في طريقها للقاء دوقة كيستون، أحضرت أراسيلا معها أوراق شاي كانت الدوقة قد ذكرت من قبل أنها تحبها.

على عكس المرة الأولى التي التقت فيها بها، لم يكن لدى أراسيلا الآن ما تقدمه كجزء من صفقة. وبما أنها في موقف تطلب فيه المساعدة بالكامل، فقد كان من المهم أن تترك انطباعًا جيدًا.

ارتدت ملابس بسيطة لتثير الشفقة، وتوجهت إلى منزل الدوقة.

“سيدتي الدوقة، السيدة فاندِرمير قد وصلت.”

أعلن كبير الخدم الذي قاد أراسيلا إلى أمام غرفة الاستقبال، ثم فتح الباب وتراجع إلى الوراء.

أطلقت أراسيلا تنهيدةً متوترة دون صوت، وهي تمسك بعناية علبة الهدية التي تحتوي على أوراق الشاي، وخطت بقدمها إلى داخل الغرفة من خلال فتحة الباب.

ألقت الدوقة، التي كانت جالسةً منتصبة الظهر، نظرةً خفيفة على أراسيلا وأومأت لها بإشارة خفيفة.

“هل كان طريقكِ آمناً؟”

“نعم، سيدتي الدوقة. شكرًا جزيلًا على دعوتكِ الكريمة. لقد أعددت هديةً بسيطة.”

“آه، لم أُحضّر شيئًا بالمقابل، أشعر بثقل في قلبي بلا داعٍ.”

قالت الدوقة ذلك بعدما تفقدت أوراق الشاي وابتسمت ابتسامةً باهتة.

وبما أن علامات الانزعاج كانت واضحةً عليها، لم تستطع أراسيلا إلا أن تزداد توترًا.

فكلما شعرت الدوقة بثقل أكبر، قلّت احتمالية موافقتها على طلبها.

“لابد أن لديكِ ما يكفي من الأمور المقلقة هذه الأيام، شكرًا لاهتمامكِ.”

“لا شكر على واجب، سيدتي الدوقة.”

“……لا بد أنكِ تمرّين بوقت عصيب، هل أنتِ بخير؟”

هزّت أراسيلا رأسها ببطء نافية، فأرسلت الدوقة نظرةً مشفقة وكأنها كانت تتوقع ذلك.

جسدها النحيف والشاحب، الذي بدا أكثر هزلاً من ذي قبل، كان كافيًا ليدل على مدى المعاناة النفسية التي مرت بها في الآونة الأخيرة.

أطلقت الدوقة صوت نقر خفيف بلسانها، ثم ارتشفت رشفةً من الشاي، بينما كانت أراسيلا تحدّق بها بصمت، قبل أن تفتح فمها بعزم،

“سيدتي الدوقة، كما ذكرتُ في رسالتي، نحن بحاجة إلى مساعدتكِ في الوقت الحالي. وإن ساعدتينا، فلن ننسى هذا الجميل وسنردّه لكِ مهما كلّف الأمر.”

“……سيدة فاندرمير.”

“لذا إن كان هناك ما تتمنّينه، فرجاءً لا تترددي وأخبِريني به. يمكنني أن أقدّم لكِ أي شيء……فقط، أرجوكِ ساعدي داميان لمرة واحدة فقط.”

رجَت أراسيلا بتوسُّل شديد، وكان جسدها مائلًا نحو الأمام بشكل واضح، وكأنّه يعبّر عن لهفتها وحرارة رجائها.

في الوقت الذي كانت فيه عائلة الدوق فاندرمير، مدعومة بولي العهد، تطالب بشدة بإعدام داميان، لم يكن أمام أراسيلا لإيقاف ذلك سوى أن تلجأ بدورها إلى قوة العائلة الإمبراطورية.

فالتماس عائلة الماركيز هوغو وحده لم يكن كافيًا. ودوقة كيستون، لكونها الأخت التي يحبّها الإمبراطور أكثر من غيرها، إن توسّلت إليه بصدق، فلن يصدر حكم الإعدام بسهولة.

“……هل تحبين زوجكِ الذي ارتكب جريمة قتل بهذا القدر؟”

سألت الدوقة بنبرة تحمل شيئًا من عدم الفهم.

