تشنج فكّ فريدريك بسبب الكلمات الباردة التي خدشت كرامته بشدة، و ارتجف جسده بالكامل.
كان وجهه يبدو وكأنه على وشك البكاء في أي لحظة، ثم نظرت إليه أراسلا بازدراءٍ وهي مكتوفة الذراعين و تحدثت بسخرية،
“كنتَ تحبني؟ وماذا في ذلك؟ هل هذا خطئي؟ هل طلبتُ منكَ يومًا أن تفعل كل هذا؟”
“…….”
“أنتَ لم تكن رجلًا في نظري ولو مرةً واحدة، لذا توقف عن التذمر أيها اللقيط.”
مجرد أن تُحب شخصًا لا يعني أن كل تصرفاتك تصبح مبررة. فريدريك قد تجاوز حدوده منذ زمن طويل، و أراسيلا لم تكن تنوي أن تشعر بأي شفقة تجاهه الآن.
كم من الناس ماتوا بسببه، وكم منهم كاد أن يموت، وكم أصبحت حياة أراسيلا وداميان أكثر قسوةً بسببه.
غرست أراسيلا وتدًا في قلب فريدريك الممزق.
“لن أحبكَ، لن يحدث ذلك أبدًا.”
“.……”
خارت قوى فريدريك وسقط على ركبتيه عاجزًا، لقد أدرك أيضًا أنها النهاية الكاملة التي لا مجال بعدها لشيء.
“ها، هاها، هاهاها.….”
ألقى رأسه للخلف وأطلق ضحكةً خاوية، ثم رمى سيفه، فلا معنى لأي قتالٍ بعد الآن.
فقد سقطت فرقة البوم القرناء على يد فرسان الإمبراطورية وفرسان الصقر الأحمر، ولم يتبقَ أي مخرج للهروب
“انتهى كل شيء.”
تمتم فريدريك بصوتٍ خافت وقال ذلك بعينين ميتتين تمامًا.
“اقتليني أو اتركيني، افعلي ما تشائين.”
“اقبضوا على ولي العهد المخلوع.”
طلبت أراسيلا ذلك من أحد الفرسان الحلفاء القريبين، فأمسك الفارس بذراع فريدريك، و استجاب دون مقاومة، ووقف مطيعًا.
ركل داميان السيف الذي أسقطه فريدريك وأبعده بعيدًا، ثم حوّلت أراسيلا نظرها عن فريدريك الذي يُساق بلا قوة، ونظرت إلى داميَان.
كانت تنوي التأكد من أنه لم يُصب بأذى.
“داميَان، أنت بخير؟”
“زوجتي، أنتِ تسألين عن شيءٍ بديهي……”
كان داميَان يرد بابتسامة خفيفة، وفي تلك اللحظة، اندفع فريدريك بوجه خالٍ من الحياة، دافعًا الفارس جانبًا، وانقض على أراسيلا.
"……؟!"
الفارس، الذي كان قد اطمأن لسلوك فريدريك الهادئ، فقده من قبضته، حتى أراسيلا، التي خففت من حذرها، لم تستطع صد الهجوم المفاجئ.
طعن-
أخرج فريدريك خنجرًا كان يخفيه داخل عباءته، وغرس النصل البارد مباشرةً، و شعرت أراسيلا بإحساسٍ غريب عندما اخترق النصل جلدها، وتجمدت في مكانها.
“زوجتي!”
صرخ داميَن وقد شحب وجهه، فأمسك فريدريك من رقبته بعنف وطرحه أرضًا بقوة.
تدحرج فريدريك على الأرض ثم ظهرت أراسيلا التي كانت محجوبةً خلفه.
كان الخنجر مغروسًا في بطنها، وثوبها الأبيض الخاص ببرج السحر بدأ يتلطخ بالدم.
وضعت يدها على موضع الطعنة، وبدأت تترنح قبل أن تنهار ببطء.
“زوجتي……!”
أسرع داميَان بخطواته ليوقف أراسيلا ويدعم جسدها، و كانت يده الكبيرة التي أمسكت بكتفها النحيل ترتجف بشدة.
عقله أصبح فارغًا تمامًا، و لا يستطيع التفكير بشيء، فأراسيلا كانت تلتقط أنفاسها من الألم المشتعل في بطنها، و كأن النار تلتهمها ببطء.
أمسكت بذراع داميَان بإحكام.
“آه……داميَان”
“زوجتس، لا تتكلمي، أرجوكِ لا……لا تتكلمي.”
همس داميَان وهو يضمها إليه ويضغط على موضع الجرح ليوقف النزيف، وعندما رأى الدم يتسرب من بين أصابعه، شعر وكأن بصره يكاد يغيب.
