“……ألستِ زوجة داميان؟”

“وما شأن ذلك؟ ألم تقل أنكَ لا تعتبر داميان حفيدك؟”

حرّك هاوارد شفتيه قليلاً.

كان ذلك كلاماً لا يجرؤ على نفيه بعد، لأنه يفتقر الى الحياء و الضمير. كان عليه على الأقل أن يعتذر لداميان قبل أن ينطق به. وبشكل أدق، أن ينال غفرانه كاملاً.

بالطبع، لا أحد يعلم إن كان ذلك ممكناً، لكن هاوارد نهض من دون أن يقول شيئاً.

“عليّ أن أرحل الآن.”

“هاه؟ آه، نعم. سر على مهل.”

ورغم أنها نظرت إليه باستغرابٍ وهو يغادر المكان فجأة، لم تحاول أراسيلا أن تمنعه. بل كان رحيله مريحاً لها، لأن لديها الكثير من الأمور العاجلة لتقوم بها.

رافقت هاوارد المغادر من باب المجاملة، ثم أسرعت بخطواتها.

لا تزال تجهل سبب كشفه سر عائلة روند لها، لكنها قررت أن تركز أولاً على الأمور الأهم والأكثر إلحاحاً.

“نادي كولين على ليأتي إلى المكتب!”

“نعم، سيدتي.”

أعطت أراسيلا الأمر لإحدى الخادمات المارات، ثم جلست على أريكةِ المكتب. ولم يمض وقتٌ طويل حتى ظهر كولين، إذ لم يكن قد خرج للتحقيقات وبقي في القصر، مما جعله يأتي بسرعة.

“هل استدعيتِني؟”

“كولين، لم تكن بومةً عادية، بل كانت بومةً قرناء.”

“……عفواً؟”

ارتبك كولين للحظة من الكلام المفاجئ، لكنه سرعان ما استعاد تركيزه، وأومأ برأسه مبدياً تفهّمه وهو يطلق تنهيدةً صغيرة.

“لا عجب……لقد كنت أبحث على أساس أنها بومة، ولم أعثر حتى على ذرة غبار.”

“هذا ما أقوله. الاثنتان تتشابهان في الشكل، ولوحة القماش كانت ألوانها ممسوحة، فاختلط عليّ الأمر. لنبدأ من جديد على أساس أنه صقر.”

“نعم، مفهوم.”

“هذه المرة، علينا أن نقوم بالأمر جيداً فعلاً.”

أراسيلا، التي كانت تشعر بالتوتر من الأيام الخالية من النتائج رغم أن عطلتها من برج السحر شارفت على الانتهاء، عزمت على تغيير وضعها بعزيمةٍ جديدة.

حين تستطيع أن تركز بالكامل دون أن يشتتها شيء آخر، عليها أن تعثر على شيء ما مهما كان.

اشتعلت عيناها بالإرادة والعزيمة حينها.

***

بدأ كولين بالبحث عن نقابات أو قتلة يستخدمون البومة القرناء كشعار، أما أراسيلا فبدأت تتجول في الشوارع وتنشر كلاماً بأنها تبحث عن بومةٍ قرناء.

وبعد حوالي ثلاثة أيام، بدأ الطُعم يعطي مفعوله.

كانت تسير في شارع الرقم 4، مرتديةً عباءتها كالمعتاد، ووشاحاً أبيض من الفرو يلف عنقها، حين رمى أحدهم حجراً نحو قدميها.

'ما هذا؟ هل أخطأ أحدهم عن غير قصد؟'

وبينما كانت على وشك تجاهل الأمر والاستمرار في طريقها، طار حجرْ آخر نحوها. عندها أيقنت أراسيلا أن الأمر متعمّد، فالتفتت برأسها نحو الجهة التي جاء منها.

عندها، ظهر ظلٌ أسود واقفاً عند مدخل زقاقٍ مظلم، يلوّح لها بيده كما لو كان يطلب منها أن تتبعه.

وضعت أراسيلا سحراً واقياً على جسدها تحسباً لأي طارئ، وتبعت ذلك الظل.

