طلع القمر في السماء التي اصطبغت بزرقةٍ داكنة.
أعادت أراسيلا أودري بهدوء، والتي كانت قد جاءت لتعرض عليها تناول العشاء، وأخبرتهم ألا يزعجها أحد حتى تناديهم بنفسها.
لقد مضت عدة ساعاتٍ منذ أن سلّمت مذكرات مونيكا إلى داميَان، ومنذ أن بقي وحده في الغرفة، لم يصدر منه أي رد فعل.
ماذا يفعل الآن خلف الباب يا ترى؟ آمل ألا يكون يتألم كثيراً……
لكن أراسيلا تعلم أن هذا أملٌ مبالغ فيه، فرغم أنها قرأت فقط الجزء الأول من مذكرات مونيكا، لكنها استطاعت أن تشعر بطبعها الهادئ واللطيف الذي لازمها حتى موتها.
وكذلك بحب الأم العميق والحنون الذي ملأ كل صفحة من صفحات المذكرات تجاه ابنها، ولا شك أن ديميَان شعر بذلك أيضاً.
ولهذا لا بد أنه يتألم كثيراً الآن، حزين، ويتعذب.
عندما لم تعد أراسيلا تطيق تركه وحده، طرقت باب غرفة النوم، ولم يصلها أي رد، لكنها دخلت إلى الداخل.
كان داميَان جالساً على الأريكة بلا حراكٍ كتمثال، ورأسه منخفض، وكان يحمل في يده مذكرات مونيكا.
“داميَان.”
نادته باسمه باحتراس وهي تقتربُ منه، فرفع داميَان رأسه ببطء.
كان وجهه تحت ضوء القمر البارد في حالة يُرثى لها، و نظراته شاردة، ووجهه شاحب.
لم تكن هناك آثار دموعٍ على ملامحه الجافة، لكن أراسيلا عرفت من ذلك أنه قد بكى كثيراً.
فتح داميَان شفتيه الجافتين بصعوبة.
“……أشعر بالاستياء من نفسي. أكره ذلك الطفل الغبي الذي كنتُ عليه، الذي لم يكتفِ بعدم مساعدة والدته، بل كان عبئاً عليها أيضاً.”
“لا تقل هذا الكلام. الأمر ليس بذنبكَ، فلماذا تلوم نفسكَ وتكرهها؟”
أمسكت أراسيلا بخديه بكلتي يديها ونظرت مباشرةً في عينيه، في عينيه الذهبيتين الفارغتين التي امتلأت بصورتها.
“هل قالت والدتكَ يوماً أنها كانت تشعر بالاستياء منكَ؟”
“……لا، لم تقل ذلك”
“إذاً، هل طلبت منكَ أن تعيش وأنت تكره نفسك؟”
“……لم تفعل”
خفض داميَان نظره مجدداً وحدق في مذكرات والدته.
كانت الرسالة التي حملتها المذكرة الأخيرة، التي تركتها كوصية، واضحةً تماماً.
كانت مونيكا تأمل ألا يضيع ابنها حياته الوحيدة في مطاردة الانتقام. و بدلًا من أن يعيش وهو يكره ويحتقر ويلعن الآخرين، كانت تتمنى له أن يكون سعيدًا أمام أعين الجميع، و أن يتحرر من دوامة الكراهية التي ورثها عن والديه، وأن يعيش حياته الخاصة.
“والدتي لم تكن تريد مني الانتقام. لكنني، وعلى عكس أمنيتها……راهنت بكل شيء على الانتقام، ودمرتُ نفسي.”
لم يكن بالإمكان حتى المجاملة بالقول أن حياة داميَان أصبحت هادئة بعد موت والدته.
كان عليه أن يقاتل في كل لحظة من أجل البقاء، وكبر وهو لا يستطيع أن يثق في الحب، و يعيش على حلم الانتقام.
لقد عاش حياةً كانت على النقيض تمامًا مما كانت تريده والدته له، رغم أنه تلقى منها حبًا يفوق ما يستحق.
