انتشرت في أرجاء الإمبراطورية أخبار سجن دميـان فاندرمير بتهمة قتل شقيقه غير الشقيق.
وصراع الورثة داخل دوقية فاندرمير طُرح على السطح، وبدأت الشائعات السيئة والمشكوك في صحتها تنتشر في كل مكان.
وقفت أراسيلا عند النافذة، تنظر إلى الصحفيين المخيمين أمام القصر، ثم سحبت الستائر بعنف.
منذ عودتها إلى القصر بعد انتهاء احتفالات رأس السنة، لم تخطُ خطوةً واحدة خارج المنزل.
فقد اجتذبت الكثير من الأنظار بعد أن أصبح زوجها قاتلًا بين ليلة وضحاها.
ولأنها كانت بحاجة إلى التحرك بهدوء لإنقاذ داميـان، اختارت أراسيلا العزلة.
ومع ذلك، كان مزعجًا أن الناس ظلوا يتوافدون كأسراب النمل، مصرّين على محاولة معرفة مشاعرها.
بينما هناك من يعيش كل يومٍ وكأن دمه يجف قطرةً قطرة، فإن أولئك لا يرون في كل ما يحدث سوى مادة للفضول والتسلية.
وكان من حسن الحظ أن برج السحر تعامل مع الأمر بجدية وقلق على أراسيلا، ومنحها إجازةً طويلة لتأخذ قسطًا من الراحة.
“سيدتي، هل أنتِ بخير……؟”
سألتها أودري بحذر عندما رأت وجه أراسيلا المتجمد ببرودة.
تنهدت أراسيلا بخفة وأومأت برأسها.
“أنا بخير، أودري. في مثل هذه الأوقات علينا أن نبقى متيقظين.”
“تشجعي يا سيدتي، سأكون إلى جانبكِ!”
“شكرًا لكِ، هذا يبعث على الطمأنينة.”
ابتسمت أراسيلا ابتسامةً باهتة ثم رمت الصحف الموضوعة على الطاولة داخل الموقد.
كانت مجرد هراء لا يختلف عن القمامة.
<مأساة دوقية فاندرمير، الأخ الصغير الذي كره أخاه!>
<الفارس داميـان فاندرمير، هل هو في الحقيقة سفاحٌ يستمتع بالقتل؟>
<الكشف عن عنف داميـان فاندرمير.>
كانت كل العناوين على هذا الشكل.
مررت أراسيلا أصابعها بعنف في شعرها وسارت نحو المكتب.
ثم بدأت تقلب في السلة التي خُزنت فيها الرسائل التي وصلت إليها.
عدا رسائل المواساة من باولا وآيريس، كانت السلة فارغةً تمامًا.
“……أودري، لا توجد رسائل أخرى وصلت لي غير هذه، صحيح؟”
“نعم، لم تصل أي رسائل بعد.”
“فهمت.”
تلونت عيناها الزرقاوان بخيبة الأمل.
فهذا يعني أن أولئك الذين طلبت منهم المساعدة لم يردوا عليها مطلقًا.
بالطبع، لم يكن من السهل التدخل في الأمر.
ففي النهاية، هو صراعٌ نشب داخل عائلة واحدة، ومن الصعب أن يتدخل فيه أحد ما لم يكن من العائلة الإمبراطورية.
ولهذا السبب ركزت أراسيلا على التواصل مع أفراد العائلة الإمبراطورية…..
عضّت شفتيها السفلى بشدة.
وبينما كانت تدلك طرفي عينيها المتعبتين، أغمضت عينيها لوهلة وغرقت في التفكير.
"هل هناك من تشكين في أنه لفّق التهمة لداميـان؟”
هذا ما سألها عنه الماركيز هوغو، والدها، عندما أعاد ابنته إلى المنزل.
وأول من خطر ببال أراسيلا عند سماع ذلك كان أفراد عائلة دوقية فاندرمير.
لكن من غير المعقول أن يكونوا مجانين إلى درجة قتل ابنهم الأكبر الذي يحبونه.
