كانت مدة شهر العسل بين أراسيلا وداميان عشرة أيامٍ كاملة.

ومنذ اليوم الثالث تحوّلت الرحلة إلى “مشروع جعل الأميرة فايوليت فارسة”، ولإعادتها إلى حالتها الأصلية كان لا بد من التضحية بثلاثة أيام.

قام داميـان بتطبيق تدريبٍ جحيميّ لرفع مستوى فايوليت إلى مستوى الفارسة المتدرّبة خلال تلك الفترة. و بما أنها هي من طلبت ألا يتساهل معها، فقد حرص على عدم التساهل معها بجدٍ كما قالت.

“لا يجب أن تتعبي بعد، لا تستسلمي، لا تُبطئي.”

أمرها داميـان بصوتٍ منخفض وهو يراقب فايوليت التي كانت تتصبب عرقًا وتلوّح بالسيف الخشبي تحت ناظريه الصارمين.

“بناءً على ما ستقومين به يا أميرة، قد أبقى شيطانًا……أو أتحول إلى ملاك. لا يجوز أن تنهاري في وقفتكِ أبدًا.”

“آآآآه!”

صرخت فايوليت صرخةً مؤلمة وهي تعض على أسنانها وتحرك ذراعيها بعناء. أما داميـان، فتعامل معها بأسلوبٍ يبدو مهذبًا في الكلام فقط، لكنه في الواقع كان أقرب إلى القائد الذي يراقب أحد مرؤوسيه.

أما أراسيلا، فكانت تجلس في أحد جوانب الجزء الخلفي من القصر حيث يُجري الاثنان تدريبهما، وتستمتع بهدوءٍ بتناول الشاي والحلوى.

لكنها لم تكن تراقب لمجرد التسلية، بل كانت تتابع دون أن تُعيق سير التدريب قدر الإمكان.

ولأنها كانت تبقى معه حتى أثناء أوقات التدريب، تمكّن داميـان من كبت بعضٍ من تذمّره. فلولا أنه يرى وجهها بهذه الطريقة، لربما طرد فايوليت، أميرةً كانت أم لا.

لكن……

“أحسنتِ يا أميرة. خذي هذا، أمسحي عرقكِ.”

“هَهْ……هَهْ، شكرًا لكِ……هَهْ، دوقة……”

ما إن حان وقت الاستراحة، حتى نهضت أراسيلا بسرعةٍ من مكانها وقدّمت المنشفة لفايوليت. وكان الشيء الوحيد الذي يزعج داميـان هو أن أراسيلا تهتم بالأميرة أولًا بين الاثنين.

شعر داميـان بغيرةٍ لم يشعر بها من أودري أو باولا من قبل، حتى أن شفتيه كادتا تبرزان من الضيق، لكنه تمالك نفسه وأبقى فمه مغلقًا.

“لقد تعبتَ أيضًا يا داميـان، أليس كذلك؟ تعال، استرح معي في الظل.”

لكن أراسيلا، التي اقتربت منه دون أن يشعر، جذبت ذراعه بلطف وهي تبتسم، فتلاشت تعابير وجهه العابسة كما لو أنها لم تكن.

كانت لمستها وهي ترتّب شعره المبعثر مريحةً جدًا، فاستسلم لها مثل جرو صغير وأراح رأسه في حجرها.

تمنّى لو أن هذه اللحظة لا تنتهي أبدًا، حتى لو استمر ذلك إلى الأبد.

لكن ما إن انتهت من ترتيب شعره، حتى عادت أراسيلا دون تردد إلى فايوليت. فأصبح داميـان مثل جروٍ أُهمل فجأة، وأُسدلت أذناه حزنًا وانزعاجًا.

أما أراسيلا، التي لم تنتبه إلى حالته، فقد جلست بجانب فايوليت وهي تناولها الماء.

“التدريب شاقٌ حقًا، أليس كذلك؟ أتمنّى أن تكوني بخير.”

“في الواقع، الأمر شاقٌ ومُرهق لدرجة الموت، لكن لا بأس. لم أكن أحلم بأن أصبح فارسةً دون بذل هذا القدر من الجهد.”

ابتسمت فايوليت بشجاعة. فنظرت إليها أراسيلا بهدوء،

“سموكِ ناضجةٌ وتتمتعين بصبرٍ كبير. إذا كنتِ صادقةً مع جلالة الملك و الملكة كما أنتِ الآن معي، فستسير الأمور على ما يرام.”

