داخل العربة العائدة إلى المنزل، كانت أراسيلا في حالة ارتباك.

لم يخطر ببالها ولو في الحلم أن تتلقى إخطارًا بالطلاق من داميان بمجرد أن ترى وجهه.

كرهته لأنه دفعها بعيدًا ببرود. و أحست بخيبة أمل ومرارة وحزن.

لكنها من ناحية أخرى شعرت بالذنب بسبب قول داميان أن الأمور السيئة لم تحدث له إلا بعد الزواج منها.

فبسببها تعادى مع ولي العهد وتعرض لتهديد حياته، بل وسُجن أيضًا.

لقد جعلت حياة رجلٍ يملك كثيرًا من الأعداء أصعب مما هي عليه بالفعل.

وضعت أراسيلا يدها على جبينها النابض بالألم وزفرت تنهيدة.

صحيح أنها غادرت المكان دون أن توافق على الطلاق، لكنها أصبحت تائهة لا تدري ما الذي يجب أن تفعله بعد الآن.

كانت تعتقد أنها عندما تلتقي بداميان اليوم ستتمكن من رسم خطةِ مستقبلية ولو بشكل مبهم.

أما الآن، فهي لا تدري ماذا عساها أن تفعل.

'ماذا يجب أن أفعل ليكون هذا جيدًا لداميان…..'

أغمضت عينيها بوجه مرهق ولم تتحرك قيد أنملة حتى وصلت إلى القصر.

“……ما هذا؟”

لكن ما استقبل أراسيلا عند عودتها وهي في حالة اضطراب كان منظر القصر وقد تحول إلى فوضى عارمة.

فبينما كانت تزور داميان في السجن، جاءت فرقة فرسان العائلة الإمبراطورية واقتحمت المنزل وقلبته رأسًا على عقب.

وكان الخدم يبدون في حيرة من أمرهم وهم يحاولون إيقاف الفرسان الذين يتجولون بخشونة في أرجاء المكان.

بالطبع، لم يكن هناك من يستمع إلى طلباتهم بأن يتوخوا الحذر.

لاحظ كبير الخدم الذي كان يتجول قرب الدرج أراسيلا وهي واقفة متسمّرةً عند المدخل، فأسرع نحوها في هلع.

“سيدتي، قبل ساعة جاء فرسان العائلة الإمبراطورية وقالوا أنهم سيُجرون تفتيشًا في القصر. توسلت إليهم أن ينتظروا حتى تعودي، لكنهم لم يُصغوا إليّ.”

قال كبير الخدم ذلك بوجه يملؤه الأسى.

كانت أراسيلا بالفعل في مزاج سيئ طوال الطريق، لكن وجهها تجمّد على الفور عند سماع ما حدث.

كيف تجرأوا على اقتحام المنزل دون حتى أخذ إذنٍ من صاحبته؟

تقدّمت بخطوات حازمة إلى وسط البهو الرئيسي، واقتربت من جوزيف ميلر، نائب قائد فرسان العائلة الإمبراطورية، الذي كان يوجه رجاله وهم يفتشون القصر بلا أي اعتبار.

“ما الذي تفعله الآن؟”

“لقد عدتِ، سيدة فاندرمير. أنا جوزيف ميلر، نائب قائد فرسان العائلة الإمبراطورية.”

“نعم، السيد ميلر، خذ رجالكَ وغادروا منزلي حالًا.”

ومن الطبيعي أن كلماتها لم تكن لطيفةً تجاه ضيوف غير مرحب بهم اقتحموا المنزل دون إنذار.

عندها رفع جوزيف حاجبيه بتكلف، ثم ردّ متعجرفًا رافعًا ذقنه.

“هذا صعب، فنحن هنا لإجراء تفتيش ومصادرة إضافية بهدف جمع أدلةٍ جديدة تتعلق بجريمة قتل السيد أوسكار فاندرمير.”

“وهل هذا يمنحكم الحق في اقتحام منزل خالٍ من أصحابه؟ كان عليكم على الأقل طلب الإذن.”

“زوجكِ لم يطلب الإذن حين قتل إنسانًا، ومع ذلك تطلبين منا الكثير. نحن فرسان العائلة الإمبراطورية، وقد تم إرسالنا استنادًا إلى القانون.”

قال جوزيف ذلك بسخرية وهو يخرج ورقة من سترته ويناولها لها.

كانت مذكرة تفتيش ومصادرةً لمنزل فاندرمير.