واصلت السير في الأزقة المتعرجة لفترة طويلة، حتى توقف الشخص في النهاية.

كان القمر الكامل يلقي بنوره فوق الاثنين.

الرجل، وقد غطى وجهه بقناع، نظر إلى أراسيلا من رأسها حتى قدميها. وبسبب عباءتها، لم يتمكن من تحديد إن كانت رجلاً قصير القامة أم امرأةً طويلة القامة.

وبينما كان يحدق بها بعينين حذرتين يحاول التقدير، بادر بالكلام أولاً.

“أأنتَ من تبحثُ عن البومة القرناء؟”

“وإن كنتُ كذلك؟”

من صوتها العذب، أدرك أنها امرأة، فخفّ توتره قليلاً. ثم تابع بأسلوب أقل تحفظاً،

“ولماذا تبحثين عنها؟”

“لدي عملٌ معها.”

ردّها المقتضب والبارد جعل وجه الرجل يتلوّى بضيق.

كان يشعر بالفعل بالتوتر من ذلك الشخص الذي يجوب الشوارع مؤخراً متحدثاً عن “البومة القرناء”، والآن زاد سخطه بسبب غرور الطرف الذي يقف أمامه.

'لا حاجة لسماع المزيد. من الأفضل التخلص منها وقتلها فوراً.'

بهذا القرار، أدخل الرجل يده بخفة إلى خصره، حيث كان يُخفي سكيناً.

كان ينوي قطع أنفاسها دون أن يُمهلها حتى فرصةً لصرخةٍ واحدة.

وإذ لم يشعر بأي حركة تهديد من أراسيلا، اندفع نحوها بسرعة.

طعاه—!

لو كان يعلم أن من تختبئ تحت الرداء هي الخَليفة المرتقبة لسيد برج السحر، لما كان ليتهوّر بغباء ويهاجمها أولاً.

“لا تلوميني على ما سيحدث……!”

لكن، وهو يجهل كل شيء، غرس السكين مباشرةً في صدر أراسيلا.

طَنّ—!

“……؟!”

ثم تكوَّن حاجزٌ شفاف حولها وكأنه درعٌ غير مرئي، أوقف السكين في الهواء.

لم يتبق سوى مقدار عقلةِ إصبع ليلامس جسدها، لكن السكين لم يتقدّم أبعد من ذلك.

وأثناء ارتباك الرجل وتردّده، مدت أراسيلا يدها فجأة ونزعت القناع عن وجهه.

"……م-ماذا؟!"

حاول الرجل أن يغطي وجهه على عجل، لكن رأسه لم يتحرك. فقد كانت أراسيلا قد كبّلته بسحر تقييد دون أن يشعر، فأحكمت السيطرة على جسده بالكامل.

وبسبب القوة السحرية العنيفة التي شدّت جسده بقسوة، انهارت قواه وسقط السكين من يده.

وانعكست خيبةَ الأمل واضحة في عينيه.

“اللعنة! هل كنتِ ساحرة؟!”

“كان عليك ألّا تتهوّر وتهاجمني.”

قالت أراسيلا ذلك وهي تنقر بلسانها بخفة، ثم ضغطت بأطراف أصابعها على كتفه.

فجثا الرجل على ركبتيه قسراً، مقيداً تماماً بالسحر.

كان وجهه المكشوف تحت ضوء القمر مليئاً بالندوب، و على الأرجح كانت آثار نشاطه كعضو في نقابة من العالم السفلي أو كقاتل مأجور.

تحدثت أراسيلا بصوتٍ بارد خالٍ من المشاعر،

“من الآن فصاعداً، كل إجابةٍ منكَ ستبدأ بـ‘نعم’، مفهوم؟”

“ولِمَ علي أن……كخ، نعم.”

ما إن بدأ بالاعتراض، حتى شعر بخنقٍ في عنقه، فأعلن استسلامه فوراً.

فمهما كان معتاداً على الأعمال العنيفة، لم يكن من أولئك الذين يرغبون بالموت.

