غادر داميان. و عادت أراسيلا إلى المنزل وحدها، ومسحت دموعها للحظة، لكنها سرعان ما تماسكت. لأن هذا الفراق الآن لن يدوم طويلاً على أية حال.
فإذا تمكنت من الصبر على هذا الانتظار الذي لا وعد له، فستتمكن من التأكدِ بمستقبلٍ أطول معه.
لكن، حتى لو عاد داميان منتصراً من الحرب في الشمال، فسيكون من الصعب إن ظلت تلاحقه تهمة قتل الأخ.
'يجب أن أُثبت براءة داميان مهما كلف الأمر.'
ومن أجل ذلك، تعاونت أراسيلا مع شخصَ يشاركها الهدف. ذلك الشخص لم يكن سوى الأمير لوكاس.
شعر لوكاس بالذنب لأنه تردد لعدة أيام في مساعدة داميان، وتأخر في الرد على أراسيلا. ولذلك لبّى طلب أراسيلا برؤية الأدلة المتعلقة بجريمة قتل أوسكار بكل حماس.
أخذت أراسيلا كولين، الذي تركه داميان من أجلها، وذهبت لمقابلة لوكاس.
"في السابق، تسلل اللورد فاندرمير إلى الديوان لمساعدة السيدة، أما الآن فقد انقلبت الأدوار."
قال لوكاس ذلك بابتسامة خفيفة وهو يلتقي بهما سراً في ساحةٍ خلفية بديوان القصر الإمبراطوري حيث تُحفظ الأدلة.
"في ذلك الوقت، أرسلت موظفي الديوان إلى مأدبة غداءٍ جماعية، لكن الأمر لم يعد سهلاً الآن."
"إذاً، ماذا سنفعل؟"
"علينا أن نخلق سبباً يجعلهم يخرجون. هل تعرفين ما هذا؟"
أخرج لوكاس خرزةً سوداء حالكة وهو يبتسم بوجه ودود.
ضيّقت أراسيلا عينيها لتتفحصها.
كان من الواضح أنها أداةٌ سحرية، إذ يمكن الشعور بطاقة سحرية خفيفة منها. وسرعان ما تذكرت أراسيلا ماهية تلك الخرزة.
"إنها أداةٌ تُخرج ناراً ودخاناً مزيفين."
"صحيح. سنُدخل هذه الخرزة سراً إلى مبنى الديوان لنُوهم الجميع باندلاع حريق. عندها سيهرع الجميع إلى الخارج. وسنستغل تلك الفرصة للنزول إلى الطابق السفلي."
ناول لوكاس أراسيلا خريطةً لداخل الديوان. فشكرتْه وأخذتها معها.
"هذه الخرزة لا تدوم إلا عشر دقائق في أقصى حد. حتى لو حاولتُ كسب بعض الوقت الإضافي، فثلاثون دقيقة هي الحد الأقصى. لذا يجب أن تخرجوا قبلها."
"مفهوم."
أومآ أراسيلا وكولين برأسهما بإحكام. ثم أمر لوكاس أحد تابعيه بإدخال الخرزة إلى داخل مبنى الديوان.
بعد قليل، بدأ الدخان الأسود يتصاعد من الطابق العلوي للمبنى، ثم ظهرت ألسنة لهب حمراء مشتدة.
رغم أن كل ذلك كان زيفاً بفعل الأداة السحرية، فإن الناس الذين لم يعرفوا الحقيقة بدأوا يصرخون ويركضون خارجين واحداً تلو الآخر.
وعلى العكس من الجميع، دخلا أراسيلا وكولين من الباب الجانبي للديوان.
وصل الاثنان بسلام إلى غرفة حفظ الأدلة التي كانت محددةً على الخريطة، وراحا يفتشان المكان بجنون.
كان عليهما العثور على الأدلة بسرعة والخروج، لكن الأمر لم يكن سهلاً كما توقعا.
"كمية الأشياء هنا لا تُصدق فعلاً......"
تمتمت أراسيلا بضيق وهي تعبس وجهها.
يبدو أن عدد الحوادث والجرائم داخل الإمبراطورية كان كبيراً حقاً، فغرفة الحفظ كانت مكتظةً بالكامل.
هل سيتمكنان فعلاً من العثور على الأدلة المتعلقة بجريمة قتل أوسكار خلال ثلاثين دقيقة فقط؟
أدركت أراسيلا أن البحث العشوائي لن ينفع، فغرقت في التفكير.