عضّت أراسيلا شفتيها حين رأت ختم العائلة الإمبراطورية في أسفلها.

أخفت بصعوبة الغليان الذي كان يعتلي في صدرها، وأعادت له المذكرة ثم قالت بهدوء،

“لا أفهم ما الأدلة الأخرى التي تظنون أنكم ستجدونها في منزلنا.”

“نحن نحاول التأكد مما إذا كانت جريمة اللورد فاندرمير ناتجةً عن اندفاع أم كانت مدبّرة مسبقًا.

وفي كلتا الحالتين، فإن العقوبة التي سينالها ستكون ثقيلة.”

ابتسم جوزيف بسخرية. وقد بدا أن حجته مقنعة إلى حدٍ ما، فلم تستطع أراسيلا أن تعارضه.

ففي الأصل، ومع وجود داميان محتجزًا كمجرمٍ قاتل، لم يكن بوسعها فعل الكثير.

ومع أن ابتسامته الساخرة كانت تثير الغيظ، إلا أنها لم تكن قادرةً حتى على الاعتراض.

“نرجو من السيدة ألا تعرقل عملنا بعد الآن. وإلا فسنضطر للتعامل بصرامة بتهمة عرقلة تنفيذ المهام الرسمية.”

قال جوزيف ذلك بلهجة تهديدية، ثم تجاوز أراسيلا وراح يصيح بأوامر لجنوده كي يفتشوا كل ركن دون أن يغفلوا عن أي شيء.

ولم تستطع أراسيلا أن توقفه، فقبضت على قبضتها بصمت.

اقتربت منها أودري بحذر وأمسكت بذراعها.

“سيدتي..…”

“…..أودري، أنا بخير. قولي للجميع أن يبتعدوا قليلًا إلى الجانب.”

ففي هذه اللحظة، لم يكن من الحكمة الوقوف في وجه فرسان العائلة الإمبراطورية.

اصطحبت أراسيلا الخدم وتجمعت بهم في أحد جوانب البهو الرئيسي.

راقبت أراسيلا الفرسان وهم ينقلون الأشياء بنشاط، بعينين هادئتين كضفاف بحيرة في ليل عميق.

كانوا يفتشون بدقة حتى مطبخ القصر.

و رغم أنهم يدّعون أن الغرض هو العثور على أدلة إضافية، إلا أن الأمر بدا مبالغًا فيه.

ألم يكونوا قد حصلوا بالفعل على أداة القتل، ذلك الدليل القاطع؟

ورغم ذلك، كان جوزيف وفرسان العائلة الإمبراطورية يجمعون كل شيء بلا استثناء.

وكأنهم يبحثون عن شيء آخر تمامًا.

“سيدتي، علمت أن فرسان العائلة الإمبراطورية يفتشون أيضًا مبنى فرقة الصقر الأحمر في الوقت ذاته.”

همس كولين في أذنها بعد أن انضم بصمت إلى الحشد.

ثم أشارت له أراسيلا بنظرة تفيد أنها فهمت.

يبدو أنهم داهموا المكانين دفعةً واحدة خوفًا من تهريب أدلة مهمة.

لكن ذلك جعل تصرفاتهم تبدو أكثر تطرفًا.

راحت أراسيلا تراقب الفرسان وهم يصادرون كل ما يبدوا ولو قليلًا مثيرًا للريبة، وفكرت في الأمر.

'لقد أحسنتُ حقًا عندما استمعت لكلام والدي.'

في اليوم الذي عادت فيه بناءً على نصيحته، استدعت على الفور كولين وطلبت منه اختيار الوثائق المهمة التي كان داميان يحتفظ بها، ونقلها مؤقتًا إلى قصر الماركيز هوغو.

وبفضل ذلك، قضت ليلتين كاملتين دون نوم، وكادت تفقد بصرها من التدقيق في الأوراق واحدةً تلو الأخرى، لكنها شعرت أن تصرفها السريع كان نعمة.

لو تأخرت قليلًا، لكان كل شيء قد صودر الآن.

وكان من حسن تصرفها أيضًا أنها فصلت عقد ما قبل الزواج واحتفظت به على حدة، تحسّبًا لأي طارئ.

فقد كان الفرسان يفتشون بدقة ليس فقط مكتب داميان، بل حتى غرفة نوم أراسيلا التي تستخدمها عادة.

وبعد مرور ساعتين تقريبًا، انتهى أخيرًا تفتيش فرسان العائلة الإمبراطورية.