فهي، التي لم تستطع الطلاق من زوجها رغم خياناته الفاضحة بسبب المصالح المتشابكة، كانت ترى أن أراسيلا، بمكانتها، كان من الأفضل لها أن تنفصل عنه وتبدأ من جديد. خصوصًا وأن مستقبلها كخليفة لسيد برج السحر القادم مضمونٌ ومشرق.

ورغم ذلك، كانت أراسيلا تبذل جهدًا كبيرًا لحماية داميان، حتى وإن كان ذلك يعني أن تتصرف بتواضع شديد أمام الدوقة.

رأت الدوقة في ذلك تصرفًا أبله ينمّ عن تعلق لا طائل منه.

“إلى هذا الحد تدافعين عن جريمته؟”

“لا. صحيح أنني أحب داميان، لكن هذا لا يعني أبدًا أنني أبرّر جريمته، ولو للحظة.”

“إذًا، لماذا……؟”

“يا سموّ الدوقة، أنا أعتقد أن داميان قد تم تلفيق التهمة له. زوجي لم يقتل السيد فاندرمير.”

قالت أراسيلا ذلك بصوت هادئ ولكن حازم. فاتّسعت عينا الدوقة بدهشة.

فالجميع كان متيقنًا من إدانة داميان، وأن تأتي هي وتقول أنه بريء تمامًا، لم يكن مجرد دفاع بسيط، بل تصريح يغيّر كل المعادلة.

بدت ملامح الدوقة فجأة جادة على نحو لافت.

“هل تقولين هذا بيقين؟”

“نعم، لم أجرؤ على المجيء إلى حضرتكِ لأطلب المساعدة بالكذب.”

“هاه……”

“أرجوكِ، ساعديني كي لا يفقد إنسانٌ بريء حياته ظلمًا.”

سواء كانت الحقيقة كما تقول أم لا، فإن مجرد كون أراسيلا مؤمنةً بذلك، جعل الدوقة تفهم سبب محاولتها المستميتة لحماية زوجها.

لكن، بعيداً عن ذلك، أصبح التعامل مع قضية داميان أكثر تعقيدًا.

عندما لم تستطع الدوقة أن ترد بسهولة، وأخذت تزفر تنهيدةً تلو الأخرى بوجه حائر، أمسكت أراسيلا بيدها فجأة ونظرت إليها بعينين يملؤهما الرجاء.

“أرجوكِ……أتوسل إليكِ……”

لكن الدوقة لم تستطع احتمال النظرات الزرقاء الموشكة على البكاء، فحرّفت بصرها بعيدًا.

وبعد لحظات من التفكير العميق، تكلّمت أخيرًا وعلى وجهها ملامح الحسم.

“التدخل المباشر في هذه القضية صعبٌ عليّ. فالأمر وقع داخل نطاق العائلة النبيلة نفسها، وإن تدخّلت، فقد يُقال أنني أتجاوز صلاحياتي.”

“آه……”

غمر الحزن وجه أراسيلا، وسرعان ما فقدت يداها القوة، وانسحب منهما الرجاء.

لكن هذه المرة، كانت الدوقة هي من أمسكت بيد أراسيلا بقوة، وفتحت فمها لتكمل الحديث من جديد.

“لكن، على حد علمي، فإن عائلة اللورد فاندرمير من جهة الأم لها صلةٌ بالعائلة الإمبراطورية.”

“……عائلة الكونت روند؟”

“نعم، ألم تُنجب تلك العائلة إمبراطورةً قبل عدة أجيال؟”

أومأت أراسيلا برأسها بخفة وقد تذكرت متأخرة. فجدة الإمبراطور الحالي كانت إمبراطورةً من عائلة الكونت روند.

ورغم أنهم الآن يعيشون بهدوء بعيدًا عن الأضواء، فقد سمعت يومًا أن عائلة روند كانت في الماضي قويةً ومهيبة بصفتها عائلة الإمبراطورة الأم.

“إن بادرت عائلة الكونت روند بالتحرك لإنقاذ زوجكِ، فسأتمكن عندها من التدخّل أيضًا بحجة أنني أساعد أقرباء بعيدين.”

إذاً، يمكننا إزالة الانطباع بأننا نتدخل في شؤون الآخرين بشكل عشوائي، وفي نفس الوقت، تزداد القوى المؤيدة لداميان، مما يزيد من احتمالات إنقاذه.

