أراسيلا التي قضت ليلةً بلا نوم وضعت يدها على جبينها بوجه شاحب. ولأنها لم تنم جيدًا فقد فقدت شهيتها ونادرًا ما رفضت الإفطار كما فعلت اليوم.
أما داميان الذي لم يكن حاله مختلفًا كثيرًا فكان يبدّل ملابسه في غرفة الملابس.
أنهت أراسيلا استعدادها باكرًا و جلست على الأريكة تنتظر قدوم أودري.
منذ استيقاظهما في الصباح تجنب الاثنان النظر إلى بعضهما كما لو كانا متفقين على ذلك وغيرا مساراتهما كي لا تتلاقى وجوههما.
فالحوار الذي دار بينهما في الليلة الماضية ما زال يثير اضطرابهما.
كانت أراسيلا تضغط على صدغيها بنفاذ صبر وتلقي بين الحين والآخر نظرات خاطفة نحو غرفة الملابس والباب.
الضوضاء الصادرة من الداخل بدأت تهدأ شيئًا فشيئًا لكن لا يزال لا خبر عن أودري.
لقد خرجت منذ وقتٍ ليس بالقصير قائلةً أنها ستحضر شايًا دافئًا. ومع ذلك فقد تأخرت بشكل غريب عن العودة.
‘لماذا لا تأتي؟ هل تاهت في الطريق أم ماذا؟’
بالطبع كانت تدرك أن ذلك احتمالٌ ضئيل، لكن مع طول وقت الانتظار بدأ صبرها ينفذ. وعندما لم تعد تحتمل الانتظار وقفت من مكانها لتخرج بحثًا عن خادمتها.
“سـ، سيدتي!”
ركضت أودري إلى الداخل بوجه شاحب تمامًا، ويبدو أنها كانت تركض على عجل حتى أن تسريحتها المحكمة أصبحت مبعثرة.
أراسيلا التي كانت قد نهضت بنصف وقفةٍ استقبلت خادمتها بسؤال يملؤه الاستغراب.
“أودري، ما الأمر؟ ماذا حدث؟”
“لقد وقعت مصيبة!”
“ما هي المصيبة بالضبط؟”
أجابت أودري بصوت مرتفع وقد بدا أنها على وشك الانهيار.
“السيد فاندرمير توفي الليلة الماضية! بل قُتل!”
اتسعت عينا أراسيلا بدهشة، أليس السيد فاندرمير هو أوسكار؟ هل تقول أنه قُتل الليلة الماضية؟
دون أن تشعر، استدارت برأسها نحو غرفة الملابس حيث يوجد داميان. وكان قد خرج في تلك اللحظة بعد أن أنهى تبديل ملابسه، واقفًا بوجه متجمد وقد سمع حديث أودري.
“أودري، اهدئي وتحدثي بتفصيل أكثر.”
“نـ-نعم……”
ابتلعت أودري ريقها الجاف وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تبدأ بالكلام بهدوء.
وفقًا لما سمعَته، فقد وُجد أوسكار قبل ساعة فقط جثة باردة. و أول من اكتشف الجثة كان أحد خدم دوقية فاندرمير.
فقد دخل لإيقاظ أوسكار بعد أن تجاوز وقت استيقاظه المعتاد دون أن يُسمع له أي صوت، لكنه وجد جثته فصرخ من هول الصدمة.
الخادم الذي زحف تقريبًا خارج الغرفة أخبر الدوق و الدوقة فاندرمير على الفور، وبينما كانت أراسيلا منشغلة بالتزيين وداميان بالاستحمام، كانت العاصمة الإمبراطورية قد انقلبت رأسًا على عقب.
“حاليًا فرسان القصر الإمبراطوري يحرُسون باب غرفته، والدوقة أغمي عليها من شدة البكاء، والدوق ذهب لمقابلة جلالة الإمبراطور.”
“هل تأكدوا فعلًا بأنه قُتل؟”
“نعم، لم يُعثر على أداة الجريمة، لكن آثار الطعن بالسكين كانت واضحةً جدًا على جسده.”
تحول وجه أراسيلا إلى ملامح جدية.
موت أوسكار المفاجئ كان يثير في نفسها شعورًا مريبًا، وكأن نذير شؤم غامض بدأ يتسلل إليها بهدوء
ففتحت فمها بثقل ونادت على داميان.