لكن المكان الذي غادروه بدا في حالة يُرثى لها، بعد أن عبثوا بكل شيء وداسوا الأرجاء بلا أي اعتبار.

بينما كان الخدم يهرعون لترتيب أرجاء القصر المبعثرة، جلست أراسيلا في غرفة الاستقبال التي كانت أقل الأماكن فوضى، تقابل كولين.

“هل انتهى الفرسان من التفتيش هناك أيضًا؟”

“نعم، للتو أرسل اللورد ويند رسالة. قال أنهم أخذوا مكتب القائد بأكمله وغادروا.”

“لست الوحيدة التي ترى أن هذا مفرطٌ، صحيح؟”

“أنا أرى الأمر بنفس الطريقة. بدا وكأنهم لا يبحثون عن أدلة جريمة قتل، بل عن شيء آخر.”

خفضت أراسيلا نظرها وهي تسند ذقنها إلى يدها.

أخذت أناملها النحيلة تنقر بلطف على مسند الأريكة الخشبي.

"الأشياء التي كان داميان يوليها أهمية كانت: تقرير التحقيق عن عائلة فاندرمير، ودفاتر حسابات تابعة لقافلة دوم التجارية. تُرى أيّهما كانوا يبحثون عنه بهذا الشكل المحموم؟”

“بما أنهم داهموا المكان بحجة قضية السيد أوسكار، فيبدو أنهم استهدفوا التقرير الأول، لكن هناك ما يبعث على القلق. فالقائد أيضًا رأى أن دفاتر دوم التجارية مريبة، لذلك فصلها ووضعها جانبًا.”

“حقًا؟ إذًا يجب أن ألقي نظرةً دقيقة عليها بنفسي.”

دفاتر حسابات قافلة دوم كانت مصنفة على أنها سرّية منذ البداية من قِبل داميان، لذا لم تقرأها أراسيلا بعناية آنذاك واكتفت بإبعادها.

وللتحقق من هذا الأمر، وبعد أن قضت ليلةً مضطربة في القصر الذي بالكاد رتّبوه، توجهت أراسيلا في اليوم التالي مباشرةً إلى قصر الماركيز هوغو.

وكانت غايتها استرجاع ما أودعته هناك، لكن ما إن دخلت حتى واجهت خبرًا غير متوقع.

“أراسيلا، هذا وصلنا اليوم في الصباح الباكر. هل ما كُتب هنا…..صحيح؟”

قالت الماركيزة ذلك وهي تناوِلها شيئًا بوجه شاحب كالرماد.

أخذته أراسيلا دون وعي، وما لبث وجهها أن تجمّد شيئًا فشيئًا وهي تقرأ.

طلب داميان من قصر الماركيز هوغو الطلاق بالنيابة، مبرزًا أن زواجه من أراسيلا كان بموجب اتفاق بين الطرفين.

<لقد تم زواج أراسيلا هوغو بناءً على توافق مصالحنا. يوجد عقد ما قبل الزواج الذي تم توثيقه في المعبد، ويمكنكم التحقق منه.

الآن، وبعد أن قررت أنني لم أعد أحقق أي فائدة من الاستمرار في زواجنا، طلبت الطلاق، ولكن بما أن أراسيلا ترفض، أطلب الطلاق بالنيابة عنها.

نرجو من الماركيز هوغو أن يقوم بإعداد عقد الطلاق بدلاً من أراسيلا هوغو في أقرب وقت.>

قرأت أراسيلا الطلب الذي انتهى بصيغة مهذبة، ثم عضّت على أسنانها.

'داميان فاندرمير، هذا الإنسان حقًا…..'

لقد كان من المستفز أن يرسل داميان وثيقة الطلاق إلى قصر هوغو بعد يوم واحد فقط، خاصةً بعدما أدرك أنني لن أقبل الطلاق بسهولة.

لكن في تلك اللحظة، لم يكن لدي الوقت للشتم أو إهدار الوقت في التفكير في داميان.

“أراسيلا، لماذا أنتِ صامتة؟ هل ما كُتب هناك هو الحقيقة فعلاً؟”

كان والدها وأختها قد ظهروا خلف والدتها، وعندما رأتهم، تنهدت أراسيلا في قلبها.

'ألم يكن زوجي الذي يشتكي من زيادتي لمتاعبه؟ لا أستطيع أن أجزم ان كان هذا انتقاماً منه.'