في الواقع، كانت الدوقة متشققة العقل ونصف مجنونة،
أما الدوق فكان يذهب يوميًا إلى قصر الإمبراطور متوسلًا أن يتمزق جسد داميـان إربًا.
بخلاف عائلة الدوق فاندرمير، لم يكن هناك سوى شخص واحد يمكنه مهاجمة داميـان بهذا الشكل.
'فريدريك؟'
فقد أسقط داميـان مؤخرًا الماركيز غرانت، الذي كان بمثابة يده اليمنى.
ربما كانت هذه الحادثة انتقامًا منه على ذلك.
'لكن، حتى وإن كان كذلك، فهذا مبالغٌ فيه. قتل أوسكار فاندرمير لم يكن دون مخاطرةٍ عليه أيضًا.'
هل قام بهذه الفعلة الشنيعة بدافع كراهيته العمياء لداميـان فقط؟ أم أن هناك سببًا آخر خفيًا؟
كانت أراسيلا تطرق ذراع الأريكة بأطراف أصابعها وهي تفكر بعمق.
طَرق طفيف-
“سيدتي، هل يمكنني الدخول؟ هناك أمرٌ عاجل يجب أن أبلّغكِ به.”
جاء صوت كولين من خلف الباب مع صوت الطرق.
منذ أن سمع بخبر سجن داميـان، بدأ كولين يتبع أراسيلا ويقف إلى جانبها.
لقد اتحدا معًا في سبيل إنقاذ داميـان.
ولم ترفض أراسيلا المساعدة التي قدمها هذا المساعد الموهوب، فقد تولى كولين مهمة جمع المعلومات سرًا بدلًا عنها أثناء عزلتها.
لكن ظهوره الآن بوجه شاحب تمامًا جعل أراسيلا تشعر بالتوتر دون أن تستطيع التحكم في نفسها.
“سيدتي، الدوق فاندرمير قدّم التماسًا رسميًا يطالب فيه بإعدام سيدي.”
“ماذا؟”
“كما أن سمو ولي العهد وجلالة الإمبراطورة يدعمان موقف الدوق.”
ارتجفت يد أراسيلا من هول ما سمعت، فكلامه وحده كان كفيلًا بجعلها تشعر بالدوار.
لو كانت واقفة، لانهارت على الأرض من ضعف ساقيها.
وبينما كان كولين يعبّر عن حزنه بوجه كئيب، تذكّر شيئًا وقال: “آه….” ثم فتح فمه من جديد.
“مع ذلك، هناك خبر واحد مفرح. تم رفع الحظر عن زيارة سيدي.”
“هل هذا صحيح؟”
اتسعت عينا أراسيلا ونهضت فجأة من مكانها.
كانت على وشك الجنون من شدة القلق، فقد منعت الإمبراطورية بشكل صارم أي لقاء مع داميـان بغرض التحقيق المكثف. ر كانت تخشى أن تبقى عالقةً في انتظارٍ لا نهاية له، دون أي وعد أو أمل.
لذا، عندما سمعت هذا الخبر السار، لم تستطع كتم فرحتها وهتفت بحماس،
“قدّم طلب الزيارة فورًا!”
***
تم سجن داميـان في زنزانة تحت الأرض داخل القصر الإمبراطوري.
وقد تم قبول طلب الزيارة الذي قدمته أراسيلا على الفور، مما أتاح لها فرصة لقاءه في اليوم التالي مباشرة.
وبينما كانت تسير خلف الحارس، استحوذ عليها شعور غريب.
تذكرت كيف نزلت الدرج الحجري بهذا الشكل ذاته عندما رأت رؤيا موت آيريس.
لم تكن تتوقع أنها ستسير في هذا الطريق مرة أخرى.
فتح الحارس باب السجن، وسلّمها المصباح قبل أن يبتعد قليلًا ويترك لهما بعض الخصوصية.
اقتربت أراسيلا من القضبان الحديدية.
وفي الزنزانة المظلمة التي لا تصلها أشعة الشمس، كان داميـان جالسًا على الكرسي، مغمض العينين، بنفس الهيئة التي رأته بها آخر مرة.