“داميان، ألا يجب أن تذهب أنت أيضًا؟ في النهاية، هو أمر يخص العائلة.”
“……نعم، يجب أن أفعل ذلك.”
“هل أرافقكَ؟”
أومأ داميان برأسه ببطء نافيًا.
فهو لا يرغب في اصطحاب أراسيلا إلى مكان وقعت فيه جريمة قتل، كما أنه لا يعلم كيف ستكون ردة فعل أفراد عائلة الدوقية عند رؤيته، ولا يريد التسبب لها بأي تورط غير ضروري.
'خصوصًا أنني تشاجرت مع أوسكار بالأمس.'
حتى داميان شعر بسوء الموقف الذي جاء في توقيت غريب كهذا، لكنه لم يُظهر ذلك و تحدث بهدوء.
“ابقَي في الغرفة، سأذهب وحدي.”
“حسنًا، إن احتجت مساعدتي، فلا تتردد في إخباري.”
“حسناً”
أجاب داميان بإيجاز ثم فتح الباب وغادر.
أما أراسيلا فجلست مجددًا على الأريكة تحاول كبح الغثيان الذي بدأ يعلو في داخلها.
من يا ترى تجرأ على ارتكاب جريمة قتل في العاصمة الإمبراطورية، وفي مهرجان رأس السنة بالذات؟
وفوق ذلك، كان الضحية أوسكار فاندرمير، الذي كان في علاقة عدائية معهم.
هذا الأمر كان يثقل صدرها، حتى أن شعورها بالقلق فاق وقع الصدمة أو الحزن من موته المفاجئ.
'عند وقوع جريمة قتل، أول ما يتم التحقيق فيه هو علاقات العداء……لكن من بين الحضور، هل هناك من كانت علاقته بالسيد أسوأ من علاقتنا به؟'
خرجت تنهيدةٌ من فم أراسيلا، لأن الجواب كان: لا
وفكرت بوجه غارق في الحزن.
'أوسكار فاندرمير كان من المفترض أن يموت بتهمة الخيانة. فلماذا مات الآن؟'
في المستقبل الذي رأته، كان أوسكار سيرث لقب الدوق، ثم يقع في فخ طمعه، وحين يُحاصر من كل الجهات، ينهي حياته بالانتحار.
لكن أوسكار في حاضرها لم يكن يملك لا سلطةً ولا نفوذًا يؤهله لذلك. و حتى لو أراد التآمر على خيانة، لم يكن لديه ما يكفي لتحقيقها.
فمن الذي قتله إذًا؟ ولأي سبب؟
***
في اليوم الأخير من مهرجان رأس السنة، عُثر على الابن الأكبر لعائلة الدوق فاندرمير مقتولًا.
وانتشر هذا الخبر بسرعة بين خدم القصر الإمبراطوري من فم إلى فم.
فقد وقعت جريمة قتل في فعالية وطنية تُفتتح بها السنة، لذا لم يكن من الغريب أن يعمّ الاضطراب
وبسبب ذلك، سادت الفوضى والارتباك أجواء القصر الشرقي.
وفيما ذهب قائد فرسان القصر لرفع تقرير بالحادثة إلى الإمبراطور بعد أن فرض الطوق الأمني حول جناح عائلة الدوق، ظهر أحد الأشخاص بعد أن سمع بالشائعة.
“ما الذي يحدث بحق؟! سمعتُ أن السيد فاندرمير قُتل!”
حين وصل ولي العهد مسرعًا بوجه مصدوم، انحنى الفرسان احترامًا له فورًا. لكن فريدريك لم يلتفت إليهم ولو لحظة واحدة، بل دخل الغرفة دون تردد.
رغم أن قائد الفرسان أمر بعدم السماح لأي أحد بالدخول، إلا أن أحدًا لم يجرؤ على إيقاف ولي العهد.
قاد فريدريك ثلاثة من فرسانه الخاصين وتوجه مباشرة نحو جثة أوسكار.
كان ملقى في وسط الغرفة على ظهره بلا حراك. و حول جسده كانت بركة دماء داكنة، فقد طعنه القاتل مرارًا وتكرارًا.
وقف فريدريك بوجه ثقيل مملوء بالأسى، و تحدث بصوت جاد.
“السيد فاندرمير، لا أعلم من الذي انتزع حياتكَ المؤسفة، لكنني سأكشف الجاني لا محالة وسأرفع عنك هذا الظلم.”