“لا يحقّ لي بأن أقابلها لاحقًا……”
“لم تُدَمِّر شيئًا.”
قاطع صوته الحزين صوتها العذب والحازم.
“أنت شخصٌ جيد يا داميَان. لم تتدمر على الإطلاق.”
“……وكيف يمكنكِ أن تكوني واثقةً من ذلك؟”
“أنا زوجتكَ، أليس كذلك؟ هل هناك أحدٌ أمضى وقتًا أقرب إليكَ مني؟”
ابتسمت أراسيلا برقة.ولم ينكر ديميَان ذلك. فمنذ وفاة مونيكا، لم يدخل أحد إلى حياته بعمقٍ كما فعلت أراسيلا.
لا يوجد في هذا العالم الآن من هو أقرب إلى داميَان منها. لأنها عائلته الوحيدة.
“إذا كنت قد ارتكبتَ أخطاءً أو زلاتٍ في حياتك، فهذا شيء يمر به كل إنسان
حتى أنا فعلت ذلك، لذا لا تلم نفسك ولا تحتقرها.”
“….…”
“أنت لا تزال شابًا، وأمامكَ أيام أكثر مما مضى، فلماذا تصدر حكمًا متسرعًا على نفسك؟ أليس بوسعك أن تبدأ من الآن وتعيش كما كانت والدتكَ تأمل؟”
وضعت أراسيلا يديها على خصرها وكأنها توبخه، ثم جلست بجانبه، وأمسكت بوجهه وأدارته نحوها.
“لذلك، كل شيءٍ سيكون بخير، داميَان.”
"……."
“كل شيءٍ سيكون بخير.”
حدّق داميَان في أراسيلا بشرود.
في الحقيقة، يبدو أنه كان ينتظر طويلًا أن يقول له أحدٌ هذه الكلمات، أن يخبره بأن الأمر ليس ذنبه، وأنه لا يزال هناك متسعٌ من الوقت، وأن الفرصة لم تفت بعد……
لمست يداها الحانيتان أطراف عينيه المحمرتين، كانت حرارتها دافئةً للغاية، حتى أن داميَان شعر بعبرةٍ تخنقه من لمستها.
تدفقت حرارةٌ من داخله، وكانت تلك هي اللحظة التي خرجت فيها أخيرًا الدموع التي لم يستطع إسقاطها حتى وهو وحيد.
وضعت أراسيلا يدها برفق على ظهره، تربت عليه بصمت بينما كان يدفن وجهه في كتفها.
رغم أنها لم تكن من النوع الذي يبكي لمجرد رؤية الآخرين يبكون، إلا أن أنفها بدأ يلسعها من التأثر.
بعد أن عانقها طويلًا وبكى بصمت، تكلّم داميَان بصوتٍ منخفض.
“لن أسعى للانتقام، تمامًا كما كانت أمي تريد. لكن، سأتأكد من أن كل من ارتكب جرمًا، سينال عقابه.”
رغم أن وجهه بدا أكثر فوضى من ذي قبل، إلا أن تعابيره كانت أكثر راحة ووضوحًا مما يمكن مقارنته.
أعلن ذلك بصدق، وكانت عيناه تتلألأ ببريق حازم لم يُرَ فيه من قبل.
“سأسير معكَ في هذا الطريق أيضًا.”
أمسكت أراسيلا بيده بسعادة.
فهما زوجان، والزوجان يجب أن يتقاسما الألم والسعادة.
سواءً كانت علاقتهما حقيقيةً أم زائفة، لم تعد ترغب في التفكير بذلك، فالمهم هو أن قلبها يريد أن يكون إلى جانبه بصدق.
غطّى الليل الهادئ دفء وجودهما، و لم يعد هناك برد……ولا وحدة
***
بمجرد أن رأى لوكاس داميَان، انهمرت دموعه كقطرات الندى وهو يعانقه.
“أوهه! اشتقت إليكَ حقًا يا صديقي!”