“داميـان.”
نادت اسمه بصوتٍ يحمل رجفةً خفيفة.
فتح عينيه ببطء، وكانت عيناه الذهبيتان تتلألآن بوضوح وسط الظلام.
قربت أراسيلا المصباح إلى ما بين القضبان.
وعند ضوءه، ظهر وجهه وقد تغير كثيرًا خلال الأيام القليلة الماضية، وكأنه قد تآكل بفعل المعاناة.
شعرت بغصة في صدرها، لكنها قاومت الانفعال، وتحدثت بصوت حاولت أن تُبقيه هادئًا.
“لن أسألك إذا كنت بخير، لأنني أعلم أنكَ لست بخير. لقد كنت قلقةً جدًا عليكَ.”
“هل كنتِ كذلك؟”
“نعم، بالطبع. أنا لا أعتقد أنكَ قتلت السيد فاندرمير. بما أنني كنت في نفس الغرفة معكَ، أعرف جيدًا أنكَ لم تذهب إلى أي مكانٍ في تلك الليلة.”
كان هناك ضغط في أصابع أراسيلا التي كانت ممسكةً بالقضبان الحديدية. فكلما فكرت في الأمر، زاد شعورها بالغضب والظلم.
فقط لأنها زوجته، لم تُؤخذ شهادتها بعين الاعتبار.
نظر إليها داميـان بتعب ووجهٍ شاحب، ثم عبس وهو يحدق بها،
“لكن أليس هناك دليلٌ على أنني القاتل؟”
“هل تعني السكين والرسالة؟ أولاً، السكين التي تم العثور عليها، كان كولين قد تحقق منها، وقال أن الفارس توز من فرقتك كان في حالة سكر في نهاية العام الماضي، وقد سُرق سكينه أثناء تلك الحادثة. وقال أنه فقد خنجر الفرسان في تلك الليلة.”
لم يبلغ توز الفرقة عن الحادثة، لأنه لم يكن يتوقع أن تتحول هذه الحادثة البسيطة إلى شيء كبير.
بين فرسان الفرقة، كان هناك من فقد سكينه، لذا لم يكن بالضرورة أن يكون السلاح الذي قُتل به أوسكار ينتمي للفرقة، ولا يعني أن داميـان هو القاتل.
“السكين التي تم العثور عليها في الغرفة، ربما وضعها أحدهم عندما كنا بعيدين عن المكان. و إذا بدأنا بتوضيح السكين أولًا وقدمنا تفسيرًا مقنعًا، فلن تكون رسالة السيد دليلاً حاسمًا.”
بالطبع، كانت مهمة تقديم تفسيرٍ مقنع أمرًا صعبًا، لكن أراسيلا كانت واثقةً بأنها تستطيع إخراج داميـان من هذه الزنزانة.
وبينما كانت تغطي فمها بيدها، همست بصوت خافت،
“لذا، حتى وإن كنتَ مظلومًا، فقط تحمّل قليلاً. أنا أبذل قصارى جهدي لإنقاذكَ-”
“لا داعي لذلك.”
“مـ-ماذا؟”
نظرت أراسيلا إلى داميـان بوجه مرتبك.
كان ضوء المصباح يضيء نصف وجهه فقط، بينما ظل النصف الآخر غارقًا في الظلام ولم يكن بالإمكان رؤيته بوضوح.
لكن عيون داميـان، التي كانت تحدق فيها ببرود، كانت واضحةً لدرجة أنها جعلتها تشعر بالارتباك.
“هل سمعتكَ بشكل خاطئ؟”
“سمعتني جيدًا. ليس عليكِ بذل كل هذا الجهد من أجلي، زوجتي.”
كانت شفتاه الشاحبتان تكادان تفتحان بصعوبة، وصوته كان أهدأ من المعتاد و كأنه يأخذ قسطًا من الراحة.
لم تكن أراسيلا تتوقع أن يضع حدًا لكل شيء بهذه السرعة.
رغم أنه أجاب بوضوح، بقيت أراسيلا مندهشة وهي تنظر إلى داميـان.
