منظور كاين
فتح كاين عينيه.
شعر بجسده يسقط من السماء، وبعد لحظة اصطدم بالأرض الباردة الصلبة.
وقف على قدميه، نفض الغبار عن ملابسه، ونظر حوله.
كان هناك شجرة عملاقة في المسافة.
كروم ممتدة من الشجرة كانت متصلة برؤوس الناس المعلّقين في الهواء.
“كما هو متوقع، حتى وإن تم ختم قدراتي، ما زلت أستيقظ في الطبقة الثالثة.
“حسنًا، هذا أفضل بالنسبة لي. لا حاجة لتحمّل نقيق قادة عشيرة التنانين.”
قرر كاين خططه بسرعة.
سيدخل إلى الشجرة العملاقة، ومن خلالها سيخطو إلى أحد عوالم الكوابيس اللاواعية في الطبقة الخامسة.
هناك، سيلتقي بأحد نسخ تارتاروس، يسأله عن مكان آڤا، ثم يذهب إلى موقعها ويعيدها إلى الطبقة الثانية.
“بناءً على كيفية عمل فرق الزمن عادة بين الطبقات، يجب أن يكون قد مرّ فقط بضعة أسابيع أو شهور في الطبقة الرابعة حيث توجد الحملة الكبرى.
“أنا متأكد أن قادة عشيرة التنانين يعتنون بآڤا.”
تحرّك نحو الشجرة، يخطط للدخول إليها، وفجأة لاحظ شيئًا.
كان يسمع أصواتًا.
‘هل استيقظ أحد غيري في الطبقة الثالثة؟’
انطلق نحو الأصوات وهو يحافظ على التسلل، ورأى ملايين الأشخاص يتراكضون.
كانوا أعضاء الحملة الكبرى.
كيف استيقظ هذا العدد الكبير منهم؟
رفع كاين رأسه بسرعة وعدّ الأشخاص المتصلين بالكروم في السماء.
بضعة آلاف فقط في أفضل تقدير.
باستثناء القليل، استيقظ تقريبًا الجميع في الطبقة الثالثة.
“ما الذي يحدث هنا؟” تمتم، وشعور مشؤوم يتسلل إلى قلبه.
مدّ حواسه، وركّز على المحادثات.
دم… تنين… عشيرة… خيانة…
السيد ڤلاد… خائن…
قائد عشيرة سلاح التنين… وقائد عشيرة أمل التنين… يجب أن يكونا يقاتلان… ڤلاد…
قطّب كاين حاجبيه.
‘من الواضح أن ڤلاد كشف عن نفسه ككارثة عظيمة.’
‘ولكن لماذا؟’
‘لقد أُمر بإخفاء هويته الحقيقية والتصرّف كعميل داخلي.’
‘وبمعرفته، كان ليقتل أي شخص يعرف هويته الحقيقية. كيف يكون هؤلاء الأشخاص جميعًا على قيد الحياة؟’
ازداد مزاج كاين سوءًا عندما لم يجد آڤا بين من استيقظوا.
ثم بحث بين من ما زالوا معلّقين في الكروم. لقد انخفض عددهم كثيرًا، مما سمح له بالبحث يدويًا عن آڤا.
"أين آفا؟"
اندفع كاين نحو الشجرة العملاقة.
لقد استيقظ لحسن الحظ بالقرب منها، لذلك وصل إليها بسرعة كبيرة.
…
المنطقة 2، الطبقة 4
تدفّقت الهالة عبر المنطقة، مما جعل العالم يرتجف.
اختفاء نيكثاريون #2 جعل الجميع يعتقد أن نيو قد هاجمه.
“العظيم أنا أخبركم ألا تثقوا به!” زمجر نيكثاريون #4 وهو يندفع نحو نيو.
تبعته المزيد من حراس الجدران.
“بعلزبول”، نادى ثاناتوس. “تعامل معهم، ومع قادة عشيرة التنانين الذين ظهروا في المنطقة الآن. تأكّد من ألا يزعجني أحد وأنا مع نيكثاريون #1."
كيو!
أومأ بعلزبول، وقفز من جيبه.
نما اليسروع إلى دودة عملاقة، أطول بمرتين من حارس الجدار وأطول بعشر مرات.
كيو! كيو! كيو!
“نعم، سأترك الأمر لك.”