“نعم، سموك……لكن، أنتَ……”
“كنتُ خائفًا جدًا من أن أفقدك إلى الأبد! كنت عازمًا على هزيمة الأعداء واستعادتكَ مهما كلّف الأمر!”
تغيرت ملامح داميَان من الامتنان إلى الحيرة بسبب لوكاس الذي كان يعانقه بشدة ويقول كلمات محمّلة بالعبء العاطفي.
راقبت أراسيلا الموقف وهي تكتم ضحكتها بصعوبة.
يبدو أن لوكاس كان يستمتع بردة فعل داميَان، الذي بدا متحفظًا لكنه لم يرفضه، لذلك قررت أن تضيف له أمراً هي أيضًا.
“تبدوان وكأنكما روحٌ واحدة فعلًا. هل من أمضى يوماً كاملاً مع أحدهم يصبح مقربًا منهُ هكذا؟”
“……زوجتي، أرجوكِ لا تقولي أشياءً تقشعر لها الأبدان.”
لكن قبل أراسيلا، لم يتمالك لوكاس نفسه وانفجر ضاحكًا، أما الدموع التي سالت من عينيه عندما رأى داميَان قد عاد، فقد جفّت منذ زمن.
وضع داميَان يده على جبهته بعدما أدرك أن لوكاس كان يبالغ عن قصد ليسخر منه منذ منتصف الحديث تقريبًا.
“يبدو أنكَ لم تتغير على الإطلاق.”
“الناس لا يتغيرون بهذه السهولة، يا لورد.”
رد لوكاس بهدوءٍ وهو يرتمي على الأريكة.
ورغم أن مظهره بدا كما كان، إلا أنه في الواقع قد تغير كثيرًا.
اختفى عنه ذلك الطابع اللامبالي الذي يشبه المتجول الكسول، وبدأت تبرز منه هالة الوحش الهادئ الذي يطمح لاعتلاء العرش القادم.
“على أية حال، أنا سعيدٌ حقًا لأنني أراكَ مجددًا، مرحبًا بعودتكَ.”
“أشكرك سموك.”
انحنى داميَان بانضباط واحترام.
ورغم متانة العلاقة بينهما، إلا أن داميَان لم يتجاوز الحدود يومًا، وهو أمرٌ كان يشعر لوكاس أحيانًا بالأسف……لكنه كان أيضًا سببًا في ثقته العميقة به.
وبعد أن اختفت ابتسامته المرحة، تحدث لوكاس بجديّة.
“حسنًا، دعني أخبركَ الآن عن المسألة الأخرى التي جئتُ من أجلها. تحركات فريدريك هذه الأيام غير عادية.”
منذ أن أصبح احتمال عودة داميَان منتصرًا من الحرب كبيرًا، زادت لقاءاته مع النبلاء الذين يدعمونه، بالإضافة إلى الاجتماعات المشبوهة التي بدأ يعقدها.
وعلاوةً على ذلك، وصلت معلوماتٌ عن أن عائلة الدوق ليستر، التي يمكن اعتبارها ذراعه الأيسر في الوقت الحالي، قد بدأت في بيع بعض ممتلكاتها وتحويلها إلى نقدٍ سريًا.
“والأمر الحاسم هو أن رايلي، الذي تسلل إلى قافلة هارفيتس، أرسل رسالةً بالأمس. بأن هناك زيادةً ملحوظة في شراء الأسلحة مؤخرًا، والقافلة أصبحت مشغولةً جدًا.”
“هل يشتريها ولي العهد؟”
“من المحتمل جدًا. إذا استمر الأمر هكذا دون تحرك، قد يبدأ فريدريك في التمرد فعلاً.”
“إذاً، يجب علينا إيقافه قبل أن يحدث ذلك.”
أومأ كلٌ من داميَان وأراسيلا ولوكاس برؤوسهم بعد كلام داميَان.
لم يكن هناك شيءٌ جيد في اندلاع حربٍ أهلية، لذلك كانوا يجمعون الأدلة على الخيانة ويبنون قوتهم منذ فترة.
