لم تكن هناك نوافذ في غرفة التحقيق داخل مقر الفرسان الإمبراطوريين.
كانت الجدران مغلقةٌ من كل الجهات، وكان مصدر الضوء الوحيد هو المصباح المعلق على الحائط، وقد تُرك داميان هناك لساعات.
في الحقيقة، لم يكن ذلك معاملةٌ سيئة بالنسبة له، فقد كانت فرصةً ليُرتب أفكاره بهدوء.
كان جالسًا ساكنًا وذراعيه متشابكتين وعيناه مغمضتان، حتى فُتح الباب فجأة بعد انتظار طويل، ففتح داميان عينيه ببطء.
دخل رجلٌ بشارةٍ فضية مُعلّقة على زي فرقة الفرسان الإمبراطوريين.
رفع نظره داميان أكثر ليتأكد من وجه الداخل، ثم تحدث بصوت منخفض.
“يبدو أن السيد ديلاك لم يأتِ.”
“القائد مشغولٌ حاليًا، وليس هناك داعٍ لأن يواجه بنفسه شخصًا مثيرًا للاشمئزاز قتل شقيقه دون أن يرف له جفن.”
“لم تُثبت جريمتي بعد، ومع ذلك تعاملونني كمجرم. هل هذه هي عدالة فرقة الفرسان الإمبراطوريين؟”
عند هذا الرد الحاد نوعًا ما، عقد جوزيف ميلر نائب قائد فرقة الفرسان الإمبراطوريين حاجبيه بانزعاج.
فقد أوكِل إليه استجواب داميان بدلًا من القائد الأعلى بين ديلاك.
وعلى عكس بين ديلاك، لم تكن هناك علاقةٌ خاصة بين جوزيف وداميان.
بل على العكس، كان جوزيف يكره داميان الذي أخذ يُنمي نفوذه ليضاهي نفوذ الفرقة الإمبراطورية.
“اللورد داميان فاندرمير، جريمتكَ قد ثبتت بوضوح. لقد تنكرت بشرف الفروسية وقتلت شقيقك بوحشية.”
“لم أفعل ذلك قط.”
رد داميان بصرامة قاطعة. عندها ارتسمت على شفتي جوزيف ابتسامةٌ ساخرة وكأنه وجد الأمر مثيرًا للسخرية.
“الإنكار لا فائدة منه. لقد عُثر بالفعل على آثارٍ تشير إلى انتقالكَ من شرفة غرفتك إلى غرفة السيد فاندرمير.”
“ومن قال أم المتسلل لم يزحف خفيةً إلى غرفتي أولًا؟ ربما تعمّد ترك تلك الآثار لإلصاق التهمة بي.”
“لورد فاندرمير، يكفي. هذا مثيرٌ للشفقة.”
قال جوزيف ذلك وهو يتكئ إلى الخلف بهدوء.
أما داميان، فظل محافظًا على وضعية تشابك ذراعيه وهو يحدّق فيه بثبات. بابتسامةٍ واثقة تعلو شفتيه، ونظرات لا تعرف التردد، وتصرّف مفعمٍ بالغرور واليقين.
'مهما كان الأمر، فهذا يعني أن هناك دليلًا قد وُجد.'
لم يكن من المنطقي أن تجرّه فرقة الفرسان إلى هذا المكان بناءً على شكوك فقط.
سواء كان الدليل مزيفًا أو حقيقيًا، فلا بد أنه ظهر شيءٌ ما.
كاد داميان أن يتنهّد من الغضب لكنه كتم أنفاسه بصعوبة.
موت أوسكار فاندرمير كان فخًا ضخمًا يجرّه نحو الهاوية. لكن في الوقت الحالي، لا يعرف داميان كيف ينجو من هذا الفخ.
“أتدري لماذا تأخرتُ في الحضور؟ لقد كنت أفتش الغرفة التي أقمتَ فيها أنتَ وزوجتكَ.”
“….…”
“ما رأيك؟ هل بدأ القلق يتسلل إليكَ بعد سماع هذا؟ وإن عرفت ما الذي عثرتُ عليه داخل الغرفة، فسيزداد قلقكَ أكثر.”
