لم يحدث هذا من قبل قط، فتملكت الحيرة أراسيلا.
صحيح أن أودري كانت دائمًا أول من يستقبلها عند عودتها إلى المنزل، لكن هذه أول مرة تنتظرها في الخارج.
رؤيتها وهي تضرب الأرض بقدميها في توتر وعجز جعل شعورًا سيئًا يساور أراسيلا. فمرّ في خاطرها داميان الذي لم يصل منه أي خبرٍ منذ شهر.
'هل حصل أمرٌ سيئ؟'
ما إن توقفت العربة حتى فتحت أراسيلا الباب ونزلت. ثم أسرعت أودري تجري نحوها. وقد احمرت عيناها قليلًا، فشعرت أراسيلا بانقباضٍ في قلبها.
“سيدتي!”
“أودري، ما الأمر؟ ماذا حدث؟”
“أسرعي! أدخلي بسرعة إلى الداخل!”
حثّتها أودري بصوت مرتجف، وكانت يداها الباردتان تدفعان ظهر سيدتها، وكأنها كانت تنتظرها بالخارج منذ وقتٍ طويل.
كانت أراسيلا تخطو بخطواتٍ سريعة، وفي ذهنها تتوالى آلاف الاحتمالات الأسوأ.
هل يمكن أن يكون داميان قد أُصيب؟ أم أنه خسر في الحرب؟
إذًا، هل عاد سالمًا على الأقل؟ هل أصدر جلالة الإمبراطور عقوبةً جديدة بحقه؟
كان قلبها يخفق بعنفٍ من شدة القلق حتى شعرت بصوتهِ يصل إلى طبلة أذنيها. وامتدت أغصان خيالها نحو أكثر ما كانت تخشاه.
'ماذا لو أن داميان……مثلما حدث في رؤياها أثناء حملة القضاء على وحوش الغرب……'
توقفت أراسيلا للحظة وهي تمسك بمقبض باب المدخل الرئيسي بقوة. و شعرت بدوار مفاجئ جعل الوقوف صعبًا عليها.
ثم أخذت نفسًا عميقًا تحاول به السيطرة على قلبها الذي كاد ينهار. فلم يكن بوسعها أن تستسلم قبل أن ترى بعينيها ما الذي حدث بالفعل.
دفعت الباب بقوة. وكان خدم القصر محتشدين داخل بهو المدخل. و وجوههم جميعًا، كوجه أودري، بدت وكأنها على وشك البكاء.
جالت بعينيها الزرقاوين المرتجفتين بين الوجوه. وفي تلك اللحظة. رأت مؤخرة رأس بارزة بين الجموع، فتوقّف نفسها.
وحين عمّ الصمت من حوله، بدأ هو أيضًا يستدير ببطء.
ومن بين خصلات شعره الفضي الغامض، الذي يشبه ضوء القمر في وضح النهار، لمعت عيناه الذهبيتان كأنهما شمسٌ صيفية، تتطلع مباشرةً إلى أراسيلا.
لم تكن تعرف إن كانت ساقاها قد خذلتاها، أم أن عقلها لا يستطيع تصديق ما تراه.
فتحركت ببطء نحوه. وتنحّى الخدم من حولهما ليُفسحوا الطريق.
وهو أيضًا بدأ يسير باتجاهها.
خطوة، خطوتان، ثلاث.
ومضت ثوانٍ بدت كأنها دهر، حتى وقف الاثنان متقابلين، لا يفصل بينهما سوى شبرٍ واحد.
الوجه الذي اشتاقت إليه حد الألم، يقف الآن أمامها حيًا، نابضًا، يتنفس.
كان في قلبها الكثير لتقوله، لكنها لم تعرف من أين تبدأ.
نظر إليها بلطفٍ وهو يراقب شفتيها المرتجفتين، ثم فتح ذراعيه برقة و تحدث بصوتٍ خافت،
“لقد عدتُ، زوجتي.”
ارتسمت ابتسامةٌ بطيئة على شفتي أراسيلا التي احمرّ طرفا عينيها وخدّاها. وارتمت بكل رضا في أحضانه الواسعة.
دون أن يسبق أحدهما الآخر، تقدّما معًا خطوةً أخيرة أزالت ما تبقى من المسافة بينهما.
ضمّته بشدة وهمست بصوت خافت،
“مرحبًا بعودتكَ، داميان.”
أخيرًا نطقت بالتحية التي انتظرتها طيلة عامٍ كامل، مرفقةً بابتسامةٍ مشرقة بدلًا من الدموع.