“هاها! هاهاها!”
في تلك اللحظة، انفجر فريدريك في ضحكٍ هستيري، وهو مُثبت على الأرض تحت جسد الفارس.
ضحك بصوت عالٍ، ممتلئً بالفرحة والنشوة، وكأن ما يراه أعظم انتصار في حياته.
الفارس الذي كان يشعر بالذنب لأنه أفلت فريدريك، صرخ غاضبًا.
“أيها المجنون اللعين، ألن تُغلق فمك؟!”
“إن لم أستطع الحصول عليكِ، فلن يحصل عليكِ أحد، أراسيلا! تعالي لنموتَ معًا!”
حتى والفارس فوق جسده يضغط على رقبته، لم يتوقف فريدريك عن الضحك.
لو كان من الممكن التراجع عن كل شيء بكلمةٍ واحدة من أراسيلا، لما وصل إلى هذه النقطة من الأساس
فهو لم يعرف في حياته ما يعنيه أن يُحرَم من شيء، وإذا لم يحصل عليه، فلن يسمح لأحد غيره بامتلاكه.
“سأمتلككِ ولو بعد موتي!”
كان يُخرج كل ما بداخله من رغبةِ تملُّكٍ مريضة، ولم يتوقف عن الضحك.
ضحكته الغريبة، الممزوجة بصوتٍ أجش، كانت تمزق آذان من حوله بإزعاج شديد.
عندما وصل الطبيب مسرعًا بعدما استدعاه لوكاس، سلّم داميان أراسيلا له على الفور، ثم نهض ببطء.
وعندما رأى الفارس، الذي كان يثبّت فريدريك، وجه داميَان، تراجع بخوف، فالهالة القاتلة التي انبعثت من جسد داميَان كانت تخنق الهواء من شدتها.
على الرغم من أنه كان مع داميَان منذ تأسيس فرسان الصقر الأحمر، إلا أنها كانت المرة الأولى التي يشعر فيها بهذا القدر من الرهبة
أطرافه كانت ترتعش، وأنفاسه تنقطع بينما مرّ داميَن من أمام الفارس دون أن يلتفت، واقترب من فريدريك وأمسك بياقة عنقه ورفعه.
فريدريك، الذي كان يضحك بثقةٍ حتى قبل لحظات، أغلق فمه فجأة وقد استبدّ به رعب بدائي.
صحيح أنه ارتكب فعلته وهو مستعدٌ للموت، لكنه لم يكن مستعدًا لتحمل هذا النوع من الألم.
“ف-فاندرمير—”
بووم-
لم يُكمل الكلمة، حتى طُرح أرضًا بقوة، و لم يُتح له الوقت ليتأقلم مع الألم الذي دوّى في جمجمته، حتى تلقى الضربة التالية.
راح داميَان ينهال عليه بقبضاته دون رحمة، وفريدريك تحتها كان يُسحق، عاجزًا حتى عن إصدار أي أنين.
وجهه تهشم لدرجة أن ملامحه لم تعد تُعرف، ومع ذلك مدّ يده بتوسُّل، يستجدي الرحمة.
“تـ-توقف..…”
“اخرس.”
تحدث داميَان ببرود وهو يرفع قبضته مجددًا، فرغم كل ما أمطر به فريدريك من ضرب، إلا أن قلبه لا يزال ينبض بعنف.
ماذا لو فقد أراسيلا……كما فقد والدته؟
الآن فقط استطاع كسر سلسلة الكراهية وبدأ يعيش حياته الخاصة، لكنه لم يعد قادرًا على كبح جماح غضبه تجاه فريدريك.
“هاه……”
تنفّس داميَان بعمق، ثم رمى بجسد فريدريك الذي فقد وعيه وسقط مرتخيًا.
مرر يده في شعره، وعيناه الذهبيتان، التي فقدت بريق العقل، وقعتا على السيف الذي رُميَ سابقًا.
نهض دون تردد والتقط السيف.
كانت نظرته ضبابية، والفرسان من حوله لم يجرؤوا على منعه أو حتى الاقتراب منه.
'سأقتله.'
بهذا العزم وحده، تقدّم داميَان نحو فريدريك حاملًا السيف، وعندما رفعه عاليًا ليُنهي حياته في لحظة واحدة—
“داميَان……؟”
جاء نداءٌ خافت وضعيف أوقفه في مكانه.
كان صوتًا خافتًا لدرجة أن من حوله لم يسمعوه، لكن داميَان التفت برأسه ببطء وكأنه تجمد للحظة، فرأى أراسيلا تحدق به بعينين شبه مغلقتين.