ثم تحدث هو مرة أخرى بصوت خالٍ من العاطفة،
“سبب قبولي طلب زيارتكِ هو لأنني لدي ما أقوله.”
“…..ماذا لديكَ لتقوله؟”
“لنتطلق.”
أخذت أراسيلا نفسًا عميقًا بصمت.
وكان السكون الثقيل والمرير يضغط على أكتافهما.
كان داميـان يعاني من الألم، وهو يحدق في وجه أراسيلا الشاحب الذي كان خاليًا من أي حركة.
كان الألم يلتهم قلبه وكأن شخصًا قد غرز سيفًا في صدره، وكان يشعر بالغثيان، لكنه تحمل كل ذلك.
فقد كان ما يريده فريدريك هو هذا بالضبط: أن يبتعد داميـان عن أراسيلا بعد أن أصبح قاتلًا.
إذا كان الأمر كذلك، فلكي يفعل ذلك من أجلها، كان عليه أن يكون قاسيًا بأقصى حدٍ ممكن لكي يطردها.
حتى لو لم يكن بسبب تهديد فريدريك، لكان طلب الطلاق من أراسيلا على أي حال.
فلم يكن بإمكانه أن يسحبها إلى الهاوية معه.
كان يشعر بالقلق من أن فريدريك قد يفعل شيئًا لأراسيلا بعد الطلاق، ولكن الأهم الآن هو أن ينهي حياة الزوجين الزائفة بسرعة.
فالحزن لا يُتقاسم، بل يزداد عندما يتم تقاسمه.
“لننهي عقدنا هنا.”
أعاد داميـان قول كلمات النهاية بصوت بارد.
أراسيلا، التي كانت في حالة من الارتباك، استعادت وعيها أخيرًا وردت بصعوبة.
“داميـان، هل تمزح؟ هل تعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لتقول مثل هذا الكلام؟”
“كنت أنوي الطلاق بعد انتهاء احتفالات العام الجديد.”
“…..لماذا؟”
“لأنكِ لم تعودي بحاجةٍ إلي.”
كان داميـان يعرف أراسيلا. كانت تتحمل المسؤولية بشكل كبير، ولم تكن قادرةً على أن تكون قاسيةً بما يكفي لتجاهل شخصٍ في خطر.
لذلك كان عليه أن يصبح أكثر قسوةً وبرودة لكي تجعل هي نفسها قادرة على تركه بسهولة.
“ألم نتفق على أن نواصل حياتنا الزوجية حتى الوقت الذي أقرره؟ أنا لم أعد بحاجة لوجودكِ.”
"……."
“أعتقد أننا سنكون عقبةً لبعضنا البعض في المستقبل، لذلك دعينا نفترق هنا. وجودكِ بجانبي سيزيد من مشاكلي فقط، وهذا يسبب لي صداعًا.”
بينما كان يختار كلماتٍ مؤلمة ليقولها، لم يتمكن داميـان من النظر في وجه أراسيلا. لذا لم يلاحظ أن وجهها الذي كان مليئًا بالحيرة قد أصبح هادئًا تدريجيًا.
أراسيلا، التي كانت ممسكةً بالمصباح، ضغطت عليه بشدة وأجابته بصوت واضح.
“لا.”
“زوجتي، التمرد لا يحل الأمور.”
“لكن هذا هو ما يجب أن أقوله! لا أستطيع قبول طلب الطلاق المفاجئ هذا.”
بنبرةٍ قاسية إلى حد ما، عبس داميـان وظهرت عليه علامات عدم الفهم.
كان من الواضح أنه كان يجب عليه أن يتخلى عنها، ولكن في وسط هذه الفوضى، كانت هي ترفض وتقول هذا الكلام.
كانت أراسيلا، وهي مليئةٌ بالغضب والألم، ترتجف شفتاها وهي ترد بصوت مليء بالمشاعر المختلطة.
“انظر إلى حالتكَ الآن! إذا تطلقنا هنا، فماذا سيحدث لكَ؟ لا يوجد شيء جيد في أن تطلقني!”
