أشعل الدوق فاندرمير السيجارة. كانت هذه السيجارة الثالثة التي يدخنها بالفعل.

استنشق الدخان بقوة ثم نفثه خارجًا. فتصاعد الدخان متكاثفًا من بين شفتيه، لكن صدره ما زال يشعر بالاختناق وكأنه مسدودٌ بالكامل.

منذ مقتل وريثه الوحيد، خيّم جوٌ كئيب على دوقية فاندرمير.

كان الدوق حزينًا جدًا لفقدان ابنه، لكن ما يقلقه أكثر من الحزن كان أمرًا آخر. ماذا سيحدث لعائلة فاندرمير مستقبلًا؟

لم يكن لديه أبناءٌ آخرون ليرثوا اللقب. حتى لو وُجد داميان، فهو موجودٌ كعدم وجوده، بل في الأصل لم يكن ابنه، بل كان ابن مونيكا.

وإن مات الدوق دون وريث، فسيخلفه أحد أفراد العائلة من الفرع الجانبي. وإلا، فسيتمسك داميان بكل وسيلة لوضع يده على لقب الدوق في النهاية.

'لو أن أحد أفراد الفرع الجانبي سيتولى الأمر لكان أفضل، أما داميان، فيجب منعه مهما كلف الأمر......'

لكن على عكس رغبة الدوق، عاد داميان في النهاية منتصرًا من حرب الشمال.

شعر الدوق بالتوتر. فصحيح أنه هو وعائلته ما زالوا في وضعٍ جيد، لكن لا شيء يضمن استمرار ذلك.

وفي خضم هذا كله، بدأ فريدريك يتصرف بفتور ويضع مسافةً بينهما. كان يفضل الدوق ليستر ويقرّبه منه، بينما يهمل الدوق فاندرمير.

'يا له من شخصٍ جاحد! كم من المال أنفقته من أجله!'

اشترى له السلاح بماله الخاص حين قال إنه بحاجةٍ إليه. وظل يظهر ولاءه الثابت حتى بعد سقوط الماركيز غرانت.

حتى عندما عاقب داميان، كان ولي العهد يتعامل معه بود، لكنه منذ الربيع تغيّر وكأنه أنهى ما كان بينهما، وأصبح باردًا.

طبعًا، لم يصل به الأمر إلى أن يعامله بجفاءٍ تام. لكن، كان يتصرف بطريقةٍ باردة كافية لتجعله يشعر بالتجاهل.

أدرك الدوق بغريزته أن ولي العهد لم يعد يعطيهم الأولوية، وأنه مستعدٌ للتخلي عنهم إن لزم الأمر.

'لابد أنه يظن أن لا مستقبل لعائلتنا. هذا الفتى الصغير ماكر كالثعلب......'

لا يزال هناك خيارُ تبني أحد أبناء الإخوة، أو إنجاب طفل جديد، لكن الدوق كان مترددًا في كلا الخيارين.

في الحالة الأولى، فإن هذا الابن المتبنى سيتظاهر بالولاء في البداية، لكنه على الأرجح سيطعنه في الظهر فور حصوله على لقب الدوق. أما في الحالة الثانية، فلن تسمح له زوجته بذلك إطلاقًا.

فالدوقة لم تعد قادرةً على الحمل بسبب عمرها، لذا عليه أن يتخذ خليلة لينجب منها طفلًا، وهذا ما كانت لترضى به أبدًا.

'لذلك تخلصت من مونيكا حينها أيضًا......'

في ذلك الوقت، كان الدوق ينوي تحميل مونيكا مسؤولية الانفصال وانتزاع نفقة منها ليطلقها، لكن الدوقة اختارت اتخاذ موقفٍ صارم وقامت بالتخلص منها أولًا.

كان هو نفسه رجلاً لا يملك الكثير من الضمير، لكن زوجته كانت تتجاوزه في ذلك، كانت امرأةً مخيفة حقًا.

امرأةٌ شديدة الغيرة، وإذا فقدت أعصابها، لا أحد يعلم ما قد تفعله.

