استدار الإمبراطور برأسه، ونهض من مقعده ونظر إلى أراسيلا التي تقدّمت إلى الأمام.

كانت عيناها الزرقاوان تتلألآن بالذكاء وتُحدّقان به بهدوء.

“ما الأمر؟”

“مع أن هذا المجلس قد عُقد لكشف خيانة ولي العهد المعزول، إلا أن لدينا نحن أيضًا مجرمين نودّ الإبلاغ عنهم.”

“همم.”

ضيّق الإمبراطور عينيه واتخذ تعبيرًا غامضًا.

بدا أنه لا يرغب في فتح جبهةٍ أخرى، فخطيئة ولي العهد وحدها تُسبّب له صداعًا كافيًا.

لاحظ لوكاس تردّد والده، فسارع إلى دعم أراسيلا.

“جلالتك، السيدة فاندرمير قدّمت عونًا كبيرًا في إثبات جريمة ولي العهد المعزول. إنها من أصحاب الفضل في القبض على الخونة، لذا أرجوكَ أن تستمع إليها.”

“……حسنًا، لا بأس. تحدثي.”

أخيرًا غيّر الإمبراطور رأيه، وأومأ برأسه بسخاء. فرفعت أراسيلا وجهها ببطء، وهي ما تزال تحني يديها بأدب، ثم تكلّمت بوضوحٍ وثبات.

“أتّهم الدوق و الدوقة فاندِرمير بجريمة القتل. أرجو أن تُسحب منهما الألقاب وتُمنح لداميان فاندِرمير، وأن يُعاقبا بصرامة.”

“ما هذا الهراء الذي تقولينه؟!”

صرخ الدوق فاندِرمير الذي كان يُراقب أراسيلا بقلق منذ البداية. وتجمد وجه الدوقة وقد شحب تمامًا.

“أعتذر، جلالتك. يبدو أن زوجة ابني قد جُنّت. داميان، أيها الأحمق! ألا تستطيع السيطرة على زوجتكَ؟!”

ردد الدوق بعصبية بالكلمات نفسها التي كان قد سمعها سابقًا من فريدريك. لكن عينيه المرتجفتين كشفتا بوضوحٍ عن قلق داخلي لم يستطع إخفاءه.

التوتر والارتباك اللذان كانا يحيطان بالزوجين لم يكن ليظهر لو كانا بريئَين حقًا.

نهض داميان بهدوءٍ ووقف إلى جانب أراسيلا، ثم وضع يده على صدره وانحنى برقي.

“جلالتك، أطلب منكَ رسميًا أن أتسلّم لقب الدوق من هذه اللحظة، وأن يتم اعتقال الدوق والدوقة السابقين بتهمة القتل.”

“ومن سمح لك بأن ترث لقب الدوق؟! داميان، لقد تماديتَ كثيرًا في استخفافكَ بوالدك. كيف تجرؤ أن تقول هذا أمام جلالة الإمبراطور؟!”

“من الذي قتله الدوقان؟”

قاطع الإمبراطور كلام الدوق الغاضب وسأل مباشرة. فخفض دوق فاندِرمير حاجبيه واستدار نحو الإمبراطور.

“جلالة الإمبراطور، كيف يمكن لجلالتك أن تطرح مثل هذا السؤال السخيف؟!”

“ليصمت الدوق. منذ فترة وأنت تُثير الكثير من الضوضاء فلا أستطيع سماع الآخرين كما ينبغي.”

“……!”

أُجبر الدوق على التزام الصمت تحت وطأة رد الإمبراطور البارد، وإن كان على مضض. لكنه ظل يتلوى في مكانه ككلب اشتعلت النار في ذيله.

أما الدوقة، فأمسكت بقبضة يديها طرف ثوب الدوق بقوة.

ألقى داميان نظرةً باردة نحو الزوجين الشاحبين، ثم تحدث إلى الإمبراطور ببطء.

“قبل تسعة عشر عامًا، قتل هذان الاثنان والدتي، مونيكا فاندِرمير. وبالطبع، لدي الأدلة.”

وبإشارةٍ من داميان، عادت أراسيلا إلى مكانها وأخرجت من حقيبتها صندوق مجوهرات مونيكا.

وعندما رأت الدوقة الزجاجة التي كانت داخل الصندوق، تراجعت متمايلة.

'كيف حصلوا على ذلك……!'