قول الحقيقة عند التعب أمرٌ أكثر أهمية مما يبدو، فلو لم تعبّر، فلن يعلم أحد كم كانت تعاني.

داعبت نسائم الصيف الدافئة خصلات الشعر برقة. ر رفعت أراسيلا رأسها نحو السماء الزرقاء الصافية الخالية من الغيوم.

بينما كانت فايوليت تعبث بقارورة الماء، سألت،

“قالت الدوقة أن لديها أختًا وأخًا، صحيح؟”

“نعم، هذا صحيح. فرق العمر بيني وبين أختي صغير، أما أخي فبيننا فارقٌ لا بأس به.”

“لا بد أنكِ أختٌ رائعة بالنسبة لأختكِ.”

في تلك اللحظة، ارتجفت أراسيلا قليلاً، ثم أدارت رأسها ببطء ونظرت إلى فايوليت.

“ولم تعتقدين ذلك؟”

“همم……لأني أشعر أنكِ تفهمين مشاعر أختكِ الناضجة بشكلٍ جيد. أما أخواتي فهن لا يزالن صغارًا ومتهوراتٍ بعض الشيء.”

ابتسمت فايوليت ابتسامةً تحمل مزيجًا من العجز والحنان تجاه أخواتها الصغار.

ثم غرقت أراسيلا في دوامة من الأفكار للحظة.

ففي الماضي، كانت تعتقد مثل فايويت تمامًا، بأنها الأخت التي تفهم أختها الكبرى أكثر من أي شخص في هذا العالم.

لكنها تغيّرت بعد أن استمعت إلى مكنونات قلب فايوليت، الأخت الكبرى والبكر في العائلة.

'ربما……كنت أعيش متكئةً على حنان آيريس، من دون أن أعرف حقًا ما الذي يقلقها أو يؤرقها.'

لم أكن أعلم شيئًا عما كانت تضطر إلى تحمّله، أو ما أجبرَت على كتمانه، أو ما كانت مضطرةً للتخلي عنه.

تحدثت أراسيلا مبتسمةً ابتسامة خفيفة.

“أنتِ مخطئة يا أميرة. حتى أنا، أفتقر للنضج مقارنةً بأختي.”

“حقًا؟ هذا مفاجئ، لأنكِ تبدين لي ناضجةً جدًا، يا دوقة.”

فايوليت في السابعة عشرة من عمرها، وأراسيلا في الثالثة والعشرين، لذا لم يكن من الغريب أن تشعر بذلك.

وأثناء مراقبتها لفايوليت وهي تهمّ بالعودة إلى التدريب بعد أن ناداها داميـان، خطرت في بال أراسيلا فكرةٌ تساؤلية.

لو التقيتُ الآن بآيريس ذات السابعة عشرة، فهل كانت ستشعر تجاهي أنني شخصٌ ناضج حقًا؟

***

وفي تلك الأثناء، كان ملك وملكة روشان على وشك فقدان صوابهما.

فالابنة الكبرى، التي كانت طوال حياتها مطيعةً وهادئة، رفضت الزواج الملكي وهربت، ثم تبيّن لاحقًا أنها لجأت إلى الدوق والدوقة فاندرمير.

لا يوجد عبءٌ أكبر من هذا العبء. كان الأمر مخجلاً لدرجة أنهم لم يستطيعوا رفع رؤوسهم، ومع ذلك تجاهلت فايوليت أوامر والديها بالعودة. و قد مرّت عدة أيام وهي تمكث في قصر الدوق دون أن تغادر.

“لابد أن فايوليت قد جُنّت تمامًا! لا ترد حتى على رسائلنا، وإن أرسلنا أحدًا إليها، تطرده مباشرة!”

“وأنا أكاد أُجنّ أيضاً. ماذا سنفعل إن انتهى الأمر بقطع علاقتنا تمامًا مع الدوق و الدوقة فاندرمير……؟”

كان الملك والملكة يظنان أن الدوقين لا يساعدان فايوليتت عن طيب خاطر، بل يفعلان ذلك بدافع مراعاة علاقتهم مع مملكة “روشان”، ويتحمّلون دلال الأميرة على مضض.

ولذلك، كانا يخشيان من أن استمرار فايوليت في التصرف دون وعي قد يؤدي في النهاية إلى إزعاج الدوقين لدرجة تجعلهم يبتعدون حتى عن المملكة نفسها.

“لو انتهى الأمر بقطيعةٍ معهما، فستكون الخسارة فادحة. وقد لا نتمكن أبدًا من بناء أي علاقة صداقة مع الطبقة الحاكمة القادمة في الإمبراطورية.”