“هذا ليس من شأنكِ.”
“إذاً ماذا؟ أنا أرى ذلك بوضوح ولا أستطيع أن أتجاهله. كيف يمكنني أن أترككَ وأذهب بعيدًا؟”
كانت العائلة الأقرب له، عائلة الدوق، في حالة من الفوضى، يتوقون لقتل داميـان. فإذا تركته هي أيضًا، لن يكون له أي عائلة تحميه.
لا يمكنها تركه في هذه العزلة.
لكن داميـان لم يفهم قلبها. بل على العكس، لم يكن يريد أن يسحبها إلى تلك الوحدة.
“لماذا لا يمكنكِ تركي؟ ما علاقتنا؟”
"……."
“نحن مجرد زوجين مزيفين مرتبطين بمصالح مشتركة. لسنا أصدقاء أو أي شيء آخر، نحن فقط رجل وامرأة التقيا للعمل.”
كان الصوت البارد يصطدم بالجدران الرطبة، مما جعل أذنه تعتصر. وكان داميـان يعبس بجبهته وهو يقدم نصيحةً بصوت قريب من الرجاء.
“من فضلكِ، لا تتخذي قرارًا يدمر حياتكِ بشكل غبي.”
كان حارس السجن يجلب له الصحف ثلاث مرات في اليوم. وكانت تلك الصحف تحتوي بشكل رئيسي على مقاطع سيئة عنه.
من خلال هذه الصحف غير المرغوب فيها، تمكن داميـان من معرفة كيف كان الرأي العام يدور في الخارج.
“هل هذا حقًا أمرٌ جيدٌ لمستقبل وريثة برج السحر؟”
<زوج الرئيسة المستقبلية لبرج السحر يرتكب جريمة قتل!>
<هل كانت أراسيلا فاندرمير لا تعلم بجرائم زوجها؟>
لم يكن الناس يوجهون السكاكين إلى داميـان فقط، بل فعلوا الشيء نفسه مع زوجته أراسيلا. فقد كانت تُظلم بلا ذنب، ويُشكك في قدراتها، ويُشار إليها بالأصابع.
كان داميـان يجد صعوبة في تحمل ذلك. فلم يكن يريد أن يكون عقبةً في طريق أحلام أراسيلا.
“إذا بقيتِ معي على هذا النحو، فسوف تدمرين مستقبلكِ بالتأكيد. لذا، اتركيني. ألغِ العقد.”
كان الطلاق قبل المحاكمة الرسمية لجريمة القتل هو أفضل شيء يمكن أن يقدمه داميـان لأراسيلا في تلك اللحظة.
“أنا نادمٌ على زواجي منكِ.”
“.……”
“عندما أرى كل هذه الأحداث السيئة تحدث، أدركُ أننا لم نكن يجب أن نلتقي من البداية.”
أخذت أراسبلا نفسًا قصيرًا. فالكلمات الحادة التي قالها داميـان جرحت قلبها بشدة.
و بنظرة حمراء ملتهبة، حدقت في داميـان وسألته،
“……هل هذا كل ما لديكَ لتقوله؟”
أجاب داميـان بالصمت، موافقًا. فلم يكن لديه ما يقوله سوى كلماتٍ ستؤذيها.
ابتسمت أراسيلا ابتسامةً قصيرة، ثم أصبح وجهها خالٍ من أي تعبير.
وجهها الشاحب هذا بدا كتمثالٍ شمعي.
“لم آتِ إلى هنا لأسمع مثل هذه الكلمات.”
تمتمت بصوتٍ منخفض، ثم استدارت فجأة. فلم يعد هناك فائدة من الحديث مع داميـان، ولم ترغب في الاستمرار.
لم يعترض داميـان على مغادرتها.
فقط نظر إليها بصمت حتى أغلقت الباب، ثم أرخى رأسه إلى الوراء، زافرًا تنهيدةً عميقة.
______________________
لا تعليق
حرفيا لاتعليق على ذا الفصل لو أبدا بكتب جرايد😭
Dana