كان برد الشمال قاسياً. و كانت العواصف الثلجية تعصف بعنف، والرياح الباردة كالسكاكين تهاجم بلا هوادة.
واصل فرسان فرقة الصقر الأحمر التقدم بصمت.
حتى عندما علقت عجلات العربة بين الصخور أو أصيب أحدهم بالزكام، لم يتوقفوا عن المسير.
استغرق الأمر منهم أسبوعاً كاملاً حتى وصلوا إلى أقصى الشمال.
كان حرس الحدود قد تجمعوا لاستقبال الفرسان.
ترجّل داميَان من على صهوة جواده ونزع قلنسوة عباءته السوداء.
كان شعره الفضي المتلألئ تحت شمس الشتاء وملامحه المتناسقة يتناغمان مع المنظر القاسي الخالي من الحياة في الشمال.
“كنا بانتظاركَ، اللورد فاندرمير.”
اقترب قائد الحرس، وضمادٌ يلف رأسه، من داميَان وألقى التحية.
فتقلصت حدقة عينيه الذهبية.
“أنتَ مصاب. هل كان هناك قتال؟”
“نعم، لقد شنّ البرابرة هجوماً مباغتاً الليلة الماضية. لذلك نُهب أحد مخازن الطعام.”
“هكذا إذاً.”
“هل ترغب في الدخول؟”
عندما أومأ داميَان برأسه بخفة، قام قائد الحرس بإرشاده إلى داخل مركز الحراسة.
بينما تولى إيزيك مهمة تنظيم الأمتعة وقيادة الجنود.
كان داخل مركز الحراسة نظيفاً لكنه يوحي بجوٍ قاتم وجاف.
وبسبب المعارك اليومية، كبيرةً كانت أم صغيرة، التي تدور فيها الحياة والموت، بدا كأن ظل الموت مخيمٌ في المكان.
كان صوت الرياح الشتوية وهي تهز النوافذ يعلو و كأنّه عواء أشباح. و بدأت الثلوج التي توقفت للحظات تهطل من جديد، فاختفت الشمس واشتدّت العتمة.
تحدث قائد الحرس بصوتٍ منخفض يخترق وقع الخطى الثقيلة،
“فوجئنا عندما سمعنا أن اللورد فاندرمير سيستلم المنصب. ربما لديكَ ظروفكَ الخاصة، لكن الحدود الشمالية الآن في أخطر حالاتها. لن يكون من السهل كسب المعارك أو النجاة.”
لم يكن يجهل أن داميَان قد تم نفيه قسراً إلى الجبهة بدلاً من تنفيذ حكم الإعدام عليه بتهمة قتل أحد أقاربه.
حتى في مكانٍ ناءٍ يصعب وصول الأخبار إليه، يمكن الحصول على معلومات عن القائد الجديد.
تأمل داميَان قائد الحرس الذي أطلق تحذيراً غير مباشر بالموت، ثم سأل بهدوءً
“هل ترغب في أن تموت وأنت تقاتل هنا؟”
“……ماذا؟ بالطبع لا.”
أجابه قائد الحرس بصوتٍ ينضح بالدهشة وهو يلتفت إليه.
عندما التقت عينا القائد بنظرة داميَان الخالية من التعبير، انتفض فجأة من الدهشة.
فقد كانت عيناه الذهبيتان تتوهج ككتلة من الحديد المحمّى بالنار.
“إذاً، لا تطلق كلاماً تشاؤمياً على الآخرين بسهولة. سأبقى حيّاً، وسأعيد الجميع معي.”
“……أعتذر، لقد أسأتُ التعبير. من هذا الاتجاه، تفضل.”
اعتذر قائد الحرس بأدب، ثم فتح على مصراعيه باباً في الطابق العلوي من المبنى.
كانت غرفة الاجتماعات نفسها التي استخدمها ممثلو فرقة الفرسان السابقون.
عُلّقت خريطةٌ كبيرة للحدود الشمالية على الجدار، وأمامها وُضعت طاولةٌ بيضاوية طويلة.
“كنا نضع الخطط هنا حتى الآن. يمكنكَ أيضاً استخدام هذا المكان بحريّة.”
“مفهوم.”