غمرت الفرحة العارمة الأجواء، فأدفأت هواء الشتاء البارد.
لقد كان لقاءً أشبه بالحلم، عند آخر عتباتِ الشتاء، حيث الربيع بات قريبًا.
***
عاد داميان في وضح النهار، حاملاً دليل النصر وبكل فخر. وفور عودته، توجّه مباشرةً إلى الإمبراطور وقدّم له وثيقة الاستسلام.
وحينها تأكد الإمبراطور من البيان الذي يعترف فيه اتحاد القبائل الأجنبية بالهزيمة،
“داميان فاندرمير هو من جلب النصر للإمبراطورية. لن يجرؤ أحدٌ بعد الآن على وصفكَ بالمذنب.”
وهكذا، وعلى الرغم من أنه لم يرتكب أي ذنبٍ فعلي، فقد تخلّص داميان من صفة المذنب ونال حريته.
و لم يعد إلى منزله لرؤية أراسيلا إلا بعد إنهاء جميع المهام الرسمية.
رغم أنه كان يشتاق بشدة لرؤية زوجته أولًا، إلا أنه تحمّل شوقه حتى ينهي الأمور بسلاسة دون تبعات.
“لذلك تأخرت. أعتذر. هل فاجأكِ كثيرًا أنني عدتُ فجأة؟”
“هل تسأل لأنكَ لا تعرف؟”
قالت أراسيلا ذلك وهي تمسك بخدّي داميان وتقرصهما فجأة.
كانا قد انتقلا إلى مكانٍ آخر في الطابق الأول بعد عناقٍ مؤثر، ليستكملا الحديث بتفصيل أكثر.
وبالمناسبة، كان داميان قد اغتسل وغيّر ملابسه، فبدت هيئته أكثر نظافةً وأناقة من قبل.
“انقطعت أخباركَ منذ شهر، هل تتصور كم كنتُ قلقة؟ كانت تصلنا تقارير منتظمة عن انتصاراتكم، ثم توقفت فجأة! لقد أقلقني ذلك كثيرًا.”
“آه، أنا آسف. السبب هو أن كفة النصر بدأت تميل لصالحنا، فبدأت بعض الجهات بمحاولة عرقلتنا، ولم يكن بوسعنا فعل شيءٍ حيال ذلك.”
فقد بدأ أولئك الذين لم يُعجبهم انتصار فرقة الصقر الأحمر بإرسال أشخاصٍ للتخريب، فدمّروا الإمدادات وأفسدوا الخطط العسكرية.
كان داميان يتوق للعودة في أسرع وقت، لذا بدلًا من الدخول في نزاعات داخلية، اختار قطع الاتصال الخارجي تمامًا، حتى لا يعرف أحد إن كانوا ينتصرون عند الحدود أم يخسرون.
واستغل تلك الثغرة ليُسقط تحالف القبائل الأجنبية بسرعة، ويفرض عليهم الاستسلام.
وبفضل ذلك، لم يتمكن أحد من عرقلة عودته المفاجئة.
“هل أنتِ غاضبةٌ مني؟”
سألها داميان وهو يمسك بيدها ويُسند خده إليها. ومن بين خصلات شعره التي لم تجف بعد، بدت عيناه الحادتان أكثر وداعة.
ضحكت أراسيلا بسخرية خفيفة.
أيُعقل أن يُتوقع أن يُقاوم أحد هذا الوجه الوسيم حين يقترب بهذه الطريقة؟
“……لا، لستُ غاضبة. في الواقع، بعد أن سمعت ما حصل، يبدو أن ما فعلته كان منطقيًا. وما دمت قد عدت سالمًا، فهذا ما يهم. و في الحقيقة، لقد أحسنت التصرف.”
وبينما كانت تمسّد شعره برفق بيدها الحرة، ظل داميان ساكنًا كالجرو الصغير الذي سنعم بلمسات صاحبته.
عندما أبعدت أراسيلا بلا قصدٍ خصلةَ شعر كانت تغطي جانب عينه، عبست وهي تلاحظ ندبةً صغيرة تعبر حاجبه الأيسر.
“ما هذا؟ من فعل بكَ هذا؟”
“……آه. أصبت بها خلال معركة ليلية. كان الظلام كثيفًا، فلم أتمكن من تفادي السهم في الوقت المناسب.”
أجاب داميان بإحراج.
كان قد أطال شعره عمدًا ليُخفي الندبة، لكنه لم يتوقع أن تُكشف بهذه السرعة.