مدّت يدها الملطخة بالدماء نحوه، وتحدثت بصوتٍ ضعيف يكاد يتلاشى.
“أنا أتألم……أمسك بيدي……من فضلكَ.”
“……حسنًا”
تُكن-
ألقى داميَان بالسيف دون أي تردد، وعاد إلى جانب أراسيلا، فتنفّس من حوله الصعداء بعد أن كانوا يراقبونه بقلق.
أغمضت أراسيلا عينيها وهي تشعر بدفء يده الكبيرة تُحيط بيدها.
ثم تحدث الطبيب، الذي مسح العرق البارد عن جبينها،
“تم الانتهاء من الإسعافات الأولية. يجب أن تتلقى علاجًا أكثر دقة في الداخل……”
“لنذهب فورًا.”
لم يتأخر داميان، و حمل أراسيلا بين ذراعيه وبدأ في التحرك بسرعة. ثم تبعهم الطبيب الذي كان في حالةٍ من الفوضى.
تولى إيزيك قيادة الفرسان بدلاً من داميان وبدأ في تنظيف الموقع.
“اربِطوا المجرمين بإحكام، واحملوهم إلى السجن! وخاصةً ولي العهد المخلوع، اربطوا يديه وقدميه، وضعوا اللجام في فمه!”
“نعم، سيدي.”
بأمرٍ من لوكاس، تم معالجة الوضع بسرعة.
مع قمع فريدريك، ثم جوزيف، أصبح جيش البومة القرناء عاجزًا عن المقاومة وتم القبض عليهم بسهولة.
و هكذا انتهى تمرد فريدريك.
***
بعد القبض على قوات المتمردين، تم القبض أيضًا على الإمبراطورة. و تجاوز الإمبراطور الحد بكثير، وأصدر حكمه القاسي على زوجته وابنه.
تم الحكم بالإعدام على فريدريك وجميع أفراد المتمردين، بينما تم نفي الإمبراطورة إلى جزيرةٍ نائية بعد أن فقدت مكانتها كنبيلة.
أما النبلاء الذين دعموا ولي العهد المخلوع، فقد تم مصادرة ممتلكاتهم وألقابهم، وتعرضوا للنفي أو السجن.
تم تنصيب لوكاس رسميًا كوليٍ العهد الجديد. وقد قدّر الإمبراطور كثيرًا لوكاس لأنه استطاع انتزاع المنصب من ولي العهد المخلوع، تمامًا كما فعل في شبابه.
بينما كان كل هذا يحدث، كانت أراسيلا مغمضة عينيها مستلقيةً في سريرها. فرغم أن إصابتها لم تكن مميتة لدرجة تهدد حياتها، إلا أنها فقدت الكثير من الدم.
لم يأخذها داميَان إلى قصر فاندرمير، بل أعادها إلى عائلة هوغو، عائلتها الأصلية.
وكان يذهب كل يومٍ إلى قصر الماركيز ليتفقد حالتها.
“داميَان، أنتَ هنا.”
اليوم أيضًا، كما هو الحال دائمًا، عندما زارها في منزلها، ابتسمت الماركيزة وألقت تحيةً عليه بلطف.
ومع تكرار اللقاءات مؤخرًا، أصبح الحديث أكثر راحة.
قام داميَان بتحيةٍ رسمية لها، ثم صعد الدرج متجهًا إلى غرفة أراسيلا.
كانت ممددةً على السرير الناعم، وبدا عليها أنها في حالةٍ مليئةٍ بالراحة.
أخذ كرسيًا ووضعه بجانب السرير، ثم مرر يده على شعرها الذي انساب فوق جبهتها البيضاء المستديرة.
ثم استمر في مسح خديها الناعم بيده، وانحنى برأسه.
فشل مرتين في حمايتها أمام عينيه، وكان الذنب الذي يشعر به يمنعه من أخذها إلى منزله. لم يشعر أنه يستحق ذلك. لهذا السبب جاء بها إلى قصر الماركيز.
'لكن إن كنتِ تعلمين بما يدور في رأسي، فربما تخبرينني أنني لست المخطئ.'
رغم أن لطافة أراسيلا كانت تدعوه للاسترخاء والاعتماد عليها، إلا أنه، وهو يفكر في الديون التي تراكمت عليه تجاهها، لم يستطع أن يفعل ذلك.
أمسك بيدها التي كانت تمتد نحوه.
هناك شيء لم يقله لها بعد. لماذا لم يذكره عندما عاد؟
……ربما لأنه كان خائفًا؟
لم يستطع التخلص من الشكوك حول ما إذا كان سيتسبب في جلب الشقاء لمستقبلها، ولذلك لم يستطع أن يكون صريحًا.