جلس داميَان في المقعد الرئيسي عند الطاولة وعقد ذراعيه. ولم يمضِ وقت طويل حتى وصل إيزيك برفقة الفرسان.
“لقد وصلنا، سيدي القائد.”
“اجلسوا.”
“نعم، سيدي.”
جلس الفرسان واحداً تلو الآخر على الكراسي. ثم التفت داميَان نحو قائد الحرس الواقف أمامه،
“أريد أن أعرف الوضع الحالي لحرس الحدود وخط الحدود بدقة.”
“نحو نصف قوات الحرس قد قُتلوا أو جُرحوا بسبب هجمات البرابرة والوحوش. أما القوات التي أُرسلت سابقاً فقد فشلَت فشلاً ذريعاً في مهمتها وعادت بالكامل.”
كان الوضع يبعث على التنهد.
فبينما كانوا يتجادلون في العاصمة، كانت هذه الأرض تُدفع تدريجياً نحو الهاوية.
اقترب قائد الحرس من الخريطة وأشار بيده إلى القسم الغربي من الحدود.
“البرابرة يتمركزون ويقومون بأنشطتهم في هذا الجزء غالباً، لذا فإن الحراسة على المنطقة الغربية مشددة. لكننا تعرضنا لهجومٍ أمس من الجهة الجنوبية، مما أدى إلى خسائر.”
“هل هناك أي تحركاتٍ في الشمال والشرق؟”
“لا، سيدي. الشرق يُعد معقل الوحوش. ونطاق تحركاتهم واسع، فهم يتنقلون بين الشمال والجنوب، لذا يصعب الاقتراب منهم بسهولة.”
عند سماع ذلك، عبس داميَان قليلاً بين حاجبيه.
“لكن إذا خاطروا وهاجموا من الجنوب بالأمس مستهدفين مخزن الطعام، فهذا يعني أنهم يعانون من أزمةٍ غذائية خطيرة هناك.”
سواء من جانب الحرس أو تحالف البرابرة، كانوا يتجنبون الاشتباك مع الوحوش قدر الإمكان، لأن الأضرار التي تسببها الوحوش تفوق تلك التي تنتج عن قتال البشر.
ولم يُنكر قائد الحرس استنتاج داميَان، بل ردّ بنبرة كئيبة،
“في الحقيقة، نحن أيضاً نعاني من نقص في الطعام. فالطريق المؤدي إلى الحدود وعر، مما يجعل إيصال الإمدادات الغذائية صعباً، والقرى المجاورة فقيرةٌ جداً، بالكاد تستطيع إطعام نفسها.”
كانت المشكلة الأكبر في الشمال، حيث الشتاء يدوم طوال العام، هي نقص الغذاء. ومع اندلاع الحرب مؤخراً، تسارع استهلاك الطعام، مما زاد من حدة الأزمة.
في تلك اللحظة، رفع إيزيك يده،
“لا داعي للقلق بشأن ذلك بعد الآن. لقد جلبنا مؤناً معنا، وهناك شخصٌ في العاصمة تعهّد بإرسال إمداداتٍ غذائية بشكلٍ منتظم.”
“حقاً؟ لكن كثيراً ما فُقد الطعام أو تَلف أثناء نقله إلى هنا في الماضي.”
“ابنته هي الخليفة القادمة لسيدة برج السحر، لذا لن تكون هناك مشكلة. من المؤكد أنها ستقوم بوضع تعويذات حمايةٍ قوية من تلقاء نفسها.”
غمز إيزيك بعينه. ثم التفت إليه قائد الحرس بنظرةٍ جانبية، وقد تذكّر متأخراً أن زوجة داميَان معروفة بأنها وريثة برج السحر.
بدا أن داميَان قد غرق في التفكير لوهلة، ثم تكلّم ببطء،
“حين يعاني العدو من نقص في الطعام، من الأفضل مهاجمته بأقصى ما يمكن. سنقيم مستودع طعام وهميٍ ونستدرجهم إليه، ثم ننقضّ عليهم هذه المرة.”
“إذاً، من الأفضل أن نضع بعض الطعام الحقيقي هناك. لكن المسألة تكمن في مدى تقليص البرابرة لقواتهم في المنطقة الغربية.”