أخرج جوزيف شيئًا من طيات ثوبه، ملفوفًا بقطعة قماش، ووضعه على الطاولة.
و تابعه داميان بوجه خالٍ من التعبير.
فتح جوزيف القماش بحذر، ليكشف عن خنجر ملطخٍ بالدماء، منقوش على مقبضه شعار فرقة فرسان الصقر الأحمر.
تعرّف عليه داميان على الفور، فقبض يده سرًا بقوة. و شعر وكأن أنفاسه تُنتزع، لكنه لم يُظهر ذلك أبدًا.
“وجدناه تحت سجاد غرفتكَ، يبدو أنكَ لم تجد وقتًا للتخلص منه فأخفيته على عجل.”
“لم أستخدم هذا الخنجر قط.”
“لورد فاندرمير، هل ستستمر في التظاهر بالجهل؟ هذا ليس مجرد خنجرٍ عادي، إنه سلاح لا يُستخدم إلا في فرقة فرسان الصقر الأحمر الخاصة بك، ولا يمكن لأي شخص عادي امتلاكه.”
“وكيف تأكدتَ من ذلك؟”
قال داميان ذلك بنبرةٍ حادة وهو يكتفي بتفحّص الخنجر بعينيه دون أن يلمسه.
“عندما وُرّطت ظلمًا في فضيحة الابن غير الشرعي في الماضي، جاء الطرف الآخر بمنديل يحمل شعار أسرة الدوق مدّعيًا أنه دليله. لكنه لم يكن لي.”
“…….”
“كما أنني لست الوحيد في أسرة الدوق فاندرمير، كذلك لست الوحيد في فرقة فرسان الصقر الأحمر. هذا ليس خنجري.”
“إذاً، هل تقول إن أحد الفرسان من فرقتكَ هو من قتل السيد؟ أو ربما……بأمرٍ منكَ؟”
قال جوزيف ذلك بلهجةٍ تنضح بالسخرية. عندها تقلّصت ملامح داميان بصمت.
لقد أدرك أن أي جواب متهور قد يجرّ أتباعه أيضًا إلى هذه المؤامرة، فلم يستطع الرد بسهولة.
لف جوزيف الخنجر مرة أخرى بالقماش وأعاده إلى حوزته، ثم رفع ذقنه بشموخ.
شعر بتفوقٍ وكأنه وضع أحد أمهر مبارزي الإمبراطورية تحت قدميه.
“حتى وإن لم يكن هذا الخنجر ملككَ فعلًا، فنحن نملك دليلًا آخر يثبت أنكَ الجاني.”
“وما هو هذا الدليل؟”
“ذلك هو……”
“هذه الورقة بالضبط”
ظهر صوتْ منخفض قاطع حديثهما بينما فُتح باب غرفة التحقيق فجأة.
وقف جوزيف من مكانه وقد عقد ساقيه سابقًا، ثم انحنى بسرعة.
أما داميان، فلم يتعمّد حتى الالتفات أو إلقاء التحية.
فهو لم يكن بحاجة لأن يرى الداخل ليعرف أن فريدريك هو من يحمل تلك الورقة ويدخل الغرفة.
“أحيي سمو ولي العهد!”
“أحسنت، سيد ميلر. لا بد أنكَ تعبت من استجواب اللورد فاندرمير، أليس كذلك؟”
“أنا بخير يا سمو الأمير.”
“مع ذلك لا بد أنكَ مرهق، اذهب وخذ قسطًا من الراحة. سأكمل الاستجواب بنفسي.”
قال فريدريك ذلك بابتسامةٍ لطيفة وهو يربت على كتف جوزيف، ورغم أن كلماته بدت كاقتراح، فإن جوزيف فهم جيدًا أنها في الحقيقة أمرٌ بالمغادرة، فتنحّى عن المكان بتفهم.
جلس فريدريك بهدوء أمام داميان، مبتسمًا ابتسامةً لا تصل إلى عينيه وهو يحدق فيه.
“مؤلم فعلًا……أن يتحوّل شخصْ كنت أرجو أن يكون دعاماً للإمبراطورية إلى مجرمٍ قتل أحد أقاربه.”
