“سيدتي، أرجوكِ أنقذي برادي!”
رفع رايلي وجهه المبلل بالدموع وتوسّل إليها. فتنهدت أراسيلّا وأشارت بيدها وكأنها تطلب منه أن يبتعد.
جلست على ركبةٍ واحدة وبدأت تفحص حالة برادي عن كثب.
كان هناك جرحٌ عميق في جانبه وظهره، والدم المتدفق منهما أغرق ملابسه تمامًا.
تصلّب وجه أراسيلّا عندما رأت أن حالته أسوأ مما كانت تتوقع، فقد كان وضعٍ يمكن أن يموت فيه في أي لحظة.
في الواقع، كان برادي يلفظ أنفاسه بصعوبة وبوجهٍ شاحب كما لو كان على وشك الموت.
“كيهخ، ألا يمكنكِ، معالجته بالسحر؟”
“أتظن أن السحر هو الحل دائماً؟! توقف عن البكاء، وامسك برقبته وارفعه قليلًا.”
“حاضر.”
مسح رايلي عينيه بكمّ قميصه بقوة، ثم وضع يده بحذر خلف رقبة صديقه.
أخرجت أراسيلا زجاجةً صغيرة من داخل عباءتها. كانت جرعةً علاجية باهظة تُباع في برج السحر.
رغم أنها أراسيلا، إلا أنها كانت تحملها تحسبًا لأي طارئ، بما أنها في مهمة للقبض على قاتل تسلل إلى القصر الإمبراطوري.
'من الجيد أنني لم أنسَ إحضارها رغم الإزعاج.'
أثنت على استعدادها الداخلي، وبدأت تسكب الدواء قليلًا في فم برادي عبر شفتيه المتباعدتين قليلًا.
راح برادي يتأوه بألم وهو يشرب الجرعة ببطء. و كلما قلت كمية الدواء، بدأ اللون يعود تدريجيًا إلى وجهه الذي كان يشع بزرقة.
تحول تنفسه المتقطع إلى تنفسٍ منتظمٍ ومتوازن، وسرعان ما توقف النزيف أيضًا.
“لقد أجريتُ له إسعافًا أوليًا. الآن، إن تلقّى علاجًا مناسبًا من طبيب، فبإمكانه النجاة.”
“حقًا؟! هل هذا صحيح؟!”
“نعم، لذا احمل صديقكَ واتبعني.”
وقفت أراسيلا وهي تنفض عباءتها ولوّحت بيدها. ثم نظر إليها رايلي بحيرة وسألها بتردد،
“لماذا؟ إلى أين ستذهبين……؟”
“إلى منزلي. بصفته الناجي الوحيد، يجب أن نُبقيه حيًا ليستطيع الشهادة.”
كان وجه أراسيلا حازمًا وهي تقول ذلك. فقد جاءت إلى هنا، وساعدتهما، من أجل هذا الهدف فقط. لم يكن الأمر من أجل إنقاذ القتلة.
خطت هي الخطوة الأولى وأشارت بذقنها وكأنها تطلب منه أن يتبعها.
كان رايلي يشعر بالخوف قليلاً، لكنه في أعماقه لم يكن يملك مكانًا يذهب إليه، فحمل برادي على ظهره بسرعة.
أخذتهم أراسيلا إلى منزلها، وخصّصت لهما غرفةَ الضيوف، ثم استدعت طبيبًا ليفحص برادي.
وأثناء انشغال الطبيب بعلاج برادي بإخلاص، التفت إلى رايلي،
“ابقَ هنا حتى يستفيق. لا تتجول عبثًا كي لا تسرّب معلوماتٍ أو تكشف عن مكانكم.”
“حاضر، لا تقلقي. سأبقى هادئًا. وحين يستيقظ برادي، سأجعله يخبركِ بكل المعلومات التي تريدينها فورًا!”
قال رايلي ذلك وهو يقبض يده بحزم، وكأنه يعتبر هذا وسيلةً لرد الجميل.
أما أراسيلا فهزّت كتفيها بلا مبالاة.
على أي حال، هناك عددٌ لا حصر له من الطرق لجعله يتكلم حتى لو لم يتعاون طواعية، لكن إن أمكن، من الأفضل أن تسير الأمور بسلاسة.
ومع ذلك، لم تكن تثق بهما تمامًا، لذا أمرت الخدم بحراسة الباب حتى يتعافى برادي تمامًا.
فإن هربا، سيكون من الصعب العثور عليهما مجددًا.
***
فتح برادي عينيه بعد مرور يومين من تلقيه رعاية رايلي المخلصة.