“المشكلة هي ما إذا كان الكونت روند سوف يتعاون بسهولة……”

تذكرت الكونت السابق الدي تجاهل داميان في حفلة ليلة رأس السنة السابقة وابتعد بسرعة.

كان من الصعب تخيل أن يخرج ليساعد داميان عندما فكرت في ذلك المشهد البارد والقاسي.

'لا، هذا شيء يجب أن أقوم به بنفسي. سأجعله يتعاون مهما كان الثمن.'

كانت الدوقة كيسيتون قد أظهرت بوضوح نيةً ودية، ولم يكن بإمكانها تفويت هذه الفرصة.

أغلقت أراسيلا قبضتها بشدة وأشعلت عزيمتها. إذا كان يمكنها إنقاذ داميان، فإنها ستفعل أي شيء.

“أشكركِ جزيل الشكر، سيدتي الدوقة.”

عندما نهضت أراسيلا من مكانها وانحنت لتعبّر عن شكرها، ابتسمت الدوقة كيسيتون ابتسامةً خفيفة وأشارت بيدها.

"لا داعي لذلك. إذا أصبح شخصٌ ما من تابعيي في ورطة، فلن أترك يده أبدًا ما لم يُخيب أملي فيه كإنسان."

رغم أن معرفتها بأراسيلا لم تدم طويلًا، إلا أنه لم يكن هناك شخص أكثر صدقًا وجديرًا بالثقة منها.

ولا بأس في أن تتعرف عليها لفترة أطول مستقبلًا.

وفوق ذلك، لم تستطع أن تغض الطرف عن أراسيلا وهي تكافح لإنقاذ داميان، إذ بدا لي أنها تُشبهها عندما كانت تبذل كل ما بوسعي لدعم ابنها في الماضي.

"لن أُخيّب ظنّكِ أبدًا. إن أردتِ مني أي شيءٍ في أي وقت، فقط قولي لي. سأعطيكِ كل ما أملك."

"لا تُفكري بالأمر وكأنكِ مدينةٌ لي كثيرًا. وإن كنتِ ترغبين حقًا في رد الجميل، فامنحيني أفضل ما يمكنكِ تقديمه."

ربّتت الدوقة الكبرى بلطف على كتف أراسيلا التي كانت تومئ برأسها مرارًا.

كانت تلك اللمسة كأشعة الشمس التي تخترق الغيوم الكثيفة.

***

صندوق مجوهرات مونيكا كان موضوعًا بهدوء في زاوية منضدة التزيين.

بمجرد أن عادت إلى المنزل، سارعت أراسيلا إلى البحث عنه، وتنهدت بارتياح حين وجدته.

لحسن الحظ، لم يعبث فرسان الإمبراطورية كثيرًا بالأغراض الموجودة على منضدة التزيين ضمن ممتلكات أراسيلا.

وحين تأكدت من أن كل ما في داخله لا يزال كما هو، التفتت إلى أودري التي كانت ترتب عباءتها وحقيبتها،

“أودري، سأخرج باكرًا غدًا في الصباح. هل يمكنكِ تحضير الأمور من أجلي؟”

“نعم، سيدتي. لكن، إلى أين تذهبين؟”

“هناك مكانٌ يجب أن أذهب إليه.”

اتخذ وجه أراسيلا ملامح جادة. و وضعت صندوق المجوهرات داخل علبة، ثم فعّلت عليه سحر قفلٍ من اختيارها. حتى لا يتمكن أحد من فتحه دون إذنها.

وفي اليوم التالي، استيقظت أراسيلا باكرًا وتهيأت للخروج بأناقة.

ارتدت فستانًا أخضر داكن عالي الرقبة، ووضعت عباءةً سوداء فوقه، وجدلت شعرها على شكل ضفيرةٍ واحدة أنيقة.

أخذت معها العلبة التي تحتوي على صندوق المجوهرات بإحكام، وغادرت المنزل. وكان أول مكان قصدته في ذلك الصباح الباكر هو قصر عائلة الكونت روند.

“مـ-من تكونين؟”

سأل الفارس التابع لعائلة الكونت، وقد بدا عليه الارتباك لرؤية العربة تظهر فجأةً أمام الباب.

