كان فريدريك يدور في الغرفة بقلق.

لم يستطع إبقاء يديه ساكنتين، فظل يمررها في شعره أو يفرك وجهه مرارًا.

لم يشعر قط في حياته بمثل هذا القلق العارم. فقد تصاعدت مشاعره إلى ذروتها حين تحدد موعد اجتماع مجلس القصر بعد أن أُثيرت شبهة خيانته.

"اللعنة على أبناء فاندرمير."

تمتم بصوتٍ خافت.

رغم أنه أمضى سنواتٍ يعد للتمرد، لم يتخيل قط أن يمر بمثل هذا الموقف. فقد كان واثقًا بنفسه. و ظن أنه قادرٌ على تحريك أي شخص كقطعة شطرنج ووضعه تحت سيطرته الكاملة.

لكن التصرف المفاجئ من الدوق و الدوقة فاندرمير حطم كل خططه.

كان يظن أنهما لن يجرؤا على البوح بشيءٍ لأنهما أيضًا لن يسلما من العقاب إن كُشف أمر التمرد.

لكن زوجة الدوق، التي فقدت صوابها بعد وفاة ابنها، والدوق الذي قرر قطع العلاقة معه حتى ولو كلفه الأمر خسائر فادحة، كاد أن يدفعا بحياته إلى الهاوية.

'هاه، من ظن أنني سأنهار بهذه السهولة؟ كلا الطرفين أخطأ في تقدير الآخر، أليس كذلك؟'

تلألأت عيناه القرمزيتان بوميض قاتمٍ مخيف. فلم يكن ينوي التراجع أبدًا.

راح يفكر بيأس في طريقة للنجاة من هذا المأزق. لكن مهما فكر، لم يجد سبيلًا للهروب دون أن تُراق نقطة دمٍ واحدة.

……وبما أن الأمر وصل إلى هذا الحد، لم يعد أمامه خيار سوى أن يتحمل الخسائر ويرد الضربة.

اتخذ فريدريك قراره، و تحدث الى النبلاء المؤيدين لولي العهد، ومنهم الدوق ليستر الذي جاء للتشاور بشأن الخطوة التالية،

“لنعترف بكل الجرائم الأخرى، لكن لنُلقي تهمة الخيانة فقط على عائلة الدوق فاندرمير. إن اُتهمت عائلته بالخيانة، فسيتم التخلص من داميان فاندرمير تلقائيًا.”

“……هاه، ولكن، هل ستكون بخير فعلًا يا صاحب السمو؟ في حال فشل الخطة، فإن المخاطرة كبيرة، ألا ترى أنه من الأفضل نفي جميع التهم بالكامل؟”

أحد النبلاء عبّر عن اعتراضه بحذر. كانت وجهة نظره جديرةً بالطرح، ومع ذلك فقد استجاب فريدريك بانفعال حاد.

“أتظن أن الخطة التي اقترحتها أقل خطرًا؟! نحن أصلًا في موقفً محفوف بالمخاطر، فما جدوى الحديث عن مدى حجمها؟!”

“آسف، آسف يا صاحب السمو.”

“إذا كنت ستقول كلامًا لا طائل منه، فأغلق فمكَ فقط وامتثل لأوامري. تذكّر جيدًا أن سقوطي يعني موت كل من في هذه الغرفة.”

ارتعد النبلاء وتراجعوا مطأطئي الرؤوس أمام تحذيره المليء بنبرةٍ قاتلة. فلم يكن أمامهم خيار سوى الانصياع لما يقوله فريدريك، باعتباره صاحب أعلى سلطة.

نظر إليهم فريدريك بنظرةِ رضا حين ساد الصمت، ثم فتح فمه ليتحدث.

“أولًا، سنلقي بالتهمة على عائلة الدوق فاندرمير، وإن فشلت هذه الخطة حينها—”

قال ذلك بصوتً بارد وهو يضع يديه خلف ظهره ويقف منتصب القامة.