“برادي، هل استعدتَ وعيكَ؟ هل تعرفني؟!”
“……رايلي؟ كيف أتيت الى هنا……؟”
نظر إليه برادي بعينين شاردتين. فقبض رايلي على كتفيه بامتنان،
“عندما شعرت بأن هناك أمرًا مريبًا، ذهبت إلى النقابة فوجدتها في فوضى تامة، وصُدمت حين وصلت متأخرًا جدًا، ولم أتمكن من إنقاذ أحدٍ سواك……”
نظر برادي إلى رايلي الذي بدا فجأة حزينًا، فتذكّر المشهد الرهيب الذي حصل قبل أن يفقد وعيه.
يبدو أن جميع رفاقه ماتوا باستثنائه. و في الواقع، نجاته كانت أشبه بالمعجزة.
عاد إلى ذاكرته هجوم أولئك المرتدين للملابس السوداء وعليها شعار البومة، عندما هاجموا الكوخ وقتلوا زملاءه. فارتجف جسده كله.
نظر إليه رايلي بحزن، ثم نهض فجأة وكأن شيئًا تذكّره.
“آه، صحيح! وريثة برج السحر ساعدتنا! السيدة قالت بأنها تريد أن أبلغّها حالما تستفيق! انتظرني قليلًا، سأذهب وأحضِرها فورًا!”
وانطلق راكضًا كالسهم إلى الخارج.
أما برادي، فبقي وحده في الغرفة، مذهولًا لا يفهم ما يجري.
أن تساعدهم وريثة برج السحر……
ما نوع العلاقة التي يمكن أن تربط بين قاتلٍ يعمل في الخفاء، وشخصيةٍ محترمة تحظى بإعجاب الجميع كالوريثة القادمة لبرج السحر؟
وبعد لحظات، ظهرت بالفعل وريثة برج السحر خلف رايلي العائد، تلك التي لم يكن يراها سوى في الصحف.
تدلّى فك برادي من الدهشة. فقد كانت أجمل بعشر مراتٍ من صورتها، ولم يكن يتصور أنه سيقف وجهًا لوجه أمامها حقًا.
“إنها فعلًا وريثة برج السحر……”
“برادي، لا تتحدث معها بطريقةٍ غير رسمية. فالسيدة لا تحب من يخاطبها دون احترام.”
“آه……إنها فعلًا وريثة برج السحر المحترمة……”
ابتسم رايلي برضا حين صحّح برادي كلامه بسرعة، ثم نظر إلى أراسيلا بنظرةٍ وكأنه يسألها إن كان قد تصرّف جيدًا.
لكن أراسيلا تجاهلت نظرته، وجلبت كرسيًا وجلست بجانب السرير.
نظر برادي إلى أراسيلا التي كانت تقف مكتفةَ الذراعين وتنظر إليه، بعينين لا تزالان غير مصدقتين لها، لكنه مع ذلك انحنى لها برأسه.
“أوه، شكرًا جزيلاً على إنقاذي.”
“حسنًا، كيف حال جسدكَ؟ لدي بعض الأسئلة……هل تستطيع التحدث؟”
“نعم، لا بأس.”
“جيد، إذًا أخبرني بكل ما حدث لنقابتكم، دون أن تَغفل شيئًا.”
ارتبك برادي من هذا التحقيق المفاجئ، فشرح له رايلي نيّة أراسيلا بدلاً منها.
استمع برادي مذهولًا وهو يحدّق بعينيه، ثم أومأ برأسه وابتلع ريقه، وحرّك شفتيه ببطء.
بعد سلسلة من حالات الموت الغامضة التي طالت أعضاء النقابة، اجتمع من تبقى منهم في كوخٍ وسط الجبال يحلمون بالانتقام.
كانوا يريدون كشف هوية “البومة القرناء” بأي ثمن، والانتقام منه.
خصوصًا رئيس النقابة الذي قبل المهمة بنفسه، استخدم كل علاقاته للكشف عن خيوط البومة القرناء.
وبينما كان يحفر بعمق، اكتشف حقيقةً صادمة.
“لقد رأيت البومة وهو يلتقي مع جوزيف ميلر، نائب قائد فرقة الحرس الإمبراطوري. بناءً على هذا، استمررنا في التحقيق بجدية……ثم ظهر اسم عائلة الدوق ليستر.”
عبست أراسيلا. فلم تكن تتوقع أن يظهر اسم عائلة الدوق ليستر فجأةً في هذا السياق.