فبما أن الضحية أحد أبناء دوق، فلا بد أن الأدلة المتعلقة بالقضية محفوظةٌ بعناية فائقة. إذاً، ألم يقوموا بفصلها عن بقية الأدلة بدلاً من وضعها معها؟
يبدو أن كولين كان يفكر في الأمر نفسه، إذ أطلّ برأسه بين الصناديق،
"سيدتي، هناك منطقةٌ محظور الدخول إليها في ذلك الاتجاه. هل ندخلها؟"
"حسناً، لنذهب."
وقف الاثنان أمام بابٍ مغلق بقفل. فقامت أراسيلا بفك القفل بسهولة عن طريق السحر.
لم تكن الغرفة من الداخل واسعة. و وُضعت رفوف كتبٍ على كل جدار، وعليها صناديق كبيرة وصغيرة.
عثر الاثنان على صندوقٍ مكتوب عليه "قضية مقتل أوسكار فاندرمير".
"كما توقعت، لقد وُضع منفصلاً عن بقية الأدلة."
"كنت أظن ذلك أيضاً، فهي قضيةٌ بالغةُ الأهمية."
"لنبحث عن شيءٍ يمكن أن يساعدنا في إثبات براءة داميان."
بدآ أراسيلا وكولين يتفحصان الأدلة بتركيز.
ما كان داخل الصندوق هي ملابس أوسكار وبعض الأغراض التي كانت في غرفته، و السكين المستخدم في الجريمة، وأوراق أشجارٍ وُجدت على الشرفة.
بينما كان كولين يمعن النظر في تقرير الحادثة، بدأت أراسيلا تُقلب في ملابس أوسكار.
'لقد نزف دماً كثيراً فعلاً. و قميصه أصبح ممزقاً تماماً. يبدو أنه حاول المقاومة قليلاً؟'
ولو أردنا الدقة، فالأرجح أنه كان يصارع للبقاء على قيد الحياة.
وحين رأت القميص المتهالك الملطخ ببقع الدم اليابسة، شعرت بقليلٍ من الشفقة. لكن أراسيلا لم تكن ترغب في الانغماس في مشاعرَ لا طائل منها، فرتّبت الملابس وأعادتها إلى الظرف لتضعها داخل الصندوق من جديد.
لكن في تلك اللحظة تماماً......
"همم؟ ما هذا؟"
سقطت قطعة قماشٍ صغيرة من جيب بنطال أوسكار، ترفرف بخفة.
رفعتها أراسيلا بنظرة مشوشة، لا تخلو من الحيرة.
على قطعة القماش السوداء، التي بدت وكأنها قد انتُزعت من مكانٍ ما، كانت رسمةُ بومةٍ بيضاء ناصعة.
'بومة؟ ما الذي تفعله هذه في سروال أوسكار؟'
راود أراسيلا شعورْ غريب ومزعج، فلم تستطع إعادة القماش إلى مكانه وظلّت تقلبه بين يديها. و في تلك اللحظة، تحدث كولين الذي أنهى قراءة التقرير،
"يبدو أن السيد فاندرمير قد حاول المقاومة نوعاً ما. فقد كُسرت بعض أظافر يده اليمنى، وكان على أطراف أصابعه شيءٌ يشبه الطلاء، وقد تغير لونها إلى الأبيض."
"حقاً؟"
"نعم، ويُقال أيضاً أنه طُعن بشكل غريب، بحيث لم تُصب الطعنات أي موضعٍ قاتل مباشرة، لذا مات ببطء، وهذا ما يفسّر كمية الدم الكبيرة."
عادت نظرات أراسيلا إلى قطعة القماش. فالبومة المرسومة كانت بيضاء، وبدت وكأن ألوانها قد تلطخت قليلاً. كما أن القماش وُجد في الجيب الأيمن من البنطال.
'ربما هذا هو الخيط الذي تركه أوسكار وراءه عن هوية القاتل.'
في هذه المرة، من المرجّح جداً أنه مات مظلوماً دون أن يعرف شيئاً.
ربما أثناء محاولته الهرب من يد القاتل، انتزعَ هذه القطعة من القماش، ثم وهو يحتضر، خبأها في جيبه.
'علينا الاحتفاظ بها على الأقل.'
قامت أراسيلا بفتح منديل ولفت به قطعةَ القماش، حرصاً على ألا تتعرض لأي تلف. ثم تابعت فحص الأدلة الأخرى، ومع اقتراب انتهاء الوقت، خرجت مع كولين بصعوبة في اللحظة الأخيرة.