كان بيليزبوب متحمسًا بشكل خاص للقتال. بما أنه لديه إخوة، أراد أن يتصرّف كأخ أكبر حقيقي.
و، تذكّر بعلزبول كيف عانى نيو على يد حراس الجدران.
كان ينوي أن يجعلهم يدفعون الثمن.
صدر صراخ حاد من فم بعلزبول. غطّى على زئير التنانين وأصابهم بالذهول.
أوقف بعلزبول الزمن لبضع ثوانٍ.
مرّ بسرعة عبر العالم السفلي للمنطقة 2، يحفر الأنفاق كما لو كان يسبح في المياه، ووصل إلى موقع الشخصين اللذين ظهرا فجأة في المنطقة 2.
قادة عشيرة التنانين.
كانوا، مثل الجميع، مجمّدين في الزمن.
بدلاً من استخدام طاقته الخاصة، استدعى بعلزبول طاقة عالم نيو.
نقل قادة عشيرة التنانين إلى كون نيو.
أخيرًا، توقّف عن التهام عناصر الزمن.
سعل حراس الجدران، وحدّقوا في بعلزبول.
حاول بعضهم أن يتجاوزوا بعلزبول ويهاجموا ثاناتوس.
لكن بعلزبول أمسكهم بذيله وسحقهم.
تأكّد من أنهم ما زالوا على قيد الحياة، لكن مصابين بشدة، ثم رماهم نحو حراس الجدران الآخرين.
تردّد صراخ حاد بينما كان بعلزبول يحدّق فيهم.
فتح فمه وكشف عن آلاف الأسنان الحادة الشبيهة بالأنياب.
كيو..
حذّرهم.
حتى وإن كان يستطيع محوهم ببساطة من خلال التهام زمنهم، لن يفعل ذلك.
سوف يعانون، كما عانى نيو.
…
توقّف ثاناتوس أمام الكهف "الصغير".
“هذا هو المكان الذي يقيم فيه نيكثاريون #1.”
دخل بخطوات هادئة.
في نهاية الكهف الطويل، لاحظ رجلًا نحيفًا. بدا شابًا وفي أوائل العشرينات من عمره.
كان لديه شعر فضي طويل يلمع بخفوت.
عينيه كانتا سوداوتين، وحدقتاهما على شكل أقمار هلالية.
كان يبدو وكأنه يعاني من صعوبة في الاستيقاظ.
“آآرغ… آغ…”
تأوّه الرجل "الشاب"، نيكثاريون #1، وهو يمسك رأسه من الألم.
“أفهم”، قال ثاناتوس. “هكذا كانوا يقلّصون جنوني. لقد أجبروك على التهامه.”
انخفض ثاناتوس إلى مستوى عين نيكثاريون #1.
لم يكن لدى التنين أي إدراك للذات.
لقد أصبح منذ زمن طويل وحشًا غير قابل للسيطرة، ولهذا السبب قام باقي النيكسثاريون بختمه.
ومع ذلك، كان لدى نيكثاريون #1 قوة لا يمكن فهمها.
على الرغم من فقدان إدراكه لذاته، استمرت قوة التحكّم بالموتى المنبعثة من جسده في إحياء النيكثاريون الموتى.
غرست أظافر التنين في جلده، وسال الدم.
تحرّكت يده الأخرى فجأة وأمسكت بعنق ثاناتوس.
وببطء، بدأ في سحق قصبته الهوائية.
“قتل… عدو…”
على الرغم من امتلاكه قوة لا يمكن تصورها، لم يستطع قتل ثاناتوس.
جعل الألم والجنون ذهنه مشوشًا، ولم يستطع أن يضع قوة في أطرافه.
أمسك ثاناتوس يد التنين.
تدفّق الظلام منه وأكل نيكثاريون #1.
لم يكن هناك مقاومة، ولا معركة.
لقد تمّ تحطيم التنين بالكامل بعد معاناته تحت الجنون لعدّة أيام.
ظهرت ذكريات داخل رأس ثاناتوس.
التنين القديم نيكثاريون.
في الزمان الذي كانت فيه الكون والعناصر لا تزال قيد الاكتمال، كان الجميع يرغب أن يكون رائدًا في طريقه الخاص.
الطريق الذي اختاره نيكثاريون كان التحكّم بالموتى.
قوة للضعفاء.
قوة للمنعزلين.
***
ماهو رايكم بترجمة فصل هل لذيكم ملاحظات