تمتم الملك بصوتٍ منخفض مملوء بالقلق. فهو كان يشعر بالتوتر بالفعل، نظرًا لوجود سابقةٍ سلبية عندما كان ولي العهد الحالي والدوق يدرسان في مملكة “روشان”، حيث وُجّهت إليهم اتهامات بأن المملكة تجاهلت ما كانوا يواجهونه من صعوباتٍ آنذاك.

في ذلك الوقت، لم يتوقع أحد أن يحقق الاثنان هذا القدر من النجاح. ولو كانا يعلمان بذلك، لكانا قد أحسنا استقبالهما وأقاما علاقاتٍ وثيقة معهما، وربما أصبحت الإمبراطورية اليوم أحد أقوى الحلفاء لهم.

ولكي لا يتكرّر ذلك الخطأ مجددًا، بذلوا هذه المرة كل ما في وسعهم لاستقبال الدوق والدوقة فاندرمير بكل حفاوة. وكان يبدو أن ردّ فعلهما لم يكن سيئًا……إلى أن بدأت الابنة الكبرى تثير المشاكل فجأة.

“ما العمل إذًا؟ هل أذهب مع بعض الرجال وأجلب فايوليت بالقوة؟”

“لا يجوز. إن تصرفنا بتسرع، فقد يبدو وكأن العائلة الملكية تحتل قصر الدوق بالقوة.”

فالدوق الشاب من عائلة فاندرمير يُعد من أقرب المقرّبين إلى ولي العهد، وينحدر من سلالةٍ مرتبطة بالنسب البعيد مع العائلة الإمبراطورية. ولو تصرّفوا بلا حذر، فقد تتفاقم الأمور بشكلٍ خطير.

“وفوق ذلك، فإن الطرف الآخر لم يصرّح ما إذا كان من المقبول لديهم أن تبقى فايوليت هناك. وإن أعدناها بالقوة، فقد يشعر الدوقان بالإهانة. وقد نظهر نحن بمظهر العائلة الغريبة.”

“إذًا، ما رأيكِ أن نلتقي بالدوقين مباشرة؟ وجهاً لوجه، نتحدث ونحاول إقناعهما بلطف.”

“همم، لا يبدو اقتراحًا سيئًا……لكن المشكلة هي: ما العذر الذي سنستخدمه لدعوتهما؟”

فأراسيلا وداميان سبق وأن رفضا دعوة العشاء الثانية بحجة شهر العسل، مما كان بمثابة رسالة غير مباشرة بأنهما لا يريدان إقحام أحد في حياتهما الخاصة. لذا، إن وجّها دعوة عشاءٍ أخرى، فهناك احتمال كبير أن يُقابل الطلب بالرفض مجددًا.

وعلاوةً على ذلك، لا يمكنهم التحدث علنًا عن الخلاف المتعلّق بالزواج الملكي الذي لم يُعلَن رسميًا بعد، مما يعني أنه يتوجّب عليهم التفكير في ذريعة تجعل الدوقين غير قادرَين على رفض الدعوة.

لكن، ولحسن حظهم، بادر الدوقان بطلبٍ للمقابلة أولًا. وعلى الفور، وافق الملك على استقبالهما.

وفي قاعة الاستقبال، انسكب نور الثريا الثقيلة المتدلية من السقف متلألئًا فوق رؤوس الضيوف.

ومن خلف الزوجين اللذين بدت ملامحهما كزهرتي ربيعٍ وشتاء في أوج تفتّحهما، ظهرت الابنة الكبرى التي تحوّلت الآن إلى مصدرٍ للمشاكل.

فايوليت، التي كانت ترفض العودة رغم كل الدعوات، جاءت أخيرًا إلى القصر بصحبتهم.

“فايلوت، أنتِ……”

لكن الملك، الذي شعر بأن الملكة على وشك الانفجار، سارع بإيقافها، ثم بادر بالاعتذار بوجه يملؤه الحرج.

“لقد أساءت ابنتي إليكما إساءةً بالغة. أشعر يشدة الأسف لأنني لا أجد الكلمات المناسبة للاعتذار.”

“الأمر ليس كذلك يا جلالة الملك.”

“وجود سموّ الأميرة في قصرنا أضفى عليه حيويةً وسرورًا، لقد استمتعنا حقًا بصحبتها.”