كان الدوق يزفر تنهيدةً معقدة بينما كان على وشك إشعال سيجارته الرابعة.

"سيدي، لدي أمرٌ أود إبلاغكَ به."

تحدث كبير الخدم بحذرٍ وهو يطرق الباب ويدخل.

أومأ الدوق برأسه بفتور.

"ما الأمر؟"

"في الحقيقة......لقد جاء شخص يدّعي أنه يعرف القاتل الحقيقي للسيد أوسكار."

"ماذا قلت؟"

بدت الدهشة على وجه الدوق. فقد كان يعلم جيدًا أن من قتل أوسكار هو داميان.

ذلك الفتى الماكر نجا بذكاء من الاتهام، لكن الدوق كان ينوي الانتقام منه حتمًا. كان سيجعله يدفع ثمن حياة ابنه، ويعوّض الأذى الذي لحق بعائلته.

"لابد أنه محتال، اضربوه واطردوه."

أشعل الدوق السيجارة الجديدة ولوّح بيده وهو يصدر أوامره. فتحدث كبير الخدم بوجهٍ مرتبك،

"عذرًا، سيدي. لكن، الدوقة قد بدأت بالفعل بلقائه."

"ماذا؟!"

صرخ الدوق غاضبًا. فمنذ وفاة أوسكار، لم تكن الدوقة تفعل شيئًا سوى البكاء كل يوم.

وحين لم تعد الحماة تحتمل ذلك، وبّختها، فرفعت الدوقة عينيها وصرخت في وجهها لأول مرة. وبناءً على نصيحة مفادها أن الأم الحزينة يجب تركها وشأنها، سمح لها الدوق بالتصرف بحريّة.

ظاهريًا كان يبدو أنه يمنحها الحرية، لكن في الحقيقة، كان قد أهملها تمامًا.

كان يشعر بالضيق حتى من مجرد محاولة مواساتها، ورؤيتها تبكي بذلك الشكل الكئيب كانت تزيد اختناقه.

ولكن أن يصل بها الأمر الآن لتصدق حديث محتال؟ هذا ما جعل ضغطه يرتفع فجأة، فهبّ واقفًا قاصدًا الذهاب لمواجهتها.

"دوق!"

فُتح الباب فجأة، وظهرت الدوقة. وبما أنها جاءت بنفسها، لم يكن عليه أن يذهب إليها، فرفع صوته نحوها فورًا.

"أنتِ، سمعتُ كل شيء! كيف تُدخلين محتالًا إلى الداخل......!"

"عزيزي، هذا ليس هو المهم الآن."

تشبثت الدوقة بذراع زوجها بإحكام. و كانت عيناها محمرتين و يلمع فيهما بريقٌ من الجنون.

"لقد خُدعنا! استُغللنا تمامًا، ثم تعرضنا للخيانة!"

"ما هذا الكلام المفاجئ؟"

"القاتل الحقيقي لأوسكار هو سمو ولي العهد!"

انهارت الدوقة جالسةً على الأرض، وبدأت تضرب صدرها. و ندمت على الأيام التي وقفت فيها إلى جانب ولي العهد دون أن تعرف الحقيقة.

نظر إليها الدوق بدهشة، غير مصدقٍ لها وهي تبكي وتقول أنهام مظلومون.

"هل فقدتِ عقلك؟ قولي كلامًا معقول!"

"إنه حقيقي! لقد سمعتُ كل شيء بنفسي!"

"ممّن سمعتِ؟ من المحتال؟ هذه المرأة فعلاً فقدت عقلها."

رفع الدوق يده إلى صدغه وأدارها في حركة دائرية ساخرًا، ثم نقر لسانه مستهزئًا.

نظرت إليه الدوقة بنظراتِ لوم وهو لا يصدق كلامها، ثم انتفضت واقفة وصرخت،

"استمع له بنفسكَ، و احكم إن كان كاذبًا أم لا!"

وهكذا، أُحضر المحتال الذي فجّر قنبلةً داخل قصر الدوق، ليقف وجهًا لوجه أمامه.