“لا حاجة لأن يُقللوا عدد قواتهم. بل من الأفضل أن يحشدوا قواتهم هناك. لأننا سنلتف من الشرق ونضربهم من الخلف.”
أثار هذا التصريح الجريء حالةً من الاضطراب بين الحاضرين.
أن يعبروا المنطقة الشرقية المليئة بالوحوش ليهاجموا البرابرة من الخلف؟ إنها مخاطرةٌ هائلة.
تدخل قائد الحرس بوجه مرتبك محاولاً منعه،
“لورد فاندرمير، هذا خطيرٌ جداً!”
“أعلم. لكنهم ليسوا حمقى. حين يرون مستودع الطعام، سيستهدفونه، لكنهم أيضاً سيجمعون قواتهم في المناطق القريبة من الحدود تحسباً لهجوم مضاد منّا. وفي المقابل، سيُصبح الدفاع في أماكن أخرى ضعيفاً جداً.”
“مع ذلك، من الأفضل أن نقاتل بشراً على الأقل……”
“إذا كنا نسعى فقط للسلامة، فلن ننتصر في أي معركة. هم خاطروا وهاجمونا، لذا علينا أن نخترق خطراً أكبر ونرد الهجوم.”
مع عزيمة داميَان الثابتة، بدأ فرسان الصقر الأحمر يوافقونه تدريجياً.
فهم يعلمون جيداً أن قائدهم لم يخسر يوماً في معركة، حتى في أكثر المواجهات مجازفة.
“أعتقد أنه من الأفضل أن ننفذ خطة القائد.”
“وأنا كذلك. لسنا عديمي الخبرة في قتال الوحوش، وقد نمر من دون مواجهتهم إذا كنا محظوظين.”
“طبعاً، طبعاً! نحن فرقة فرسان محظوظةٌ جداً أصلاً. فلنجرب الأمر!”
في النهاية، ورغم اعتراضات قائد الحرس، تم اعتماد الخطة القاضية بمهاجمة البرابرة عبر الطريق الشرقي.
في وقتٍ متأخر من الليل، كان داميَان يدلّك عنقه المتيبس.
لقد أمضى الأيام الماضية متظاهراً بإقامة مستودع طعامٍ مزيف، بينما كان يسرّب المعلومات بهدوء وينسّق مسار الهجوم بعناية.
انطلت الخدعة على البرابرة، وأكمل فرسان الصقر الأحمر استعدادهم للمعركة.
و كان ذلك قبل يومٍ واحد من تنفيذ الخطة.
غداً، حين تبدأ أول معركةٍ يقودها داميَان، ستُغرق الدماء كل الأيام التالية.
معركةٌ طويلة ومرهقة ستستمر حتى يستسلم أحد الطرفين. لكن داميَان لم يكن يخشاها. فحياته منذ ولادته وحتى الآن كانت حرباً أشد من هذه بكثير.
لقد كانت حياةً تعيسة بحق، لكن حين ينظر إلى الوراء، لم تكن كلها شقاءً خالصاً.
في رحلة الدراسة التي غادر فيها وكأنه مطرود، التقى بلوكاس. وحين أصبح سيد السيف وأسّس فرقته، اجتمع حوله رفاقه الحاليون.
وفي العاصمة، حيث استقر بدافع الانتقام، التقى بساحرةٍ مجنونة كأنها قُدّرت له، ووقع في حبها،
ثم أصبح جزءاً من عائلتها الغريبة.
“وردتنا رسالةٌ من جهة يوهايم تفيد بأنهم سيرسلون دعمًا عسكرياً.”
هذا الصباح، عرض يوهايم، الماركيز الذي تعرّف إليه عبر الأعمال، تقديم المساعدة أيضاً.
بالنسبة له، كان من الأسهل أن يبقى على الحياد، لكنه قدّر العلاقة التي نشأت بينهما أثناء تجارة أحجار الضوء.
داميَان بات يعلم الآن أن حياته، التي ظنها وحيدةً دائماً، لم تعد كذلك.
تأمل الغرفة التي ترك فيها كثيرون بصماتهم. جميع من مرّ من هنا إما عاد بخيبة أمل مأساوية، أو لم يعد أبداً.