الشجاعة التي بنى عليها خلال حروب عديدة، والتي نجا فيها من العديد من المخاطر، اختفت بلا جدوى أمام الشخص الأكثر جمالًا وإشراقًا في حياته.
وعندما انتهى من الانتقام، ظن أنه لن يكون هناك شيء يخيفه بعد الآن، لكنه انهار مجددًا بلا فائدة أمام من يحب.
الآن، أصبح الخوف من فقدان أراسيلا أخطر من أي شيءٍ آخر في هذا العالم.
"……أراسيلا."
ناداها داميَان باسمها بصوتٍ منخفض، تمامًا كما ناداها عندما سقطت مغشيًا عليها بعد الهجوم بقنبلة السحر الأسود.
“أراسيلا.”
ضغط على مشاعره بحزن، ووعد نفسه أنه لن يتأخر مرة أخرى.
“أراسيلا.”
عندما وضع جبينه على يدها التي كان يُمسكها، نادى عليها مجددًا. و فجأة تحركت أصابع أراسيلا التي كانت ثابتة، وشعر داميَان بقوةٍ ضعيفة تمسك يده.
عندما نظر إليها بدهشة، رأى أراسيلا ترمش بعينيها ببطء.
“……لماذا تناديني مرارًا؟”
أجابته بصوتٍ خشن. و تحركت شفتاها الجافتان ببطء.
“لقد أيقظتني من نومي.”
“……هذا لأنكِ تأخرتِ في النوم، زوجتي.”
همس داميَان مثل تنهيدة، وفي قلبه مشاعر مختلطة كانت تجعل دموعه على وشك الانهيار.
“حقًا؟”
مدت أراسيلا إصبعها وأخذت تداعب عظمة خده مبتسمة. ابتسامةً بريئة.
“لا يبدو أنه قد فات الأوان.”
“……صحيح، لم يفت الأوان.”
قال داميَان ذلك وهو يلمس جبهته وكأنه يستسلم.
كان لديه الكثير ليقوله لها عندما تستعيد وعيها، لكن عندما نظر إلى عينيها الزرقاوين اللامعتين، لم يستطع أن يقول إلا هذا السؤال الحنون.
“هل حلمتِ حلمًا جميلًا؟”
“همم.”
أمالت أراسيلا عينيها نحو داميَن، كان الوجه الذي رأتها قبل أن تسقط غارقاً في اليأس والإحباط، وكأنه كان سيبكي.
الآن، من عينيه التي امتلأت بالفرح والسعادة، كانت تلك المشاعر تتسرب، فأجابَت هي بدورها بابتسامةٍ مشرقة.
“نعم، يبدو أنني حلمتُ بحلمِ جميل.”
***
مع أنها فتحت عينيها، إلا أن أراسيلا لم تتخلص فورًا من حياتها في الفراش. فبسبب إصابتها في بطنها، أصبحت حركتها غير مريحةٍ لفترة من الزمن.
من أجل تقليل فترة الاستلقاء قدر الإمكان، أخذت الدواء الخاص الذي صنعه لها رودي. رغم أن طعمه كان مرًا، إلا أن تأثيره كان مؤكدًا تمامًا.
“أوه، بعد أن أزعجت والديكِ هكذا، يبدو أنكِ تأكلين الدواء بشكلٍ جيد. حسنًا، ممتاز.”
استلمت الماركيزة الزجاجة الفارغة وهي تعاتبها.
رغم أنها بكت بكثرة قبل أيام عندما فتحت أراسيلا عينيها، إلا أن شعورها الآن تحول إلى نوعٍ من الاستياء.
قبل الزواج كانت تخرج في المهمات وتتعود على العودة مجروحة، وبعد الزواج أصبحت تعود دائمًا وهي على حافة الموت، وكان الأمر طبيعيًا.
دون أن ترد على كلمات والدتها، ألقت أراسيلا سؤالًا وكأنها فضولية.
“أمي، لماذا أنا هنا؟”
“ماذا؟ آه، هل تسألين لماذا أنتِ في هذا المنزل وليس في منزل داميَان؟”
“نعم.”
“قال داميَان بأنه سيكون من الصعب عليه الاعتناء بكِ بمفرده لأنه مشغول، فقررنا أن نأتي بكِ هنا.”
إجابة والدتها التي كانت مقنعةً إلى حد ما جعلت أراسيلا تضيق عينيها وتمسح ذقنها. حسنًا، قد تتقبل هذا التفسير.