لمست أراسيلا الندبة بوجهٍ حزين، كان ملمس الجلد الغائر قليلاً و بدا غريبًا فأثار أسفها.
“هل آلمكَ كثيرًا؟”
“لم يؤلمني أبدًا.”
“أحضر لي من أطلق السهم. عليه أن يدفع ثمن تشويه هذا الوجه.”
“كنت أعلم أنكِ ستقولين ذلك، لذا تولّيت الأمر بنفسي نيابةً عنكِ.”
في كلماتٍ بدت وكأنها مزاح، كان هناك صدقٌ وواقع دفين.
مررت أراسيلا أناملها ببطء على وجه داميان الوسيم، حتى على عظام وجهه التي شعرت بها تحت أطراف أصابعها، ثم سحبت يدها.
في تلك اللحظة، أمسك داميان بيدها بلطف، وجذبها نحوه مُتحدثاً بصوتٍ منخفض،
“اشتقتُ إليكِ، زوجتي.”
“وأنا أيضًا، اشتقتُ إليكَ.”
“كنت أفكر دومًا……كيف كنتِ تقضين أيامكِ في غيابي؟ أخبريني، رجاءً.”
أومأت أراسيلا برأسها، ثم بدأت تسرد له دون تردد كيف قضت حياتها خلال العام الماضي.
كان لصوتها رنينٌ صافٍ جعل حديثها يبدو وكأنه تهويدة. فظل داميان ممسكًا بيدها الرقيقة يُصغي باهتمام.
استمع بجدية لرحلتها في كشف الجاني الحقيقي وراء محاولة اغتيال أوسكار، ولكيفية اكتشافها لخيانة فريدريك.
“أبرمتُ تحالفًا مع الأمير لوكاس. سمعت أنك سبق و أن عرضت عليه ذلك؟ هذه المرة، هو من طلب التحالف.”
“يبدو أنه اتخذ قراره أخيرًا، إذًا.”
“نعم، صحيح. لقد عملتُ بجد لجمع الأدلة مع الأمير لتدمير مجموعة ولي العهد.”
ابتسمت أراسيلا بفخر. فلم تكن قد انتظرت بشكل سلبي طوال العام، بل بذلت جهدًا كبيرًا من أجله، و من أجل نفسها.
وعند سماعه لذلك، شعر دانيان بمزيج من الفخر والامتنان والأسف في صوتها.
“لا بد أن الأمر كان صعبًا عليكِ.”
“ليس كثيرًا في الواقع. ما كان يؤرقني حقًا هو بحثي عن جرعة الاعتراف.”
قالت أراسيلا ذلك وهي ترفع كتفيها، وأضافت تنهيدةً صغيرة ممزوجةً بالشكوى في آخر كلامها.
حتى في هذا اليوم، قبل أن ترى داميان، لم تكن قد توقفت عن التفكير في مشاكل بحث جرعة الاعتراف.
عندما سمع داميان ذلك، تذكر شيئًا فجأة. ففكَّ يده بلطفٍ عن يدها، ثم نهض من مكانه.
“هممم……؟ داميان، إلى أين تذهب؟”
“فقط انتظري لحظة، زوجتي. لدي شيء أقدمهُ لكِ.”
بعد أن طلب إذنها، خرج داميان من غرفة النوم. وبقيت أراسيلا بمفردها على الأريكة، تنتظر قدومه بعينين مفتوحتين.
بعد لحظات، عاد داميان وكان يحمل في يده منديلًا مطويًا بعناية. وقدمه إلى أراسيلا،
“ما هذا المنديل؟”
“افتحيه لترين.”
“لماذا؟ هل يوجد شيءٌ بداخله؟”
فتحت أراسيلا المنديل بلا تفكير، ثم فاجأها ما رأته، فاتسعت عيناها بذهول.
على الرغم من أنه كان جافًا بعض الشيء، كانت هناك زهرةٌ ذات ألوان قوس قزح اللامعة، ذات أوراق جميلة، مستلقية برفق على المنديل، و جذورها ما زالت ملتصقةً بالتربة.
كانت زهرة “ديلاي”.
المعشوقة من قبلها ومن قبل العاملين في المختبر، وقد ظهرت أخيرًا البذور التي طالما تمنت الحصول عليها.
“مستحيل، كيف حصلتَ على هذه……؟”
“مررتُ عن طريق المنطقة الشرقية من الحدود حيث توجد أنشطة الوحوش، ورأيتها بالصدفة. يبدو أنني سمعت من قبل أن هذه الزهرة هي من المواد الأساسية التي تستخدمينها في بحث سم الاعتراف، لذلك جلبتها لكِ.”