نظرت أراسيلا إليه بهدوء وقد أصبح أكثر خضوعاً، ثم سألته ببرود،

“ما المقصود بـ‘البومة القرناء’؟”

“……عفواً؟”

رمش الرجل بعينيه بغباء.

و بسبب قبعة الرداء الطويلة التي تغطي وجهها، لم يكن قادراً على رؤية وجه أراسيلا على الإطلاق.

“عندما أطرح سؤالاً، تجيبني فوراً. نَفّذ.”

“سـ-سأنفّذ!……لكن، أعني……أنتِ من كنتِ تتجولين تبحثين عن ‘البومة القرناء’، والآن تسألينني ما هي؟ هذا مربكٌ قليلاً.”

أجاب دون قصد، ثم نظر إليها بنظرةٍ مليئة بالذهول. فردّت أراسيلا، وقد شبكت ذراعيها، ببرود واسترخاء،

“لأني لا أعلم، كنت أبحث عنه. هل هو اسم نقابة؟ أو شفرةٌ سرية مثلاً؟”

“أمم، نعم، شيءٌ من هذا القبيل.”

“إذاً، لماذا حاولت قتلي لمجرد أنني قلت أنني أبحث عن البومة القرناء؟”

“في الحقيقة، الأمر هو…”

بدأ الرجل بشرحٍ محرج، وقد بدا وكأنه يخفف من الموقف،

كان في الأصل قاتلاً يعمل في نقابة من العالم السفلي، لكن مؤخراً قرر الاستقلال والعمل بمفرده.

لم يكن قد انفصل عن النقابة بشكلٍ سيء، بل استمر في التواصل مع زملائه هناك.

وفي يوم من الأيام، جاء عميل مجهولٌ إلى النقابة.

كان الرجل قد عرض مبلغاً ضخماً بما يفوق توقعات حتى أعضاء النقابة من العالم السفلي، وطلب منهم مهمةً سرية.

“في عالمنا، من غير المسموح عادةً الاستفسار بتفاصيلٍ عن المهام، وهذا شيءٌ غير معلن. بالإضافة إلى أنني كنتُ قد غادرت النقابة بالفعل، لذا لم أستلم تفاصيل العمل بشكلٍ كامل.”

على الرغم من أنه لم يكن يعرف تماماً طبيعة المهمة التي تم تكليف النقابة بها، فإن النقابة قد أكملتها بنجاح في الآونة الأخيرة.

وقد وزّع رئيس النقابة المبلغ الكبير الذي حصلوا عليه بسخاء أكثر من أي وقتٍ مضى بين أعضائه.

سمع الرجل هذا الخبر وهنأ زملاءه في النقابة، مع طلبٍ فكاهي بأن يشاركهم في أي مهمة كبيرة أخرى قد تأتي في المستقبل.

لكن المشكلة بدأت منذ ذلك الحين.

منذ فترة، بدأ أعضاء النقابة يموتون واحداً تلو الآخر. لم يعرف أحد السبب، ولكن منذ بضعة أيام، بدأ الجميع يشك في أن العميل المجهول هو السبب.

“هل كان اسم ذلك العميل ‘البومة القرناء’؟”

“لا، ولكن……كان الرجل يرتدي ملابس عليها رسم البومة القرناء. لذلك، بدأ الجميع يناديه بالبومة القرناء.”

لم يكن أحد يعرف وجهه أو هويته أو رتبته، لذا تم تسميته بأبسط وأوضح صفة، وهي “البومة القرناء”.

شعرت أراسيلا أن تلك الكلمات تذكرها بشيء ما، فعبست قليلاً وكأنها كانت على وشك تذكر شيءٍ مهم. بينما أكمل الرجل كلامه بوجه كئيب.

“الآن بعد أن مات نائب رئيس النقابة، أصبح الجميع في النقابة خائفين تماماً ويختبئون. لا أعرف مدى قوة البومة القرناء، لكن يبدو أنه قادر على القضاء بسهولة على أناس محترفين.”