“فلن يكون أمامنا سوى استخدام الحل الأخير.”

***

عُقد اجتماع البلاط في القاعة الجنوبية من القصر الرئيسي، حيث يقيم الإمبراطور. ومع اقتراب موعد الاجتماع، بدأ الحاضرون في الظهور واحدًا تلو الآخر.

جلس النبلاء المنقسمون بين جناحي ولي العهد والأمراء وهم يتبادلون النظرات المتجهمة.

ساد جوٌ ثقيل ينذر بأن أحد الطرفين سيقضي على الآخر لا محالة. وفي وسط هذا التوتر، دخل كلٌ من فريدريك، ولوكاس، وداميان، و أراسيلا تباعًا.

كان وجه فريدريك شاحبًا وكأنه لم يذق النوم طوال الليل، بينما بدا الآخرون أكثر هدوءًا نسبيًا.

أغاظه ذلك بشدة، فشقّ الصمت الثقيل وتكلم بنبرةٍ ضيقة.

“تبدو في حالٍ جيدة، يا أخي. يبدو أنكَ لا تنوي مساعدتي، رغم أن أخاكَ واقعٌ في مأزق ظالم، على عكس البعض، أليس كذلك؟”

ردّ لوكاس بهدوءٍ على كلمات فريدريك التي كانت تنضح بالسخرية،

“تلك كلماتٌ قاسية، فريدريك. أنا هنا لأكشف الحقيقة وأوضح كل الملابسات حتى لا تُظلم، أليس هذا ما تريده؟”

“لا أدري، لكن يبدو أن كفّة ميزان قلبكَ قد مالت فعلًا إلى طرفٍ معيّن. لذا، لم أعلّق آمالًا كبيرة.”

“حقًا؟ أظن أنه بإمكانكَ أن تأمل قليلًا.”

ابتسم لوكاس ابتسامةً خفيفة وأنهى الحديث من طرفٍ واحد. فنظر فريدريك إلى أخيه غير الشقيق بنظرة ممتعضة.

كان يشعر أن القلق ينهشه من الداخل، بينما بدا لوكاس مرتاحًا بشكل يثير الغيظ. على عكس ما كان عليه الوضع في الماضي تمامًا.

ومع ازدياد ثقل أجواء القاعة، دخل الإمبراطور. فوقف الحضور جميعًا وانحنوا لتحيته.

“نحيي جلالة الإمبراطور.”

“اجلسوا جميعًا.”

أشار الإمبراطور بيده وهو يجلس على المقعد الرئيسي، فجلس الجميع في أماكنهم. ثم تقدّم مساعد الإمبراطور ووقف بجانبه بعد أن تأكّد من امتلاء القاعة، و أعلن بصوتٍ مهيب،

“نُعلن افتتاح اجتماع البلاط. موضوع الاجتماع اليوم هو التحقق من صحة الشبهات المثارة مؤخرًا بحق سمو ولي العهد فريدريك.”

تخطيطٌ للتمرد، وقتل أوسكار فاندرمير.

شبهتان خطيرتان، يكفي وجود واحدةٍ منهما ليثير القلق، فما بالك بهما معًا؟

سعل أحد أتباع ولي العهد بتذمر، في إشارة واضحة إلى استيائه.

“سنستمع أولًا إلى موقف عائلة الدوق فاندرمير، التي كانت أول من قدّم الاتهام بحق سمو ولي العهد.”

ومع إشارة من المساعد، فُتحت أبواب القاعة ودخل الدوق و الدوقة فاندرمير. و عبرا القاعة بخطى واثقة ومهيبة.

رمق فريدريك الزوجين بنظرةٍ باردة حادة وهما يقفان أمام الإمبراطور.

“نشكر جلالة الإمبراطور على دعوتنا اليوم ومنحنا فرصةً لتبرئة أنفسنا من هذا الظلم.”