ذلك الشيء الذي بحثوا عنه عبثًا بعد وفاة مونيكا، كيف خرج الآن من هناك؟

كانوا قد منعوا الدخول إلى غرفة مونيكا تمامًا لأنهم فشلوا في استرجاع أوراق الشاي تلك، و لأنهم كانوا واثقين من أنها ما زالت هناك في مكانٍ ما.

كل محاولاتهم اليائسة لمنع داميان من العثور عليها أثناء تفقده لمقتنيات والدته، ذهبت سدى.

“هذه أوراق الشاي والمذكّرات التي تركتها الدوقة الراحلة قبل وفاتها. والجدير بالذكر أن أوراق الشاي هذه كانت هديةً من الدوقة الحالية.”

تحدث داميان بصوتٍ حازم، بعد أن أخذ القارورة الزجاجية من أراسيلا.

“هذه ليست مجرد أوراق شاي. إنها نبتةٌ نمت باستخدام السحر الأسود، تُسبب المرض لمن يتناولها، وتُضعف إرادته حتى يموت.”

وأضافت أراسيلا وهي تُخرج المذكرة،

“من خلال مذكرات السيدة مونيكا، يمكننا أن نرى بوضوح مدى خبث الدوقة الحالية والطريقة الدقيقة التي ارتكبت بها جريمتها.”

وعندما مدّ الإمبراطور يده لتسلّم المذكرات، قفز الدوق إلى الأمام مذعورًا.

وقف الدوق بين الإمبراطور وأراسيلا وكأنه يحاول حجب رؤيته، ثم حدّق بها بعينين غاضبتين.

تقطّب جبين الإمبراطور من هذا التصرّف الوقح، لكن الدوق لم يلحظ ذلك.

“كيف تعرفين أن هذه مذكّرات مونيكا؟! كيف نعرف أنكم لم تختلقوها بأنفسكم؟!”

“لا يمكننا اختلاقها يا سعادة الدوق. هذه مفكرةٌ سحرية خاصة، لا تُورّث إلا في عائلة الكونت روند.”

تحدثت أراسيلا بابتسامةً خفيفة، وأشارت برفق إلى رسم نسرٍ صغير على غلاف الكتاب. و عندما تعرّف الدوق على شعار عائلة الكونت روند، تلوّى وجهه.

'مصيبة!'

شعر بخطرٍ شديد يحدق به، وبدأ يُفكر بسرعة.

لقد نجا للتو من تهمة الخيانة، ولا يمكن أن يقع في مأزق جديد الآن.

وبعد أن عقد العزم، استدار نحو الإمبراطور وتحدث بنبرة جادة.

“جلالتك، يبدو أن زوجتي الثانية قد ارتكبت خطأً فادحًا بدافع الغيرة. سأقوم بمعاقبتها بنفسي.”

“عزيزي!”

فوجئت الدوقة بخيانة زوجها وأمسكت بذراعه بسرعة.

في الحقيقة، لم يشارك الدوق في قتل مونيكا مباشرة.

لكنّه رغم علمه بأن صوفي ستقتل مونيكا، لم يفعل شيئًا لمنع ذلك، بل وساهم بسخاء في توفير المال اللازم لشراء أوراق الشاي.

بمعنى آخر، لم يكن بريئًا تمامًا.

“اصمتي! يجب أن أعيش أنا أولًا لكي أتمكن من إنقاذكِ أيضًا……!”

زمجر الدوق بين أسنانه بصوتٍ منخفض.

وبالفعل، كان من الأفضل ذلك من أن يُعتقل الزوجان معًا بتهمة القتل.

بدت الدوقة، التي كانت تبكي، وكأنها بدأت تهدأ للحظة. وانتهز الدوق تلك الفرصة وتوجه إلى الإمبراطور بمزيد من الحماس.

“لكن من غير المنطقي أن يُسحب مني لقب الدوق بسبب جريمة ارتكبتها زوجتي! هذا أمرٌ غير عادل!”

“كلا، يا أبي.”

تجمّد الدوق بدهشة وهو يلتفت إلى الصوت الخافت الذي صدر من خلفه. كان داميان الذي اقترب منه دون أن يشعر، يحدّق فيه بعينين باردتين كالصقيع.

منذ أن أصبح أطول قامةً منه، لم يعد من السهل الاستهانة به، لكن الآن كانت هيبته لا توصف بالكلمات.

“سأرث لقب الدوق بشكلٍ قانوني.”

أدخل داميان يده إلى داخل سترته، وارتسمت على شفتيه ابتسامةٌ خفيفة.