“……داميان.”
أعادت أراسيلا تغطية الزهرة بحذرٍ بالمنديل، محاولةً عدم إتلافها، ثم نظرت إلى داميان بعينين مليئتين بالإعجاب.
أمسكت بيده فجأة و تحدثت بتبجيل،
“لقد أنقذتَ الآن حياة أربعة أشخاص. أنت منقذُ حياة مختبرنا.”
“حقًا؟”
“نعم، لقد أنقذتَ الجميع قبل أن نسبب مشكلةً أثناء بحثنا عنها.”
“أنا سعيدٌ لأنها كانت هديةً جيدة.”
بينما كانت أراسيلا تنظر إلى داميان الذي يبتسم برقة وكأنه ملاك، خفضت طرف عينيها للأسفل بحزن.
“أنا آسفة، لم أتمكن من تحضير هديةٍ لكَ.”
“لا عليكِ، لا تقولي هذا. ألم تفعلِ الكثير من أجلي بالفعل؟”
“لكن رغم ذلك، سأعطيكَ شيئًا……”
كان هناك شيء ما. ففجأة تذكرت شيئًا في ذهنها.
تغير تعبير أراسيلا فجأة ليصبح حذرًا. بدا وكأنها كانت تفكر في شيء، أو ربما كانت قلقة.
شعر داميان بتغير جوها المفاجئ، فرفع حاجبه بنظرة استفسار.
“ما الذي حدث؟”
“داميان، بعد أن غادرت، زارني الكونت روند. جاء ليعيد لي أشياء والدتك.”
“……أه، حقًا؟”
عندما تم ذكر هاوارد، أخذ داميان لحظةً ليعبر عن نظرةٍ معقدة، ثم رد بهدوء. بينما واصلت أراسيلا حديثها بحذر.
“نعم، وبفضل مساعدة الكونت روند، اكتشفت سر الأشياء داخل صندوق المجوهرات. و أخبرني أن الاسم سيان موندور كان اسماً مستعاراً مأخوذاً من اسم مونيكا روند."
أومأ داميان برأسه بخفة.
“لم أكن أتوقع أن يكون مأخوذاً من اسم والدتي. يبدو أنني لم أكن أتوقعهُ حقاً، لهذا السبب كنت مفاجأً.”
“……لكن هناك شيءٌ آخر يجب أن تعرفه.”
“ما هو؟”
لم تستطع أراسيلا أن تخبره مباشرة بأن مونيكا لم تنتحر بل قُتلت، فنهضت بصمت وأحضرت دفتر يومياتها.
كانت دفتر اليوميات الذي قرأته آخر مرة وأغلقته مرة أخرى مغلقًا. لكن داميان كان قادرًا على فك السحر وفتحه.
“أنت من يستطيع فتحه، اقرأه.”
“حسنًا.”
رفع داميان يده ووضعها فوق الدفتر. فتدفق ضوءٌ أخضر غمر يده، وبعد لحظة تم فك سحر القفل.
بينما كان يفتح الصفحات ببطء، ابتعدت أراسيلا بهدوء عن مكانها. لأنها كانت تعلم أنه عندما يصل إلى آخر دفتر اليوميات، سيكون بحاجة إلى أن يكون بمفرده.
عندما قرأ داميان الدفتر لأول مرة، شعر فقط بالحزن. و كان يعاني من الألم بسبب المعاناة النفسية التي مرت بها والدته الهشة كما الزجاج في ذكرياته القديمة.
لكن مع كل صفحة قلبها، بدأت تظهر حقائق مختلفة عما كان يعتقده.
كان داميان يعتقد أن والدته لم تتحمل خيبة الأمل والاكتئاب فتركته وانتحرت. بينما تلك الحادثة التي تذكرها عن تناوله للسم وهو طفل صغير، في الواقع لم يتذكرها أبدًا.
ربما كان يتذكر بشكل غامض أنه أصيب بالإنفلونزا وعانى بشدة، لكنه لم يهتم أبدًا بذلك.
و كان في بعض الأحيان يشعر باللوم تجاه والدته……
'لماذا لم تحميني؟ لماذا تركتني أتحمل الأمر وحدي؟'
على الرغم من حبه لوالدته، كان هناك نوعٌ مختلف من اللوم في قلبه مقارنةً مع ما يشعر به تجاه والده.
كانت تلك مرارةُ فتى نشأ دون حمايةٍ من والديه.