أجاب داميان وأراسيلا بهدوءٍ تام، دون أي أثرٍ للتفاخر، وهو ما أثار إعجاب الملك بشدّة.

“يا إلهي، كم أنتما كريمَان وعظيمَا القلب! سأعوّض عن الإزعاج الذي سببته فايوليت بسخاء. إن كان هناك ما تتمنّيان، فقولا لي فورًا!”

“في هذه الحالة، اسمحا لي أن أتجرأ وأطرح أمرًا.”

“هاها، تفضّل وتحدّث!”

ورغم ردّ الملك المرح، تحدّث داميَان وأراسيلا بوجهين خاليين من الابتسام وبهدوء رزين،

“لقد راقبنا الأميرة فايوليت عن كثب خلال الأيام الماضية، ونرى أنها تملك مؤهلاتٍ رائعة لتكون فارسةً عظيمة.”

“فلماذا لا تقومان، بمراقبة الأمر بنفسيكما، ومن ثم تقديم الدعم الكامل لها؟”

على الفور تجمّدت ملامح الملك والملكة. لقد كانا يعلمان بشكلٍ مبهم أن فايوليت كانت تهتم بالسيف والفروسية منذ مدة، لكنّهما لم يلقيا بالًا لذلك، لأنهما لم يعتقدا أن الأمر قابلٌ للتحقّق.

ففايوليت، التي يُفترض بها أن تتزوّج من خلال التحالفات السياسية عبر المملكة وتخلف العرش، لا يمكن لها أن تصبح فارسةً تحمل السيف.

ولأن فايلوت لم تُظهر اهتمامًا واضحًا بالأمر من قبل، فقد كان هذا الطرح المفاجئ من فم الدوقين مربكًا للغاية.

“لا أفهم ما الذي تقولانه……فايوليت من المفترض أن تصبح ملكةً في المستقبل، فكيف لنا أن ندعمها لتصبح فارسة؟!”

“فايوليت، قولي لنا بنفسكِ. لماذا يقول الدوقان هذا فجأة؟”

لم تستطع الملكة توبيخ الدوقين مباشرة، فوجهت الضغط نحو ابنتها.

فايوليت، التي كانت جالسةً بجانب أراسيلا بوجهٍ متوتر، أخذت نفسًا عميقًا ثم بدأت تتكلم ببطء،

“أمي، أبي……أنا أريد أن أصبح فارسة.”

“فايوليت!”

“بصفتِي أميرة، أعلم أن الزواج السياسي لخدمة البلاد أمرٌ في غاية الأهمية، لكنني أرى أيضًا أن الدفاع عن الوطن كفارسة هو شرفٌ لا يقل عنه أهمية.”

“هل فقدتِ صوابك تمامًا؟!”

أمسكت الملكة مؤخرة عنقها، وكأن ضغط دمها ارتفع فجأة وبدأت الدنيا تدور أمام عينيها. أما الملك فرفع يده إلى جبهته وزفر تنهيدةً ثقيلة.

وحين تراجعت فايوليت مجددًا وقد انكمشت في مكانها، قامت أراسيلا بالتربيت ظهر يدها بلطف،

“جلالتكما، أرجوكما اهدآ. الأميرة قالت أنها حتى لو أصبحت فارسة، فلن تتخلى عن واجباتها.”

“وماذا يفيدنا ذلك، يا دوقة! زواجها السياسي في غاية الأهمية وقد ينتهي بالفشل! الفتاة التي تمسك السيف تفقد قيمتها كعروس!”

صرخة الأم كانت أشد قسوةً من أي نصل، وغرست نفسها في قلب فايوليت. فعضّت شفتيها بإحكام لتمنع دموعها من السقوط.

“من سيرغب في أميرةٍ أصبحت فارسة؟ وحتى لو أصبحت فارسة، فسينتهي بها المطاف مغلوبةً على أمرها أمام الرجال الأقوى منها، فأي فائدةٍ في ذلك؟”

“السيف لا يُستخدم بالقوة فقط، بل بالمهارة والذكاء. جلالتكما، الأميرة قد لا تملك القوة، لكنها تملك سرعة البديهة والحسّ، ولن تكون سهلةَ الهزيمة.”

قال داميَان ذلك بصوتٍ منخفض يملؤه الثقة، مساندًا فايوليت و داعمًا لحديث أراسيلا.

“وفوق كل شيء، من يقود الفرسان لا يحتاج إلى القوة بقدر ما يحتاج إلى الذكاء.”

“لكن هذا مستحيلٌ تمامًا! فايلوت، لا تحلمي حتى بذلك!”

