“…..ماذا قلتِ؟”
استدار هاوارد نحو أراسيلا بوجه متجهم. بينما لم تتجنب أراسيلا نظرته و تحدثت بوضوحٍ وثبات،
“أنا أتفهم أنكَ تكره الدوق فاندرمير وتشعر بالمرارة تجاه عائلة فاندرمير. لكن، أليس من العار أن تصبّ كل تلك المشاعر على طفلٍ صغير؟”
“لا تتكلمي دون أن تعرفي الحقيقة جيدًا!”
“هذه الجملة تحديدًا ما أود أن أقولها لك يا كونت. هل تعرف كيف نشأ داميَان؟ هل تعرف لماذا يعيش منبوذًا من عائلته؟”
ارتجف صوت أراسيلا قليلًا في نهايته.
فهل كان هاوارد وحده من تألم بسبب موت مونيكا؟
ومع ذلك، كان هاوارد على الأقل شخصًا بالغًا يستطيع أن يسند نفسه بنفسه، أما داميَان، الطفل الصغير، فقد تُرك وحيدًا في منزلٍ كان فيه الجميع أعداءً له ما عدا والدته، دون أي مكانٍ يستند إليه.
حين كان هاوارد غارقًا في حزنه على فقدان ابنته، لم يُتح لداميَان حتى فرصة الحزن.
“لقد ارتكبت عائلة فاندرمير الكثير من الأفعال الشنيعة بحق داميَان عندما كان طفلًا. عُذّب مرارًا وتكرارًا، وحاولوا قتله أكثر من مرة. حتى عندما كانت والدته على قيد الحياة، كان يقاتل وحده في وحدةٍ قاتلة، وبعد وفاتها، كرّس حياته كلها للانتقام لها."
ورغم ذلك، عامل هاوارد داميَان وكأنه مجرد جزء من عائلة فاندرمير، وأبعده عنه، فقط لأنه يحمل دماء تلك العائلة.
لهذا السبب، عاش داميَان وهو يكره الدم الذي يجري في عروقه، ويشك في نفسه بلا نهاية، غير قادر على حب ذاته.
أكثر ما أغضب أراسيلا في تلك اللحظة كان هذا بالذات.
كان هاوارد يتحدث وكأنه الوحيد الذي تألم وعانى، لكنها كانت تعلم جيدًا أن من عانى حقًا كان ذلك الطفل الصغير الذي تُرك مهملًا.
“ألم تكن تجهل كل هذه الحقائق فعلًا، يا كونت؟ أم أنكَ كنت تعرفها، لكنكَ تعمدت تجاهلها؟”
كان سؤالها كالسهم، طعن صدر هاوارد بقوة.
لم يستطع قول أي شيء، واكتفى بالتحديق في أراسيلا بصمت.
بعد وفاة ابنته، كان يعلم أن الأوضاع داخل عائلة فاندرمير لم تكن طبيعيةً بالنسبة لداميَان،
لكنه لم يرغب بالتدخل.
لأنه كان يعتقد أن من يحمل ذلك الدم مذنب بكل الأحوال. ولأنه لم يكن يحتمل رؤية حفيد لا يشبه ابنته الحبيبة في شيء.
لكنه، في أعماقه، كان يعرف أن ما فعله لم يكن صحيحًا. وكان مؤلمًا له أن أراسيلا قد كشفت هذا التجاهل الواعي الذي ارتكبه.
“من ارتكب الذنب هم البالغون، فلماذا كرهتَ ذلك الطفل البريء بهذا القدر؟”
"……."
“لماذا تركت داميَان الصغير يعيش وحيدًا في الجحيم؟ من أجل من فعلتَ ذلك؟”
تسربت أنفاسٌ مرتجفة مبللة بالدموع بين كلماتها. و كان طرفا عيني أراسيلا قد احمرّا بشدة.
حين أدرك داميَان أن جده من جهة والدته، وكل أفراد عائلته، يكرهونه أيضًا، كم يا ترى ازداد الجرح في قلبه، وهو الذي كان أصلًا مليئًا بالكدمات؟
حين تتخيل الطفل الذي اضطر إلى ابتلاع ألمه وحزنه بمفرده، لأن أيًا من البالغين من حوله لم يمدّ له يد العون، كانت تشعر بأن قلبها ينكمش من الألم.