“هل يعني هذا أن عائلة الدوق ليستر هي التي تقف وراء البومة؟”
“لا، ليس هذا. فالحقيقة هي أن……الحقيقة وراء البومة هي……إذا سمعتِ هذا الآن، لن تتمكنِ من التراجع. هل ما زلتِ تريدين سماعها؟”
تردد برادي للحظة، ثم سأل بعينين مليئتين بالتردد.
كانت جريمة القتل لجميع أعضاء النقابة قد حدثت بسبب اكتشافهم لهذه الحقيقة. و قد علِم سرًا بأنه لا يجب أن يُكشف عنها.
خاف برادي من أن يعرّض حتى من أنقذه للخطر نفسه، فظل مترددًا.
لكن أراسيلا أجابته بحزم،
“قل، سأتحمل المسؤولية بالكامل.”
"……إذا كنتِ مصرّة على ذلك، إذًا سأسرد لكِ الحقيقة. صاحب البومة القرناء الحقيقي هو……ولي العهد الإمبراطوري.”
صدم رايلي بشكل مفاجئ، وأخذ نفسًا عميقًا بسرعة.
حتى وإن كانت عائلة دوق ليستر وراء ذلك، فالأمر كان بالفعل صعبًا، ولكن مع ذكر ولي العهد، شعر وكأن عقله يوشك على التفجّر.
أما أراسيلا، فلم تُظهر أي تعبير على وجهها، بل خفضت نظرها بهدوء. بما أن هذا الشخص كان متوقعًا، لم يكن الأمر مفاجئًا لها.
لكن ما فاجأها قليلًا هو ارتباط عائلة الدوق ليستر بهذا الموضوع، وليس عائلة الدوق فاندرمير.
‘في ذلك الوقت قالت الآنسة وايت إن عائلة الدوق ليستر كانت أيضًا متعاونةً مع الماركيز غرانت……’
لقد كانت زوجة الدوق ليستر هي التي ساعدت نيرا في العودة إلى المجتمع الراقي بناءً على طلب من الماركيز غرانت.
في ذلك الوقت، ظنت أن ذلك كان بسبب صداقتها مع الماركيزة وايت، لكن يبدو أن الأمر كان مختلفًا.
“هل كانت المهمة التي تلقيتموها من البومة القرناء هي قتل السيد فاندرمير؟”
“……نعم، كان ذلك صحيحًا. كما طلب منا أيضًا أن نترك رسالةً خفية.”
“هل كان السلاح الذي استخدمتموه هو ما جلبتموه أنتم؟”
“ماذا؟”
هز برادي رأسه بدهشة. فقد كانت مهمتهم الوحيدة هي إنهاء حياة أوسكار.
“لقد طلبوا منا إعادة السلاح، ولهذا فعلنا. جميع الأسلحة كانت قد تم تزويدنا بها من قبل البومة القرناء.”
“فهمتُ الآن.”
إذاً، كل ما حدث بعد ذلك كان من صنع فريدريك. وبالتحديد، كان من تدبير فريدريك وتابعه البومة القرناء.
"……أعتذر. لم يسبق لي أن واجهت عائلة الضحية من قبل."
كان برادي يحدق في الأرض خجلاً، فلم يستطع أن يكون وقحًا أمامهم، وهو يقف أمام أقارب القتيل.
لكن أراسيلا حركت يدها مشيرةً إلى أنه ليس هناك حاجةٌ للاعتذار. فرغم أن أوسكار كان يستحق الشفقة إلى حد ما، إلا أنه لم يكن لدى أراسيلا ما يكفي من الغضب تجاه برادي لتعاقبه.
“لا بأس، المهم الآن هو معرفة من الذي اتهم زوجي زورًا.”
“آه……لكن مع ذلك، أعتذر. لقد أنقذتِ حياتي، وأنا لا أعرف كيف يمكنني رد هذه النعمة.”
“في المستقبل، أمام الناس، اعترف بالحقيقة دون أن تحرفها. أخبرهم من الذي أمر بقتل أوسكار فاندرمير.”
“سأفعل ذلك.”
على أي حال، بعد أن قُتل جميع رفاقه وبقي وحيدًا، لم يكن لدى برادي سوى الرغبة في الانتقام والشر.
حتى لو كان الهدف هو ولي العهد، كان مصممًا على أن يأخذه معه إلى الموت.
رأت أراسيلا في عينيه إرادته، فابتسمت ابتسامةً خفيفة. ثم نهضت بهدوء،
“من الآن فصاعدًا، لن تخرجا من هنا دون إذني. سأضع سحرًا لمنعكما من الهروب، فكونا على علمٍ بذلك.”
“نعم، فهمنا. سنتبع أي قرارٍ تتخذينه.”
“أنا أيضًا سأفعل، سيدتي.”