كان دائمًا يتمنى أن تفتح والدته الباب مرةً واحدة فقط، و تمسك بيده، وتهرب به من هذا المنزل الجحيمي. لكن، بما أن حب وشفقته تجاه والدته كانا أقوى، فقد دفن تلك الأحلام غير المحققة واللوم المصاحب لها طوال سنواته.
لكن داميان كان مخطئًا. مونيكا بذلت كل ما في وسعها لحمايته. و لم تتركه، بل كانت تقاتل في مكان غير مرئي.
بفضل ذلك، كان داميان لا يزال حيًا اليوم.
كانت يداه ترتجفان وهو يقلب الصفحات. وعندما وصل إلى آخر يوميات مونيكا، كان الضوء الخافت لغروب الشمس يغمر الغرفة ويغلفها باللون الأحمر.
أخيرًا، فتح داميان الصفحة الأخيرة. الجزء الذي كانت أراسيلا تعتقد أنه ليس من حقها أن اقرأه فتركته مغلقًا.
╗ اليوم XX من شهر X، الصيف.
أعتقد أن هذه ستكون آخر يومياتي.
سأترك هذا الدفتر وأوراق الشاي الخاصة بصوفي، وأسم سيان موندور، وأرحل.
أتمنى أن يكبر داميان بأمان، وإذا اكتشف صندوق مجوهراتي يومًا ما، فسيكون ذلك جيدًا.
داميان، إذا قرأت يومياتي حتى هنا……الآن لا أعرف بالضبط ماذا حدث لكَ عندما كنتَ صغيرًا.
ابني، أنا حقًا آسفة لترككَ لوحدك. كنت أتمنى حقًا أن أكون معكَ.
كنت أرغب في مراقبتكَ وأنت تكبر، وأن أراكَ تلتقي بالمرأة التي تحبها وتبني عائلةً سعيدة.
لم أرغب في أي شيءٍ آخر حقًا. لا في الزوج ولا في منصب دوقة. كنت فقط أريد أن أعيش معكَ حياةً بسيطة وسعيدة……
داميان، كم عمركَ الآن وأنت تقرأ هذا؟
هل تزوجت؟ هل لديكَ شخصٌ تحبه؟ أنا حقًا فضوليةٌ لمعرفة ما الذي تفعله الآن.
لكن في الحقيقة، ما أتمناه وأهتم به أكثر من أي شيء هو سعادتكَ.
هل أنت سعيد، داميان؟ أتمنى أن تكون سعيدًا.
أنا قلقةٌ جدًا على ابني الذي تُرك وحيدًا في عالمٍ مليء بالأشخاص القساة بعد وفاتي.
هل أعطيتكَ حبًا كافيًا يا ابني؟ لا أظن أنني فعلت ذلك بشكل كافٍ. كنت أتمنى أن تكبر وأن تكون قادرًا على أن تحب وتُحب.
لذا، يا ابني، لا تحزن كثيرًا على موتي. لا داعي للانتقام.
لقد كنت دائمًا تفكر فيَّ عندما كنت صغيرًا، وأعلم أنكَ كنت سترغب في الانتقام نيابةً عني. كنت ستودّ أن تعيد لي كل الألم والحزن الذي مررتُ به.
إذا كنت تريد أن تنتقم، فلن أمنعك. ولكن إذا كان الانتقام هو ما ستسعى لتحقيقه من أجلي، فإنني سأمنعك.
لا يوجد أمٌ في العالم تريد من طفلها أن يكرس حياته للانتقام.
ألمي سأحتفظ به، لذا عليكَ أن تتغلب على آلامك وتجد سعادتكَ. عش الحياة التي كنتُ أحلم بها معك، حياةً هادئة وسلمية مع الشخص الذي تحبه.
أتمنى أن يكون ذلك الشخص أقوى وأفضل مني.
أنا أحبكَ كثيرًا، يا داميان.
حقًا، أحبكَ جدًا.
من خلالك، كنت سعيدة، لذا لا شيء من حياتي أندم عليه. شكرًا لكَ على كونكَ ابني. عشتُ سعيدةً لأنني كنت أمك. ╔
____________________________
بداية الفصل جتني قمطة مع أراسيلا الله يخلف على أودري تصرع😭
و بعدها صياح ضمة أراسيلا وداميان والحين صياح أم داميان خلصت مناديلنا
كنت اتوقع ضمه واعتراف بس عادي الفصل حلو وداميان شاف مشاعر امه💔
ابيه يبكي وتجي أراسيلا تضمه😭
Dana