انحنى الدوق والدوقة أمام الإمبراطور بكل احترام، فاكتفى بإيماءةٍ خفيفة من ذقنه ردًّا على التحية.

بينما كانت جميع الأنظار في القاعة موجهةً إليهما، فتح الدوق فمه وبدأ بالكلام.

“قُتل ابني أوسكار قبل عامً في العاصمة، وكان ذلك نهاية حياته. والجاني ليس سوى سمو ولي العهد نفسه.”

استدار فجأةً إلى فريدريك و نظر إليه بعينين تشتعلان بالكراهية، ثم تابع،

“وقد أحضرنا شاهدًا يثبتُ ذلك.”

“أدخلوه.”

ما إن أذن الإمبراطور، حتى دخل فارسٌ من عائلة الدوق برفقة بريدي.

كان برسدي يرتجف من رهبة الأجواء الخانقة، ثم خرّ ساجدًا على الأرض من شدة الخوف.

كان يعلم أن الأمر سينتهي إلى هذا، ومع ذلك لم يستطع كبح الخوف والتوتر حين وقف أمام الإمبراطور والنبلاء رفيعي المستوى.

“أه، مرحبًا……اسمي بريدي.”

“سمو ولي العهد هو من أوكل إلى النقابة التي كان يعمل بها هذا الرجل اغتيال أوسكار. أهذا صحيح؟”

سأل الدوق وهو يركل بريدي بخفة بقدمه. فأومأ بريدي برأسه بحذر.

“نـ-نعم، صحيح. في البداية، جاءنا رجلٌ مقنّع يرتدي رداءً عليه صورة بومةٍ قرناء، لذا لم نعرف هويته. لكن بعد تنفيذ المهمة، بدأ أعضاء النقابة يموتون واحدًا تلو الآخر في ظروفٍ غامضة، فبدأت أحقق في الأمر، وعندها اكتشفت الحقيقة.”

توقف بريدي قليلًا وابتلع ريقه الجاف، ثم أكمل بوضوح وتأنٍ،

“تلك البومة هي علامةٌ تُميز الأشخاص العاملين تحت إمرة سمو ولي العهد.”

ما إن وصل الأمر إلى ذكر “البومة القرناء”، حتى ارتجف جبين فريدريك قليلًا.

فكرة أن الأمور وصلت إلى هذا الحد فقط لأنه عجز عن التخلص من شخصٍ تافه كهذا، جعلت الغضب يغلي في دمه.

حاول جاهدًا كبت غضبه والمحافظة على هدوئه، لكن الدوق فاندرمير رفع صوته أكثر وتابع،

“لقد حاول سمو ولي العهد إبادة النقابة بأكملها لإسكاتها إلى الأبد، لكنه فشل لأن هذا الحقير نجا! والسؤال الآن، لماذا أقدم سموه على فعلٍ كهذا؟!”

استدار الدوق ناحية ولي العهد واتخذ نبرةً درامية في محاصرته بالكلام، بينما كانت الدوقة تومئ برأسها بقوة تأييدًا لزوجها.

فالزوجان لم يأتيا إلى هنا إلا بعد أن اتخذا قرارهما بعزم، بلا أي تردد.

“السبب واضح—! لقد تعاون سموه مع عائلة الدوق ليستر لابتلاع عائلة فاندرمير، وأراد التخلص مني لأنني أعرف بأمر التمرد!”

أصاب الدوق تمامًا كبد الحقيقة، كاشفًا نوايا فريدريك الحقيقية.

كان داميَن بمثابة قنبلةٍ موقوتة تحمل أسرارًا، وفي حال توليه لمنصب الدوق، فلم يكن له فائدة بعد ذلك.

كان فريدريك يخطط للتخلص من خصمه أولًا، ثم قتل الدوق عندما تتاح له الفرصة، ليشعل بذلك حادثة اغتيال أوسكار.

وهكذا، ستكون عائلة فاندرمير بالكامل في قبضته، ولن يحتاج إلى القلق من تسريب أي أسرار.