“من خلال وصية جدي.”

ظهرت وصية الدوق السابق، الذي فُقد أثرها منذ عشرات السنين، من بين يدي داميان.

فاتسعت عينا الدوق بدهشة.

“أنت……أنت! كيف حصلتَ على تلك……؟!”

نظرًا إلى ذهوله، فضحك داميان وأراسيلا بهدوء وثقة.

بعد أن أنهى داميان قراءة مذكرات مونيكا، لفت انتباهه هو وأراسيلا أن الدوق السابق ترك ثروته باسم سيان موندور.

'إن كان قد ترك ثروة بالفعل، فلن يكون من السيئ استخدامها الآن. فمثل هذه التحقيقات الخلفية تتطلب الكثير من المال في الأصل.'

وبهذا التفكير بدأ داميان بالبحث عن الإرث، ليكتشف حقيقةً مذهلة.

ما أودعه الدوق السابق في المعبد باسم سيان موندو لم يكن ذهبًا ولا جواهر، بل كانت وصيته، تلك التي ظلّت عائلة فاندرمير بأكملها تبحث عنها بلا جدوى.

……إذًا، هذا كان اعتذار جدّي.

عقابًا على تربية ابنه بطريقةٍ خاطئة دُمرت حياة زوجة ابنه وحفيده، فقام سرًا بربط مستقبل العائلة بداميان، وكأنه يُكفّر عن خطاياه.

بعد أن حصل داميان على هذا الاكتشاف غير المتوقع، بدأ يستعد منذ ذلك الحين لوراثة لقب الدوق من والده.

حتى لو تم اتهام عائلة الدوق بالخيانة، فقد خطط أن يتولى هو منصب الدوق الجديد ويقوم بعزل والده وزوجته كطريقةٍ للهروب من المصير.

تجاوز داميان والده وتقدّم بثقة إلى الإمبراطور، مبرزًا وصية جده.

“أعتقد أن جلالتك تعلمُ جيدًا ما هذه الوثيقة. لقد أوصى جدي بأن يُورّث لقب الدوق لحفيده المتزوّج من حفيدة الماركيز هوغو السابق.”

“نعم، هذا صحيح. أنا شخصيًا ضمِنتُ تلك الوصية، لذا أعرفها جيدًا.”

قال الإمبراطور ذلك وهو يهزّ رأسه رغم تعبير الدهشة على وجهه. فشعر الدوق بانقباضٍ في قلبه، و صرخ بيأس،

“الوصية تُعطيه الأهلية للوراثة بعد الزواج، لكنها لا تجعله الوريث فورًا!”

“يبدو أنكَ لم تكن تعلم، يا أبي.”

تحدث داميان وهو يستدير نصف استدارة، و هو ينظر إلى والده بنظرةٍ ساخرة، وزاوية فمه ترتفع بابتسامةٍ مستهزئة.

“جدي كتب في الوصية أنه في حال تورط أليكس فاندرمير في جريمةٍ كبرى، يُسحب منه لقب الدوق فورًا و يُمنح للجيل التالي.”

“مـ-ماذا تقول……؟”

“لقد وافق أليكس فاندرمير على أن تكون وراثته مشروطة منذ البداية، وهذا مذكورٌ هنا بالتفصيل.”

حتى أن داميان أشار بيده بلطفٍ إلى الجزء المعني في الوثيقة.

عجز الدوق عن الكلام، و لم يستطع سوى فتح فمه دون صوت. فقد تذكّر الآن.

حين سلّم الدوق السابق اللقب لابنه غير المؤهل تحت ضغط زوجته الكبرى، أرفق ذلك بشرط.

<إن ارتكب الابن أي مخالفةً قانونية، فعليه التنازل عن اللقب فورًا.>

وافق الدوق دون أن يُفكر بالأمر بعمق. فقد كان متحمسًا بشدّة لتسلّم اللقب والعيش مرفّهًا تحت اسم العائلة.

وبينما كان الدوق واقفًا بلا حراك وكأن سحرًا أصابه بالشلل، حدّقت فيه أراسيلا بشك وسألت بصوتٍ متردد.

“هل أنتَ متأكدٌ من أنكَ لستَ متورطاً في جريمة قتل الدوقة الأولى منذ البداية؟ أعني، قد لا تكون شاركتَ بشكلٍ مباشر، لكن ألا تعتبرُ شريكًا متواطئًا؟”

“……طـ-طبعًا لا! لم أكن أعلم شيئًا! كل هذا من فعل تلك المرأة، فقد أرادت الاستيلاء على منصب دوقة!”