“……ما هذه الرسالة التي تحدثتم عنها؟”
“هل تثير فضولكَ؟ لا يمكنني أن أسلمها لكَ مباشرة، خشية أن تُتلفها، لكن يمكنني أن أقرأها لكَ.”
لوّح فريدريك بالرسالة بين أصابعه وهو يراقب وجه داميان المتجمد، ثم ابتسم بخفة.
وبحركة بطيئة استفزازية، فتح الرسالة وبدأ يقرأ ما كُتب فيها.
“إلى جدتي العزيزة. أنا أوسكار، جدتي. هل كنتِ بخيرٍ في غيابنا؟ أكتب لكِ هذه الرسالة خلال مهرجان العام الجديد لأنني أود أن أطلب منكِ شيئًا.”
كاتب الرسالة كان أوسكار، والمُرسلُ إليه كانت السيدة الكبرى لعائلة فاندرمير.
وملخص محتوى الرسالة كان كالتالي:
<لقد فزتُ في مسابقة الفروسية ونلتُ شرف المشاركة في حفل العشاء، وهذه فرصةٌ رائعة
وأرغب بشدة أن يُعترف بي كوريثٍ شرعي هذه المرة، وأتخطى داميان بجدارة.
لكن في الحقيقة، تعمدت تعريض داميان للخطر أثناء المنافسة لكي أفوز عليه، ويبدو أنه أدرك الأمر وبدأ يُعد لرد انتقامي.
لذا أرجو منكِ أن تساعديني لأكون مستعدًا لما قد يفعله.>
“يبدو أن الصراع على وراثة العائلة كان محتدمًا حقًا. الأخ الأكبر حاول قتل الأصغر، ثم ردّ الأصغر بقتل الأكبر.”
قال فريدريك ذلك بنبرةٍ مرحة وهو يطوي الرسالة، فابتسم داميان ابتسامةً ساخرة.
من خلال رسالة أوسكار فقط، بدا أن لداميان دافعًا كافيًا للقتل.
بل أن أوسكار أوحى بشكل غير مباشر بأنه كان يشعر بتهديد على حياته من قبل داميان.
كل الأدلة، سواء المادية أو النفسية، كانت تشير ضده.
“حتى لو كانت العلاقة بين الإخوة سيئة، فارتكاب جريمة قتل داخل العاصمة أمرٌ لا يُغتفر.”
“……لم أقتله”
ردّ داميان بصوت مقيّد بالغضب، محاولًا السيطرة على انفعاله أمام صوت فريدريك المليء بالاستهزاء.
“في الأساس، خلال مسابقة الفروسية، كان السبب في عدم محاسبة أوسكار على فعلته هو أن سموّك دافعت عنه، لذا لم تُكشف الحقيقة بالكامل، وتم التغاضي عنها. فكيف لي أن أخطط للانتقام منه؟”
“أجل، كيف استعددتَ للأمر؟ هل كان في قلبك ضغينةٌ تجاهه منذ زمن، فرأيت الفرصةَ سانحة؟”
سأل فريدريك بنبرةٍ مبالغ فيها، مليئةٍ بالسخرية والتحدي.
وعند هذه اللحظة، أدرك داميان تمامًا.
لا مفرّ……هذه المكيدة من تخطيط ولي العهد نفسه.
منذ ما قبل مهرجان العام الجديد، كان فريدريك يثير موضوع صراع الوراثة داخل أسرة فاندرمير في المجالس العامة.
ظنّ داميان حينها أن ذلك مجرد استفزاز عابر، لا أكثر. لكن الآن، وقد اتّضحت الصورة، ظهر الغرض الحقيقي من وراء تلك الكلمات.
فريدريك كان يريد ترسيخ فكرة أن الأخوين غير الشقيقين يخوضان صراعًا مريرًا على الإرث. لكي لا يبدو مقتل أحدهما على يد الآخر أمرًا غريبًا.
كل ذلك حتى يُلبس داميان تهمة قتل أحد أقاربه، ويُلصق به عار الجريمة إلى الأبد.
لم يكن داميان يتخيل حتى في أسوأ كوابيسه أن ولي العهد قد يُقدم على فعل متهور كهذا في مناسبة إمبراطورية رسمية، فشعر بمرارة الهزيمة تتغلغل في أعماقه.