كان اسمه بريدي، وكان يعمل كقاتلٍ ضمن إحدى نقابات العالم السفلي. وبحسب ما قاله، فقد أمضى عامًا كاملًا هاربًا من مطاردة ولي العهد، حتى أصبح في حالة يُرثى لها.

نظر إليه الدوق ببرود وحدّة.

"أأنت ذلك المحتال الذي أهان العائلة الإمبراطورية بلسانكَ السليط، وأغوى زوجتي بكلامك؟"

"لا، لستُ كاذبًا!"

ركع بريدي أمام الدوق ووضع رأسه على الأرض.

"صدقني، يا سيدي الدوق! أنا لم أقل سوى الحقيقة!"

"حقًا؟"

أشار الدوق بعينيه نحو الفارس الواقف عند الباب. فتقدم الفارس بخطى واسعة، وغرس سيفه في ظهر يد بريدي.

"آاااه!"

"حتى بعد هذا، أما زلت تصر على كذبكَ؟"

"آه......أقسم، أنا لم أكذب......ما قلته هو الحقيقة."

ورغم الألم، ظل بريدي متمسكًا بكلامه.

حتى عندما طُعن في ساقه أيضًا، لم يتغير كلامه، و عندها فقط بدأ الدوق يلين.

روى بريدي للدوق نفس القصة التي أخبر بها الدوقة.

في البداية لم يصدقه الدوق، لكن شيئًا فشيئًا بدأ قلبه يميل إلى تصديقه.

"ولماذا أمر سمو ولي العهد باغتيال أوسكار؟"

"أمـ......أنا لستُ متأكدًا تمامًا. لكن من دفع أجر المهمة كانت عائلة الدوق ليستر."

"عائلة الدوق ليستر؟"

"نعم، سمعت أنهم كانوا في غاية السعادة بعد نجاح العملية، وقالوا أنهم سيتمكنون الآن من التوسع شرقًا."

تصلّب وجه الدوق فجأة. فقد كانت أراضي الدوق ليستر تقع فس الغرب من إقليم فاندرمير. ومن منظورهم، فإن الشرق يعني أراضي فاندرمير.

أي أن التوسع نحو الشرق يعني......

'عائلة الدوق ليستر تخطط لغزو أراضينا!'

بدأت قطع الأحجية تترابط في ذهنه واحدةً تلو الأخرى.

في ظل غياب الوريث، إذا مات الدوق، فإن عائلة فاندرمير ستفقد قائدها وتبقى بلا حاكم. كانوا ينتظرون تلك اللحظة ليدخلوا دون قتال، وليضموا الإقليم تحت راية دوقية ليستر.

'هاه! لقد تحالف ولي العهد مع الدوق ليستر ليجعلونا قربانًا لطموحاتهم!'

تذكر الدوق فريدريك الذي كان متحمسًا بشكلٍ غير عادي لإعدام داميان.

في ذلك الوقت، كان الدوق فاقدًا لعقله، فلم يشعر بأي شيء غريب، ولكن عندما عاد وتذكر الموقف، أدرك أن تصرفه كان أقرب إلى الهوس، وكان مفرطًا للغاية.

ثم، عندما صدر أمرٌ بتوجيه داميان إلى المعركة بدلاً من تنفيذ حكم الإعدام، بدأ فريدريك يظهر خيبة أملٍ شديدة وأصبح باردًا مع الدوق.

الآن، فهم الدوق السبب.

كان فريدريك قد افتعل حادثة قتل أوسكار لكي يتخلص شخصيًا من داميان، وفي الوقت نفسه، كان يهدف إلى الاستحواذ على أراضي فاندرمير كتعويضٍ من عائلة الدوق ليستر.

"كيف يجرؤون! كيف يجرؤ هؤلاء الأوغاد!"

لم يستطع الدوق كبح غضبه، فقام برمي ما تقع عليه يده من أشياء في الغرفة.

بريدي، الذي كان يزحف على الأرض و يرتجف، بدأ يرفع زوايا فمه مبتسمًا بشكل خفيف.