“هل هناك دليلٌ قاطع على أن ولي العهد كان يخطط للتمرد؟”

سأل الإمبراطور، الذي ظل صامتًا طوال الوقت. فأجاب الدوق وكأنه كان ينتظر اللحظة المناسبة،

“نعم، يا جلالة الإمبراطور. منذ حوالي أربع سنوات، كان سمو ولي العهد يضغط علينا لشراء أسلحةٍ لتستخدم في التمرد نيابةً عنه. وحتى قبل عامين، كان يجب علينا المشاركة قسرًا مع عائلة الماركيز غرانت.”

وهذا يعني أن عائلة فاندرمير كانت متورطةً جزئيًا في التمرد، لكن في هذه اللحظة لم يكن أمامه سوى أن يعترف بذلك بصراحة.

ومع ذلك، أضاف الدوق بسرعة وبسوء نية.

“بالطبع، كنت أخطط لإبلاغ جلالتك بهذه الحقيقة في وقتٍ لاحق، قبل أن يتخذ سموه قرارًا خاطئًا.”

ضحك فريدريك بسخرية، و هو يعلم تمامًا أن الدوق لم يكن يخطط لذلك مطلقًا.

لكن الدوق تجاهل ذلك ورفع صوته مجددًا.

“لكن عندما تم اكتشاف أن الماركيز غرانت كان يشتري أدوات السحر الأسود، وانهار، من الواضح أن سموه قد جلب الدوق ليستر ليدير لعبةً جديدة!”

“احترم لسانك، دوق!”

رد الدوق ليستر بغضب وهو يضرب الطاولة بيده.

بينما كان هناك اشتباكٌ بين الدوقين، فتح فريدريك فمه.

“جلالة الإمبراطور، أرجو أن تمنحني حق الكلام. فلم أعد أحتمل الاستماع إلى مزاعم الدوق الأحادية والظالمة.”

وقف فريدريك وأبدى طلبه باحترام. فأومأ الإمبراطور برأسه موافقًا بعد أن قرر أنه قد سمع ما يكفي من مزاعم الدوق.

وأخيرًا، حصل فريدريك على حق الكلام وبدأ في الرد بهدوء. و رفع يده مشيرًا إلى الدوق،

“الذي كان يخطط للتمرد ليس أنا، بل عائلة فاندرمير. لقد كُشفوا لذا والآن يحاولون تلبيسي بالتهمة!”

“هذا هراء! لا يمكن أن يكون ذلك صحيحاً!”

أنكر الدوق فورًا وهو يبدو في حالةٍ من الارتباك الشديد. و كان ينظر إلى فريدريك بنظرةٍ غاضبة غير مصدق لما يسمع.

لكن فريدريك تجاهل ذلك بسهولة واستمر في حديثه.

“دعني أكون صريحًا. قبل عدة سنوات، اكتشفت أن عائلة فاندرمير كانت تمارس التهريب الضريبي والتهريب من خلال إحدى النقابات. وللتأكد من ذلك، طلبت من الماركيز غرانت أن يتوسط لنا في التعامل مع تلك النقابة.”

كان من الأفضل له أن يكون ولي العهد الذي يتلقى الرشاوى بدلاً من أن يكون متورطًا في التمرد.

كانت هذه فكرته.

كان فريدريك قد تخلَّى عن فكرة البقاء كولي عهدٍ مثالي خلال تحضيراته لاجتماع البلاط. لأن الطرف الآخر كان يمتلك الكثير جدًا.

لذلك، استنتج أنه من الأفضل أن يعترف ببعض الأخطاء والعيوب، ويركز فقط على التقليل من التهم الجسيمة.

“عائلة الدوق اكتشفت ذلك، وأرغمتني على أخذ الرشوة وتهديدي بأن أغض الطرف عن الأمر. وبما أن الماركيز غرانت كان شريكًا لهم، وفي وقتها لم أكن أملك القوة الكافية، فلم يكن أمامي خيار سوى اتباع كلامهم.”