لكن خلال هذه العملية، أدركت أراسيلا مدى دهاء فريدريك. فلم يكن ما فعله مع أوسكار فاندرمير في الحلم مجرد صدفة.
فريدريك كان يستخدم من حوله بشكلٍ كامل، لكنه لم يفعل شيئًا بنفسه مباشرة.
كان النبلاء المحيطون به و يشترون الأدوات السحرية السوداء والأسلحة، وكان الدوق ليستر هو من يدير الجنود الخاصين به.
إذا تم اتهامه دون خطة، كان فريدريك سينجو مرة أخرى بتكتيك “قطع الرأس” كما فعل من قبل.
“أفكر في طرح قضية خيانة فريدريك في اجتماع البلاط. إذا قدمنا الأدلة التي جمعناها ودعمها النبلاء من جانبنا……”
“انتظر لحظة، يا سموك..”
قاطعته أراسيلا فجأة وهي غارقةٌ في تفكيرٍ عميق.
“يبدو أن هذه طريقة عاديةٌ جدًا وسلمية. ألن يكون من الأفضل أن نلفت الأنظار بطريقة أكثر دراماتيكية؟”
“أوه، هل هناك فكرةٌ معينة لديكِ، سيدة؟”
“في الحقيقة، سمعتُ مؤخرًا من كولين أن جانب ولي العهد لا يزال يبحث عن بريدي بشكلٍ مجنون.”
ابتسمت أراسيلا ابتسامةً خفيفة. فقد فكرت في خطةٍ خلال لحظة من التأمل.
“ماذا لو أرسلنا بريدي إلى عائلة الدوق فاندرمير؟ يمكنه أن يكشف أن ولي العهد هو من قتل أوسكار فاندرمير ويزرع الفتنة بينهم.”
حاليًا، كانت عائلة الدوق فاندرمير قد فقدت جزءًا من علاقتها مع فريدريك، ولكن بما أن العائلة والدوق لا يزالان في حالةٍ جيدة نسبيًا، لم يتم التخلي عنهما بالكامل بعد.
على الرغم من أنهم لم يعودوا قوةً مؤثرة ضمن حلف الأمير، إلا أن وضعهم كان لا يزال مهمًا بما يكفي للمشاركة في شراء الأسلحة، وكان من الممكن الاستفادة منهم.
“إذاً، الهدف هو تحفيز الدوق وزوجته على تقديم شكوى ضد ولي العهد.”
كانت أراسيلا تتوقع أن يكون لديهم فكرةٌ ما عن الخيانة، لأنهم لم يكن ليجمعوا الأسلحة بهذه الطريقة لولا ذلك.
وحتى لو لم يكونوا على علم، لم يكن ذلك مشكلة. فيمكنها أن تجعلهم يعلمون عن طريق بريدي.
“من الجيد أن نكون وحدنا من نكشف الأدلة والشهود، لكن ذلك ليس مثاليًا.”
“هذا صحيح، ولكن……إذا قَتلت عائلة الدوق بريدي، ألن نفقد شاهدًا مهمًا؟”
“لهذا السبب أفكر في إرسال أداةٍ سحرية قوية لحماية النفس تحتوي على قوتي السحرية. لدي شيء خاص يمكنه الانتقال الفوري مرة واحدة، وهو أداةٌ مخصصة للاستخدام داخل برج السحر.”
تغير تعبير لوكاس بشكل ملحوظ عند سماع إجابة أراسيلا. و أومأ برأسه قليلاً ثم تحدث بصوت منخفض وكأنه يهمس،
“إذاً يمكننا إرساله دون قلق. من المؤكد أن تقديم عائلة الدوق للشكوى ضد فريدريك قبل أن نتدخل سيكون أكثر فاعلية. ولكن……هل أنتِ متأكدةٌ من أن ذلك سيكون جيدًا؟”
ألقى لوكاس نظرةً قلقة على داميَان.
على أي حال، كانت عائلة الدوق فاندرمير هي عائلة داميَان. إذا تم التعامل مع الأمر بشكل غير صحيح، قد يتعرض الجميع للضرر، ولهذا تجنب لوكاس التدخل في تلك القضية حتى الآن.
