مستوى العمق 3، الجانب الجنوبي

كان الظلّ ممسك برأس هاريسون بإحكام.

حاول هاريسون التحرر.

كان ذلك بلا فائدة.

استمر ظله في تلويثه.

بدأ وعي هاريسون في التلاشي.

كان الظل يتغلب عليه.

يكاد يخسر هاريسون نفسه شيء فشيء.

"لا أستطيع... السقوط... هنا."

كافح هاريسون ليبقي عينيه مفتوحتين.

خطأ واحدًا يمكن أن يكلفه حياته.

سيحل الظلّ مكانه، ولن يدرك أحد أن هاريسون الأصلي قد اختفى منذ زمن طويل.

"لا أريد ذلك."

ارتفع صدره.

"لا... تعبث... معي!"

بآخر اندفاع من القوة، أمسك بمعصم الظل وحاول قلبه

سخر الظل.

لم يتحرك.

بما أنه كان ظلّ هاريسون، كان يعلم دائمًا ما يمكن لهاريسون وما سيفعله.

لم يكن هناك أي طريقة يمكن أن ينتصر فيها هاريسون ضده.

ربما لم يكن يجب عليه الإصرار على مواجهة ظله بمفرده وكان عليه طلب مساعدة أحدهم.

لو كان لوكاس معه، لكان هاريسون قد انتصر.

أدرك هاريسون أنه قد هُزم.

بدأت مشاعر الندم تتسلل.

كانت آخر بقايا وعيه على وشك التلاشي عندما سمع فجأة صوت تمزيق الهواء.

أصاب قضيب حديدي رأس الظل من الجانب واخترقه.

القوة الهائلة خلف الرمية دفعت جسد الظل بعيدًا وثبّته في الأرض بعيدًا عنه.

تحرر هاريسون.

تنفس بعمق.

رغم أن الظلّ كان لديه قضيب مغروز في رأسه، إلا أنه استمر في التحرك.

الظلّ المستنسخ لم يهزم بعد لقد حافظ على حياته.

التف البرق الأحمر حول القضيب الحديدي وتدفق إلى جسد الظل عبر القضيب ليقتله من الداخل.

توقف الظل عن التحرك وسقط بلا حراك.

"من... كان ذلك...؟"

قتلت هجمه واحده ظله.

لا يمكن لأحد سوى مورغان أن يحقق هذا الإنجاز، لكنها لم ترافقهم في النافذة.

التفت هاريسون.

حدق باتجاه المكان الذي جاء منه القضيب الحديدي.

"لا يوجد أحد هناك..."

حاول أن يرى بوضوح.

بعيدًا في الأفق، رأى حطامًا متناثرًا يتطاير.

كانت المسافة بعيدة جدًا ليتمكن هاريسون من رؤية من ألقى القضيب.

لكن...

"البرق الأحمر."

كان هناك شخص واحد فقط يمكنه تجسيد عنصر الموت.

نيو.

لقد أنقذ هاريسون بهزيمة ظله من مسافة بعيدة جدًا بحيث لم يكن بإمكان هاريسون رؤية شيء، وذلك بهجمة واحدة.

تجعد وجه هاريسون.

هل كان نيو يخفي قوته؟

هل كان يستمتع بالتمثيل كضعيف بانتظار فرصة لكشف قوته؟

تحولت مشاعر الامتنان والراحة التي شعر بها عند إنقاذه إلى شيء أكثر ظلامًا.

ضرب هاريسون الأرض.

...

مستوى العمق 3، الجانب الجنوبي المتطرف

"يبدو أنه لا يقدر المساعدة."

كان نيو يلاحظ التعبير المحبط على وجه هاريسون.

لم يندم على إنقاذه.

كان ذلك واجبه كقائد للمهمة.

فجأة، ظهرة بوابة فضية خلفه.

صعد لوكاس إلى السطح.

ابتسم بابتسامة باهتة.

"لم أكن أعلم أنك تستطيع استخدام شفرة الهالة الضخمة."

"كانت مرئية من موقعي رغم بُعد المسافة."

أعطى نيو بذرة عنصر الظل الخاصة بشون.