فتحت أراسيلا النافذة وأجابت بنفسها،

“أنا أراسيلا فاند مير. جئت لأقابل الكونت روند، فافتح الباب.”

“آه، نعم. حاضر.”

تأثر الفارس بهيئتها الواثقة دون أن يشعر، وفتح لها الباب على الفور.

و لم يكن كبير خدم عائلة الكونت روند أقل ارتباكًا من غيره حيال هذه الزيارة المفاجئة.

“سيدة فاندرمير، عذرًا، لكن هل كان لديكِ موعدٌ مسبق لهذه الزيارة؟”

“لا، ولهذا السبب أرجو أن تُبلغ الكونت روند الآن. قُل له إن زوجةَ حفيده جاءت لزيارته.”

ابتسمت أراسيلا ابتسامةً مشرقة. فغادر كبير الخدم مكانه بوجه مذهول، طالبًا منها الانتظار قليلًا.

وبعد برهة، عاد وهو يمسح العرق عن جبينه بمنديل، ثم قادها إلى غرفة الاستقبال.

وهناك، كان رجل عجوز مألوف يجلس بانتظارها.

كانت عيناه الذهبيتان تمامًا مثل داميان.

وما إن التقت نظرات أراسيلا بنظرات هوارد روند، حتى انحنت له باحترام.

“مرحبًا، لورد روند. أنا أراسيلا فاندرمير. كيف كان حالكَ خلال هذه الفترة؟”

“……أن تأتي فجأة دون سابق انذار، يا له من تصرفٍ وقح فعلًا.”

“أرجو أن تسامحني. شعرتُ أنه لو كنتُ قد تواصلت معكَ مسبقًا، لما كنت ستقبل بلقائي بهذه السهولة.”

لم يُعارض هوارد كلامها، لأنه كان صحيحًا. فلو أرسلت له أراسيلا رسالةً أولًا، لكان تجاهلها بالتأكيد.

وبوجه متجهم وذراعين معقودتين، عبس وسألها،

“إذًا، لماذا جئتِ لرؤيتي؟”

“أنت تعلم جيدًا، الوضع الذي يمر به حفيدكَ الآن.”

“هذا لا علاقة لي به. ذلك الفتى ليس حفيدي. لم أفكر به هكذا يومًا.”

عند هذا الرد المتصلب، ارتجف حاجبا أراسيلا قليلًا.

وضعت العلبة على ركبتيها، وابتسمت ابتسامةً هادئة،

“هل تقصد أنكَ لم تعتبر الدوقة الأولى مونيكا فاندرمير ابنتك؟”

“انتبهي لكلامكِ! كيف تجرؤين على التلفظ باسم مونيكا بهذا الشكل؟!”

ضرب هوارد الطاولة بعنف وهو يصرخ غاضبًا. لكن أراسيلا ردّت بهدوء دون أن ترمش حتى.

“لو كنتَ تعتبر الدوقة الأولى فاندرمير ابنتكَ، لكنتَ اعتبرتَ ابنها داميان حفيدكَ أيضًا. لكن بما أنك أنكرت، فقد كنتُ في وهمٍ كبير، على ما يبدو.”

“أنتِ……أنتِ……! هل جئتِ لتثيري ضغطي فقط؟!”

“لا، جئتُ لأرجوكَ أن تساعد داميان.”

سحبت أراسيلا ابتسامتها تمامًا، ونظرت إلى هوارد بجدية. و في تلك اللحظة، ارتبك هوارد قليلًا ورفع حاجبًا.

كان يعلم جيدًا أن داميان محتجزٌ في السجن بتهمة قتل أخيه غير الشقيق، فقد حضر مهرجان رأس السنة وكان على علم بما حدث.

ساد صمتٌ ثقيل بين الاثنين. و أول من أشاح بنظره كان هوارد، حيث نظر نحو الأغصان اليابسة المتدلية أمام النافذة.

ثم تحرّكت شفتاه الجافتان، ليخرج صوته كأنّه أنين.

“لا أستطيع مساعدتكِ، عودي من حيث أتيتِ.”