شدّ على أسنانه بقوة حتى برزت عضلات فكه. وحدق به بعينين محمرتين من الغضب، تضجّ بالأوعية الدموية، ثم تحدث بصوت خفيض يغلي.
“ما الذي تريده مني؟”
“أظن أنك تعرف الجواب دون أن أقول.”
قال فريدريك ذلك وهو يمحو ابتسامته من على شفتيه ويقف.
فهو الآن في موقع يُمكّنه من أخذ ما يريد بالقوة، لكنه مع ذلك أراد استرجاع بعض الأمور بطريقة “مهذبة” قدر الإمكان.
طبعًا، هذا لا يعني أنه سيسامحه أو يخفف عنه إن استجاب.
مدّ فريدريك يده وأمسك كتف داميان بإحكام.
وجهه بدا لطيفًا في الظاهر، لكنه خالٍ تمامًا من أي شعور بالذنب رغم دناءة ما فعل.
“احرص على ألّا تجرف العاصفة التي ضربتكَ أناسا أبرياء لا علاقة لهم بالأمر.”
"……."
“على الأقل، دع من حولكَ في مأمن.”
خرجت ضحكةٌ ساخرة صغيرة من فم داميان، ثم مرّر كفه على وجهه.
كان يضغط على فكه بقوة حتى بدت عظامه نافرة. و عندما فكّر في أولئك الذين يجب أن يحميهم، أدرك أنه لا يملك أي خيار آخر.
لم يحتج إلى وقتٍ طويل ليتخذ قراره، فالجواب كان واضحًا منذ البداية.
كما قال……لا يمكنه السماح لأناسٍ لا ذنب لهم أن يُصابوا بسبب الإعصار الذي اجتاحه.
***
وبعد أن اقتيد داميان، طُردت أراسيلا أيضًا من الغرفة على الفور.
كانت فرقة الحراس الإمبراطوريين قد طردتها من الغرفة بحجة أنهم بحاجة لتفتيشها، ولم يكن لديها خيار سوى الخروج، فقد كانت احتجاجاتها بلا فائدة أمام أولئك الذين يستندون إلى أوامر الإمبراطور.
غادرت أراسيلا بوجه مليء بالغضب وتوجهت إلى غرفة والديها.
عندما دخلت، وقف الفرسان عند الباب، مُراقبين كل حركة، وفرضوا رقابةً صارمة على تحركاتها.
عُزلت أراسيلا مع والديها، ولم يكن أمامها سوى انتظار أخبار داميان بفارغ الصبر.
“يجب أن يُطلق سراح داميان سالمًا.”
لكن الأحداث سارت على عكس ما تمنت أراسيلا. فقد تم اكتشاف أداة القتل في غرفتهما، ودخل داميان إلى السجن رسميًا.
كانت أراسيلا تشعر بأن ما حدث غير معقول، لكنها لم تجد الوقت لتجادل، إذ تم طردها من القصر الإمبراطوري على الفور.
وكانت الحفلة قد انتهت بشكلٍ مفاجئ بسبب الحادث المأساوي، فقررت العائلة الإمبراطورية إرسال الحاضرين جميعًا إلى منازلهم.
في العربة التي أُجبرت على ركوبها بعد أن تمسكّت بأنها ستلتقي بداميان، تحدثت أراسيلا بوجه غاضب،
“داميان لم يقتل أحدًا. القاتل الذي قتل السيد فاندرمير ليس داميان حتماً.”
“اهدئي، أراسيلا.”
تحدثت الماركيزة بهدوء محاولةً تهدئة ابنتها، ولكن نبرة صوتها كانت ترتعش قليلاً.
ففي الصباح، عندما سمعوا خبر وفاة أوسكار، صُدم الزوجان بشكل كبير. وفي وسط تلك الفوضى، تم استدعاء صهرهما داميان كأحد المشتبه فيهم، ثم تأكدوا من أنه هو القاتل.
وكان الوضع المحيط بهما مظلمًا أيضًا، ولم يستطيعوا رؤية أي مخرج من هذه الأزمة، مما زاد من قلقهما.
“داميان ليس القاتل. السيد قُتل في الصباح الباكر، أليس كذلك؟ لكن داميان كان مستلقيًا على الأريكة من الساعة 11 مساءً.”