في الخارج، كان لوكاس يثير ضجةً محذراً الناس من أن الحريق خطير، و عندما لمح أراسيلا وكولين يتسللان بهدوء، غمز لهما بعينه بخفة.
وبعد أن عادت أراسيلا إلى المنزل بسلام، عرضت قطعة القماش على كولين وشرحت له استنتاجها.
"لذا، فمن المؤكد أن القاتل الحقيقي للسيد له علاقةٌ بهذه البومة."
"في هذه الحالة، سأبحث إن كان هناك أي نقابةٍ في عالم الجريمة أو قاتلٍ يستخدم البومة كرمز."
"سأقوم أيضاً بجولةٍ في الأحياء الخلفية وأتفقد المكان."
"نعم، ولكن يجب أن تكونِ حذرةً يا سيدتي."
ابتسمت أراسيلا كما لو كانت تطمئنه بأنه لا داعي للقلق. ففي الحقيقة، لم يكن هناك ما يدعو للقلق.
تبادل الاثنان مصافحةً بيديهما بعزم، مؤكدين لأنفسهم أنهم سيقبضون على القاتل قبل أن يعود داميان.
***
الشارع 4 معروفٌ بأماكن التسلية والترفيه، ولكن بين هذه الأماكن يتم تبادل الصفقات السرية. لأن هذا هو المكان المثالي لأولئك الذين يقومون بأمورٍ غير قانونية للاختفاء عن الأنظار.
كانت أراسيلا تتجول هناك كل مساء مرتديةً رداءً أسود داكن.
"أريد أن أطلب خدمةً من البومة، هل تعرفون أحداً يمكنني التعامل معه؟"
كانت تردد هذه الكلمات بشكلٍ غير مباشر، و تعمدت إلى وضع وشاحٍ من الفرو الأبيض الكثيف فوق ردائها. كان هدفها من ذلك أن يتعرف عليها أي شخص و يلتقط تلك الكلمات بسهولة.
في النهار، كانت تجوب المناطق الخارجية للعاصمة وتوزع منشوراتٍ مكتوب عليها "البومة تبحث عن عمل". و كانت تأمل بشدة أن ينقضّ عليها شخصٌ واحد فقط على الأقل.
ولكن مع مرور أسبوع، لم تحقق أي نتائج. وكذلك كان الحال مع كولين.
'هل كان هذا هو الطريق الصحيح؟'
بينما كانت أراسيلا تشك في أنها ربما تحقق في الاتجاه الخطأ، بدأت تبحث بين عائلات النبلاء التي تستخدم البومة كرمز، لكنها لم تجد أي شيء.
في غمرةِ حيرتها، تلقت أراسيلا اتصالاً غير متوقع.
<لنلتقي. هذه المرة سأزوركِ أنا.>
كان مرسل الرسالة هو هاوارد روند.
بعد أن تقرر ذهاب داميان إلى الحرب، ذهبت أراسيلا لزيارة هاوارد وفكّت السحر الذي كان على الصندوق، لكنها شعرت بالحيرة.
هل سيكون بيننا لقاءٌ آخر؟
بينما كانت تفكر بما إذا كان عليها لقائه أم لا، وصل هاوارد فجأة، كما فعلت هي من قبل.
"هممم، لا أظن أنني قلت لكَ إنه بإمكانكَ المجيء. هل كان ذلك مجرد وهم؟"
"لا، لكن مع تقدم السن يصبح الإنسان أكثر عجلة. كان من الصعب علي الانتظار، لذلك حاولت أن أتصرف كما فعلتِ أنت."
أجاب هاوارد بجرأة، لكن أراسيلا لم تجد ما تقوله فاحتفظت بالصمت. ماذا كان بإمكانها أن تقول بعد أن تصرفت بنفس الطريقة أولاً؟
بينما كانت تجلس مقابل هاوارد في غرفة الاستقبال، أخذت رشفةً من الشاي ثم سألته.
"ما الذي جاء بكَ إلى هنا؟"
"......جئت لأعيد لكِ هذا."
بكل حذر، قدم هاوارد صندوق المجوهرات الخاص بمونيكا. و كان هو نفسه الذي تم تسليمه له كجزء من الصفقة عندما ساعد داميان.
لم تفهم أراسيلا نية هاوارد في إعادته، لذا لم تأخذه على الفور.
"لماذا تعيدهُ الآن؟ لقد سلمتهُ لكَ في مقابل صفقةٍ معك."
"لأنه ليس ملكي. هذا شيء تركته مونيكا لابنها، وليس لوالدها."