“لا داعي للقلق.”
لكن داميَان أجاب بحزمٍ وبشكل قاطع.
“إذا كان الطرف الآخر ذكيًا، سيجد طريقةً للهروب، وإذا لم يكن كذلك، فلدينا نحن وزوجتي حلاً ذكيًا.”
كانت نبرته مليئةً بالثقة والإصرار. وكانت أراسيلا بجانبه تبتسم براحة.
“إذا كنتما تقولان ذلك، إذًا سنمضي في هذا الطريق.”
“نعم، سموك.”
تبادل الثلاثة المزيد من المناقشات حول التفاصيل وأتموا اجتماعهم. و بينما كانوا يبدأون في ترتيب الأشياء، تحدثت أراسيلا بصوت نقي ومشرق،
“الآن حان دورنا.”
لقد تعرضوا للهجوم بشكلٍ متواصل طوال الفترة الماضية. ولكن هذه المرة، أصبحوا في موقع الهجوم، مع نية قويةٍ للانتقام.
كانوا مستعدين للرد بقوة هذه المرة، ليمنعوا الطرف الآخر من العودة إلى ما كانوا عليه.
***
“لورد فاندرمير، تحيا تحيا!”
عندما وصل داميَان إلى المختبر وهو يحمل زهرة ديلاي التي قدمها لأراسيلا، كان سالي و رودي يقفزان فرحًا.
كانوا يهتفون لداميَان بحماس، وحتى إيريك، الذي كان في غاية السعادة، أمسك بأيديهما ودار معهما داخل المختبر.
شعرت أراسيلا بشعورٍ من الفخر، فجمعت يديها معًا ووضعتهما تحت ذقنها، مبتسمةً برضا.
“الآن، لدينا العينة، فلا يوجد مجالٌ لفشل البحث بعد الآن. لنسرع في زيادة العدد ونصنع جرعة الاعتراف.”
“نعم، سينباي!”
“ممتاز.”
عيني إيريك تألقتا من الحماس وهو يومئ برأسه بحزم، وكان المختبر مليئًا بالحيوية بعد فترةٍ طويلة.
بدأوا على الفور في عملية استخراج بذور زهرة ديلاي.
كان السبب وراء انقراض زهرة ديلاي واضحًا. كانت تنمو فقط في درجات حرارة معينة، ولم يكن أحد يعرف هذه الحقيقة.
صحيح أنهم كانوا يعرفون أنها تنمو في الأماكن الباردة، لكنهم لم يعرفوا أنه يجب أن تكون درجة الحرارة مستقرة.
المختبر الذي اكتشف هذه الظروف البيئية بدقة خفض درجة الحرارة صناعيًا إلى ما تحت الصفر، وزرع زهرة ديللاي في الدفيئة، واستخدموا الأدوية السحرية لجعلها تنمو بشكلٍ صحي.
نمت الزهور بسرعةٍ في فترة قصيرة وسقطت بذور صغيرة وسوداء من الزهور الذابلة. و زرعوا تلك البذور في التربة المشبعة بالأدوية السحرية، ونمت الزهور مرة أخرى.
بعد تكرار هذه العملية عدة مرات، زاد عدد زهور ديلاي لتصبح عشرات الأنواع.
عندما تم تأمين ما يكفي من الزهور لاستخدامها كمكونات لجرعة الاعتراف، بدأوا في التصنيع على الفور.
في الماضي، كانت جرعة الاعتراف تتسبب في تقيؤ الدم كأثر جانبي. لكن المختبر قام بتحسين هذه النقطة، وطور طريقةً جديدة لصناعة جرعة الاعتراف.
وأخيرًا، تم الانتهاء من أول جرعة اعتراف. فتجمع الأربعة حول الزجاجة.
“أوه، أخيرًا تم الانتهاء من أول جرعةِ اعترافٍ لنا……!”