“ولماذا؟ داميان هو حفيدكَ الوحيد، أليس كذلك؟ لماذا تقول إنكَ لا تستطيع مساعدته؟”

“ألم أقل لكِ؟ لم أعتبره حفيدي يومًا. منذ أن ماتت مونيكا……لم ألتفت أبدًا نحو دوقية فاندرمير. لأنني لم أرد بأي علاقةٍ بها بعد الآن.”

عضّ هوارد شفته السفلى بهدوء. فمجرد التفكير بابنته الصغرى الراحلة كان يخنقه ويجعله يشعر بألم في صدره.

لو كان يعلم أنه سيفقدها بذلك الشكل البائس، لكان فعل أي شيء ليُجبرها على الطلاق ويعيدها إليه.

مونيكا، من أجل داميان، ومن خوفها من أن تُحرم من رؤية ابنها، لم تطلب العون من أحد، وظلت تعاني بصمتٍ حتى ماتت.

لكن الحفيد الذي كانت ابنته تحبه بذلك القدر، كان قد ورث من والده المكروه وجهه، مما جعل هوارد غير قادرٍ على محبته إطلاقًا.

غادرت الدنيا وهي تغرز مسمارًا في قلب والديها، فقط لتُحافظ على طفل يشبه ذلك الزوج الحقير.

'لو لم يكن هذا الطفل موجودًا، لكانت مونيكا قد عادت إلى حضني من جديد.'

ذلك الحب العميق الذي كان يحمله لابنته لم يُورّث إلى حفيده، بل تحوّل الاستياء و الغضب تجاه صهره إلى كراهيةٍ شديدة لداميان.

وهكذا مضت سنواتٌ طويلة.

“قولي لدوقية فاندرمير أن يتولّوا شؤونهم بأنفسهم. أنا شخصٌ ترتجف روحي بمجرد فكرة أنني أعيش تحت نفس السماء مع أولئك الناس.”

نهض هوارد من مكانه فجأة، ووضع يديه خلف ظهره وتوجه نحو النافذة.

رؤية الثلوج المتساقطة أعادت إلى ذاكرته مونيكا، التي كانت تحب الشتاء بشدة.

تذكرها وهي تملأ الحديقة بهجة، و تصنع رجل الثلج بسعادة كلما تساقطت الثلوج.

أما الآن، فها هو ينظر إلى حديقةٍ فارغة تمامًا. فأصبحت تعبيرات وجهه أكثر ظلمة.

وبينما كانت أراسيلا تتأمل ذلك الظهر الموحش، تحدثت بصوتٍ خافت.

“الكونت روند، داميان قد تخلّت عنه دوقية فاندرمير. والده الدوق يريد إعدامه.”

“لقد ارتكب حماقةً بقتله لأخيه، فمن الطبيعي أن يحدث ذلك.”

“داميان لم يقتله. لقد تم تلفيق التهمة له ظلمًا. ويمكنني إثبات ذلك.”

“إذًا، فأنقذيه بنفسكِ. أنا لا أملك أدنى اهتمام بما يحدث في تلك العائلة.”

أمام هذا الرد القاسي، صمتت أراسيلا لوهلة. و اشتدّ فكها من الغضب، وغلت مشاعرها في صدرها.

'هل هذا معقول؟ أليس هذا ظلمًا فادحًا؟'

لم تكن تجهل حزن هوارد على ابنته الصغرى التي ربّاها بكل حب. لكنها لم تستطع تفهم كيف يمكن له أن يكره حفيده إلى هذه الدرجة.

ابنته الحبيبة تركت له هذا الحفيد الوحيد، وهناك احتمالٌ بأن يُقتل، ومع ذلك هو يُصرّ على تجاهل الأمر وكأن شيئًا لم يحدث؟

كانت تنوي أن تحل الأمور بالحوار الهادئ والتفاوض، لكنها غيّرت رأيها.

لن تسكت، ويجب أن تقول كل ما لديها.

رفعت أراسيلا عينيها بنظرةٍ حادة، ووجهت إلى هوارد سؤالًا لاذعًا،

“ألستَ تشعر بالخزي من نفسكَ وأنت تتصرف هكذا؟”

________________________

جلدته 😭😭😭

تجنن الدوقه ليت ذا الشايب نفسها

المهم ان ماساعده لايلوم الا نفسه اراسيلا يمكن تفجر حديقته بالغلط😘

Dana

2025/04/07 · 23 مشاهدة · 2044 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025