ثم، بينما كانت تطوي وثيقة الطلاق إلى نصفين، فتحت فمها بهدوء،

“نعم، هذا صحيح.”

“ماذا؟ أنتِ..…!”

تراجعت الماركيزة ممسكةً برقبتها، وكادت أن تسقط، فهرع الماركيز لدعمها بسرعة، وعانقها بلطف من كتفها، ثم نظر إلى ابنته بنظرة حزينة.

“أراسيلا، ما الذي كنتِ تفكرين فيه عندما فعلتِ ذلك؟ من منا أجبركِ على الزواج؟”

“صحيح، لم يجبرني أحد. كانت هذه إرادتي الخاصة.”

“لماذا؟ ما السبب؟ ما الذي كنتِ تأملين تحقيقه من خلال الزواج بداميان؟”

“ذلك..…”

لفّت أراسيلا عينيها ونظرت إلى آيريس بخفة.

إذا اعترفت في هذا المكان بأنها فعلت ذلك من أجل أختها، لكانت آيريس ستصاب بصدمة كبيرة.

لم ترغب أراسيلا في إيذاء أختها، لذلك أخفت السبب الحقيقي وابتكرت إجابة.

“في ذلك الوقت، ظننت أن الزواج من داميان سيكون أفضل لي. لذا، من فضلكما تجاهلا طلب الطلاق. أنا…..لستُ مستعدة للطلاق من داميان بعد.”

قالت ذلك بحزم. رغم أن الكلمات التي سمعتها من داميان أمس لا تزال صادمة ومربكة، فقد قررت أن يكون إنقاذه هو أولويتها القصوى.

إذا استطاع داميان الخروج من هذه الأزمة، فإنها كانت تفكر في الطلاق منه كما أراد.

فور سماعها لتلك الكلمات، رفعت الماركيزة رأسها من على كتف زوجها بسرعة، وصُدمت بتعبير وجهها.

“ماذا تقولين الآن؟ يجب عليكِ الطلاق فورًا!”

“أمي، داميان لم يقتل السيد، أنا متأكدة! و الآن، لا أريد الطلاق.”

“من قال أننا نطلب الطلاق بسبب ذلك؟ قولي بصراحة، هل عرفتِ عن الاتفاق بين جدكِ، الماركيز السابق و الدوق السابق ثم قررتِ الزواج؟”

عندما استجوبتها والدتها، ترددت أراسيلا للحظة.

كان من الصحيح أنها ضحت بناءً على رؤيا في المنام وعلمت بهذا الأمر.

لكن بعد أن قرأت طلب الطلاق من داميان، بدأت والدتها تضغط عليها أكثر.

“من قال لكِ أن تقومي بذلك؟ لماذا اتخذتِ هذا القرار بمفردكِ دون أن تخبرينا، ثم أخفيتِ ذلك عنا؟”

“….لأنني أعتقدتُ أنه يمكنني تحمل هذا.”

“هل كنتِ تكذبين وتخدعين العائلة كلها بينما دخلتِ في زواجٍ زائف؟ كيف يمكنكِ فعل شيء سيء كهذا؟ هل علمتكِ أمكِ أن تكوني هكذا، أراسيلا؟”

استمعت أراسيلا إلى اللوم الشديد بصمت، وفجأة شعرت بغضب يملؤها.

لم تكن قد تزوجت من داميان بقلب خفيف. بل كان قرارًا اتخذته بعد تفكير طويل من أجل إنقاذ آيريس.

لقد كانت تضع عائلتها في المقدمة، حتى لو كان عليها التضحية بحياتها.

“لم أكن غير ناضجة. كنت أفكر بطريقة منطقية، وأعتقد أن هذا سيكون الأفضل للجميع.”

“هذا هو قمة الغباء! قررتِ ما هو الأفضل لنا كما لو كان قراركِ وحدكِ!”

كانت صرخات الماركيزة الحادة تنهال عليها كالصواعق.

لقد كانت في حالة من الغضب الشديد، بعدما كانت قد فرحت في الماضي عندما ظنت أن ابنتها قد وجدت شريكًا يحبها ويهتم بها.

بينما كان الماركيز يربت على كتف زوجته لتهدئتها، بدأ بالكلام.