أدى فريدريك دور الشخص الذي يشعر بالعار والذنب، مشيرًا إلى نفسه بتعبيرات وجه تجسد الخجل، بينما كان يلفق شهادة الدوق فاندرمير بمهارة.

“بعد ذلك، كنت أتماشى مع الدوق و الماركيز من باب المجاملة، وفي نفس الوقت كنت أعمل على تقوية نفسي منتظرًا الوقت المناسب للانتقام.”

ثم قام بفصل علاقته مع الماركيز غرانت بطريقةٍ أنيقة، و تحدث بصوت درامي مشابه لأسلوب الدوق فاندرمير،

“ثم، عندما تبين أن الماركيز غرانت قد اشترى أدوات سحر أسود، شعرت بشيء غير طبيعي وقررت التحقق، ومن خلال ذلك اكتشفت أن عائلة فاندرمير كانت تجمع الأسلحة بشكلٍ غير قانوني وتستعد للتمرد!”

راقبَت أراسيلا فريدريك، الذي كان يؤدي دوره كما لو كان ممثلًا في مسرحيةٍ فردية، بدهشة من جهة، ودهشةٍ من جهة أخرى.

كان يبدو عازمًا على محاربة عائلة فاندرمير التي ينتمي إليها داميان، بحقدٍ عميق، بشكل مثير للدهشة.

“عندما اكتشفت عائلة فاندرمير أمر رشوتي، حاولوا هذه المرة إرسال السيد أوسكار ليضللوني عمداً. لكن هذا لم ينطلي عليّ بالطبع. ومع ذلك، شعرت بالقلق.”

“ماذا تقصد؟”

“أليس من المفترض أن تكون عائلات الدوق الثلاثة هي الأعمدة التي تقوم عليها الإمبراطورية؟ إذا كانت واحدةٌ منها فقط قد شاركت في التمرد، فالإمبراطورية ستتضرر بشدة.”

تحول فريدريك فجأةً من ولي العهد الذي قبل الرشوة إلى ولي العهد الذي يهتم حقًا بمصلحة الإمبراطورية، ووضع يده على صدره.

“لذلك، قررت التخلص من السيد فاندرمير الذي شارك في التمرد تحت تأثير والده، وذلك لتقويض قوتهم. وإذا كان عليّ أن أغمس يدي في الدماء من أجل ذلك، لم يكن ليهمني.”

ثم قبض فريدريك يديه بإحكام، وأخذ تعبيرًا حازمًا.

إذا أصبحت عائلة فاندرمير عائلةً متمردة، فلن يكون من المشكلة الكبيرة قتل أوسكار. وإذا كان قد حدث ذلك بهدف وقف التمرد، فسيكون الوضع أكثر قابليةً للتبرير.

“لكن في النهاية، لم يستطع الدوق أن يتعافى من صدمة وفاة ابنه، وبدلاً من ذلك بدأ يحمل ضغينةً ضدي ويحاول إلقاء تهمة التمرد عليّ.”

تنهد فريدريك بحزنٍ وهو يمسك جبينه. و عندها، اندفع النبلاء المؤيدون لهجومٍ ضد الدوق فاندرمير.

“إنه تصرفٌ لا يليق بالبشر! كيف يمكنه أن يكون بهذه الوقاحة وهو يرتدي وجه الإنسان؟!”

“جلالتك، قال الدوق أنه اشترى الأسلحة بأمرٍ من ولي العهد، ولكن لم يتم تحويل أي سلاح منها إلى ولي العهد.”

“بصراحة، إن عملية الاتهام نفسها مشبوهة. أليست الحادثة التي وقعت في حفل ابن الدوق الثاني، اللورد فاندرمير؟ من الواضح أن العائلة قد تآمرت معًا لإيقاع ولي العهد في فخ.”