ثم التفت إلى خدم الدوقية الذين كانوا يحرسون جثة أوسكار وأصدر إليهم أمرًا.
“غطّوا جسد السيد بأي شيء يمكنكم استخدامه.”
“نـ-نعم، يا صاحب السمو.”
أسرع الخدم بنزع ملاءة السرير وغطّوا بها أوسكار، بينما كان فريدريك يسير ببطء ويداه خلف ظهره وهو يتفحص الغرفة بعناية.
“هل أبقيتم الغرفة تمامًا كما كانت عند اكتشاف الجثة؟”
“نعم، هذا صحيح. أمرنا الدوق بعدم لمس أي شيء وأن نقف هنا لحراسة الوضع.”
“من غير الدوق فاندرمير، من دخل هذه الغرفة أيضًا؟”
“الدوقة وخادماتها، و الخادم الذي وجد الجثة أولًا، ونحن فقط.”
أومأ فريدريك برأسه بتعبير غامض، ثم لوّح بيده،
“حسنًا، حان الوقت لنقوم بعملنا. بما أننا سنبدأ التحقيق في مقتل السيد، غادروا الغرفة الآن.”
“مفهوم.”
غادر الخدم، وبدأ فريدريك مع الفرسان بتفتيش الغرفة بشكل جاد.
“لابد أن هناك خيطًا يدل على من قتل السيد……فتشوا المكان بدقة.”
“أمرك، سمو الأمير!”
بدأ الفرسان بالتنقل في أرجاء الغرفة، يفحصون الأرض وكل زاوية بعناية. أما فريدريك فكان يسير بهدوء إلى أن دخل غرفة الملابس وبدأ يحدّق حوله.
رغم أن المهرجان لا يدوم أكثر من ثلاثة أو أربعة أيام، فقد أحضر أوسكار معه كميةً ضخمة من الملابس، حتى بدت أمتعته أكثر من أغلب السيدات النبيلات.
'قال بأنه خبأها هنا في مكان ما……'
بدأ يفتش جيوب الملابس واحدًا تلو الآخر بحثًا عن شيء ما، لكن كل ما وجده كان بضع قطع ذهبية، وأزرارًا، وبعض القمامة الصغيرة.
بينما كان فريدريك يتفقد غرفة الملابس مرة أخرى بوجه متجهم، لمح حقيبة سفر موضوعة بجانب خزانة الملابس لم تكن مغلقةً بالكامل.
و كان هناك طرف ورقة يبرز قليلًا من فتحة الحقيبة.
دون تردد، سحب فريدريك الورقة. وحين قرأ محتواها، ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ خفيفة من الرضا، فقد وجد ما كان يبحث عنه، ولم يكن بحاجة للتفتيش أكثر.
وبينما بدأت الضوضاء تعلو من الخارج، طوى فريدريك الورقة ووضعها في صدره ثم غادر غرفة الملابس.
“لا يمكنك الدخول الآن، سيدي.”
“هل يعني ذلك أنني كأحد أفراد العائلة لا يُسمح لي حتى بإلقاء نظرة على شقيقي المتوفى؟”
“نعلم أن الأمر صعب، ولكننا نحقق في جريمة مقتل السيد فاندرمير……”
ضيّق فريدريك عينيه حين رأى داميان يتجادل مع الفرسان عند الباب. ثم اقترب منه وكأنه لا يعرفه، و تحدث بصوت منخفض.
“ما سبب هذه الجلبة؟”
“سموك، الأمر هو………قال اللورد فاندرمير بأنه يجب عليه أن يدخل ليرى جثة السيد”
“تنحّ جانبًا.”
تراجع الفرسان جانبًا وفتحوا الطريق. فوقف داميان وفريدريك وجهًا لوجه.
وبعد لحظات من الصمت، فتح فريدريك فمه أخيرًا.
“على حد علمي، أمر قائد الفرسان بمنع الدخول……ومع ذلك، تمكنت من الوصول إلى هنا.”
“ومع ذلك، أرى سموك تتجول بحرية داخل الغرفة.”
“أنا لست مثلك، يا لورد.”
كان في كلامه نبرةٌ غريبة، جعلت حاجب داميان يرتجف قليلًا. فلم يكن يقصد فقط الفرق في المنزلة بين ولي العهد وأحد النبلاء.