أجاب الاثنان بتواضعٍ وأحنيا رأسيهما.
بما أن أتباع البومة القرناء سيبحثون عن برادي لقتله، كان البقاء في قبضة أراسيلا أكثر أمانًا لهما.
بوجهٍ راضٍ، خرجت أراسيلا من الغرفة وسارت بسرعة نحو مكتبها.
بينما كانت تستمع إلى قصة برادي، خطر لها شيءٌ ما. و للتأكد من ذلك بشكلٍ صحيح، أخرجت السجل الموجود في أعلى القبة من مكتبها.
فحصت عيونها الزرقاء بعناية تفاصيل سجل مشتريات عائلة فاندرمير.
<شراء 8 قنابل سحرية مظلمة / المجموع 25>
<شراء 10 دروع سحرية / المجموع 30>
<شراء 3 أحجار لتقليل القوة السحرية / المجموع 12>
عندما وجدت ما كانت تبحث عنه، ابتسمت أراسيلا ابتسامةً مُرة،
“لا عجب أن هذا يبدو مألوفًا.”
منذ اللحظة التي اكتشفت فيها أن البومة لم تكن مجرد بومةٍ عادية، كانت أراسيلّا تشعر دائمًا بعدم الارتياح.
لقد كانت فكرة “البومة القرناء” مألوفةً جدًا بالنسبة لها. ثم تذكرت للتو. في الحلم الذي رأت فيه موت آيريس، شاهدت هؤلاء الأشخاص.
كانوا في المقالة الصحفية التي تحمل نبأ وفاتها.
“أوسكار فاندرمير حاول مهاجمة القصر الإمبراطوري باستخدام أكثر من 100 سلاحٍ سحري وفرقةً من جنود البومة القرناء. وعندما تم اكتشافه، انتحر. أما زوجته الوحيدة المتبقية فقد اعترفت بجريمتها طواعية وأُعدمت على المشانق……”
في الحلم، كانت أراسيلا تتألم من وفاة شقيقتها، وكانت تمعن النظر في كل كلمة من المقالة كما لو كانت تمضغها بعينيها.
لذلك، بقيت تلك التفاصيل واضحةً في ذاكرتها نسبيًا.
لكن بعد أن استيقظت، ركّزت على موت آيريس فقط، مما جعلها تنسى التفاصيل الأخرى.
لكن الأمر غريب، في الحلم الذي رأته عن المستقبل، كان يجب أن يقود جيش البومة القرناء إما أوسكار أو عائلة فاندرمير، لكن……
لماذا يكون فريدريك هو زعيمهم؟
تذكرت أراسيلا العلاقة الحميمة التي بدت بين أوسكار وفريدريك في احتفال رأس السنة.
في الحقيقة، إذا كان أحدهما سيخطط للخيانة، فكان فريدريك هو الأنسب لذلك. فأوسكار كان غبيًا جدًا وخائفًا لدرجة أنه لا يستطيع أن يخطط لمستقبلٍ أكبر، بل كان ينشغل برغباته المباشرة حتى وصل إلى درجة إنجاب طفل غير شرعي.
أما فريدريك، فكان صبورًا وذكيًا، وكان لديه الجرأة والدهاء لفعل أي شيء للحصول على ما يريده.
ومع ذلك، كان من الصعب تصديق أن شخصًا مثل أوسكار قد جمع أسلحةً سحرية وأسس جيشًا خاصًا للتحضير للتمرد.
لكن إذا كان قد شارك في التمرد بمساعدة فريدريك، فإن ذلك يصبح منطقيًا. فقد كان ذلك التصرف مناسبًا تمامًا لشخصية أوسكار المعتمدة على الآخرين والانتهازية.
'إذا كان الشخص الذي خطط للتمرد في المستقبل الذي رأيته ليس أوسكار بل فريدريك……'
إذا كان أوسكار مجرد أداةٍ تم استغلالها ثم تم التخلص منها، فإن القاتل الحقيقي الذي تسبب في موت آيريس البريئة كان فريدريك.
شعرَت أراسيلا بقشعريرة تسري على ظهرها.
في رؤيا المستقبل، كان فريدريك هو من قد ساعدها في دخول السجن سرًا، وكان واقفًا إلى جانبها وهو يواسيها بعد وفاة شقيقتها.
لقد شكرته على ذلك في الواقع، مما جعلها غير قادرةٍ على التخلص منه بسرعة.
'يا له من شخصٍ مقرف. هو من قتلها ثم تظاهر أمامي بهذه البراءة الوقحة.'