أجاب الدوق بسرعة وهو يتلعثم بعد أن استعاد وعيه، محاولًا التبرير. لكنّه لم يستطع الرد على كلمات أراسيلا التي تلت ذلك.

“إذًا، تفضّل بتناول جرعة الاعتراف.”

“…….“

“إن بقيت أقوالكَ كما هي بعد شربه، سنصدقك.”

قدّمت أراسيلا الجرعة بلطف، حتى أنها فتحت الغطاء بنفسها. لكن الدوق بقي متجمّدًا في مكانه، واقفًا بذهولٍ دون أن يتحرك.

وفي حين كانت أعين الجميع، من الإمبراطور إلى لوكاس، عليه وحده، صدح صوتٌ جاف و مرتجف في القاعة،

“نعم، أنا من قتلها!”

كانت الدوقة هي من صرخت.

رفعت عينيها المحمرّتين وحدّقت بالناس من حولها، ثم أطلقت ضحكةً حادة.

ساد الصمت بين الحضور المذهولين. بينما تقدّمت أمام الدوقة زوجها وجذبت أنظار الجميع، ثم استدارت فجأة نحو داميان.

“كنت أكره مونيكا بشدة منذ البداية. كانت منافقةً ومخادعة!"

"……."

"ترعرعت كابنةٍ مدلّلة في قصر الكونت، وكانت دائمًا تنظر إليّ باحتقار وشفقة. هل تعرف كم عانيت لأتحمّل ذلك الغرور الأرستقراطي؟”

لذا سرقت منها الرجل الذي تحب، وسرقت عائلتها، وكل شيء تملكه. و بالطبع، في الواقع، لم تكن تصرفات مونيكا كما تصفها، والأرجح أن مشاعر الدوقة كانت نابعةً من عقدة النقص لديها.

لكن ذلك لم يكن مهمًا بالنسبة للدوقة. فبفضل ما فعلته، امتلأ قلبها الفارغ، وأحسّت أخيرًا بالشبع والرضا.

الحياة التي حصلت عليها بخيانة صديقتها كانت حلوة المذاق حتى مات ابنها، ولذلك لم تُظهر الدوقة أي ندم، بل انفجرت ضاحكةً بهستيرية وهي تصرخ،

“أنا من قتلت والدتكَ، داميان فاندرمير!”

"……."

“إن كان ذلك يؤلمكَ، فانتقم مني! لن أقاوم. هيا، اغرس سيفك فيّ!”

فتحت ذراعيها على مصراعيها.

كانت كلماتها صبيانية واستفزازها فاضحًا، لكنه كان فعّالًا بما يكفي ليجعل أراسيلا تشعر بالتوتر. فلم يكن من مصلحة داميان أن يهاجمها جسديًا.

نظرت إلى زوجها بنيّة أن تتدخل إن لزم الأمر……لكن داميان بدا هادئًا بشكلٍ مفاجئ.

كان يحدّق في الدوقة بصمت، دون أن يبدو عليه أي اضطراب. ويبدو أن الدوقة شعرت بذلك الهدوء، فصعّدت استفزازها فجأة.

“ماذا؟ ألا تستطيع؟! لم تكن تريد الانتقام لأمكَ أصلًا، أليس كذلك؟! كنت تستغل موت مونيكا فقط لإشباع رغبتكَ في أن تصبح دوقًا، أليس كذلك؟!”

"……."

“إذًا، ما الفرق بيني وبينكَ؟!”

بالطبع هناك فرق، يا له من هراء.

كانت أراسيلا على وشك أن ترد بعبوس، لكن في تلك اللحظة مدّ داميان ساقيه الطويلتين وتقدّم بسرعة نحو الدوقة، ثم سألها بصوتٍ منخفض،

“هل ترغبين بالموت على يدي؟”

“……!”

“اطمئني، لن أقتلكِ.”

حين اقترب منها داميان، ارتجفت الدوقة بخوف، بينما وجّه إليها نظرات ازدراء من عينيه الذهبيتين الباردتين.

كان هناك وقتٌ أراد فيه قتلهم حقًا. قتلهم بطريقةٍ بشعة، مؤلمة، ومروّعة. لكنه لم يفكّر يومًا بما ستكون عليه حياته بعد أن يثأر.

قبل أن يلتقي بأراسيلا، لم يكن داميان يرى سوى انتقامٍ مدمر للذات.