حتى قائد الحرس الحالي لم يكن سوى بديل عُيّن على عجل بعد مقتل القائد في إحدى المعارك.
لكن داميَان لم يكن ينوي أن يكون كذلك.
كان هناك من ينتظره ليعود، وكان هناك قلبٌ عليه أن يوصله. لم يكن في باله أبداً أن يموت قبل أن يتم كليهما.
جال ببصره على سطح المكتب. على الأقلام متنوعة بلا أصحاب مغروسة في الحامل.
قلمه لن يُغرس هناك أبداً.
عاهد نفسه بذلك عهداً لا رجعةَ فيه.
***
تحرك فرسان الصقر الأحمر قبل البرابرة. كان ذلك طبيعياً، فالمسافة التي عليهم قطعها أطول بكثير.
قبل أن تغرب شمس الشمال القصيرة، كانوا قد دخلوا إلى المنطقة الشرقية. ولأنها كانت موطن النشاط الرئيسي للوحوش، لم تكن هناك أي آثارٍ لكائنات حية أخرى.
شقّوا طريقهم بصمت عبر الغابة الهادئة، التي لم يُسمع فيها حتى صوت طائر واحد.
كانوا مستعدّين للقتال إن ظهرت الوحوش، لكن لم يكن هناك داعٍ للحركة الصاخبة التي قد تجذب الأنظار.
وبينما كانوا يسيرون، غربت الشمس وحلّ الظلام.
بعد قليل، سيبدأ البرابرة أيضاً في التحرك.
كان من الأفضل الوصول إلى معاقلهم قبل ذلك، لذا أسرعوا في السير.
توقف داميَان فجأة، وهو في مقدمة المجموعة، بعد أن قطعوا نصف الطريق تقريباً.
“استعدوا للقتال.”
قالها ذلك بصوتٍ منخفض وهو يضع يده على سيفه عند خاصرته. و من وراءه، بدأ الفرسان المصطفون بإخراج سيوفهم واحداً تلو الآخر.
ظهر وحشٌ برأس ذئب، وجسد دب، وذيل تمساح.
“غررر…ر…”
“سأتقدم أولاً.”
اندفع داميَان إلى الأمام دون تردد، لتقليل استنزاف طاقة رجاله وتقليل الإصابات.
زمجر الوحش بوحشية ولوّح بمخالبه الحادة. و تفاداه داميَان بحركة خفيفة، ثم شقّ جسده المغطى بالفرو الأبيض بسيفه.
كان الجلد سميكاً، لكنه لم يكن غير قابل للاختراق—هذا ما شعَر به.
“كرااااه!”
“هاجموه جميعاً! اغرسوا السيوف في جسده حتى لا يتحرك!”
“أمرك، أيها القائد!”
كان الفرسان يتفادون هجمات الوحوش العشوائية كما لو كانوا سنجابًا يقفز بسرعة، متعاونين في ضرباتهم لإدخال السيوف في جسد الوحش.
انتشرت رائحة الدم الحار في الهواء البارد.
كان الوحش يلتوي بألم في جسده، وأصبح فاقداً لعقله وبدأ في الهياج.
“تراجعوا! لا تقتربوا من قدميه!”
وبينما كان يحذر رجاله، ابتعد داميَان قليلاً عن الوحش.
كان في حالة من الحماس المفرطة الآن، لذا لم يكن يستطيع الاقتراب بلا تفكير.
بينما كان يختبئ خلف صخرةٍ مغطاة بالثلج الأبيض، توقّف داميَان فجأة عندما لمست يده شيئاً ناعماً.
لفَّ رأسه ليتحقق من ماهية الشيء.
‘ما هذا……؟’
كانت زهرةً صغيرة نمت تحت الصخرة. أزهار بألوان قوس قزحٍ تتلألأ في الظلام، مضيئةً بكل جمالها.
كان يشبه تمامًا زهرة الديلاي، المكون الرئيسي في دواء المملكة القديمة، والتي سمِع عنها من سالي ذات مرة.
‘لماذا هذه هنا…….’
تفاجأ داميان لرؤية زهرة يُعتقد أنها انقرضت، وهي تتفتح بهدوء وجمال.
من أي زاوية نظر إليها، كانت زهرة ديلاي بلا شك.