تمسكت أراسيلا بيد والدتها وقالت ذلك بصوت مرتعش ومليء بالانفعال.
“أنا من يعرف أفضل من أي شخص آخر، لأنني كنت أشاركه نفس الغرفة ولم أتمكن من النوم حتى وقت متأخر. داميان لم يغادر الغرفة أبداً. و لم يقترب حتى من الشرفة.”
“لكن يا أراسيلا، شهادتكِ لن تكون موثوقةً لأنكما زوجان. وأيضاً، ربما داميان خرج أثناء نومكِ المتأخر.”
“أمي، داميان لا يستخدم أساليبَ قذرةٍ وجبانة لقتل الناس. لابد أن هناك من يظلم داميان.”
“من هو؟ ولماذا؟ بصراحة، إذا مات السيد، فإن داميان هو من سيرث عائلة الدوق. من جانبٍ ما، موت السيد فاندرمير قد يكون في صالح داميان.”
عند سؤال الماركيزة الحاد، تحركت شفتا أراسيلا.
كانت كلمات والدتها صحيحة. إذا تمكن داميان من الإفلات من تهمة القتل في المحكمة، فسيكون بإمكانه أن يرث اللقب كابن العائلة الوحيد.
موت أوسكار كان مفيداً لداميان وليس ضاراً. لكن أراسيلا، كما فعلت دائماً، وثقت به.
'داميان ليس الشخص الذي سيرتكب جريمة قتلٍ مروعة وهو بجانبي.'
“……من الذي لفق التهمة، لا أعلم الآن، لكنني أثق بداميان. أرجو أن تثقوا بي أيضاً، أمي وأبي.”
قالت أراسيلا ذلك برجاء.
في عائلة الدوق فاندرمير، لن يساندوا داميان أبداً. وإذا تراجع حتى الماركيز هوغو في هذا الوقت، فسيجد داميان نفسه مضطراً للوقوف على حافة الهاوية.
بينما كانت الماركيزة تتنهد بصعوبة، فتح الماركيز هوغو فمه بعد صمت طويل.
“نحن دائماً نثق بكِ، أراسيلا. إذا كنتِ تعتقدين حقاً أن داميان قد تم تأطيره، فهناك نصيحة يجب أن أخبركِ بها.”
“ما هي، أبي؟”
“عندما تعودين إلى المنزل، خذي الوثائق التي كان داميان يحرص على الاحتفاظ بها.”
كانت عيون الماركيز تلمع ببرود.
على الرغم من أنه كان يبدو دائماً مبتسماً بتلك الطريقة الهزلية، إلا أنه كان رئيس عائلة محترم. كان ذكياً وموهوباً، لكن قدرته على فهم المواقف وقراءة الأحداث كانت أعلى بكثير من ابنته التي تفتقر إلى الخبرة.
“إذا كانوا قادرين على تلفيق تهمة القتل، فلا بد أن هناك شيئاً أكبر من مجرد السقوط في انتظاره. خاصة أن داميان قد اكتشف مؤخراً سوق العبيد غير القانوني وراح يعبث هنا وهناك، لذا يجب أن نكون حذرين.”
“فهمت، أبي.”
عندما سمعت أراسيلا صوت والدها الجاد بعد فترة طويلة، أومأت برأسها بصعوبة، و أخيراً بدأت تهدأ.
من خلال النصيحة التي قدمها، شعرت أن والديها لا يعتزمان التخلي عن داميان، مما خفف عنها قليلاً.
وفي حالةٍ من القلق، كانت أراسيلا تقرص أظافرها بينما كانت تنظر من النافذة.
و بينما كانت السماء ملبدةً بالغيوم الكثيفة، كانت عينيها ملبدةً بالحزن.
________________________
الله ياخذ فريدريك المجنون ذاه
يعني كلهم عارفين ان داميان سيد سيف
بالله واحد عبقري كذا بيخلي الأدلة وراه كأنه بزر؟ يامجانين ياللي ماتفكرون
بعدين فريدريك وش قصده؟ يقول لداميان طلق أراسيلا الحين؟ انقلع ياحمااار
الفصول الجايه واضح نكد 😭
Dana