تحققَت أراسيلا من أن قائمة مشتريات الماركيز غرانت التي كانت مشابهة بشكل كبير لتلك الخاصة بعائلة فاندرمير، فقبضت قبضتها بقوة.
لو لم يكن داميان موجودًا، لكان الماركيز غرانت قد استمر في أن يكون الذراع الأيمن لفريدريك.
إذا كان قد اشترى نفس الأشياء التي اشترتها عائلة فاندرمير، فالسبب واضح. ذلك يعني أن فريدريك، وعائلة فاندرمير، وعائلة الماركيز غرانت كانوا متحالفين في الأصل، بقيادة فريدريك كزعيم.
'فريدريك، أيها الحقير……لن أتركه يمر دون عقاب.'
من عيني أراسيلا الزرقاوين، اندلعت شعلةٌ من الغضب.
في الرؤية المستقبلية، قَتل آيريس، والآن دفع داميان إلى هاوية الهلاك. لن تغفر له أراسيلا أبدًا.
سوف أدمره وأجعله يدفع ثمن جرائمه.
عزمت أراسيلا على ذلك بشدة.
***
اقترب موعد العودة إلى برج السحر، وبات أمام أراسيلا يومٌ واحد فقط. و خلال هذا الوقت، نظمت أراسيلا أفكارها المربكة بهدوء.
يبدو أن دور أوسكار وعائلة فاندرمير في الرؤية المستقبلية قد انتقل إلى عائلة الدوق ليستر.
ففريدريك تخلّص من داميان ليترك عائلة فاندرمير خلفه.
بما أن داميان كان سيخلف والده في منصب الدوق، كان فريدريك قد اختار الحل الأفضل بالنسبة له.
إذا استولى على عائلة فاندرمير بعد فقدانهم لكل ورثتهم، فسيحقق مصلحةً كبيرة.
الآن يجب أن تركز على هزيمة فريدريك وعائلة ليستر. أما عائلة فاندرمير……؟
جلست أراسيلا مستندةً إلى سريرها، غارقةً في التفكير لبرهة.
تغيرت الأوضاع وأصبحت أراسيلا في حيرة حول كيفية التعامل مع عائلة فاندرمير. فعلى الرغم من أنهم خُدعوا، ومع التفكير في مستقبل داميان، كان من غير المناسب ربط عائلة فاندرمير بفريدريك وإسقاطهم.
ربما من الأفضل أن تترك داميان يتعامل مع الأمر عندما يعود.
وأثناء تفكيرها، لاحظت شيئًا في مجال رؤيتها. كان كتاب يوميات مونيكا الذي فتحه هاوارد في السابق.
لقد تركته مهملًا على الطاولة، حيث كانت قد فتحت الصفحة الأولى بينما كانت تركز على كشف هوية البومة القرناء.
'يوميات والدة داميان……هل يمكنني قراءتها؟'
على الرغم من أنها اكتشفت هوية سيان موندور، إلا أنها ما زالت لا تفهم لماذا كانت مونيكا تخفي علبة المجوهرات بشكلٍ منفصل.
بما أن هاوارد ظنّ أن تلك الأشياء كانت ما تركته ابنته لحفيده، فلا بدّ أن هناك سببًا لذلك.
دفتر اليوميات، زجاجةُ الشاي، الورقة التي كُتب عليها اسم.
ما المعنى المهم الذي تحمله هذه الأشياء الثلاثة داخل صندوق المجوهرات؟
ربما قد تفيد داميان، لذا أرادت أراسيلا أن تعرف.
نهضت من مكانها، ووضعت الشال على كتفيها، ثم اقتربت من الطاولة.
امسكت بأصابعها البيضاء الناعمة دفتر اليوميات بحذر وبدأت تقلب صفحاته. و أضاء ضوء المصباح المعلّق على الحائط الكلمات داخل الدفتر بوضوح.
ثم بدأت يدها تقلب الصفحات بوتيرة أسرع تدريجيًا، وظهرت علاماتُ الذهول على وجهها الهادئ بسبب الحقيقة الصادمة التي كانت مخبأةً بين تلك الصفحات.
_____________________________
وش الحقيقة الصادمة؟ هذا ماستعرفونه بكره ان شان الله هاهاهاهاهاهاهاهاهاعتعهاعاها
انا شفتها طبعاً
المهم اخيرا كل شي انكشف باقي عاد فريدريك ينفضح
ودي اراسيلا تكمل جرعة الحقيقة ذي الي نستها ويشربونها فريدريك غصب عشان يقول كلش
بعدين تروح تشربها داميان وتقول انت تحبني؟ ايه نعم خل نجيب بزران ✨
Dana