“هل جئت إليّ من أجل ذلك؟ لأنك تعتقد أنني قد أعرف شيئاً عن البومة القرناء؟”

“نعم. فنحن رفاقٌ قدامى وأصدقاء، و هم يخافون الآن من الموت في أي لحظة. فأردت مساعدتهم.”

كان هذا التصريح عاطفياً جداً وغير متوقع، خاصةً من شخص جعل القتل مهنته.

وضعت أراسيلا يدها على جبهتها وغطتها في تفكير عميق.

بحسب المعطيات، كان من الواضح أن النقابة قد استلمت المال من البومة لقتل أوسكار.

إذاً، الهدف الحقيقي الذي يجب على أراسيلا القضاء عليه لم يكن النقابة، بل العميل المجهول.

“أين هم الآن؟ هل تفرقوا جميعاً؟”

“لا، قالوا إذا تواجدوا معاً سيبقون على قيد الحياة، وإذا تفرقوا سيموتون……لذا، هم جميعاً مجتمعون معاً تحسباً لأي هجومٍ مفاجئ.”

“لكن هذا يبدو أكثر خطراً.”

'إذا كانوا مجتمعين، أليس من الأسهل التعامل معهم دفعةً واحدة؟'

أحاط أراسيلا بشعورٍ غامض من القلق، ففكّت سحر التقييد ورفعت الرجل فجأة.

نهض الرجل عن غير قصد، وهو ينظر إليها بدهشة وحيرة.

“أرشدني.”

“هاه، نعم؟ إلى أين……؟”

“إلى مكان تجمع أعضاء النقابة. خذني إليهم، الآن، فوراً.”

توهجت عينا أراسيلا الزرقاوان بشكل حاد تحت القبعة الداكنة. فتراجع الرجل للوراء بتردد، مظهراً وجهه المربك وهو يواجهها.

ثم بدأ يماطل ويتردد في الرد بخوف.

“كيف يمكنني أن أثق بكِ؟ كيف يمكنني أن آخذكِ إلى هناك؟ كيف يمكنني أن أعرف أنكِ لم تكوني مرسلةً من قبل البومة القرناء لقتلهم……؟”

“أنا في الواقع الشخص الذي جاء لاصطياد تلك البومة القرناء، لذا لا تثرثر وأرشدني إلى الطريق.”

“لكن……كيف يمكنني الوثوق بشخصٍ ألتقي به للمرة الأولى و أدله على أصدقائي؟”

“آه، حقاً.”

لم تستطع أراسيلا تحمل الإحباط بعد الآن، فرفعت قبعة رداءها بسرعة.

ظهر شعرها الذي كان يميل إلى اللون البنفسجي الفاتح مثل اللافندر، ووجهها الصغير الأبيض، وعيناها الزرقاوان كالجواهر.

كانت أجمل امرأةٍ رآها في حياته. حتى أنه نسى تماماً الأفعال القاسية التي قامت بها ضده قبل لحظات.

بينما كان يحدق في أراسيلا بدهشة، رفع إصبعه السبابة في وجهها بتعبير مذهول.

و تذكر فجأة أنها هي المرأة التي رآها في الصحف.

“هـ، هـ، هل أنتِ خليفة رئيس برج السحر؟!”

“أنتَ تعرفني و مع ذلك تتحدث بشكلٍ غير رسمي.”

“أنتِ خليفة رئيس برج السحر حقاً!"

“نعم، هل تصدقني الآن؟ إذاً، أرشدني بسرعة.”

أومأ الرجل، الذي كان يعرف جيداً أنها من عائلةٍ نبيلة ومن المتوقع أن تصبح رئيسة برج السحر في المستقبل، برأسه بحماس.

بالنسبة له، كان من الأفضل أن يتم القبض على الجميع من قبل رئيسة برج السحر القادمة بدلاً من أن يُقَتلوا جميعاً.

ثم تحركت معه بسرعة مرة أخرى، وقد غطيا وجهيهما بالرداء والقناع.

و رغم شعورها بالطاقة الباردة التي كانت تتسلل إليها، حاولت التغلب عليها.