ومن هنا، بدأت تتشكل شقوقٌ لا يمكن إصلاحها بين ولي العهد وعائلة فاندرمير.

***

أُقيمت مأدبةٌ كبيرة للاحتفال بعودة داميان. كانت المأدبة للاحتفاء بالنصر، ولتسهيل عودته السلسة إلى المجتمع الأرستقراطي.

لكن الهدف الحقيقي من هذه المأدبة كان شيئًا آخر. كان الهدف هو جمع فريدريك وزوجي الدوق فاندرمير في مكانٍ واحد لتفجير صراعاتهم.

من أجل ذلك، دعت أراسيلا الدوق و الدوقة، بينما دعا لوكاس فريدريك.

وللتأكد من أن كلا الطرفين لن يرفض الحضور، تم نشر إشاعةٍ كاذبة تقول أن الإمبراطور سيحضر شخصيًا ويقدم هدايا. فبمجرد سماعهم أن الإمبراطور سيحضر، لن يكون بإمكانهم الاعتذار.

خصوصًا فريدريك، حتى وإن اكتشف أن ذلك كان كذبًا، فإن احتمال أن يكون حقيقةً ولو بشكل ضعيف كان سيدفعه لحضور المأدبة.

استعدت أراسيلا للمأدبة بكل ما لديها من طاقة، فزينت مدخل القصر بالزهور الطبيعية، وعلقت الثريات الماسية في كل مكان، وعرضت تماثيل الصقور المصنوعة من الذهب الخالص.

تم توسيع القاعة التي ستُقام فيها المأدبة عبر بناء إضافيً لزيادة المساحة.

فقد تم إرسال دعوات إلى جميع العائلات النبيلة التي تنشط في المجتمع الأرستقراطي بالعاصمة، لذلك كان يجب أن تكون القاعة واسعةً بما يكفي لاستيعاب هذا العدد الكبير من الضيوف، ليتمكن الجميع من الاستمتاع دون استثناء.

في الوقت نفسه، وقبل الحفلة، تم نشر مقالاتٍ وأخبار تُعلن براءة داميان على نطاقٍ واسع لتهيئة الرأي العام.

<هل قتل داميان فاندرمير حقًا شقيقه؟ الحقيقة وراء تلك الليلة المشبوهة!>

<اللورد فاندرمير كان منقذي......قصة يرويها أحد أفراد الحرس الشمالي.>

وفي اليوم المنتظر للحفلة، زينت أراسيلا نفسها بنفس الحماس الذي زينت به القاعة، وكان هذا حدثًا غير مسبوقٍ في حياتها.

كانت أودري في غاية الحماس، محدثةً ضوضاء كبيرة. أما أراسيلا فلم تقم بمنعها. فاليوم كان يومًا خاصًا، وكان الهدف أن تظهر بأبهى حلة و فاخرة لدرجةٍ قد تبدو جنونية.

"هااا! انتهيتُ، سيدتي!"

كانت التحضيرات التي بدأت منذ الصباح الباكر قد انتهت أخيرًا قبيل بدء المأدبة.

مسحت أودري عرق جبينها وتراجعت إلى الوراء.

بينما كانت سيدتها تنهض ببطء من مكانها، وضعت أودري يدها على فمها في حالةِ تأثر. فقد كانت تبدو دائمًا كدمية، لكن اليوم كانت في أبهى صورها.

كانت ترتدي فستانًا أسود يكشف عن عنقها وكتفيها، وكان ياقة الفستان مزخرفةً بريشً خفيف. وكان الجزء العلوي مزينًا بتطريزٍ فضي دقيق، أما الحافة السفلى فقد أضيف لها قماشُ شيفون أرجواني ليعطي الفستان المزيد من الفخامة.

إلى جانب ذلك، تم تعليق عشرات القطع من الألماس لإضفاء جمال على الحافة السفلية التي كانت تبدو عادية، بينما تم تزيين خصرها النحيل بوردةٍ أرجوانية.