“لكن لماذا لم أعد إلى هناك حتى الآن؟”
كانت قد تعافت بما يكفي بحيث لا تحتاج إلى رعايةٍ من أفراد عائلتها، ولكن داميَان كان يأتي يوميًا لزيارتها، ومع ذلك لم يقل أبدًا أنه يريد منها أن تعود إلى المنزل.
في كلمات ابنتها التي كانت مشوبةً بشكوكٍ عميقة، ردت الماركيزة بلا اهتمامٍ كبير.
“أنتِ ما زلتِ مريضة.”
“هممم.”
“لا تفكري في أشياء غير ضرورية وركّزي في شفائكِ. بمجرد أن تتحسني، ستعودين بالطبع. سأقول له أن يطلبَ منكِ العودة.”
قالت الماركيزة ذلك وهي تبتعد، قائلةً أنه يكفي أن يكون لها ابنة واحدة كبيرة. لكن أراسيلا لم تستطع التخلص من شعورٍ غير مريح في قلبها.
في تلك الظهيرة، جاء داميَان. و كان مختلفًا عن المعتاد، حيث كان قد نظف شعره ليظهر وجهه الوسيم بوضوح، وارتدى زيًا أنيقًا وجميلًا.
عند مواجهتها له فجأةً بتلك الصورة، تجنبت أراسيلا النظر إليه بلا وعي، لأن حالتها الصحية لم تكن جيدة بما يكفي.
“……؟”
نظر داميَان إلى أراسيلا بدهشة وهي تجلس مائلةً قليلاً، ثم أحضر له كرسيًا وجلس.
“اليوم تم تنفيذ حكم الإعدام على المتمردين.”
“آه، حقًا؟ لم أكن أعلم.”
أجابت أراسيلا بتجاهل. فلم تعد تعنيها تلك الشخصيات، ولم تعد تثير اهتمامها. و بدلاً من ذلك، كان ما يلفت انتباهها الآن هو داميَان المزين ببدلةٍ أنيقة تلمع.
“هل لهذا السبب تزينت هكذا؟”
“لا، هذا بسبب شيءٍ آخر.”
“ما هو؟”
أضاءت عيناها الزرقاوان بفضول. فتنحنح داميَان وضم يديه بهدوء قبل أن يفتح فمه ببطء.
“لقد أقيم حفل تسلمي للقب الدوق.”
بعد أن تم تجريد زوجي الدوق السابقين من لقبهم بسبب التورط في جريمة قتل وحكم عليهما بالسجن لعشرات السنين في المحكمة، أُقيمت مراسم رسمية اعترف فيها الإمبراطور بداميَان كدوق.
أي أنه، من الناحية القانونية، ورث لقب الدوق وأصبح رئيس العائلة الآن.
“حقًا؟ رائع، مبارك!”
ابتسمت أراسيلا ابتسامةً عريضة وصفقت بيديها. فلم تستطع الا أن تكون سعيدة بما حققه داميَان، وهو ما كان يتمناه منذ وقتٍ طويل.
“من الآن فصاعدًا، لن يُطلق عليكَ لقب “اللورد فاندرمير” بل ستُدعى “الدوق فاندرمير”.”
“نعم، على الأرجح.”
مرر داميَن يده على مؤخرة عنقه ببطء. و لم يكن يبدو عليه الفرح بشكلٍ كبير. لاحظت أراسيلا تلك الأجواء الغريبة، فمالت برأسها قليلاً.
'لماذا يبدو الأمر هكذا؟ هل لأنه أجرى مراسم تسليم اللقب بمفرده؟'
لو لم تكن مصابة، لكانت أراسيلا قد بقيت بجانب داميَان بكل فخرٍ كزوجة، وشاركت معه في حفل تنصيبه دوقًا.
كانت أراسيلا تشعر أيضًا بحزن عميق، وكان من المفترض أن تقول كلماتِ تعزية في هذا الموقف.
“هل تذكرين، زوجتي؟”
فتح داميَان فمه بصوتٍ متوتر. و كانت عيناه الصافيتان والمستقيمتان تحدقان في أراسيلا.
“عندما أرث لقب الدوق، كنا قد اتفقنا على إنهاء عقد زواجنا.”
_____________________________
هييه ؟ هييييييه؟ احسبك متزين جاي تعترف وش ذا الكلام؟ كله من فريدريك الزفت
الاصابة الي جت اراسيلا ماتوقعتها توقعت اصلا شي ثاني هو ايه كان ودي داميان هو الي يجيه شي بس واضح انه جبر و فريدريك راح لاراسيلا اقرب له😭
بس ليت داميان بكى🌝
المهم الفصل الجاي هو الأخير هيا نشوف كوبلنا الخبل وش بيسوون
Dana