***

قال أن أعضاء النقابة يعيشون في كوخٍ يقع في أعماق الغابة على أطراف العاصمة.

بينما كانا يتسلقان الجبل بجدية، تعارف الرجل وأراسيلا.

اسم الرجل، الذي كان غير مرتبٍ بالمقارنة مع قاتل محترف، كان رايلي. كان اسماً جميلاً يناقض ملامحه القاسية.

لم يتوقفا عن التحرك، واستمروا في تحريك أرجلهم بجدية حتى وصلا إلى قمة الجبل حيث تم بناء الكوخ.

“هاه، هاااه، أهذا هو؟”

كانت أراسيلا قد قطعت هذا القدر من الجبل للمرة الأولى في حياتها، فتنفست بشدة وسألت.

من جانبها، كان رايلي يضع يديه على ركبتيه، يتنفس بصعوبة، وأجاب بجهد.

“هاه، هاه، نعم، هذا هو، هااه.”

"……كيف لقاتل محترف أن يكون بهذه اللياقة؟"

على الرغم من أنها كانت ساحرة ولا تحتاج إلى بذل جهدٍ بدني، بدا أن أراسيلا تعاني أقل من رايلي الذي كان يواجه صعوبةً أكبر.

رايلي، الذي بدا أنه على وشك التقيؤ بشكلٍ غير لائق، مسح فمه بكفه،

“أنا عادةً لا أحتاج إلى قوةٍ بدنية، فأنا أحب أن أحسم الأمور بسرعة بنمط قتال مباشر، سيدتي.”

“أوه، حقاً؟”

أراسيلا، التي التقطت أنفاسها، صرفت نظرها عن رايلي الذي ما زال يلهث، ونظرت إلى الكوخ.

كان الكوخ، الذي انطفأت فيه الأنوار، هادئاً. و كان من الصعب تصديق أن أكثر من عشرة من أعضاء النقابة يجتمعون هناك.

'هل الجميع نائمون؟ أم أن……'

قطبت أراسيلا حاجبيها بينما كانت تتفحص محيط الكوخ.

كان هناك شيءٌ غير طبيعي. فتقدمت بخطوات سريعة وفتحت الباب فجأة.

“أوه، سيدتي! يجب أن تطرقي الباب أولاً……ماذا؟ لقد فُتح!”

كان رايلي يحاول منعها بتعبير مرتبك، لأنه كان يعلم أن زملاءه السابقين يتخذون إجراءات صارمة حول الباب.

لكن أراسيلا تقدمت بلا تردد وأدخلت قدمها إلى داخل الكوخ المظلم.

تبعها رايلي على عجل. ثم استخدمت أراسيلا سحرها لإضاءة المكان.

عندما أغمضت عينيها للحظة بسبب اللمعان، وعندما فتحتها -

“……هيه!”

كُشف أمامهما منظرٌ صادم.

كانت جثث الأشخاص الذين نزفوا حتى الموت ملقاةً هنا وهناك كما لو كانت قمامة.

رايلي، الذي رأى زملاءه السابقين وقد قُتلوا بوحشية، أغلق فمه بيديه وتجمد في مكانه. أما أراسيلا، التي لم تكن معتادةً على هذا المنظر، شعرت بالغثيان وبدأت تضرب صدرها قليلاً.

صعبت عليها مشاهدة هذا المشهد، لكنها أغمضت عينيها قليلاً وأخذت تفتش المكان بعينيها.

بسبب آثار المعركة العنيفة، كانت الطاولات والكراسي مدمرة، والنوافذ مكسورةً في الجوانب.

“هاه……هل فات الأوان؟”

قالت أراسيلا ذلك بصوتٍ منخفض بينما كانت تضغط جبينها.

في تلك اللحظة، فاجأها رايلي، الذي كان يعتقد أنها مصدومة وغير قادرة على التحرك، عندما رفع يده وأشار إلى المطبخ.

“الباب الخلفي مفتوحٌ هناك، سيدتي. وبما أن آثار الدماء تمتد باتجاهه……يبدو أن أحدهم قد فرَّ!”