“قد ترى الدوق فاندرمير شخصًا فظيعًا، يا كونت، لكن في نظري، أنتما الاثنان متشابهان، أنانيان وقاسيان بنفس الدرجة. كل ما يهمكما هو مشاعركما الخاصة فقط، أليس كذلك؟”
“ما هذا الـ…..!”
هاوارد، الذي انفعل من هذا الهجوم الحاد، فتح فمه وكأنه سيرد بغضب، لكنه سرعان ما صمت.
لأنه لم يستطع إنكار ما قالته أراسيلا.
“لو كنتَ حقًا شخصًا بالغًا، لربما كرهتَ عائلة فاندرمير، لكن لم يكن يجب أن تلوم طفلًا بريئًا.”
“.……”
“حتى ابنتكَ، لو علمت بما فعله الكونت روند طوال تلك السنين، لشعرت بالحزن الشديد. فرغم كل الأعذار التي قدمتها، في النهاية، أنت تخليتَ عن حفيدكَ الوحيد، فقط من أجل نفسك.”
كانت كلماتها الأخيرة كسكينٍ حاد خدش صدر هاوارد. فشعر وكأن قلبه سقط فجأة بثقله.
في الحقيقة، لم يكن داميَان هو السبب الحقيقي الذي اوقف عودة مونيكا إلى حضن والدها.
بل كان السبب هو هاوارد نفسه.
فقد شعر بالخيانة حين غادرت ابنته مع الدوق رغم اعتراضه، فتصرّف معها بجفاء وفتور، ولهذا لم تستطع مونيكا أن تبوح له بفشل زواجها، وظلت تتحمل وحدها بصمت.
لكن، ماذا لو كان قد احترم قرارها منذ البداية؟
ربما، على الأقل، لم تكن لتشعر بذلك الشعور القاتل بالوحدة، ولم تكن لتحاول الصمود وحيدة، وكأنها تُركت تحت السماء الواسعة مع داميَان فقط، دون أحد.
صحيح أن اعتراض هاوارد كان صائبًا من حيث النتيجة، لكن من المؤكد أنه جعل مونيكا أكثر عزلة.
“أنا……أنا……”
لم يتمكن هاوارد من إتمام كلماته، وأسقط رأسه فجأةً نحو الأسفل.
راودته فجأة قشعريرةٌ من الإدراك المرّ، ربما كان يكره حفيده بلا مبرر حقيقي، فقط لأنه لم يكن يريد أن يشعر بالذنب تجاه موت ابنته.
لكن أراسيلا لم تواسه ولم تؤنبه، بل فتحت الصندوق بصمت وأظهرت له علبة المجوهرات.
“أريد أن أعقد صفقةً معك مقابل هذا.”
“……هذه علبة مجوهرات مونيكا، أليس كذلك؟”
رفع هاوارد نظره بتعبٍ، وتعرف على العلبة فورًا. فاتسعت عينا أراسيلا بدهشة خفيفة.
“كيف عرفتَ ذلك؟”
“لأنني أنا ووالدة الطفلة قدمناها كهدية. ذلك الشعار المحفور عليها، النسر، هو رمز عائلة الكونت روند.”
رمشت أراسيلا بدهشةً، فلم تكن تعلم أن مونيكا استخدمت علبة المجوهرات تلك قبل زواجها.
و قد اتضح أن وجود شعار النسر، رغم أنه لا يمثّل عائلة فاندرمير، كان له سبب.
فتحت العلبة وأظهرت دفتر الملاحظات والزجاجة الصغيرة داخلها،
“سمعت أنكَ كنت تحب ابنتكَ كثيرًا، لكنكَ لم تحصل على تذكار مناسب منها بعد وفاتها.”
“….…”
“سأعطيكَ هذا. لكن في المقابل، أرجوكَ ساعد داميَان. فعائلة فاندرمير تطالب بإعدامه. و أريدكَ أن تقف في وجههم.”
اهتزت عينا هاوارد بشدة.
عند وفاة مونيكا، كانت عائلة فاندرمير قد منعت أي اتصال مع عائلة الكونت روند بشكل قاطع، ولذلك لم يستطع الحصول على أي تذكار منها، وظل ذلك حسرةً عالقة في قلبه حتى اليوم.
رأت أراسيلا التردد والاضطراب في وجهه، فأعادت علبة المجوهرات إلى الصندوق.