“اللون حقًا رائع. يبدو وكأننا أضفنا صبغةً وردية إلى ماء البحر الفيروزي.”
“الرائحة أيضًا رائعة، سيحب الناس تناوله.”
“لقد عانينا كثيرًا، لولانا جميعاً لما تمكنا من صنع هذا.”
ابتسم الجميع خجلاً لكلام أراسيلا. فبعد عام كامل من البحث، كان من الرائع رؤية نتائج العمل الشاق أمام أعينهم.
الآن، كان المتبقي هو التأكد من فعالية الدواء عن طريق استخدامه فعلاً.
“لنبدأ بتناوله أولاً للتأكد من فعاليته. هل من متطوع؟”
ساد صمتٌ لحظة. و نظر بعضهم إلى البعض حتى رفع رودي يده.
“سأشربه.”
“رائع، رودي!”
أشاد به إيريك وأعطاه الزجاجة. فشرب رودي الدواء بكل حماس. وكان الثلاثة يراقبونه بتوتر.
“كيف تشعر؟ هل هناك أي شيءٌ غير مريح؟”
“لا.”
“هل تشعر أنك ستتقيأ أو أن معدتك تدور؟”
“لا بأس.”
تبادل الثلاثة نظراتٍ سريعة.
بما أنه لم تظهر أي أعراض بعد الشرب، بدا أن الآثار الجانبية قد تم تحسينها بالفعل.
“لحسن الحظ. إذاً، الآن سنطرح عليكَ بعض الأسئلة البسيطة، حاول أن تجيب عليها بالكذب بأقصى قدرٍ ممكن. هل فهمت؟”
“نعم.”
أومأ رودي برأسه بثقة. فبدأ الثلاثة في التفكير فيما يمكن أن يسألوه.
في تلك اللحظة، وضع إيريك يده على خده وهو يفكر، ثم فاجأه بسؤالٍ مفاجئ.
“هل هناك شخصٌ تحبه الآن؟”
“لـ-”
توقف فم رودي عن الحركة فجأة، بينما كان يريد أن ينفي ذلك. بدأ لسانه بالتلعثم بشكلٍ غير طبيعي، وانفلتت كلماته من سيطرته.
على الرغم من محاولاته القوية للرفض، إلا أن تأثير الدواء جعله يطلق الحقيقة دون إرادته.
“نعم-.”
“أوه!"
نعم، يوجد.”
“آه، يا إلهي.”
“أووو!”
أخيرًا، حاول رودي أن يكذب ضد تأثير الدواء حتى النهاية، لكنه بدأ يشعر بالغثيان. و رغم ذلك، لم يكن قادرًا على قول شيءٍ غير الحقيقة.
عندما رأى إيريك وجهه الشاحب، شعر بالأسف.
نظرًا لأن رودي لم يُظهر أي اهتمامٍ بالعلاقات العاطفية في العادة، كان يعتقد أنه ليس لديه شخص معين يعجب به، لذا طرح السؤال بشكلٍ غير جاد. لكن، بشكلٍ غير مقصود، انتهى به الأمر بالتدخل في حياته الشخصية.
نظرًا لأن تأثير الدواء كان واضحًا وجليًا، قررت أراسيلا التوقف عن الأسئلة ومنح رودي قسطًا من الراحة.
بما أن مدة تأثير الدواء 30 دقيقة، كان من المتوقع أن يزول التأثير قريبًا.
أخذت تنقر على الزجاجة التي تحتوي على السائل ذي اللون الغامض، وابتسمت برقة.
وبذلك، انتهت جميع التحضيرات. و المتبقي فقط هو سقوط الأعداء.
_____________________________
رودي انفضح😭 بس من الي يحبها؟ سالي ؟ الظاهر
اوك رحمته خلاص موافقه على تشبيكة سالي ورودي 😭
المهم داميان يوم بكى كل شخصياتي بكت معه🫂
يجننوووون وهي تضمه وهو يبكي ااااااااا اشوا اني لحالي في البيت ولا كان ماقدرت اصرخ😭
Dana