“هل تقصد أن سموك تملك صلاحيات أكثر من عائلة الفقيد ذاتها؟”
“حسنًا، لا يمكنني الجزم بذلك……لكن المعنى سيتضح مع الوقت، أليس كذلك؟”
قال فريدريك ذلك وهو يبتسم ابتسامةً غامضة ثم ربت على كتف داميان بخفة.
عبس داميان وبدأ يراقب ما خلف فريدريك بتركيز شديد.
جثة أوسكار المغطاة بالقماش الأبيض، والغرفة التي بدت أنيقةً أكثر مما توقع.
'يبدو أنه لم تكن هناك مقاومة شديدة عند موته……و زجاجات الخمر مبعثرة……هل كان يشرب حين تعرّض للهجوم؟ فمات دون أن يتمكن حتى من المقاومة؟’
نظر داميان إلى باب الشرفة غير المُغلق، وازداد عبوسه.
ظهرت بضع أوراق شجر متناثرة عند الباب من الداخل والخارج و أوحت له بأن ذلك كان على الأرجح طريق التسلل.
لاحظ فريدريك أن داميان يفحص الغرفة بعينيه، فمد ذراعه ليحجب رؤيته متعمدًا.
“عُد أدراجك، يا لورد فاندرمير. سنكشف نحن عن ملابسات وفاة شقيقك المؤلمة.”
“……وهل يمكن لعائلةٍ أن توكل أمر فقيدها إلى الغرباء تمامًا؟”
“لم تكونا على علاقةٍ جيدة كإخوة، أليس كذلك؟ سمعت أنكما تشاجرتما في الحفل ليلة الأمس.”
ارتعشت شفتا داميان قليلًا عند سماع تلك الكلمات، بينما رفع فريدريك ذقنه ونظر إليه من الأعلا.
“إحداث ضجةٍ هنا لن يفيدكَ بشيء، يا لورد. عُد وانتظر النتائج.”
“……."
“هذه أوامرٌ من ولي العهد.”
وحين قال ذلك بهذه الطريقة، لم يكن أمام داميان خيارٌ سوى الانصياع، فخرج من الغرفة وكأنه طُرد منها.
لكنه لم يغادر المكان، بل توجّه مباشرةً إلى الخارج يبحث عن أي أثر لتسلل خارجي.
إلا أنه لم يجد أي آثار لأقدام أو تسلل في أي مكان.
إما أن القاتل محا آثاره بدقة……أو……
‘هذا يعني أنه تسلل من داخل المبنى، عبر الشرفة.'
فمثلًا، لو دخل من إحدى الغرف المجاورة وانتقل عبر الشرفة، لما ترك أي أثر خارجي.
رفع داميان رأسه، وعيونه الذهبية غاصت في الظلام.
كان أول ما لفت انتباهه نافذة غرفة أوسكار، وفي الجوار، كانت غرفته الخاصة على بعد بضع خطوات.
صاح غرابٌ جاثم على غصن شجرة بصوت حاد، ثم رفرف بأجنحته. و سقطت ورقة شجرة أمام عينيه.
كانت قد سقطت من شجرةٍ زرعها القصر عمدًا لتزين المكان حتى في الشتاء.
ضغط داميان على معدته بحركة مفاجئة وكأن شيئًا ثقيلًا قد استقر هناك.
كان شعورًا غير جيد، إنه أمرٌ سيء.
***
في تلك الأثناء، كانت أراسيلا تتنقل بقلق في الغرفة، لا تزال مشغولة بالتفكير في سبب وفاة أوسكار المفاجئ.
بينما كانت تواصل البحث عن إجابة لتساؤلاتها، عاد داميان إلى الغرفة بوجه جامد.
“داميان، هل حصلت على أي معلوماتٍ حول وفاة السيد؟”
سألته أراسيلا بسرعة وهي تقترب منه.
أغلق داميان الباب بإحكام وهز رأسه قبل أن يتجه بسرعة نحو الشرفة. ثم لاحظ أن باب الشرفة غير مغلقٍ تمامًا، فازداد وجهه قسوة.
“منذ متى كان باب الشرفة مفتوحًا؟”
“ماذا؟ لا أعلم، بصراحة”
أجابت أراسيلا فوراً،
“أودري، هل تعرفين؟”
“أم……في مساء اليوم السابق، قمت بإغلاقه، ولكن لا أدري متى فُتح بعد ذلك.”