لم تكن ترغب في عقد صفقة باستخدام متعلقات شخصٍ ميت، لكن لم يكن أمامها خيارٌ آخر الآن.
“هذه العلبة محمية بسحر، ولا يمكن لأي أحد أن يفتحها. لكن، إن ساعدتَ داميَان، سآتي بنفسي وأفكّ السحر عنها، بغض النظر عن النتيجة.”
“……وهل هذا كل ما تريدينه؟”
“نعم، كل ما أريده هو إنقاذ داميَان.”
دفعت أراسيلا الصندوق نحوه، بصوتٍ ثابت وقوي.
نظر إليها هاوارد بنظرةٍ مليئة بالتعقيد، ثم أومأ برأسه ببطء.
لم يكن بمقدوره أن يتخلى عن تذكار ابنته، حتى وإن بدأت آثارها تتلاشى مع الزمن.
“حسنًا……سأفعل ما طلبتِ.”
***
حين يُسجَن المرء في زنزانة تحت الأرض لا يدخلها الضوء، يفقد إحساسه بالزمن.
فتح داميَان عينيه دون أن يعرف، هل هو النهار الآن؟ أم الليل؟
'إلى متى علي أن أيقى حبيس هذا الظلام الدامس؟'
تنهد بتعب وأغلق عينيه مجددًا، وحينها، طفا وجهٌ شاحب في ذاكرته.
أراسيلا فاندرمير. زوجته.
حين زاره كولين في السجن وسلّمه رسالةً منها، لم يستطع داميَان إلا أن يبتسم بمرارة.
'إلى أي حد تشعرين بالمسؤولية لتفعلي كل هذا؟'
بل، هل يمكن أن يفعل المرء كل هذا بدافع المسؤولية فقط؟
تذكّر ملامح أراسيلا الأخيرة، وهي تغادر بنظرة مجروحة، فقبض على يده بقوة.
حتى بعدما طردها بقسوة، لم ترغب في تركه.
إن كان يشعر بشيءٍ آخر تجاهها رغم فعلته تلك……فربما يكون قد جُن فعلًا، وهو يواجه الموت.
“أريد أن أراها مرة أخرى.”
تمتم داميَان دون أن يشعر.
كان يعرف جيدًا أن ولي العهد وعائلة فاندرمير قد اتحدوا لدفع عقوبته بالإعدام. وكان يعلم أيضًا أن أراسيلا تبذل جهدًا كبيرًا خارج السجن لوقف هذا.
لكن كان من الصعب على أراسيلا أن تقاوم هذا التحالف بمفردها. لهذا السبب، كان يتمنى في سرّه أن تتخلى عن المحاولة، لكي لا تزداد العواقب سوءًا.
كان يتمنى ألا تحزن كثيرًا بعد رحيله.
'أتمنى أن لا تبكي بسببي.'
كانت تلك الأمنية الصغيرة في قلبه، لكنه فجأة شعر بشكّ غير مريح.
متى ستتضح حقًا قرارات مصيره؟
كان يعتقد أن الأمور ستُحسم بسرعة، بما أن التحالف يضم ولي العهد وعائلة الدوق.
لكن، لم يكن هناك أي أخبار، وكأن الأمور كانت تسير بشكل أسوأ مما توقعه.
كان يشعر بقلق كبير من أنه قد يُترك في الزنزانة تحت الأرض إلى الأبد.
ولكن، لحسن الحظ أو لسوئه، في اليوم التالي، تم نقله من السجن لحضور محاكمةٍ سرية.
على الرغم من أنها كانت تُسمى محاكمة، فإن الواقع كان أقرب إلى مراسمٍ بسيطة يتم فيها جمع المعنيين ويفرض فيها الإمبراطور عقوبته عليه.
دخل داميَان القاعة بوجهٍ خالي من التعبير، لكن ما فاجأه هو أنه اكتشف وجوهًا غير متوقعة.
كان يتوقع حضور عائلة فاندرمير وفريدريك بالطبع، لكن لم يكن يتخيل أن يكون هناك الدوقة كيستون والأمير لوكاس والكونت روند جالسين في القاعة.
وكان الشخص الأخير على وجه الخصوص مفاجئًا.
'كيف وصلوا إلى هنا……'
لم يستطع داميَان إخفاء تعبير الاستفهام وهو يوجه نظرهُ نحو الأشخاص الثلاثة.