"...... إذاً، هل ستعيده لداميان؟ ألن تندم؟"
ابتسم هاوارد ابتسامةً خفيفة وأومأ برأسه.
"من الطبيعي أن يُصاب الإنسان بالغضب إذا طمع في ممتلكات الآخرين. وكان من الأفضل أن يكون داميان هو من يحتفظ بميراث مونيكا، لأنه هو من بقي إلى جانبها حتى النهاية، وليس والدها العاجز عن فعل شيء."
"إذا كان هذا ما تريده، أتفهم ذلك. سأحتفظ به كما هو وأعطيه لداميان عندما يعود."
"حسناً، شكراً."
"لا شكر على واجب. في النهاية، كل شيءٍ من أجل داميان."
عندها فقط أخذت أراسيلا صندوق المجوهرات وفتحته عن غير قصد.
كما في المرة السابقة، كان هناك دفتر ملاحظاتٍ، ووعاءٌ زجاجي، وملاحظةٌ صغيرة مطوية داخل الصندوق.
عندما رأت ذلك، فجأة تذكرت رد فعل هاوارد على اسم "سيان موندور".
"هل يمكنني أن أسألكَ شيئاً، الكونت روند؟"
"اسألِ كما تشائين."
أومأ هاوارد برأسه بتعبيرٍ أكثر رقة. فبعد أن زارته أراسيلا، أدرك أنه لم يعد هناك سبب لعداءها باعتبارها زوجة داميان.
"هل تعرف من هو سيان موندور؟"
"......أه، تذكرت، لقد ذكرتِ هذا الاسم من قبل."
"نعم، كان الاسم الموجود في صندوق مجوهرات الدوقة الأولى. رغم أنني بحثت كثيراً، لم أتمكن من العثور على شخصٍ يحمل هذا الاسم."
"ذلك طبيعي."
ابتسم هاوارد ابتسامةً خفيفة وأجاب. فنظرت أراسيلا إليه بدهشة بينما كان يرفع فنجان الشاي بأناقة.
لماذا قال "طبيعي"؟ هل لأنه ليس اسم شخصٍ حقيقي؟
شعر هاوارد بنظرتها المشككة، فأجاب بصوتٍ مليء بالضحك.
"لأنه ليس اسمًا حقيقيًا."
"ماذا تعني بذلك؟ إذا لم يكن اسمًا حقيقيًا......هل هو لقبٌ أو اسم مستعار؟"
"شيء من هذا القبيل. سيان موندور هو اسمٌ تم تكوينه من إعادة ترتيب حروف اسم مونيكا روند."
سيان موندور ومونيكا روند. لم تكن أراسيلا قد فكرت في ربط هذين الاسمين معًا، ففتحت فمها قليلاً من المفاجأة.
"لقد كانت مونيكا عندما كانت مراهقةً تحاول القيام بالكثير من الأشياء سراً عن عائلتها. و كانت ترغب في الاختلاط بالطبقات الشعبية أو حتى تجربة بعض الأعمال الصغيرة. و في تلك الفترة، استخدمت اسم سيان موندور. كنا نعلم جميعًا، لكننا تظاهرنا بعدم المعرفة."
تذكرت عيون هاوارد المبللة وهو يسترجع ذكرياتٍ عن ابنته. كم كانت شابةً مليئة بالأحلام والفضول، من كان يعلم أنها ستدمّر حياتها بالزواج؟
أطلق زفرةً مؤلمة دون أن يشعر. فصمتت أراسيلا وصبت له الشاي في فنجانه الفارغ.
"......شكرًا."
"لا شكر على واجب. في الحقيقة، كنت فضوليةً جدًا بشأن هوية سيان موندور لفترة طويلة، والآن وقد عرفته، أشعر بالراحة. شكرًا لك."
"هاها، لا يجب أن تؤمنِ بما تراه عينكِ فقط. عليكِ أن توسع آفاقكِ لتري أشياء أخرى."
ابتسم هاوارد بإيجابية وأشار بإصبعه إلى صندوق المجوهرات.
"على سبيل المثال، الرمز المنقوش هناك هو رمز عائلة روند، ولكن كثيرًا ما يخطئ البعض في اعتباره شعارًا للصقر. هؤلاء الأشخاص يظنون ذلك لأنهم معتادون على الصقر."
أراسيلا التي كانت تنوي أن تهز رأسها موافقة توقفت فجأة.
البومة التي كانت مرسومةً على القماش الأبيض. بدأ رأسها يدور.
سيان موندور ومونيكا روند، الصقر والبومة، حيواناتٌ مختلفة ولكنها متشابهة.