“ماذا؟”

ابتسم الأمل على وجهي أراسيلا ورايلي في نفس الوقت. و ركض الاثنان بسرعة نحو الباب الخلفي.

على الفور، استخدمت أراسيلا سحر تعقبٍ لتشعر بوجود مطاردين في الجبال في تلك الساعة المتأخرة من الليل.

لحسن الحظ، لم يمض وقتٌ طويل على بدء المطاردة، لذلك لم يكونوا بعيدين.

“إلى هناك!”

“نعم!”

بينما كانا يتنقلان عبر الأدغال، ركض الاثنان بجنون. و رغم أن الأنفاس كانت تملأ حلقهما، الا أنهما استمرا في الركض بإرادتهما حتى……

من بعيد، ظهرت ظلال المطاردين بشكلٍ غامض. فلم تتردد أراسيلا في إطلاق كرةٍ سحرية نحوهم.

بِرَك-!

“آآآه!”

سقط المطارد الذي تعرض للهجوم المفاجئ إلى الأمام. و كان معه ثلاثة من زملائه.

توقفوا للحظة من الدهشة بسبب سقوط زميلهم، لكن سرعان ما اختبأ الثلاثة وراء الأشجار.

لو لم يفعلوا ذلك، لكانوا قد تعرضوا لنفس الهجوم السحري، فكان اختيارهم حكيمًا.

عندما تراجع المطاردون، ظهر شخصٌ متكئٌ على ساقه وهو يخطو بصعوبة، كان الناجي الوحيد الذي هرب بعد الهجوم.

“رايلي، اعتنِ بصديقكَ. سأتعامل مع البقية.”

“نعم، فهمت!”

ركض رايلي بسرعة نحو الناجي. و لم يجرؤ المطاردون على الاقتراب منه بسهولة بسبب وجود أراسيلا، فظلوا مختبئين.

كان السحرة الذين يمكنهم الهجوم والدفاع في نفس الوقت خصمًا صعبًا للغاية.

“أفضل أن تخرج من هناك الآن. إذا سحبتكَ، قد لا تتمكن من المشي على قدميكَ.”

أراسيلا، التي اقتربت من المطارد الذي سقط، أطلقت تهديدًا.

بفضل سحر تتبعها، كانت قد حددت مواقعهم جميعًا. فحتى لو هاجموا في وقت واحد، لم يكن بإمكانهم اختراق درع أراسيلا.

علاوةً على ذلك، خلال الجري، سقطت قبعتها وغطاء رداءها، مما جعل الجميع يدركون أنها كانت أراسيلا فاندرمير.

تبادل المطاردون نظراتٍ سريعة، ثم بدأوا في الخروج من خلف الأشجار.

لم يكونوا يعتزمون الاستسلام كما قالت. ففجأة-!

“آه……!”

فجّر أحد المطاردين قنبلةً دخانية، مما جعل الرؤية تصبح ضبابية.

رفعت أراسيلا يدها بشكل غريزي لتغطي وجهها.

مع اختفاء الدخان، أصبح المكان خاليًا. يبدو أن المطاردين قد أخذوا زميلهم المصاب وهربوا بسرعة.

تبعت أراسيلا بسرعة الفارين الذين تفرقوا إلى ثلاثة اتجاهات، لكنها توقفت فجأة.

“بريدي، هذا اللعين! أنا هنا! استيقظ! بريدي!”

كان رايلي يهز صديقه الذي سقط على الأرض وهو يبكي.

'يبدو أنه يجب عليّ مساعدتهم هناك أولاً.'

________________________________

لاااااااا الحقي الي طقوا ولا ترا بيعلمون فريدريك انس انت الي جايه

فريدريك الزفت لو يسوي شي بأراسيلا ياويله من داميان

المهم رايلي ذاه يضحك دايم كذا للزم شخصيه قاسيه يطوله وعرضه بس يطلع كيوت من جنبها😂

Dana

2025/04/08 · 19 مشاهدة · 2364 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025