قبل عدة أيام، وبعد تعاونها مع عائلة الكونت روند، قامت أراسيلا فورًا بإبلاغ الدوقة كيستون بهذا الأمر.
وفي نفس الوقت، جاء ردٌ من لوكاس، الذي كان أحد أفراد العائلة الإمبراطورية الذين طلبت مساعدتهم.
على الرغم من أن التدخل في قضية قتل أوسكار كان سيشكل عبئًا سياسيًا كبيرًا، إلا أن لوكاس لم يستطع أن يتجاهل معاناة صديقه.
هكذا اجتمع ثلاثةٌ من الأشخاص الذين سيقدمون الدعم لإنقاذ داميَان.
“الآن بعد أن وصل داميَان فاندرمير، دعونا نبدأ المناقشة الجادة بشأن مصيره.”
أعلن الإمبراطور ذلك بجدية وهو جالسٌ في المقعد الأمامي. و كان أول من تحدث هو الدوق فاندرمير.
مشى نحو الإمبراطور، مادًا ذراعيه في طلب.
“جلالتك، أرجو أن تصدر حكم الإعدام على داميَان فاندرمير! لا أريد أن أطلق عليه اسم فاندرمير بعد الآن!”
صرخ الدوق وهو يحدق في داميَان بنظرةٍ مليئة بالاحتقار، مشيرًا إليه بإصبعه.
“حتى الوحوش تعرف أفراد عائلتها، أليس كذلك؟ لكن، أليس هو من قتل شقيقي بوحشية؟ لا يجب أن يبقى مثل هذا الابن الشرير حيًا!”
نظر داميَان بلا مشاعر إلى والده الذي كان يصرخ مطالبًا بالإعدام أمامه. و ربما لأن قلبه لم يعد يهتم، لم يشعر بأي شيء.
بعد الدوق، أضاف فريدريك بصوتٍ هادئ ولكن مليء بالثقة،
“جلالتك، منذ القدم تم معاقبة جرائم قتل الأسرة بشدة. لكن، بما أن فاندرمير قد ارتكب هذا الفعل الفظيع في احتفال العام الجديد الذي حضره النبلاء من دولٍ أخرى، إذا لم يعاقبه جلالتك بشدة، فسيبدأ الجميع في التحدث عن ذلك.”
“نعم، صحيح! مهما كانت طمعه في منصبٍ أعلى، يجب معاقبة هذا المجنون الذي قتل شقيقه بدم بارد ليكون عبرةً للجميع!”
صرخ ولي العهد داعمًا، فازداد حماس الدوق وأصبح أكثر اندفاعًا في تصريحاته.
كان يصرخ حتى تساقطت منه القطرات من فمه وهو يدفع ابنه نحو حتفه، فعبس هاوارد في وجهه.
فحتى هو كان يشعر أن هذا المشهد كان قاسيًا للغاية.
تقدم هاوارد خطوةً للأمام وفتح فمه قبل الدوق.
“جلالتك، هناكَ بعض الأمور الغامضة التي تجعل من غير المؤكد أن داميَان هو من قتل السيد فاندرمير. إذا تم تنفيذ حكم الإعدام في ظل غموض التهم، فسيكون ذلك مثارًا للجدل الكبير.”
نظر الدوق إلى هاوارد بوجهٍ مليء بالصدمة وهو يراه يدافع عن داميَان فجأة بعد أن كان يتجاهله من قبل، ثم رد بغضب،
“هل جننتَ، يا كونت روند؟! السكين التي عليها دم ابني وُجدت في غرفة داميَان! وأيضًا، كان هناك آثار تدل على أنه دخل إلى غرفة أوسكار في وقتٍ متأخر من الليل!”
لكن هاوارد رد بهدوء على كلام الدوق،
“هل أنتَ متأكد من أن الدم يعود حقًا إلى ابنك؟ وأما السكين، فبإمكان أي شخص أن يضعها في مكان آخر. إذا فكرنا بعقلانية، فإن وجود شخصٍ مثل داميَان، الذي يُعد أصغر سيد سيف في الإمبراطورية، يقوم بنثر الأدلة بهذا الشكل في كل مكان يبدو أمرًا غريبًا، أليس كذلك؟”
“ماذا؟!”