البومة والصقر...... ......لم تكن بومةً. بل كانت بومةً قرناء
.
ظننت أنها بومةٌ عادية بسبب تشتت الألوان، لكن الحقيقة كانت مختلفة. وعندما اجتاحها الإدراك فجأة، بقيت أراسيلا بلا كلام لحظة.
"أه، ألا تعرفين ذلك؟"
"......ماذا؟"
"طريقة فتح الدفتر الذي بداخله."
نظرت أراسيلا بشكل غريب إلى الدفتر. كان السحر المعقود عليه معقدًا جدًا، وكانت هناك أمورٌ أكثر إلحاحًا لم تتمكن من فكها بعد.
هل يعني أنه يعرف ذلك أيضًا؟
بدأ يبدو أن الأسرار التي كانت تثير قلقها تتكشف جميعها دفعةً واحدة.
"إذاً، هل تعرف ما هي شروط فتح الدفتر؟"
"بما أنني من منحته لكِ، فمن الطبيعي أن أعرف. هذا السحر خاصٌ فقط بأفراد عائلة روند. لذلك، هناك سحرٌ خاص مرتبطٌ به."
مدّ هاوارد يده، فأخرجت أراسيلا الدفتر من صندوق المجوهرات وسلمته إليه.
وضع هاوارد يده على الدفتر، وعندها انتشر ضوءٌ أخضر فاتح من الدفتر ولف يد هاوارد.
"عندما تستخدمين هذا الدفتر لأول مرة، يجب أن تسقطِ دمكِ عليه. حينها، سيتعرف السحر على الدم وسيجعل الشخص الذي يرتبط بنفس الدم فقط قادرًا على فتحه وقراءة محتواه."
"......لذلك، لم أتمكن من فتحه مهما حاولت."
السحر الذي يمزج الدم يكون أقوى وأمتن بكثير من السحر العادي، ولا يمكن كسره بسهولة. و حتى لو كان الخصم هو رئيس برج السحر أو خليفته.
لهذا السبب، في الأبراج السحرية، يُمنع مزج دم المخترع مع الأدوات السحرية أو الطقوس السحرية عند تطويرها.
"نعم. في الأصل، هذا الكتاب تم إعداده في عائلة روند بعد أن أنجبت أول إمبراطورة من العائلة، وذلك للحفاظ على الأسرار والوثائق السرية. لذلك، دفعوا مبلغًا ضخمًا لرئيس برج السحر في ذلك الوقت ليصنعوا هذا السحر."
بينما كان هاوارد يواصل شرحه، قطبت أراسيلا جبينها قليلًا.
كان ذلك يعني أن رئيس برج السحر في ذلك الوقت قد انتهك قواعد البرج بسبب المال. و ربما كان قد فسد بسبب المال أو السلطة.
عندما تم تفعيل السحر، فتح هاوارد الصفحة الأولى من الدفتر ومررها إلى أراسيلا.
في غياب داميان، إذا أغلقه الآن، فلن تتمكن من قراءته لاحقًا.
"بما أنني أنفقت الكثير من المال لصنعه، فإنه من الأفضل استخدامه عبر الأجيال. يحصل أبناء عائلة روند على كتاب ٍمسحور كهذا عند بلوغهم سن الرشد. و يستخدمونه عادةً لتسجيل الحسابات أو الأسرار، لكن مونيكا قالت أنها ستستخدمه كدفتر يوميات."
"أه......لكن، هل من المقبول أن تخبرني بهذه التفاصيل على الرغم من أنني شخصٌ خارجي؟"
كانت تلك كلماتٌ قد تضر بالعائلة إذا خرجت إلى الخارج. ومع ذلك، لم يتردد هاوارد في إخبارها بكل شيء، مما جعلها تشعر بالدهشة.
'هل يبدو أنني شخص ذو لسانٍ قصير؟ بالطبع، ليس لدي نية في نشرها.'
على الرغم من ذلك، كان هذا يضع داميان في موقفٍ صعب إذا تم تسريب تلك المعلومات.
بعد كلماتها، عبس هاوارد فجأة بوجهه ثم تحدث بعد صمت.
_______________________
الفصل كله معلومات
لوكاس اخيرا جا الخوي الصاحي حتى كولين احسن منك معليش
المهم واضح ام داميان كانت كيوت المؤلفه وش استفادت يوم مسحتها😔
هذي البومة القرناء تختلف عن البومة العاديه انها اشرس و كأن فيها قرون
Dana