“أراسيلا، أنا أيضًا أعتقد أن هذا ليس صحيحًا. كنتُ فخورًا بكِ منذ صغركِ لأنكِ كنتِ مستقلة، لكنكِ اتخذتِ هذا القرار الكبير دون مشاورة أحد، وهذا مخيبٌ جدًا للآمال. هل عائلتنا لا تعني لكِ شيئًا؟”

“لا، لا، أرجوكَ لا تقول ذلك، أبي. عائلتي تعني لي الكثير..…”

“إذا كانت تعني لكِ هذا القدر، فلماذا لم تخبرينا؟”

مرة أخرى، صمتت أراسيلا، وحاولت أن تجد الكلمات لتدافع عن نفسها، ثم بدأت تبرر بكل يأس،

“أنا فقط…..كنت أعتقد أنه إذا تزوجتُ من داميان، فذلك سيقلل من المتاعب عن أمي وأبي بسبب الزواج السياسي، كما أن أختي لن تتأذى من هذا الزواج.”

“أنتِ أنانية. في النهاية، تصرفتي على هواكِ بحجة أنكِ فعلتِ ذلك من أجلنا.”

“….…”

“اطلقي سراح داميان، أراسيلا. لم نفكر أبدًا في فرض زواج سياسي عليكِ. لذا، إذا كانت هذه تضحيتكِ، فلتراجعي قراركِ.”

أمسكت أراسيلا بطرف فستانها بقوة عند سماع صوت والدها القاسي بعد فترة طويلة. و لم يكن لديها ما ترد به على كلام والديها.

على الرغم من أنها فعلت ذلك لإنقاذ آيريس، إلا أنها قد مضت في زواجٍ بموجب عقد دون أن تخبر عائلتها أو تقول لهم أي شيء، وكانت تخدعهم طوال الوقت.

ولكن، رغم ذلك، لا يمكنها التراجع الآن. فهزت رأسها وأخذت بعض الوقت قبل أن تتحدث.

“….لا يمكنني الطلاق، أبي.”

“ما السبب؟”

“إذا طلقته الآن، فسيبقى داميان لوحده. لا يمكنني أن أتركه في خطر وأهرب منه بشكل جبان.”

“حتى لو تطلقتما، سنساعد داميان.”

عندما قدم والدها الإجابة التي لم تكن تتوقعها، ارتجف كتفا أراسيلا بشدة.

“على الرغم من أن كل شيء كان كذبًا، إلا أنني طورت مشاعر أُلفة مع داميان، ولا أريد أن تُذكرينَ كشخص تخلت عن زوجها في خطر.”

“إذاً، ليس هناك ضرورة ملحة للطلاق الآن، أليس كذلك؟”

“أراسيلا، هل تعتقدين أنه يمكنكما التغلب على هذه الأزمة الكبيرة كزوجين، رغم أن الزواج لم يكن بسبب الحب؟”

سألها والدها بصوت مشكك.

في المجتمع الأرستقراطي، كان من الطبيعي أن تنهار الزيجات المقررة إذا تباينت المصالح.

و الآن بعد أن تم القبض على داميان بتهمة القتل العمد، أصبح الحساب بينهما غير متوازن.

لم يكن بإمكان والدها، رغم تصرفه كالكبار، أن يترك ابنته الثانية تسير في الطريق الخطأ دون أن يتدخل.

“هل أنتما واثقان من أنك لن تندما على ذلك في المستقبل؟”

لم تستطع أراسيلا أن تقول شيئًا. فكما قال والدها، كانت العلاقة بينها وبين داميان قائمة على الحسابات، لا على الحب.

وبما أن أحد الطرفين قد أظهر ندمه، لم تكن واثقةً حقًا من أنها لن تندم أيضًا في المستقبل.

“ربما يكون من الأفضل لكما الانفصال هنا، أراسيلا.”

“….…”

“سأقوم بتحضير وثيقة الطلاق بالنيابة عنكِ. اذهبي الآن واستريحي.”

استدار والدها، داعمًا زوجته الضعيفة، وعاد إلى الداخل.

ظلت أراسيلا واقفة في مكانها لفترة طويلة، وكأنها مغروسة في الأرض.

كانت هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها الأمور بشكل مخالف تمامًا لما كانت تتوقعه.

_______________________

اول مره احس اني اكره داميان

يعني مافيه الا ذا الحل؟ او على الاقل قل لها خل نسوي نفسنا تطلقنا عشان فريدريك يسوي الي يبي ويصيدونه

بعديم ماكان له داعي يكشف العقد لأهلها ردة فعل امها مره توجع 😔

الله ياخذ فريدريك هو وامه وخاله

Dana

2025/04/06 · 22 مشاهدة · 2221 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025