لم ينسوا حتى مطالبات الدوق بإعدام داميَان، بل بدأوا في تضمين داميَان في نفس المؤامرة، مما وجه سهام الشكوك بشكلٍ حاد تجاهه.

على الرغم من أن الوضع كان يتدهور بشكل غير جيد، كانا أراسلا وداميان هادئين. و على العكس، كان الدوق شاحبًا من الغضب.

لقد كانوا في وضعيةِ خيانة بعد أن كانوا فقط قد غمروا أقدامهم في التمرد، وها هم أصبحوا فجأةً المتهمين الرئيسيين، وكان هذا صادماً بالنسبة له.

“من الذي أصبح وقحًا الآن؟ ألم يأمر ولي العهد بشراء الأسلحة، وقال لنا أن نحتفظ بها حتى يحين الوقت المناسب؟”

“هذا مجرد ادعاءٍ من الدوق، أليس كذلك؟ هل هناك دليلٌ على أن ولي العهد قال ذلك، أو حتى رسالةٌ تدعم كلامكَ؟”

تردد الدوق للحظة ثم عجز عن الرد.

لقد أحرق فريدريك جميع الرسائل التي قد تثير الجدل بينه وبين الدوق. رغم أنه في ذلك الوقت، كان يعتقد أن ترك تلك الرسائل قد يصبح نقطةَ ضعفٍ له.

و على أي حال، كانت تلك الرسائل تتماشى مع رغبات ولي العهد في التمرد.

عندما عجز الدوق فاندرمير عن تقديم المزيد من الأدلة، وقف الدوق ليستر غاضبًا وأعلن بوضوح،

“لا يوجد دليلٌ قاطع على أن ولي العهد كان يخطط للتمرد! والأدلة الوحيدة التي ظهرت هي من عائلة الدوق فاندرمير، وهم أعداءٌ لدودون، لذلك لا يمكننا أن نصدقهم!”

لم يعترض أحدٌ على كلامه أو يعلق عليه. فابتسم فريدريك وهو يغطّي فمه بيده، مستمتعًا بالموقف.

كان النبلاء المؤيدين لولي العهد يعتقدون أنهم قد فازوا الآن وابتسموا للحظة، لكن فجأة، انتشرت كلماتٌ هادئة وناعمة في قاعة الاجتماع.

“إذاً، يجب أن أقدم دليلاً يمكنكم الوثوق به.”

توجهت أنظار الجميع نحو لوكاس، الذي كان طوال الوقت يراقب الاجتماع بكل هدوء، لكنه تحدث الآن لأول مرة.

تصلب كتفا فريدريك، فقد حاول مرارًا معرفة أوراق لوكاس قبل الاجتماع، لكنه فشل تمامًا. فنظر إلى أخيه بعينين تختلط فيهما مشاعر القلق والعداء.

“هل تقول أن لديكَ أدلةً على تمرد ولي العهد؟”

“نعم. في الواقع، كنت أخشى أن يكون أخي قد تعرض لمؤامرةٍ ظالمة، لذلك قررت كمحاولة مساعدةٍ له أن أتحقق من بعض الأمور.”

ابتسم فريدريك ابتسامةً ساخرة غير قادرٍ على كبح ضحكته.

فكيف تحوّل هذا الشخص الذي كان يتنقل في الخارج ضعيفًا إلى شخص بهذا القدر من الوقاحة؟

لكن لوكاس لم يهتم وسأل بابتسامةٍ واسعة،

“هل ستقبل مساعدتي، أخي؟”

____________________________

مستحيل ما يقبل قدام الامبراطور هاهاهاهاهاها

المهم النبلاء الي مع فريدريك ياهم وقحين بشكل 😭

يعني كل الي حضروا المحاكمة حقت داميان شافوا كيف الدوق يكرهه والحين جايين يقولون انهم متعاونين؟ ياكرهي لهم يعععع

المهم بسرعه ابي اعطي فريدريك كف

Dana

2025/04/11 · 24 مشاهدة · 2314 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025