قامت أراسيلا بربط شعرها نصف ربطه، مما أظهر أقراطًا مصنوعة من الياقوت الأسود والأميثيست

على أذنيها.

آخر الفصل

وكانت رقبتها الطويلة مزينةً بعقد ألماس متقن الصنع، لكن المدهش أنه لم يبدو مبالغًا فيه. بل على العكس، أضاف بريقاً على وجه أراسيلا المشرق، وجعلها تبدو أكثر إشراقًا.

وأثناء تفقدها لنفسها في المرآة، فكرت أراسيلا،

'الأشخاص الذين يرغبون في أن أُهزم سيغضبون حقًا عندما يرونني هكذا. حتى عندما أعيش بشكل جيد، سيظهر ذلك بوضوح.'

ابتسمت بخفة، و عندما سمعت أن داميان قد وصل، قامت بمراجعة آخر تفاصيل ملابسها قبل أن تخرج.

كان داميان يرتدي زيًا أسود مزينًا بتطريزٍ فضيٍ رائع مثل أراسيلا، وكان صدره مزيناً بعدد من الأوسمة. وكان وشاحه الأحمر على كتفه يرفرف مثل الأمواج كلما تحرك.

"داميان، كيف يبدو مظهري؟"

سألته أراسيلا بنظرة متألقة ،كان قد تم الاتفاق مسبقًا على أن يتألقا معًا لإثارة استفزاز فريدريك وزوجة الدوق. كان سؤالها يتعلق بما إذا كانت قد حصلت على المظهر الذي يتناسب مع نيتها، لكن داميان، الذي نظر إليها مطولًا، أجاب بإجابةٍ غير متوقعة.

"أنتِ جميلةٌ جدًا."

".....أوه، لم أكن أسأل عن ذلك."

شعرت أراسيلا بالحرج قليلاً، مما جعلها تسعل بشكلٍ غير طبيعي وتغير الموضوع.

"على أي حال، يقولون أن الدوق و الدوقة فاندرمير قد وصلا إلى العاصمة البارحة. هذا يعني أن فرص حضورهما الحفل اليوم عالية."

"لقد سمعت أن الأمير فريدريك قد وصل بالفعل."

"هذا جيد."

بينما كانا يتحدثان معًا، وصلوا إلى مدخل القاعة. و عندما دخل الزوجان، استدارت الأنظار إليهما على الفور.

كانت أراسيلا ممسكةً بيد داميان بإحكام وهما يمشيان على السجادة. عينيها الزرقاوان كانت تلمعان بلطف وهي تتفحص الحضور، لتختار الوجوه التي تريدها.

ابتسمت ابتسامةً لا تخطئ، تجاه فريدريك وزوجي الدوق اللذين كان يبدو عليهم الغضب الشديد. بينما تجاهلهم داميان وتجاوزهم ليصعد مع أراسيلا إلى المنصة، حيث بدأت أراسيلا بالكلام ببطء.

"أولاً، أود أن أشكر الجميع الذين حضروا اليوم للاحتفال بعودة زوجي العزيز بأمان."

انتشر صوتها العذب في القاعة.

قام داميان بعناق أراسيلا برفق من كتفها. فأمالت أراسيلا رأسها عليه بابتسامة مشرقة.

تغيرت تعابير وجه فريدريك و زوجي الدوق بشكلٍ طفيف وهم يشاهدون هذا المشهد، لكن كل واحد منهم كان يشعر بالضيق لسببٍ مختلف.

"بفضل دعمكم وتشجيعكم لنا، تمكن داميان من التغلب على الظلم وتحقيق النجاح. وبالمناسبة، أود أن أشكر الأشخاص الذين منحونا هذه الفرصة."

بحذر، وبالرغم من أن أراسيلا كانت تعلن براءة داميان، أضافت بعض الكلمات الساخرة بينما كانت تنظر للأسفل قليلاً. و تحت المنصة، كان لوكاس يقف مع خدمه.