كانت البذرة شبه متبخرة.

عندما تتبخر البذرة بالكامل، ستتشكل من جديد في أعمق جزء من النافذة وسيُبعث الظل من جديد.

"ماذا ستفعل ببذرة العنصر؟"

"هذا."

استخدم نيو الظلام لابتلاعها.

عادت الأصوات للحظة قصيرة.

[الهضم +3]

"ألا يضر ذلك بك؟ إذا استمررت في ابتلاع كل شيء، سيتعرض جسدك لحالة اختلال حيث تصبح إحصاءاتك الثانوية غير متطابقة تمامًا"، سأل لوكاس.

"هذه هي الطريقة الوحيدة للتأكد من أن الظلال لن تُبعث."

كان نيو يعرف طريقة للتعامل مع الاختلال.

ومع ذلك، لم يكشف ذلك للوكاس.

"أحضر ناثان هنا"، قال نيو.

استخدم لوكاس بوابة لنقل ناثان بعد أن كشف له نيو موقعه.

صعد ناثان إلى السطح بتعبير متوتر.

"كيف... فعلت ذلك بهجمة واحدة؟"

"همم؟" أدرك لوكاس أن هناك خطبًا ما في كلام ناثان. "ماذا تعني بذلك؟"

"لقد هزم ظلك بضربة واحدة."

تصلبت ابتسامة لوكاس.

حدق في ناثان كما لو أنه سمع مزحة سخيفة، لكن وجه ناثان المملوء بشبه الإعجاب وشبه الخوف أوضح أنه لم يكن يمزح.

"توقف عن الحديث عن أمور غير ضرورية ، الوحوش الظلية تتسلق المبنى لمهاجمتنا. لننتقل إلى مكان آخر."

أعادت كلمات نيو تركيزهم.

واكمل،

"علينا أن نلتقي بهاريسون قبل إعادة التجمع مع آرثر والآخرين."

أومأ لوكاس برأسه.

أعاد بسرعة تركيزه، وتصلب العزم في نظرته.

تمكن لوكاس من رؤية هاريسون رغم بُعد المسافة، فأنشأ بوابة.

دخل الثلاثة البوابة.

وظهروا بجانب هاريسون.

كان هاريسون في حالة ذهول.

نصف جسده كان ملوثًا بعناصر الظل وكان على وشك التحول إلى وحش ظل.

استخدم لوكاس طاقة القداسة لتطهير هاريسون.

بينما كانوا منشغلين، ابتلع نيو بذرة العنصر المتبقية من ظل هاريسون.

[التحمل +1]

"الآن بقي فقط ظلا كلارا وآرثر."

ظل كلارا لم يكن يشكل تهديدًا بمفرده.

كان عليهم التركيز على ظل آرثر.

نظر نيو حوله.

تأكد من أن لا أحد يراه.

"بايمون، أريد عقد الاتفاقية."

"هل تنوي القتال ضد فتى عشيرة البرق؟"

"نعم."

كانت الدمية الهيكلية على كتف نيو تمسك بمروحة صغيرة.

استخدمتها لإخفاء فمها.

"آمل ألا تكون قد بالغت في تقدير نفسك بعد اختفاء القيود التي كانت تقيدك."

"…"

"حسنًا، يبدو أنك على دراية بحدودك."

ابتسمت.

"إذن ماذا تريد؟ النعمة الكاملة المؤقتة ، أم النعمة الجزئية التي ستبقى معك إلى الأبد."

"أعطني النعمة الجزئية."

اتخذ نيو قراره بعد دراسة متأنية.

كان عليه أن ينظر إلى المستقبل.

التضحية بنصف دمه الإلهي تقريبًا مقابل النعمة سيضعفه بشدة.

وفوق ذلك، إذا أخذ النعمة المؤقتة وفقدها بعد استخدام واحد، سيصبح أضعف من نصف إله مستيقظ من الدرجة الخامسة.

"تم. لقد أطلقت العنان للنعمة."

"…لا أشعر بأي فرق."

ابتسمت بايمون عند سماعه كلامه.

2024/11/08 · 650 مشاهدة · 804 كلمة
نادي الروايات - 2025