صرخت الملكة وهي تنهض من مكانها وتلوّح بإصبعها مهددة بصرامة. فأطبقت فايوليت كفّيها بقوة، والغضب يغلي في صدرها.

رفعت رأسها بتحدٍ وحدّقت في والدتها بعينين متحديتين.

“……ولمَ لا يُسمح لي أن أحلم؟”

“ماذا قلتِ؟”

“أنا لم أقل أنني سأتخلى عن كوني أميرةً لأعيش حياة لهو وكسل! قلت أنني سأصبح فارسةً وأساهم في قوة المملكة وأؤدي واجباتي!”

رغم ذلك، لماذا يقابلها الرفض المطلق فقط؟

أحست فايوليت بأن دموع الغيظ ستفر من عينيها رغمًا عنها.

على الجانب الآخر، الملك والملكة، اللذان صُدما من ابنتهما التي رفعت صوتها لأول مرة أمام والديها، لم يعرفا كيف يتصرفان. و كأن عرقًا باردًا انساب على طول ظهرهما.

لم يستطع الملك إخفاء ارتباكه، فوبّخ ابنته الكبرى،

“فايوليت، ما الذي يحدث لكِ؟ كنتِ دائمًا فتاةً مطيعة لم تسبب لنا بأي قلق، هل أنتِ في مرحلة المراهقة متأخرة؟ استعيدي وعيكِ، العام القادم ستصبحين راشدة!”

“ولهذا السبب بالضبط أحاول أن أسيطر على حياتي بنفسي. أنا لا أرفض الزواج الملكي. سأقوم به. لكنني فقط أريده بعد أن أصبح فارسة.”

فايوليت التي طرحت حلاً وسطًا معقولًا للغاية، نظرت إلى والديها بتوسل، فقد عاشت طوال حياتها كابنة مطيعة، وكانت تأمل أن يحترما رغبتها ولو لمرة.

لكن يبدو أنها كانت تطلب الكثير، إذ جاء الرد باردًا.

“كفى، لا تقولي كلامًا فارغًا!”

“من أين جاءتكِ هذه الأفكار الغريبة؟ عودي إلى غرفتكِ وتأملي تصرفاتكِ بصمت!”

اختار الملك والملكة أسوأ أسلوب ممكن، بدلاً من محاولة حل الأمر بالحوار مع ابنتهما، إذ قمعاها بسلطتهما.

أصاب فايوليت شعورٌ يتجاوز خيبة الأمل إلى الإحباط، فانخفضت كتفاها. و ظلت للحظة منحنية الرأس بلا حراك، ثم تمتمت بصوت خافت.

“……أمي، أبي، أنتما دائمًا هكذا.”

توجهت أنظار الملك والملكة نحو ابنتهما.

عينا فايوليت كانتا محمرتين بشدة، بدت وكأنها على وشك الانفجار أو كأنها تجمدت من البرودة.

انفجرت فجأة، و كأنها تفرغ ما كتمته في قلبها طوال الوقت.

“أنتما لا تحبانني كما أنا، بل تريدان ابنةً مطيعة يسهل التحكم بها والاستفادة منها!”

“ماذا؟ ما هذا الكلام غير المعقول……”

“كنت ساذجةً لأني علقتُ أملي بكما ولو للحظة. كنت أعتقد أنني إن اجتهدتُ فقط، سأحقق أحلامي وأفيد المملكة وأرضيكما……يا لي من غبية.”

تساقطت الدموع على خدي فايوليت واحدةً تلو الأخرى. و الملكة التي اختنقت بالكلمات كانت شفتاها تتحركان فقط، بينما كانت عينا الملك تهتزان بعنف.

تمتمت فايوليت وكأنها قد استسلمت.

“على أي حال، كنت دائمًا الابنة الناقصة في نظر والديّ……”

_________________________

تحزن رحمت الباعوصه وش قمع المواهب ذاه الي تعيشه

وامها وابوها صدق غلطانين يومهم دايم بس يهينونها قدام الناس ولا يمدحونها

وبعد يومهم قلقانين على علاقتهم بأراسيلا و داميان ليه مافكروا في بنتهم؟ يعني وش دراكم هي بخير ولا لا يامجانين؟

المهم داميان خلص تدريبها في ثلاث ايام😭 ضحكت بسرعه يبي يوفر اربع ايام لهم

Dana

2025/04/14 · 26 مشاهدة · 2134 كلمة
Dana ToT
نادي الروايات - 2025