عندما التقت عيونهم، أومأ لوكاس برأسه تأكيدًا. ثم تحدثت أراسيلا وهي تعقد ذراعيها،

"وبشكلٍ خاص، أود أن أُعرب عن امتناني لسمو الأمير لوكاس، الذي بتفكيره الفطري والذكي، أدرك براءة داميان وقدّم لنا الكثير من المساعدة."

قام داميان وأراسيلا بإيماءةٍ مهذبة تجاه لوكاس عمدًا. فشعر لوكاس بنظرات الحضور متجهةً نحوه، فابتسم ببتسامةً متسامحة وصعد إلى المنصة.

"هاها، لقد قمتُ فقط بما يجب عليّ فعله، لكن من المحرج أن أُستقبل بهذا الشكر!"

"لا، سمو الأمير."

"أنا هنا اليوم فقط لأحتفل بالانتصار الثمين الذي حققه اللورد داميان في ظروفه الصعبة لصالح الإمبراطورية."

نقر لوكاس بأصابعه، فظهر خادمٌ من خلفه يحمل صندوقًا فاخرًا مزينًا بالذهب.

تحدث لوكاس بوضوحٍ بينما ابتعد قليلاً ليجعل خطواته أكثر وضوحًا للآخرين،

"لقد منحكم جلالة الإمبراطور هذا شخصيًا. وأنا هنا كوكيل لنقل هذا إليكم."

كانت إحدى الشائعات المتعمدة التي انتشرت هي أن الإمبراطور قد أهدى داميان هدية، وقد كانت هذه الحقيقة الوحيدة بين الشائعات. تم منحها له تكريمًا لانتصاره في المعركة رغم الشكوك حول براءته.

على الرغم من أن الإمبراطور لم يأتِ شخصيًا، إلا أن هديته ظهرت مما جعل الحضور يتهامسون.

"هل حقًا منح جلالة الإمبراطور مكافأةً للورد فاندرمير؟ ألم يكن قد خرج لتكفير جريمة قتل شقيقه؟"

"إذاً، ربما تكون تلك القصة صحيحة! نعم، هناك مقالٌ تحدث عن كيف أن اللورد فاندرمير كان متهمًا زورًا بقتل أخيه."

"بالفعل، إذا ما استمعنا لما جرى على حدود الشمال، يبدو أنه كان شخصًا نزيهًا وصادقًا، من غير الممكن أن يكون قد قتل شقيقه."

كانت تهمة داميان في الحرب عقابًا على جريمةٍ لم يرتكبها، وهذا يختلف تمامًا عن كونه بريئًا منذ البداية. إذا كان الأمر كذلك، فهذا قد يعني أن الجاني الحقيقي ربما قد ألقى التهمة عليه.

بينما كان الهمس يزداد في القاعة، لم يظهر أي رد فعل من الأشخاص الثلاثة على المنصة. كان الزوجان ببساطة سعيدين بتلقي الهدية.

في تلك اللحظة، رفع شخص يده و سأل،

"هل يعني ذلك أن اللورد فاندرمير بريءٌ من التهمة وأن الشخص الذي قتل السيد فاندرمير هو شخصٌ آخر؟"

كان هذا سؤالًا دقيقًا وحساسًا، وقد طرحه شخصٌ تم زرعه من قبل أراسيلا، لإثارة المزيد من الجدل. فقد كان هدفها توسيع القضية أكثر.

نظرت أراسيلا إلى السائل بتعبير محرج قبل أن ترد.

____________________________

لا والله؟ وش ذا التقفيله 😭

فكرة المأدبة تضحك جايبينهم عشان يقهرونهم😭

تكفووووون اراسيلا تجنن تفاصيل فستانها تناسب شعرها مره ودي اشوفها غش 🫦

طبعا ابي اشوفها كفان آرت ولا مانهوا؟ لا يارب ماتصير مانهوا

المهم هذا الأميثيست الي مع الياقوت الأسود في حَلَق أراسيلا

المهم هذا الأميثيست الي مع الياقوت الأسود في حَلَق أراسيلا

Dana

2025/04/10 · 28 مشاهدة · 2343 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025