في اللحظة التي تلعثم فيها الدوق واحتار في الرد، استغل لوكاس الفرصة وتقدم،
“حسب معلوماتي، هناك شخصٌ فقد سكينًا مشابهًا تمامًا لتلك التي استخدمها الفارس في فرقة الصقر الأحمر مؤخرًا. من يدري، ربما كان القاتل قد عثر عليها بالصدفة واستخدمها.”
“صاحب السمو، لماذا تفعل هذا أيضًا؟ هل تعني أن شخصًا ما قتل أوسكار ليضع اللوم على داميَان؟”
سأل الدوق متعجبًا، وفي تلك اللحظة، بدا وكأنه قد كشف عن الحقيقة دون قصد.
رفع فريدريك حاجبيه قليلًا وهو يشعر ببعض الدهشة. فقد كان يظن أنه لا يشبه ابنه كثيرًا، لكن تبين أنه كان مخطئًا.
حين بدأ يتفوه بكلماتٍ غير ضرورية، شعر وكأنما قد تكرر نفس الأمر.
بينما كان ينظر إلى الدوق بنظراتٍ باردة، أومأت الدوقة كيستون برأسها برشاقة،
“هل هناك احتمالٌ أقل من ذلك، يا دوق؟ بل، أعتقد أن من الغريب أن تكون مصرًا على أن داميَان هو القاتل. فعادةً، أي أبٍ سيسعى لحماية ابنه.”
كانت عيونها تحمل بريقًا حادًا، وتلألأت بنظرةٍ حادة.
“لكن، لما يبدو أن الدوق يرغب حقًا في أن يُتهم ابنه الوحيد ويُقتل؟”
كان السؤال محوريًا لدرجة أنه جعل الدوق يتراجع فجأة.
كان يريد أن يُقبض على القاتل الحقيقي الذي قتل أوسكار، وفي نفس الوقت، كان لديه رغبةٌ خفية في التخلص من داميَان في هذه الفرصة.
من المحتمل أنه لو كانت الضحية شخصًا آخر غير أوسكار، وكان داميَان هو المشتبه به، لما كان سيبذل كل هذا الجهد، لكنه كان سيدعم حكم الإعدام بنفس الحماس.
“عمتي، أليس هذا افتراضًا مبالغًا فيه من جانبكِ بحق الدوق الذي فقد ابنه؟”
قال فريدريك ذلك بابتسامةٍ خفيفة وهو يتدخل لتهدئة الموقف.
كان واضحًا أنه لم يكن معجبًا بالأميرة التي جاءت بناءً على طلب أراسيلا. و كان يفضل أن تكون في نفس الجانب معه، لكن الأمور كانت مخيبةً للآمال.
كان فريدريك يعرف جيدًا مدى حب والده لشقيقته الصغرى، ولهذا السبب كان أكثر حرصًا على تصعيد الموقف.
نظر فريدريك إلى الإمبراطور الذي كان يستمع بصمت إلى المحادثات العابرة، ثم تحدث بنظرة غامضة،
“إذا أردنا أن نشك في شيء، فكل شيء قد يبدو غريبًا بلا نهاية. بدلاً من الاستمرار في التمسك بالكلمات، أليس من الأفضل أن نثق بالأدلة الواضحة أمام أعيننا؟”
كان هذا تصريحًا يدحض الفرضية القائلة بأن داميَان قد لا يكون الجاني. فطالما لا توجد أدلة حاسمة، لا يمكن للطرف الآخر أن يتقدم بقوة.
وبينما كانت الأنظار تتوجه إلى الثلاثة الذين فقدوا كلامهم، أضاف فريدريك،
“إضافةً إلى ذلك، من الناحية العملية، هذه مسألةْ عائلية. من الصعب للغاية أن تتدخل عائلتنا الإمبراطورية بشكل مفرطٍ في هذا الأمر.”
على الرغم من أن هذا قد يحد من سلطته الكلامية، إلا أنه لم يكن يهتم. بل كان ينوي جذب كل من الدوقة كيستون ولوكاس إلى المعركة معه.
بينما تردد الشخصان الآخران قليلاً في الرد، نظر هاوارد إليهما بنظرةً هادئة، ثم تحركت شفتيه ليقول شيئًا.
___________________________
كول الصراحه
المهم ياحظ داميان بأراسيلا😔
كيف فهمته من قصه له بس أكثر من جده الي شافه من يومه صغير
بس ليه ماحضرت المحاكمة؟ ولا عشانها زوجته ممنوع؟ وجع
Dana