انتقامٌ يدمّر الجميع، الخصم ونفسه معًا، حتى يكتمل. وكان قد أقسم ألا يترك أي أثر لدمه على هذه الأرض.

لكن الآن، الأمر تغيّر. فمهما كان شكل نهاية الانتقام، أراد داميان أن يعيش بعدها كإنسان. و لم يرغب أن يصبح وحشًا مثلهم. لأن أراسيلا ستحزن. ولن يستطيع الوقوف أمامها بفخر.

لقد أدرك من خلال مذكرات أمه شيئًا آخر أيضًا. أعظم انتقام ليس أن تمنحهم راحة الموت……

“بل لأنكِ يجب أن تبقي على قيد الحياة حتى النهاية، وتدفعين ثمن خطاياكِ بصدق.”

“….…”

“لهذا السبب تحطّمت الأسرة التي بنيتِها بجشع، وفي المقابل، أنا من سينتصر ويأخذ ما أردته أمام ناظريكِ، وأنتِ عاجزة، تشاهدين كل شيء ينهار، وتغرقين في بؤس فقدانكِ لكل شيء. عليك أن تتحققي من حالكِ البائسة في كل لحظة.”

إن مشاهدة حياته وهي تسير بشكلٍ جيد أمام عينيها كانت هي الانتقام الحقيقي.

ابتسم داميان وتراجع بعيدًا عنها.

حياة الدوقة، التي لن تستطيع إلا أن تذكر أوسكار الراحل بكل حسرة، ستتحول إلى جحيم الآن.

“بفضل رحمة أمي، استطعتِ البقاء على قيد الحياة.”

أضاف هذا التعليق القصير، مما جعل وجه الدوقة يحمر تدريجيًا.

عندما نظرت إلى عينيه الباردتين التي كانت تنظر إليها من الأعلى، شعرت بالعجز. كانت تعتقد أنها قد فازت، لكنها الآن أدركت مرارة الهزيمة.

“ا-اقتلني! إقتلني! قل لي بأنني يجب أن أموت!”

صرخت وهي تضرب صدرها بعنف. ثم حاولت أن تهاجم داميان بأظافرها، لكن أراسيلا منعتها.

بينما كانت الدوقة مربوطة بسحر القيود، ركع داميان أمام الإمبراطور،

“جلالتك، أرجو أن تسمح لي بتولي اللقب والموافقة على اعتقالهم.”

ألقى الدوق نظرةً مليئة بالرجاء نحو الإمبراطور. و فتح الإمبراطور فمه ببطء وهو يراقب الموقف بوجهٍ بارد.

“سيسحب اللقب من أليكس فاندرمير ويُمنح لابنه داميان فاندرمير، ويتم سجن الزوجين السابقين بتهمة القتل.”

“حاضر، جلالتك.”

أمسك الحراس الملكيون بشدة بذراعي الزوجين. وبدأ الزوجان في الصراخ أثناء محاولة التهرب، بينما كانا يُقتادان بعيدًا عن قاعة الاجتماع.

“لا……لا! لا يمكن أن يحدث هذا!”

“اتركني! اقتلني، داميان فاندرمير! لا تتركني حيّة، اقتلني!”

وقف داميان بصمت، يراقب الزوجين وهما يُسحبان بعيدًا.

وكان انهيارهم، الذي كان في صغره يبدو كجدارٍ لا يمكن تجاوزه، يبدو الآن تافهًا وغير ذي معنى.

بينما كان داميان لا يستطيع أن يرفع عينيه بسبب مشاعرٍ مختلطة من الانتقام والارتباك، شعر فجأةً بدفءٍ يلامس يده.

نظر داميان إلى الأسفل بسرعة. و ظهر في مجال رؤيته رأس أراسيلا المستدير، كما لو أنه مغطى بلون اللافندر.

أمسكت أراسيلا بيده بإحكام. فابتسم داميان ابتسامةً خفيفة، ثم أعاد الإمساك بيدها بشكلٍ أفضل وأدار جسده ليتبع زوجته.

كانت تلك لحظةً وضع فيها حدًا طويلًا للانتقام والكراهية.

___________________________

ليتبع زوجته✨ ههههيهيهيهيهيههيهيهي

واخيرا افتكينا من الكل باقي اهل اراسيلا وش بيسوون مع داميان عشان العقد؟ 😭

وجد داميان وش كان بيقول له؟

والاعتراااااااااف

Dana

2025/04/11 · 24 مشاهدة · 2120 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025