أجابت أودري بوجه مرتبك.
فتح داميان باب الشرفة تمامًا. و كانت الأغصان المتمددة من الأشجار الخضراء طوال العام تبرز نحو الشرفة، وسقطت منها أوراق كثيرة على الأرض.
توقفت أراسيلا في مكانها كتمثال، تنظر بارتباك إلى داميان الذي كان ثابتًا دون حراك.
“داميان، ما الأمر؟”
“……حين كنتِ تستحمين هذا الصباح، ماذا كنتِ تفعلين؟”
“كنت أتزيّن داخل غرفة الملابس.”
“ولو أن أحدهم تسلل إلى الشرفة أو الغرفة في تلك اللحظة، هل كنتِ ستلاحظين ذلك؟”
“أمم……لا، لا أعتقد. لست حساسةً تجاه هذه الأمور إلى ذلك الحد.”
كانت أراسيلا تتمتع بقوة هجومية عالية بصفتها ساحرة، لكنها لم تكن تملك الحواس المتطورة التي يملكها داميان.
ولم تكن قد وضعت أي تعاويذ للحماية، لذا لم يكن من السهل أن تلاحظ تسلل أحد بينما كانت في حالة غير محصنة.
أظلم وجه داميان فجأة.
في ظل عدم وجود أي أثر لتسللٍ خارجي، وإذا كانت الأوراق المتساقطة متطابقة على الشرفتين معًا……فالأمر واضح بشأن نوع الشبهات التي قد تثار.
أمسك بمقبض الباب بقوة حتى شحب لون أطراف أصابعه، ثم قال بصوت خفيض ومظلم،
"زوجتي، على ما يبدو أنني-"
كووواانغ-!
في تلك اللحظة، قاطع صوت فتح الباب بعنف كلمات داميان.
التفت كلاهما في نفس الوقت نحو الباب. و كان فرسان القصر الإمبراطوري المسلحون يقتحمون الغرفة دون تردد.
ثم أحاطوا بهما وكأنهم يقطعون طريق الهروب.
كان تصرفًا مفاجئًا للغاية.
“اللورد داميان فاندرمير، عليكَ أن تأتي معنا.”
تحدث الفارس الذي يتقدمهم بوجه جاد.
عقدت أراسيلا حاجبيها وحدقت به بتذمر، معبرةً عن انزعاجها.
“ما هذا التصرف الوقح؟ أليس اقتحام الغرفة دون إذنٍ كافيًا، و الآن تريدون أخذ داميان أيضًا؟”
“لا تعترضِ، سيدة فاندرمير. نحن هنا لاعتقال داميان فاندرمير كأحد المشتبه بهم الرئيسيين في قضية قتل السيد أوسكار فاندرمير.”
اتسعت عينا أراسيلا بشكل كبير.
كانت تتوقع أن يكون داميان من المشتبه بهم في المقام الأول، لكنها لم تتخيل أبدًا أن يتم تحديده كمتهم في غضون نصف يومٍ فقط.
أمام أراسيلا الصامتة، أعلن الفارس بحدة.
“إنها أوامر من جلالة الإمبراطور. إذا لم تتعاون طوعًا، سنجبركَ على الذهاب بالقوة.”
اهتزت عيناها الزرقاوان بشكل طفيف. و نظرت إلى داميان بوجه متردد.
داميان أيضًا خفض رأسه والتقى بنظراتها.
هز رأسه ببطء. ففهمت أراسيلا معناه فورًا، وعضت شفتيها.
“لنذهب.”
أمسك الفرسان بذراعي داميان من الجانبين. و لم يقاومهم. كما أن أراسيلا لم تعترض أو تضع حاجزًا.
وقفت فقط كأنها متجمدةٌ في مكانها، تراقب داميان وهو يغادر مع الفرسان.
ثم شعرت كما لو أن العالم من حولها أصبح مظلمًا لأول مرة في حياتها.
____________________________
نص يوم! يعني حتى ماشكوا كيف كذا كل شي واضح؟ مجانين
تكفى لوكاس ذاه وقتك تعال اخلص مافيه وقت😭
تو اراسيلا تقول لازم انسى مشاعري لداميان بي هاهاعا مايمديس ازنطي صديقس فريدريك ذاه اول وبعدين نشوف المشاعر
يعني يمكن ذا الحدث يخليهم يحبون بعض اكثر 🌝✨
Dana