الناس؟!”

كان لا يزال غاضبًا من الطريقة التي سخر بها داميان منه قائلاً له أن يبتعد، ولم يستطع نسيان ذلك.

بسبب استيائه من تصرفات أخيه، كان قد قرر من البداية أن لا ينام مبكرًا، فشرب الخمر بلا تردد.

“هناك حدود للاستهانة بالناس، ذلك الوغد…..لكن لما كان والدنا أيضًا هكذا؟”

لقد عاتب الدوق فاندرمير أوسكار بشدة بسبب الحادثة التي وقعت مع داميان في الحفل الذي حضره الإمبراطور. و قد عاقبه على تصرفه قائلاً له أنه كان يسعى فقط لإظهار العائلة بشكل سيئ.

ما زاد من غضبه هو أن أوسكار هو من بدأ الحديث أولًا، مما جعل الأمور أسوأ. و كان يعتقد أنه كان يسبب مشكلة بلا داعٍ.

“لو لم يمنعني ولي العهد، لكان قد طردني من الحفل في منتصفه.”

لحسن الحظ، كان فريدريك قد وقف إلى جانبه بابتسامة لطيفة، وإلا لكان قد عاد إلى غرفته بمفرده وسط الحفل.

أوسكار شعر بالاستياء تجاه والده الصريح. و لم يفكر في الأخطاء التي ارتكبها هو، بل كان يعتقد أن تصرف والده القاسي كان مبالغًا فيه.

“إنه دائمًا غاضبٌ هكذا، ولهذا لا أستطيع أن أؤدي بشكل صحيح. هل هذا بسبب الضغط الذي يضعه عليّ؟”

صب أوسكار النبيذ في كأسه، ثم شربه دفعةً واحدة وأخذ قطعة من الجبن ليأكلها بسرعة.

“على الأقل كان ولي العهد هناك، وهذا شيء جيد. لأنه يثق بي.”

ابتسم أوسكار وهو يتذكر فريدريك الذي أصبح قريبًا منه مؤخرًا.

في الواقع، كان هناك قدر من التحفيز من فريدريك عندما تحدث إلى دميان في الحفل اليوم.

قال فريدريك لأوسكار إنه يجب عليه أن يظهر صورة أخوية خالية من المشاكل، وأوصاه بأن يقترب أولًا كأخ كبير ويحل الأمور. بناءً على ذلك، تبع أوسكار نصيحته.

ربما لأنه شعر بالأسف، عندما انتهى الحفل، جاء فريدريك شخصيًا ليجد أوسكار ثم ضربه على كتفه.

“أنا أؤمن أن السيد سيصبح شخصًا عظيمًا.”

“هاها! شكرًا، سمو الأمير.”

“لا داعي للشكر. أتمنى لكَ ليلة هادئة.”

عندها قال فريدريك وداعًا بابتسامة غريبة بعض الشيء، لم يلاحظ أوسكار ذلك لأنه كان يغمره شعور بالامتنان.

لقد تعهد فقط في نفسه أنه سيكافئ فريدريك، الذي كان يثق به أكثر من والديه.

“أوه، هل شربت كثيرًا؟ أشعر بالدوار.”

وضع أوسكار يده على جبهته، ورفع جسده المتمايل بصعوبة بسبب تأثير الكحول.

كان يشعر برغبة في الاستلقاء على السرير الناعم والنوم.

وفجأة، شعر برياح باردة تهب من مكان ما. فنظر بحيرة إلى جانبه، حيث كان دائمًا يغلق الباب بإحكام لأنه كان يتحسس من البرد.

“هل نسيت أن أغلق باب الشرفة؟”

بدلًا من التوجه نحو السرير، استدار جسده باتجاه الشرفة. خلف الستارة التي كانت تتمايل في الهواء، ر كان هناك ظل مظلم يلوح.

'هل أرى أشياء بسبب الثمالة؟'

بينما كان يحدق بعينيه المتعبتين، رفع رأسه، و في تلك اللحظة.

“……؟!”

تمزقت الستارة، واندفع ظل مظلم نحو أوسكار، ليغطيه بالكامل.

حاول أن يحرر نفسه من قبضة اليد التي سدت فمه، وكافح بكل قوته.

“آااه…!”

جاء صوت ارتطام قوي، ثم آخر.

كان جسده يرتطم بكل شيء من حوله، مما أحدث أصواتًا ثقيلة، لكن في تلك الليلة المتأخرة، لم يسمع أحد تلك الأصوات.

في النهاية، وبعد مقاومةٍ يائسة، انهار أوسكار دون أن يصرخ أو يصدر أي صوت.

وفي اليوم التالي، وُجد أوسكار جثةً هامدة.

____________________

اوسكار فطس! زغرطواااا قولولوللولوووووش

بس المشكله مايمدي نختفل واضح ذي خطة فريدريك الزفت يبي يلزقها في داميان

والحين وش السواة😭

وضع أراسيلا وداميان من جرف لدحديره🥲

Dana

2025/04/04 · 34 مشاهدة · 2374 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025