نظر داميان بطرف عينه إلى الوحش الذي بدأ يبدو عليه التعب بعد مقاومةٍ طويلة لوحده، ثم اقتلع الزهرة من جذورها ولفها في منديل و وضعها في جيبه.
ألم تكن هذه المكون الأساسي في الجرعة السحرية التي كانت أراسيلا تجري عليها الأبحاث؟ فكر أنه قد يكون من المفيد إحضارها إليها.
ثم وقف فورًا من مكانه.
“لنغرس السيوف جميعًا دفعةً واحدة!”
تحرك الفرسان بانسجام فور أمر داميان. وبينما ارتبك الوحش للحظة من الهجوم المتزامن من جميع الجهات، انغرست فيه السيوف تباعًا.
في اللحظة التي كان فيها الوحش يهم بإرجاع رأسه ليطلق عواءً طويلًا، بعد أن تخلص من الفرسان من حوله بهزة عنيفة، و انعكست صورة داميان وهو يرفع سيفه فوق حدقتي الوحش السوداوين.
بلا أي تردد، غرس سيفه داخل فم الوحش المفتوح، وأسقط بثقله ليشقّه إلى الأسفل.
“كغغغ-”
لم يتمكن الوحش حتى من إطلاق صرخةِ الاحتضار، وسقط جسده الضخم أرضًا بدويٍّ عظيم.
مسح داميان الدم المتناثر على خده بشكلٍ سريع، ثم نظر إلى جنوده.
حين ينتشر دم هذا الوحش، فلا بد أن غيره من الوحوش سيبدأ بالتوافد.
“سنبدأ بالتحرك فورًا وبسرعة!”
“أجل!”
شقّ فرسان الفيلق طريقهم عبر الظلام واندفعوا بسرعة. ولحسن الحظ، لم يصادفوا أي وحوشٍ أخرى بعد ذلك.
عندما وصلوا إلى مدخل معسكر الأجانب، كان الحرس كما هو متوقع قليلين جدًا. فتخلصوا منهم بصمت، ثم تسللوا إلى الداخل.
أشعل فرسان الصقر الأحمر النار في مستودع الأسلحة الذي كانوا قد حددوه مسبقًا، وبدأوا بتدمير الخيام واحدةً تلو الأخرى، متقدمين بلا تردد.
اتحاد الأجانب، الذي أدركوا الموقف متأخرًا، سقطوا في فوضى عارمة.
“هناك متسللون! لقد هاجمنا العدو!”
“اقتلوا الغزاة!”
“دمّروا أكبر قدرٍ ممكن!”
تعالت الصيحات من كل اتجاه. و واصل الفرسان التقدم وهم يقضون على محاربي الأجانب المرتبكين.
و كان داميان، وهو يلوّح بسيفه لا يفكر سوى في أمرٍ واحد،
أن ينجو……ليتمكن من رؤية أراسيلا مجددًا.
كان قد قطف زهرة الديلاي ليعزز عزيمته على النجاة. فالشعور بالإلحاح لإيصالها في أسرع وقت ممكن سيمنحه قوةً أكبر.
بدأ محاربو الأجانب، الذين كانوا يُهزمون بسهولة، يستعيدون وعيهم واحدًا تلو الآخر، وبدأوا هجومًا مضادًا حقيقيًا.
واجه داميان الأعداء المتدفقين بهدوء، متذكّرًا كلمات أراسيلا،
"عندما تعود……سأخبركَ.”
'أراسيلا، لدي الكثير لأقوله لكِ……والكثير لأسمعه منكِ أيضًا. لذلك، سأعود……من أجلكِ.'
وسأحقق النصر في هذه الحرب.
شدّ قبضته على السيف بقوة.
لقد كان دافع الحياة أقوى من أي وقتٍ مضى، وهو ما كان يحرّك داميان الآن.
_______________________
يجننننن رجعوا داميان لأراسيلا طيب 😭
شوفوا هو حتى وسط كل ذا الي يصير بس جالس يفكر فيها😔
حتى الورده الي لقاها خذاها عشانها🤏🏻 فيه بطل مثالي اكثر منه؟ يمكن بس حاليا لوء ابي اصرخخخخخخخ
حلو المؤلفة حطت فصل كامل لداميان 😂
Dana